الرسالة السابعة : أحسن ظنك في الله .
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد ... أحبتي في الله ..
التزود الإيماني في هذه الأيام ضرورة حتمية ، ونحن وقد أسمينا رمضان هذا العام ب ( رمضان مودع )
وأخذنا المعنى من حديث ابن عمر قال أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزا فقال النبي صلى الله عليه وسلم صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي الناس تكن غنيا وإياك وما يعتذر منه. [رواه الطبراني وحسنه الألباني ]
وكانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا - وهو مودع- أن نحسن الظن بالله تعالى .
وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل . [ رواه مسلم ]
وكلما اشتد الكرب ، وساد الحزن ، وظن الناس بالله الظنون ، يثبت أهل الإيمان ويستنشقون عبير الجنة ، ويرجون من الله ما لا يرجوه غيرهم .
انظروا لهذه المعاني في القرآن :
(1) في سورة يوسف : السورة التي ذكر فيها التنبيه على خطورة مرض اليأس " وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
ختمت بعد صراع يوسف عليه السلام المرير مع أهل الباطل الذين حاولوا إنهاءه ( بالرمي في البئر ) أو إلغاءه ( بإدخاله السجن ) أو إغواءه ( وراودته التي هو في بيتها ) .
ختمت بحسن الظن في الله " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ "
(2) في سورة القصص التي حكت وقوف موسى عليه السلام أمام أعظم عتاة الأرض ( فرعون ) ختمت بتقرير حقيقة المصير " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " الكل سيزول ولكن العبرة بالآخرة .
ثم أتت سورة العنكبوت تبين حقيقة الصراع في أولها والغاية من ذلك " فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "
وتختم بأن الله سينصر عباده المحسنين " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "
وتأتي البشارة في أول السورة التالية سورة الروم " الم ..غلبت الروم "
القضية : هل أنت واثق في الله ؟
هل أنت واثق في صدق وعد الله " لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد " ؟
السؤال : فما ظنكم برب العالمين ؟
أحسن ظنك بالله وإن كنت لا ترى نفسك أهلا لأن تُنصر
أحسن ظنك في الله : فإن شاء الله سيكون أفضل رمضان في حياتك .
أحسن ظنك في الله واعلم أن الابتلاءات تقوي العزائم وتزيد الإيمان وتجعل القلوب معلقة بعلام الغيوب ؟
اعلم أن الله يدبر الأمر وهو غالب على أمره وهو القاهر فوق عباده ، وهو على كل شيء قدير ، فما تحلم به من أحلام الله قدير عليها " وهو أهون عليه " فاجعل رجاءك فيه وحده .
اللهم أعتق رقابنا من النار ، وحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " .
هاني حلمي
تعليق