الرسالة الرابعة : أزمة صدق
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
نعم ليست العبرة بمن سبق ، وإنما العبرة بمن صدق ، بل الصادق هو السابق على الحقيقة ، لأن به يبلغ المؤمن أعلى منازل الجنة " مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين "
به يكون المرء منا في رفقة " الأتقى عتيق الله من النار أبو بكر رضي الله عنه .
والصدق هو الدواء للأزمة في ظل " محنة النفاق " التي انتشر كالنار في الهشيم ، ولكم أن تتدبروا مفتتح سورة البقرة ، وسورة النساء ، وسورة التوبة الفاضحة لتقفوا على صفات المنافقين الكثيرة ، وستجد على رأس قائمتها " الكذب "
" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ "
كذابون يدعون الإيمان وهم منه براء ، لذلك ذكر عقابهم الشديد
" وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ "
والمشكلة الكبرى أن تكون كذابا ، ولا تشعر ، أو تصدق كذبك ، وتدعي أنك صالح أو مؤمن أو تقي أو من النخبة أو ....الخ
ثم أعمالك تكذب أقوالك ، ثم أحوالك تفضح كذبك .
أحبتي ..
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
وقال صلى الله عليه وسلم : " اصدق الله يصدقك " ..
والصدق أن تعرف كيف تبلغ هدفك وتمضي في طريق هذا الهدف .
يعني لو صادق في طلب العتق من النار ، فعليك بأسباب العتق ، اعمل بكل قوة في موجبات العتق حتى تبلغ هدفك .
لو تطلب الفردوس الأعلى ورفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتسمع أن الطريق " اعني على نفسك بكثرة السجود " ثم لا تكثر من نوافل الصلاة فأنت غير صادق في طلب هذا الهدف
فإذا كنت صادقا في طلب ثمرات رمضان فعليك أن تجود من صيامك وقيامك ومن قراءتك للقرآن وسائر الأعمال الصالحة ، فكل يوم تتقدم خطوة .
قال الفضيل : لم يتزين الناس بشيء هو أفضل من الصدق ، والله سائل الصادقين عن صدقهم ، منهم المسيح عيسى بن مريم فكيف بالكذابين المساكين ؟!!!
قراراتك :
1- لا للكذب وإن ظننت أنه ينجيك فهو في الواقع يهلكك .
2- لا للادعاءات " وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ. انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ "
3- تحرى الصدق في الأقوال والأعمال والأحوال ، وبمنتهى الوضوح الصدق في كلمة واحدة " لا تمثل دورا " تعامل مع نفسك بشفافية تامة لتعرف سلبياتها وإيجابياتها .
4- لا تسمع للكذب ولا تروج لمعلومة دون تثبت لاسيما في وقتنا العاصف هذا ، لا تكن فتانا ولا مفتنا " سماعون للكذب "
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل .
وإن حصلت الصدق حصلت الكرامة "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" فكل تقي صادق ، وأكرم الناس أتقاهم .
هاني حلمي
تعليق