الرسالة الخامسة : ألم نشرح لك صدرك ؟!
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...أما بعد .
فلعلك تسأل لماذا يحدث كل هذا من حولك ؟
لماذا رمضان هذا العام بنكهة مختلفة ؟
لماذا يعيش كثير من الناس حالة من الترقب والاضطراب ؟
لماذا ضاقت الصدور وبلغت القلوب الحناجر ؟
وأقول لك :
يحدث كل هذا ليستخرج الله منَّا الأتقياء والمحسنون ، وانظر لهذه اللطيفة القرآنية البديعة .
في خواتيم سورة الحجر قال الله تعالى :" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "
فكان علاج الضيق : الذكر " سبحان الله وبحمده " ، وكثرة الصلاة وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر يفزع للصلاة ، وكانت العبادة ولزوم المحراب حتى الموت .
في خواتيم سورة النحل السورة التالية لسورة الحجر :
" وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ "
إن الماكرين مهما اشتد مكرهم ، والكائدين وإن بدا استعصاء كيدهم ، ينسون "إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً . وَأَكِيدُ كَيْداً" يتغافلون عن " وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ " " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ"
فأحيانا يضيق صدر المؤمنين بمكر الماكرين ، حتى يظنوا أنَّه لا مفر من استعلاء الظلم والقهر .
لكن الله بالمرصاد ، وهو يصنع بكم يا مؤمنون يا مؤمنات هذا لتزدادوا قربا ، فتترفعون عن الدنيا ، وتتعلقون بالآخرة ، ويصير رمضان حقا " رمضان مودع " وكأنه آخر رمضان في حياتكم فساعتها تحسنون أعمالكم ، وتراقبون ربكم ، فيستخرج منكم الأتقياء والمحسنين الذين هم اعلى الناس مقاما .
أحبتي في الله ..
نحن لله عبيد يفعل بنا ما يريد .
أكثروا من الذكر للثبات " فاثبتوا واذكروا الله "
أكثروا من النوافل " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ "
تدبروا " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2}" فجددوا توبتكم واستغلوا رمضان لعقد المصالحة مع ربكم قبل فوات الأوان ..
هاني حلمي
تعليق