إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

    الرسالة العاشرة : " الآن قبل فوات الأوان "

    بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    أما بعد ... أحبتي في الله .
    هل تشعر بأن عشرة أيام من رمضان قد مضت ؟!!
    هل تيقنت بأنَّ المشكلة فيك وأن الحل سيبدأ منك وأنَّ مشاكل الواقع نتيجة حتمية لمشكلتك أنت ؟
    نعم ابدأ بنفسك ، ولابد من تغيير ما بالأنفس ليغير الله ما بالأقوام ، التغيير المجتمعي مرهون بالتغيير الشخصي "
    حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ "
    نعم لابد أن نتوب ونتغير بشكل عملي فعال ، ولن تكون فرصة أفضل من رمضان .
    نعم البداية " وقفة محاسبة للتغيير الفوري الجذري "
    ماذا عرفت عن نفسك في هذه الأيام العشر ؟
    ما الذنوب التي تبت بالفعل منها في هذه الايام ؟
    هذه ثمرات الصيام "
    لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " هذه ثمرات القيام " فما حافظ على قيام الليل منافق " هذه ثمرات القرآن "شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ " فأين هي ؟؟
    ابدأ بداية عملية نقوم بها في المسجد هذه الايام ، فقد طلبت من أهل المسجد بين ركعات القيام أن يدونوا خمسة ذنوب يقعون فيها ويريدون حقا أن يتوبوا منها ، ليكون رمضان التغيير
    وجاءتني رسائل تحمل انين المذنبين وكلنا ذلك الرجل :
    وعلى راس المشاكل كانت فتن الشهوات ، ومعاصي السر ، والكذب والنفاق ، والتكاسل عن الطاعات ، حب الدنيا وخشية الفقر .
    ماذا لو قدمت قربانا لله هذه الأيام ليكشف عنا العذاب ؟!!
    هيا عاهد الله بقلب مؤمن موقن بنصر الله تعالى ، آخذ بأسباب النصر التي أولها الإيمان والتوبة "
    إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ "
    تب حبيبي في الله وتعال نحاول ذلك معاً :
    1- تب من الغش والتلون وكن صادقا واضحا .
    2- تب من آفات اللسان لاسيما الخوض بالباطل والغيبة وفحش القول لاسيما عند الخصومة .
    3- تب من " نسيان الله " نعم إنها " الغفلة " "
    نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ " ، وكانت النتيجة "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ " وصار الأمر " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ " ، والعلاج "وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ " اقرأ القرآن على أنه يكلمك أنت ، واستشعر الخطر لتتذكر .
    4- تب من اتخاذ الدين لهوا ولعبا ، كفاك لعبا بدبنك ، كن جادا في التزامك ، فلا تتوان مع نفسك لكي تصلحها .
    5- تب من تقصيرك في أداء الفرائض والنوافل .
    6- تب من "
    وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا "
    7- تب من تسويف التوبة ، وتسويف القرارات ، ارفع شعار " الآن قبل فوات الأوان "
    همسة :
    لماذا لا أسمع رعد أنين المذنبين في المساجد في هذه المحنة الشديدة ، متى تصرخ لله على حالك ؟ متى ترفع شكايتك للسماء مع احتراق قلبك ؟
    بشرى :
    تلقيت بالأمس خبرين بارتداء أختين للحجاب الشرعي في هذه المحنة الشديدة التي تزل فيها الأقدام ، والأمر يتكرر ، لكن الوقفة كانت أن المتصور العكس وأعلم أنه يحدث ، لكنه غربال المحن ، ليميز الله الصادق من الكاذب ، حقا ربنا أنت تربينا لنعرف من نحن ؟!!
    هاني حلمي
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 21-07-2013, 12:29 AM. سبب آخر: تشكيل الآيات

    تعليق


    • #17
      رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
      وجعله فى موازين حسناتكم
      وجعلنا وإيَّاكم ممن يصوم ويقوم رمضان إيمانًا وإحتسابًا
      -----------------
      للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.(ابن القيم)
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

      تعليق


      • #18
        رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرا ونفع بكم
        أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
        عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي العبادة أفضل درجة عند الله تعالى يوم القيامة ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا ، قلت : يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله عز وجل ؟ قال : لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر سيفه ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه "
        أكثر من الاستغفار: فإنَّه يطهر القلب والجنان، ومدعاة لتكفير الذنوب والآثام.

        أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فإنها من أعظم أسباب تنزل الرحمات، وبها تستجلب محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم وشفاعته يوم المعاد، وترفع بها الدرجات، وتقضى الحاجات.

        ينقل للقسم المناسب


        تعليق


        • #19
          رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

          جزاكم الله خيرا جميل جدا ياسلام لو زودتوه جمال بتشكيل الايات

          تعليق


          • #20
            رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

            الرسالة الرمضانية الحادية عشرة : احذر


            بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أما بعد .


            أحبتي في الله ..


            بدات الثلث الثانية ، وإن تفلت منا رمضان ولم نحقق ثمراته فبئس العاقبة ، فكما رفعنا من الأمس الشعار للايام القادمة - إن قدر الله لنا البقاء - " الآن قبل فوات الأوان "





            استمع لهذا الحديث وأرعه سمعك وبصرك واجعله يزلزل كيانك لتعرف أن الموضوع في غاية الخطورة .


            روى الطبراني وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" وَمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ دَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ وَأَسْحَقَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ "


            هل تتصور أن العقوبة إن لم يغفر لك أن لو مت على ذلك أن تدخل النار ، وأن تكون من المبعدين عن رب العالمين . اللهم الطف بنا واغفر لنا .



            هناك تحذيرات رهيبة في القرآن تحتاج أن نتدبرها حتى لا نقع تحت طائلة وعيدها :

            أولا : كدر النفوس

            قال تعالى :"وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ " فالخاتمة هنا بذكر الحلم يعني أن الله يعلم ما في هذه النفوس من الكدر الذي يغضبه سبحانه وتعالى لكنه يحلم علينا ولا يعاجلنا بالعقوبة .

            ولذلك قال : " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ "

            فحذار أن تترك تزكية نفسك " قد أفلح من زكاها "

            فهيا قل : اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .



            ثانيا : المخالفة

            قال تعالى : "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "

            الله يحذر من تسول له نفسه أن يعصيه ويعصي رسوله ، وأن الحجة لو قامت على الإنسان ولم يستدرك أمره فالعقاب أليم ، ولاحظوا أن رمضان حجة لك أو عليك فاحذر .

            " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "



            ثالثا : فتن الأهل

            قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "

            احذر أن تنشغل بذاتياتك ودائرتك الصغيرة " زوجتك ..زوجك ..أولادك " فإنهم قد يفتنوك وعليك أن تتخذ معهم حسن الخلق وتحذر فتنتهم بالعمل الصالح .

            قال صلى الله عليه وسلم : "«فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» [ متفق عليه ]



            رابعا : فساد القلب

            قال تعالى : "وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا "

            فإذا رأى قلبك سيجد حبه والتعلق به ، أم حب الدنيا والانشغال بها فيغضب ، فاحذر غضبة الملك ، واصلح فساد قلبك بكثرة الاستغفار .

            قال صلى الله عليه وسلم :" إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه " [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني ] ..

            فاحذروا فقطار رمضان لا يتوقف لأحد

            هاني حلمي


            تعليق


            • #21
              رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

              الرسالة الثانية عشرة : الطريق (بناء .. ابتلاء ..مواجهة ..تمكين )
              بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ..
              أحبتي في الله ..
              من منَّا - كمسلمين محبين لربنا ولنبينا صلى الله عليه وسلم - لا يحلم بأن يُحكم فينا شرع الله تعالى ؟
              أن نجد مجتمعًا على نهج الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
              أن يزول الظلم وتتحقق العدالة ؟
              أن تزول العنصرية وتتحقق المساواة ؟
              أن يقضى على الفساد وتسود الأخلاق والطهر ؟

              كثيرون من يحلمون هذا الحلم الجميل ، وسلكوا في تحقيقه مسالك شتى ، وباءت للأسف بعدم النجاح ، وتشبث كلُ برايه وفق توصيفه للواقع وقراءته الخاصة ، "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا "
              لكن هذا الحلم ظلت له عوامل وأسباب مفقودة نحتاج في هذه الوقفة مع النفس أن نحاول أن نصدق مع أنفسنا ونخلص ونتجرد بعيدا عن هياج الحماس وعن ضغوط اللحظة .

              إن منهاج النبوة من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التمكين قام على أسس واضحة .
              البناء والابتلاء والمواجهة ثم التمكين .
              ودائما كان القفز على هذه الأسس يؤدي للفشل الذريع .
              ولو تأملتم سورة آل عمران وسورة القصص لوجدتم هذه المعاني واضحة جلية .
              سورة آل عمران لماذا سميت هكذا ؟ وتأتي السورة الثالثة بعد سورة الفاتحة ( ام الكتاب ) أو سمها المقدمة ، ثم سورة البقرة التي محورها (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) أو سمها معالم ومنارات الطريق ، من الذي سيهتدي ؟ من الذي على صراط مستقيم ؟ ومن هم الغاوين .
              ثم تأتي سورة آل عمران لتحدثنا على أمر ( التمكين ) كيف يسود الإسلام ؟ كيف يتحقق الحلم ؟
              أولا : تسمى ( آل عمران ) هذه الأسرة العابدة الفاضلة ، أم متعلقة بالله ، تنذر حملها لله ، وأب يذكر اسمه دون وصفه يبدو صلاحه ، ونبتة طاهرة تخرج لتكون من أكمل النساء ، إنها مريم التي تعني في لغتهم ( العابدة القانتة ) ، لتكون على موعد مع الابتلاء ، تنجب طفلا بغير نكاح ، لكن من الابتلاء والمحنة تأتي النصرة والمنحة ، إنه المسيح عيسى عليه السلام وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين .
              فهي نفس المعادلة ، ابدأ بالإصلاح الذاتي ، ثم أنذر عشيرتك الأقربين اجعلهم يتحملون رسالتك " الحلم " ليكون " واقعا " واصبر على البلاء والمحنة وسيأتي الفتح والنصرة .

              ثانيا : تمضي السورة تشرح هذه المعادلة ، حتى الآية المائة والعشرين التي تحكي خلاصة مرحلة الابتلاء " وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ "
              ثم انظر في قوله تعالى : " وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " لاحظ " من أهلك " فبداية النصرة " من أهلك " يوم يتحملون معك " الحلم " بعد أن عاشوه داخل بيوتهم " واقعا " ثم تأتي " المواجهة " مع قوى الشر والظلم ليتحقق في نهاية الأمر " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"

              ثالثا: لاحظ نفس المعادلة في سورة القصص ، فبعد أن ذكر صراع الحق والباطل ، بين موسى وفرعون ، كانت أول لقطة في القصة " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"
              البداية من هنا ، من البناء التربوي ، من أم صالحة يلهمها الله .

              إن الحلم لن يتحقق إلا بإقامة العبودية في الأرض بمعنى الكلمة "يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا "

              إقامة الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا وسلوكا .
              يوم يتحول كل مسلم لصاحب قضية اسمها الإسلام والشريعة ، على منهاج المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بدون تبديل أو تحويل أو تزييف أو ترقيع أو تقديم تنازلات تحت مسمى المتاح أو الضرورة الملجئة .

              وقفة مع النفس :
              (1) ألم تظهر الأحداث زيف المسار السياسي حتى يصرح بعض المشايخ بأن السياسة لابد فيها من تنازلات ؟

              (2) ألم تظهر الأحداث أسوأ ما فينا : لا نحسن العمل في فريق ، بسبب التعصب الأعمى أو إعجاب كل ذي رأي برأيه ؟

              (3) أليست أخلاقنا - حتى في المحنة - دليلا واضحا على عدم التأهل لأن نكون جيل التمكين بحق ؟
              ألا ترون سوء الظن بالمسلمين ؟
              ألا ترون قبيح الاتهام على النوايا دون تثبت ؟!
              ألا ترون لغة التخوين ، ولغة السباب والشتائم بألفاظ نابية ، لغة الحدة لدرجة الاتهامات القبيحة إذا اختلف في توصيف الواقع
              هل هذه أخلاااااااااااااااااااااااق للتمكين ؟!!!
              نبدا من هنا ، ولا يشغب بعضنا على بعض ، ونسير في مسارات متآلفة ، ونعيد البناء ، ونواجه الابتلاء ، فيتحقق " الحلم "
              هاني حلمي
              التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 24-07-2013, 09:58 PM.

              تعليق


              • #22
                رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                ما شاء الله . جزاك الله خيرا اخيتي, وبارك الله فيكم, موضوع جميل وقيم جدا
                عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

                تعليق


                • #23
                  رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي


                  تعليق


                  • #24
                    رد: مشروع ((رمضــان مودع)) .. للشيخ هاني حلمي

                    الرسالة الثالثة عشر : الناس والشريعة
                    بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أما بعد
                    أحبتي في الله ..
                    بعد أن ذكر القرآن الطريق من خلال سورة آل عمران كما بينت في الرسالة الماضية ، وجاءت سورة النساء لتتكلم عن أصل من أصول هذا المنهج وهو مراعاة الحقوق ، وكان على رأسها حقوق الضعفاء
                    " النساء " جاءت سورة المائدة والتي قامت على اساس واضح في بيان عظم هذه الشريعة .
                    قال تعالى :
                    "وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "

                    نعم لا يشعر بعظم الشريعة إلا أهل اليقين ، ولن يجاهد لتطبيقها إلا الموقنون الذين لن يقبلوا أن تزيف أو تبدل أو تميع أو يتنازل عنها
                    " إن الحكم إلا لله "

                    لكن العجيب هو اسم السورة
                    " المائدة " ما الرابط بين المائدة وبين الشريعة ؟!!
                    ارجع إلى آية المائدة المذكورة في خواتيم السورة :
                    " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ "
                    نعم المائدة رزق ، والشريعة رزق ، بل جالبة الرزق .

                    لذلك جاءت هذه الآية العظيمة في سورة المائدة لتحل لنا هذا الإشكال :
                    " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ "

                    نعم تطبيق الشريعة هو الكفيل بالمائدة بالرزق ، وليس شيئا آخر ، ولو أننا أيقنا بذلك ، ولم نفكر في العواقب بطريقة الساسة ، ولا شغلنا بالتوافقيات على حال من قال فيهم القرآن
                    "فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا "
                    هذا هو الحل لكن الناس مع الشريعة أقسام (1) منهم من لا عقيدة له ، وبالتالي لا يقين عنده بمثل ذلك ، فهو كالأنعام كما ججاءت سورة الأنعام بعد ذلك تبين شأنه ، فسورة الأنعام هي سورة العقيدة والرد على باطل الشرك بالحجج ، وهي تقول بعبارة يسيرة : إنسان بلا عقيدة = أنعام
                    ولكن إنسان العقيدة هو من يرفع شعار ، حياتي كلها لله ،
                    " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ "(2) وهناك قسم متذبذب ، لذلك تهتف فيه السورة من البداية " فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ " هو على الأعراف ، بسبب غفلته وأحيانا كبره ، لا يريد الشريعة ، ويعيش يأخذ منها ما يناسب هواه ، ويترك ما يخالف هواه ، يظل لا يعي ولا يشعر بقيمة هذه الشريعة ، وفي حقيقية الأأمر مثله كمثل الفريق الأول ن لذلك جاء هذه الآية في سورة الأعراف ناطقة بهذه الحقيقية .
                    " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "وتنتهي السورة بذكر العلاج :أولا : الذكر في مقابل الغفلة ذكرا مؤثرا يتغلغل النفس والقلب" وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ثانيا : التواضع والتذلل لله تعالى بكثرة السجود ، بالعبادة لله تعالى ، " إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ " لاسيما أن هذا طريق الإصلاح كما وصفته السورة في أعظم بيان " :وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ "نعم تمسك بالكتاب ، ومسِّك الناس الكتاب ، وأقم الصلاة ، وافزع لها في وقت المحن ، وكن صاحب عقيدة راسخة ، وجاهد بكل ما تستطيع لتطبيق الشريعة ، وليس لأي حسابات أخرى ، ساعتها يكون الطريق طريق الحق في مواجهة طرق الباطل ، ولا تتلون الصورة بالألاعيب أو الصفقات السياسية ، وساعتها الحق أبلج
                    هاني حلمي
                    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 23-07-2013, 12:20 AM.

                    تعليق


                    • #25
                      رد: رمضان مودع 1434هـ للشيخ هانى حلمى تابعونا

                      أحسنتِ اكرمك البارئ استمرى وجزاكم الله خيرا منه جميعا ونفع الله بنا وبكم لا اله الا الله

                      تعليق

                      يعمل...
                      X