إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي


    الرسالة الأولى
    رمضان الأمل ليبدد الألم

    هذه الصورة مصغرة إضغط هنا لعرضها بحجمها الطبيعي .


    بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أما بعد ..
    أحبتي في الله ..
    كل عام وأنتم ومصر والمسلمون في شتي البقاع بخير وأمن واستقرار وعافية وراحة بال .
    ها نحن قد بلغنا المراد ، بلغنا الفرصة ، بلغنا الأمل ، رزقنا أعظم المنن في هذا العام ، فأعظم بها من نعمة ، حللت أهلا ونزلت سهلا يا قرة العيون يا رمضان .



    رمضان الأمل ليبدد الألم .
    رمضان المنحة ليمحو المحنة .
    رمضان يهتف فينا " ارْكُضْ بِرِجْلِكَ " هيا ابدأ السباق مع أذان المغرب " هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ " هيا لنتطهر من عيوبنا وآفاتنا وذنوبنا التي أنزلت النقم ورفعت النعم .


    رمضان حبيبي يأتي ليذكرنا بربنا ، بعد أن غفلنا كثيرا كثيرا عنه .
    يذكرنا بالودود حتى نتودد له ونتضرع بين يديه .
    يذكرنا بالإله الذي تفزع له قلوب محبيه ولهًا وشغفا متضرعة باكية
    رمضان هذا العام بالتأكيد سيكون مختلفا .
    فقد جاء في وسط أتون الفتن التي تمر بها بلادنا ليذكرنا بمعادلة القرآن التي لا نريد التزامها ، التي ضاعت وسط الأيدلوجيات المختلفة والتي أوقعتنا في الهاوية .



    يا أحبتي في الله ..
    " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ "
    علينا جهاد كبير مع هذه النفس :
    (1) النفس المحبة للفساد " وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ " .
    (2) النفس المتعالية المضخمة لذاتها " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" ( 83) (القصص)"
    (3) النفس المتكبرة التي لا ترى إلا نفسها رافعة شعار الأبالسة " أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ " .الأعراف 12
    (4) النفس السوداوية المحملة بالضغائن لمن يختلف معها ، التي لا تعرف سماحة ولا رفقا ولا رحمة .
    (5) النفس المتعطشة للظلم والقهر والاستبداد " إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)﴾. [ سورة إبراهيم ].
    والظلم من شيم النفوس ....فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم .




    ابدأ رمضان هذا العام
    (1) بمراجعة كشف حساب السنين ، وبوقفة حقيقية مع نفسك
    والعلاج في مشروعنا " رمضان مودع "
    اعتبره آخر رمضان في حياتك ، والأعمال بالخواتيم ، فماذا أنت صانع ؟؟
    (2) ابدأ بعزيمة وارفع مع الواقع شعار (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (المزمل:10) "
    (3) ابدأ ولا تضيع ثانية في رمضان بغير نية وبغير تعبد ، هذا العام سيكون عام انتصارك على نفسك ، لنرين الله ما نصنع ، والمحراب شاهد ، والمصحف شاهد ، والدموع رسائل تشفع ، وأنين المذنبين مثلي ينطق بما في القلوب ، وصرخات القلوب سهام الليالي ، " فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا" الأنعام 43 ستلين القلوب ربنا هذا ظننا فيك فلن يكون " وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" (43). .




    من هنا نبدأ .. والفردوس الملتقى .....رمضان مودع
    الليلة الأولى من ليالي رمضان 1434
    هاني حلمي
    التعديل الأخير تم بواسطة أمة عزيزة بالله; الساعة 23-07-2013, 12:10 AM. سبب آخر: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • #2
    رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي


    الرسالة الثانية : الحل هو اليقين


    بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .....أما بعد ..
    أحبتي في الله ..
    هل نحن من أهل اليقين ؟
    هل إيماننا راسخ ثابت أم تعصف به الفتن والمحن في مهب الريح
    لا تجب بالكلام وإنما أفعالك وأعمالك تنطق بحقيقة يقينك .
    في خواتيم الجزء الثاني من القرآن قصة طالوت وجالوت ذات المراحل الأربعة :
    مرحلة الكلام الأجوف ( الادعاءات ) وهي مرحلة اختبار الصدق من الكذب " ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ..." "فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا "
    ومرحلة آفات النفوس وظهور معدن كل إنسان حين ينطق " أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ " كبر وعجب وحب الدنيا وحب السلطة .
    ومرحلة فتنة الدنيا ممثلة في النهر والمطلوب " إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ " لكن الدنيا أكبر خطر " فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ "
    كانوا (12 ألف ) وبعد هذه المرحلة صاروا (319) فقط .
    وآخر المراحل وهي محل الشاهد ( اختبار اليقين ) 319 فرد يقاتلون ( جالوت الطاغية ) فأنى لهم ذلك فثبت أهل اليقين فقط "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(249)وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(250)فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَأوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251)تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(252)}"البقرة
    وخلصت القصة إلى أنَّ اليقين هو الحل ، هو سبب النصرة ، سبب الثبات ، سبب الصبر .
    وكأن هؤلاء قد تعلموا ( علم اليقين ) فأتت بعدها مباشرة قصة إبراهيم الخليل في مناجاته لربه " رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى "
    هنا يريد أن ينتقل من ( علم اليقين ) إلى ( عين اليقين )
    فمثلا : أنت متأكد من أن الله ينصر أولياءه هذا ( علم اليقين ) لكن إذا رأيت هذا بعيني رأسك فقد بلغت ( عين اليقين )
    أحبتي ..
    كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه " ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا " فعليكم بهذا الدعاء عند الفطر وفي السحر وفي سجودكم ، فإنه من أهم أعمال القلوب
    تقربوا في ( رمضان مودع ) وسلوا الله أن يمن عليكم بعلم اليقين وعين اليقين حتى نبلغ الفردوس الأعلى ( حق اليقين)
    أحبتي ...
    اعكفوا على العبادة ، نريد تركيزا في أوراد القرآن والصلاة والذكر والدعاء والتضرع . فمن يسابق ؟؟
    هاني حلمي


    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 21-07-2013, 12:32 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

      الرسالة الثالثة : وسنجزي الشاكرين .


      بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ..
      في هذا المشروع " رمضان مودع " نتزود بزاد الإيمان والتقوى لنحصل أعظم ثمرات رمضان ، ونسأل الله تعالى أن يسلمنا في رمضان ، وأن يجعل لنا فيه أعظم الأجر والمثوبة ، ويكتبنا من عتقائه من النار ، ومن أهل الفردوس الأعلى في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم .
      أحبتي ...
      في ظل الفتن والمحن التي يبتلى بها المسلمون في شتى بقاع الأرض ، نذكر هنا أعظم مصيبة حلت بالدنيا ، إنه موت النبي صلى الله عليه وسلم .
      قال صلى الله عليه وسلم : " إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب ". [ الصحيحة (1106) ]
      فانظروا لحديث القرآن عن هذه المصيبة الكبرى :
      قال تعالى : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ "
      موت النبي مصيبة ، فالمتوقع أن تكون خاتمة الآية " وسيجزي الله الصابرين " لا .. " وسيجزي الله الشاكرين "
      والموت مصيبة فالمتوقع أن تأتي خاتمة الآية التالية بذكر الصبر أيضا ، لا " وسنجزي الشاكرين " .
      نعم لأن الثبات وقت الفتن نعمة لا يبلغها إلا المؤمنون الأقوياء ، ولذلك لما تجد الناس حولك يفتنون وأنت ثابت فاشكر الله ، والله سيجزيك أعظم المثوبة . هل فهمت ؟؟
      المطلوب الثبات حتى الممات ، على الإسلام ، على العقيدة ، على الشريعة ، على منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تسمع ممن سخط ، ولا تلتفت لمن سقط ، وإنما كما عاش النبي صلى الله عليه وسلم فعش .
      اثبتوا في القيام . وتذكروا " يوم يقوم الناس لرب العالمين "
      اثبتوا على القرآن .. واجعلوه دليلا وهاديا وشفاء لما في الصدور
      استشعروا خطر الواقع فاستدفعوا النقم بالبكاء والتضرع " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ "
      عليكم بالدعاء مع احتراق القلب ، تباكوا حتى تلين القلوب بالبكاء ، ابتعدوا عن مفسدات القلوب ، اهجروا قيل وقال ، طهروا قلوبكم ولا تكونوا سماعين للكذب ، إياكم وبث الشائعات ، تثبتوا واثبتوا وسيجزيكم الله بأعظم الجزاء لأنكم ساعتها شكرتم النعمة التي أتت وسط البلاء .
      أليست اليقظة من بعد الغفلة نعمة ؟!!
      أليست التوبة من بعد الذنوب نعمة ؟!!
      أليست الإنابة لله والشعور بالتقصير في حقه الآن نعمة ؟
      فهمتم لماذا في طي المحنة منحة " وسنجزي الشاكرين "
      إن لم تكن ثابتا فأكثر من " يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك "
      وإن كنت بفضل الله ثابت فقل : اللهم لك الحمد أن ثبتنا
      هاني حلمي

      تعليق


      • #4
        رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

        الرسالة الرابعة : أزمة صدق

        بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
        نعم ليست العبرة بمن سبق ، وإنما العبرة بمن صدق ، بل الصادق هو السابق على الحقيقة ، لأن به يبلغ المؤمن أعلى منازل الجنة " مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين "
        به يكون المرء منا في رفقة " الأتقى عتيق الله من النار أبو بكر رضي الله عنه .
        والصدق هو الدواء للأزمة في ظل " محنة النفاق " التي انتشر كالنار في الهشيم ، ولكم أن تتدبروا مفتتح سورة البقرة ، وسورة النساء ، وسورة التوبة الفاضحة لتقفوا على صفات المنافقين الكثيرة ، وستجد على رأس قائمتها " الكذب "
        " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ "
        كذابون يدعون الإيمان وهم منه براء ، لذلك ذكر عقابهم الشديد
        " وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ "
        والمشكلة الكبرى أن تكون كذابا ، ولا تشعر ، أو تصدق كذبك ، وتدعي أنك صالح أو مؤمن أو تقي أو من النخبة أو ....الخ
        ثم أعمالك تكذب أقوالك ، ثم أحوالك تفضح كذبك .
        أحبتي ..
        قال تعالى :" اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "(119)"التوبة
        وقال صلى الله عليه وسلم : " اصدق الله يصدقك " ..
        والصدق أن تعرف كيف تبلغ هدفك وتمضي في طريق هذا الهدف .
        يعني لو صادق في طلب العتق من النار ، فعليك بأسباب العتق ، اعمل بكل قوة في موجبات العتق حتى تبلغ هدفك .
        لو تطلب الفردوس الأعلى ورفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتسمع أن الطريق " اعني على نفسك بكثرة السجود " ثم لا تكثر من نوافل الصلاة فأنت غير صادق في طلب هذا الهدف
        فإذا كنت صادقا في طلب ثمرات رمضان فعليك أن تجود من صيامك وقيامك ومن قراءتك للقرآن وسائر الأعمال الصالحة ، فكل يوم تتقدم خطوة .
        قال الفضيل : لم يتزين الناس بشيء هو أفضل من الصدق ، والله سائل الصادقين عن صدقهم ، منهم المسيح عيسى بن مريم فكيف بالكذابين المساكين ؟!!!
        قراراتك :
        1- لا للكذب وإن ظننت أنه ينجيك فهو في الواقع يهلكك .
        2- لا للادعاءات " والله ربنا ماكنا مشركين انظر كيف كذبوا على انفسهم "
        3- تحرى الصدق في الأقوال والأعمال والأحوال ، وبمنتهى الوضوح الصدق في كلمة واحدة " لا تمثل دورا " تعامل مع نفسك بشفافية تامة لتعرف سلبياتها وإيجابياتها .
        4- لا تسمع للكذب ولا تروج لمعلومة دون تثبت لاسيما في وقتنا العاصف هذا ، لا تكن فتانا ولا مفتنا " سماعون للكذب "
        اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل .
        وإن حصلت الصدق حصلت الكرامة " أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " فكل تقي صادق ، وأكرم الناس أتقاهم .
        هاني حلمي
        التعديل الأخير تم بواسطة أمة عزيزة بالله; الساعة 23-07-2013, 12:17 AM. سبب آخر: تشكيل الاية اكرمك البارئ الله اكبر

        تعليق


        • #5
          رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

          الرسالة الخامسة : ألم نشرح لك صدرك ؟!



          بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...أما بعد .
          فلعلك تسأل لماذا يحدث كل هذا من حولك ؟
          لماذا رمضان هذا العام بنكهة مختلفة ؟
          لماذا يعيش كثير من الناس حالة من الترقب والاضطراب ؟
          لماذا ضاقت الصدور وبلغت القلوب الحناجر ؟
          وأقول لك :
          يحدث كل هذا ليستخرج الله منَّا الأتقياء والمحسنون ، وانظر لهذه اللطيفة القرآنية البديعة .
          في خواتيم سورة الحجر قال الله تعالى :" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "
          فكان علاج الضيق : الذكر " سبحان الله وبحمده " ، وكثرة الصلاة وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر يفزع للصلاة ، وكانت العبادة ولزوم المحراب حتى الموت .
          في خواتيم سورة النحل السورة التالية لسورة الحجر :
          " وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ "
          إن الماكرين مهما اشتد مكرهم ، والكائدين وإن بدا استعصاء كيدهم ، ينسون "إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا . وَأَكِيدُ كَيْدًا " يتغافلون عن " وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ " " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ "
          فأحيانا يضيق صدر المؤمنين بمكر الماكرين ، حتى يظنوا أنَّه لا مفر من استعلاء الظلم والقهر .
          لكن الله بالمرصاد ، وهو يصنع بكم يا مؤمنون يا مؤمنات هذا لتزدادوا قربا ، فتترفعون عن الدنيا ، وتتعلقون بالآخرة ، ويصير رمضان حقا " رمضان مودع " وكأنه آخر رمضان في حياتكم فساعتها تحسنون أعمالكم ، وتراقبون ربكم ، فيستخرج منكم الأتقياء والمحسنين الذين هم اعلى الناس مقاما .
          أحبتي في الله ..
          نحن لله عبيد يفعل بنا ما يريد .
          أكثروا من الذكر للثبات " فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ "
          أكثروا من النوافل " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ "
          تدبروا " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ . وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ " فجددوا توبتكم واستغلوا رمضان لعقد المصالحة مع ربكم قبل فوات الأوان ..


          هاني حلمي
          التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 21-07-2013, 12:51 AM.

          تعليق


          • #6
            رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

            الرسالة السادسة : مضادات الغفلات .



            بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
            أما بعد ...أحبتي في الله ..
            أول الطريق إلى الله تعالى يقظة في مقابل الغفلة ، ونحن في هذا الجو العصيب في أمس الحاجة لجمع القلوب على علام الغيوب ، واستفاقة إيمانية تبدد التيه الذي وقعنا فيه ، نعم لابد من أن تلقي باللائمة على نفسك أولا قبل أي تحليل للواقع "
            قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ " فما هو ذا الذي عند أنفسنا ؟؟؟
            ألا تراك شاردا في الصلاة متلفت القلب مغرق في همومك ومشاكلك ؟؟
            ألا تراك تائها في الدنيا حتى وأنت تقرأ القرآن وأنت صائم في رمضان ؟
            ألا تشعر بأن الذكر لا طعم له ، وأن تأثيره بات ضعيفا عليك ؟
            أين قلبك حبيبي في الله ؟؟
            قلبك في الأحداث ، أم في الشهوات ، أم في الدنيا ....الخ
            انظر لخطر الغفلة هذه
            قال تعالى :" وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ "
            الغافل يعيش هكذا ، ويموت هكذا ، وحتى لما قضي الأمر وقامت القيامة يظل غافلا لا يصدق ما يحدث .
            قال تعالى : " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ "
            الموت
            قادم ، وقيامتك قريبة ، وللأسف مازلت غافلا ، لا تتعظ بالوقائع ، مازلت تلعب ، مازلت تلهو ، حذار فالله يقول : " وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا "

            وقد قال صلى الله عليه وسلم : واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه . رواه الترمذي وحسنه الألباني
            فكيف العلاج الناجع وما هي مضادات الغفلات ؟
            (1) الغفلة قرينة لحب الدنيا ، واليقظة قرينة "
            ذِكْرَى الدَّارِ " تذكر الآخرة ، فالدنيا تلهي " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ " والآخرة توقظ " حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ " أنصحك بزيارة قبر أو عيادة مرضى في اقرب مستشفى في أسرع وقت .
            (2) لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ، إدمان الذكر يطمئن القلب ، ويغسله من أثر صدأ الذنوب ، فيُجلى القلب ويقوى .
            (3) المحافظة على الصلوات في أول وقتها :
            قال صلى الله عليه وسلم : " من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكن من الغافلين " رواه ابن خزيمة وصححه الألباني
            (4) عاهد ربك من الآن فصاعدا ألا تنام قبل أن تصلي ولو ركعتين قيام طيلة عمرك ، فقط عشر آيات فصاعدا فقد قال صلى الله عليه وسلم " من قرأ - يعني في صلاة الليل - بعشر آيات لم يكتب من الغافلين " رواه الحاكم وصححه الألباني

            (5) عليك بالدعاء كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة . رواه الحاكم وصححه الألباني

            هاني حلمي
            التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 21-07-2013, 12:47 AM.

            تعليق


            • #7
              رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

              الرسالة السابعة : أحسن ظنك في الله .


              بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
              أما بعد ... أحبتي في الله ..
              التزود الإيماني في هذه الأيام ضرورة حتمية ، ونحن وقد أسمينا رمضان هذا العام ب ( رمضان مودع )
              وأخذنا المعنى من حديث ابن عمر قال أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزا فقال النبي صلى الله عليه وسلم صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي الناس تكن غنيا وإياك وما يعتذر منه.
              [رواه الطبراني وحسنه الألباني ]
              وكانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا - وهو مودع- أن نحسن الظن بالله تعالى .
              وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل). [ رواه مسلم ]
              وكلما اشتد الكرب ، وساد الحزن ، وظن الناس بالله الظنون ، يثبت أهل الإيمان ويستنشقون عبير الجنة ، ويرجون من الله ما لا يرجوه غيرهم .
              انظروا لهذه المعاني في القرآن :
              (1) في سورة يوسف : السورة التي ذكر فيها التنبيه على خطورة مرض اليأس " وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
              ختمت بعد صراع يوسف عليه السلام المرير مع أهل الباطل الذين حاولوا إنهاءه ( بالرمي في البئر ) أو إلغاءه ( بإدخاله السجن ) أو إغواءه ( وراودته التي هو في بيتها ) .
              ختمت بحسن الظن في الله " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ "
              (2) في سورة القصص التي حكت وقوف موسى عليه السلام أمام أعظم عتاة الأرض ( فرعون ) ختمت بتقرير حقيقة المصير "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " الكل سيزول ولكن العبرة بالآخرة .
              ثم أتت سورة العنكبوت تبين حقيقة الصراع في أولها والغاية من ذلك "
              فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "
              وتختم بأن الله سينصر عباده المحسنين "
              وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
              وتأتي البشارة في أول السورة التالية سورة الروم " الم ..
              غُلِبَتِ الرُّومُ "
              القضية : هل أنت واثق في الله ؟
              هل أنت واثق في صدق وعد الله "
              لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ " ؟
              السؤال :{
              فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ؟
              أحسن ظنك بالله وإن كنت لا ترى نفسك أهلا لأن تُنصر
              أحسن ظنك في الله : فإن شاء الله سيكون أفضل رمضان في حياتك .
              أحسن ظنك في الله واعلم أن الابتلاءات تقوي العزائم وتزيد الإيمان وتجعل القلوب معلقة بعلام الغيوب ؟
              اعلم أن الله يدبر الأمر وهو غالب على أمره وهو القاهر فوق عباده ، وهو على كل شيء قدير ، فما تحلم به من أحلام الله قدير عليها "
              وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ " فاجعل رجاءك فيه وحده .
              اللهم أعتق رقابنا من النار ، وحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " .

              هاني حلمي
              التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 21-07-2013, 12:43 AM.

              تعليق


              • #8
                رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

                جزاك الله خيرااا
                عالم اليوم عبارة عن كثير من الصور المتلاحقة الموجودة فى كل مكان مثل صور فيس المتداولة يوميا و صور تنقل اخبارنا مثل صور واتس اب و حتى كلماتنا اصبحنا نتداولها فى صور كلام بدل من كتابه كلامتنا عالم اليوم هو عالم صور بلا حدود

                تعليق


                • #9
                  رمضان مودع 1434هـ للشيخ هانى حلمى تابعونا




                  رمضان مودع 1434هـ للشيخ هانى حلمى تابعونا































                  التعديل الأخير تم بواسطة أمة عزيزة بالله; الساعة 23-07-2013, 12:07 AM. سبب آخر: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: رمضان مودع 1434هـ للشيخ هانى حلمى تابعونا

                    جزاك الله خيرا رفيقتي الغالية
                    ذليلة لله
                    ربي يسترك في الدارين
                    زادك الله من فضله
                    التعديل الأخير تم بواسطة أمة عزيزة بالله; الساعة 23-07-2013, 12:02 AM.


                    تعليق


                    • #11
                      رد: رمضان مودع 1434هـ للشيخ هانى حلمى تابعونا

                      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
                      سلمت يمينك أختنا الكريمة ، زادك الله توفيقا و سدادا
                      جزاكِ الله خيرا،
                      جعلني الله و إياكم من الفائزين بليلة القدر اللهم آمين

                      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
                      اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

                      الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
                      بقية المقال هنا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: رمضان مودع 1434هـ للشيخ هانى حلمى تابعونا

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                        جعل الله ماتقومون به في موازين حسناتكم
                        رحمك الله يا أمي
                        ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                        وظني بكـَ لايخيبُ

                        تعليق


                        • #13
                          رد: رمضان مودع 1434هـ للشيخ هانى حلمى تابعونا


                          تعليق


                          • #14
                            رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

                            الرسالة الثامنة : تحتاج للبكاء من خشية الله


                            بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
                            أما بعد .. أحبتي في الله ..
                            قال الله تعالى : "
                            إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ " فكان الخليل يشكو لربه حاله ويتأوه " أوه ....أوه " فسمي أواها ، وما أحوجنا لتأوهات الخليل على أنفسنا وعلى ذنوبنا وعلى تقصيرنا الذي ينزل بنا النقم ويرفع عنا النعم .
                            وقالوا : سمي نبي الله نوحا هكذا لأنه كان نوَّاحا ، ينوح لربه ويبكي بحرقة .
                            ونحن في رمضان هذا ، ما أحوجنا للبكاء بين يدي الله على ما وصلت له أحوالنا ، بل إنَّ هذا البكاء سبب لأن تعتق رقابنا من النار .
                            عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
                            وعن جعفر بن سليمان ، قال :
                            « وعظ مالك بن دينار يوما فتكلم ، فبكى حوشب ، فضرب مالك بيده على منكبه وقال : « ابك يا أبا بشر ، فإنه بلغني أن العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده ، فيعتقه من النار »
                            وما أحوجنا وأحوج بلادنا لنزول الرحمات ورفع اللعنات ، وهذه تتحقق مع بكاء المخلصين .
                            قال عمر بن ذر :
                            « ما رأيت باكيا قط إلا خيل إلي أن الرحمة قد تنزلت عليه »
                            قال عبد الواحد بن زيد :
                            « يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله ؟ ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرمه النظر إليه .
                            يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من النار ؟ ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها ،
                            يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من العطش يوم القيامة ؟ ألا إنه من بكى خوفا من ذلك سقي على رءوس الخلائق يوم القيامة ،
                            يا إخوتاه ألا تبكون ؟ بلى ، فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا ، لعله أن يسقيكموه في حظائر القدس مع خير الندماء والأصحاب من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .
                            ثم جعل يبكي حتى غشي عليه»
                            لكن كيف تصل للبكاء من خشي الله ؟
                            قال صالح المري:
                            للبكاء دواعي :
                            (1) الفكرة في الذنوب ، فإن أجابت على ذلك القلوب ، وإلا نقلتها إلى
                            (2) تلك الشدائد والأهوال ، فإن أجابت على ذلك ،
                            (3) وإلا فاعوض عليها التقلب بين أطباق النيران قال : ثم صاح وغشي عليه ، فتصايح الناس من نواحي المجلس
                            حبيبي في الله ...
                            النجاة : ابك على خطيئتك .. ابك على نفسك .
                            البكاء رسائل شافعة من عينك وقلبك لتغسل ذنوبك وخطاياك .
                            البكاء بين يدي الله لاسيما في هذا الشهر الفضيل وفي هذا المناخ العصيب يرقق القلب ويجمع الشمل ويثلج الصدر ويفرج الكرب ويزيل الهم ، وله دوي يسمعه أهل السماء ، وبكاء المظلومين يجد المجيب سبحانه يطمئنه : " لأنصرنك ولو بعد حين " فاستبشر أيها الباكي بنصر قريب

                            هاني حلمي
                            التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 21-07-2013, 12:36 AM.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

                              الرسالة التاسعة : ذرة إنصاف



                              بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
                              أما بعد .. أحبتي في الله ..
                              لا يخفي عليكم مناخ التراشق بالألفاظ الذي نعيشه في وسط هذه المحنة ، وطريقة فرض الآراء ( أما أن تكون ...أو تكون ) مع أن الحادث جلل والأمور لا تؤخذ هكذا ، وحسن الظن بالمسلمين خلق نادر فمن يتصف به ليكون أثقل في ميزانه ربما من صيام وقيام وقرآن ؟؟
                              إنما نؤتى من قبل أخلاقنا ، إنما نبتلى بسبب الكدر في نفوسنا ، ومن صفى صُفي له ، ومن كدَّر كُدِّر عليه .
                              لقد تعلم سلفنا الصالح وتربوا على مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة8] وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [النساء135].
                              وقد علمهم المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإنصاف والعدل مع الخصم
                              فهذا حاطب بن أبي بلتعة يُرسل إلى قريش قبيل فتح مكة يخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُعد لغزوهم، فلما كُشف أمره قال عمر بن الخطاب: ائذن لي يا رسول الله في قتله فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا إنه قد شهد بدرًا وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ، فإني غافر لكم . [ متفق عليه ]
                              واستدعى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حاطبًا ثم سأله لماذا فعلت هذا؟ فقال: أحببت أن أتخذ لي يدًا عند قريش؛ ليحفظوا أهلي هناك مع علمي أن الله ناصرك، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فعفا عنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأطلقه.
                              لذا؛ كان الإنصاف والعدل مع الخصم سجية من سجايا الصحابة وخلق من أخلاقهم التي تعلموها من قائدهم ومربيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فها هي عائشة رضي الله عنها لا يمنعها خصمها الذي قتل أخاها أن تقول قول الحق؛ فعن عبد الرحمن بن شماسة قال: دخلت على عائشة فقالت: ممن أنت؟ قلت: من أهل مصر، قالت: كيف وجدتم ابن خديج في غزاتكم هذه؟ قلت: خير أمير؛ ما يقف لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل مكانه بعيرًا ولا غلامٌ إلا أبدله مكانه غلامًا قالت: إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إني سمعته يقول: "اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ".
                              أحبتي ..
                              كن منصفًا .. "
                              اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ "
                              كن منصفًا من نفسك ، ولا تعامل الناس بما لا تعامل به نفسك .
                              كن منصفًا واتق الله في اتهام نوايا الناس أو أن تتعدى على مواقفهم دون بينة بما عملوا أو يعملون .
                              كن منصفًا والتمس لكل عذره في أي فعل تراه فيه مخطئا .
                              كفوا عن لغة التخوين ، واحرص على كف لسانك عن كل ما لا يعذرك أمام الله .
                              نحتاج للسان ذاكر مسدد ، وقلب شاكر مُجدد ، وأخلاق تقود دعوتنا ، ونقاء للنفوس والأرواح يبعثنا من جديد ، يعذر بعضنا بعضا ، ويدعو بعضنا لبعض ، أنصفوا
                              رمضان الخلق الكريم .


                              هاني حلمي
                              التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 21-07-2013, 12:54 AM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X