رمضان تجلّى وابتسم طوبى للعبد إذا اغتنم..
أرضى مولاه بما التزم طوبى للنفس بتقواها...
رمضان أهلاً ومرحباً بضيفٍ كريم غالٍ على قلوبنا سرعان ما يمضي، فيه تحلو النفوس وتلين القلوب بروحانية هذا الشهر المبارك..
تتضاعف الأجور وتصفّد مردة الشياطين، تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران فهو شهر خير وبركة..
سبحانك ربي كيف لنا بأن نضيع فرصة عظيمة مثل هذه، كفيلة بأن تمحو بها خطايانا وسيئاتنا..؟!!
هل نصفد عقولنا وقلوبنا على طريق الشر والآثام في هذا الزمان..
إنه زمان طاعة.. وقد يسّر الله لك الأمر وأعانك عليه.. بل وذكر سبحانه أيام الصيام وقلّلها يقول الله تعالى ((أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ )) فاحترم الشهر ولاتجترم الآثام في تلك الأيام.. وإياكَ ثم إياك من قطاع الطريق إلى الله، الدّاعين إلى معصيته في هذا الشهر العظيم من وسائل الإعلام المختلفة في الجرائد والمجلات والراديو والتلفاز والمسارح والسهر والملهيات الكثيرة الموجودة... نريد صحوة قلوب محاربة على كل ما يضعوه ويهدفوا به إلى بعدنا عن الله والتقرب من شهوات الدنيا وملذاتها، فدعوة مني إلى هجران كل هذا والالتزام بالعبادة والطاعة والقربات ولنمشي جميعا على روحانية هذا الشهر المبارك ..
وإياكَ والمعاصي في هذا الشهر فإنه كما تتضاعف الحسنات فيه تتضاعف أيضاً السيئات..
واحذر...
واحذر أن ينزل بك بطش الرحيم الرحمن في شهر رمضان...
وانفض الغبار منذ البداية كي لا تتراكم عليك غبار أيام وأيام ثم نصبح غير قادرين على رؤية لمعان القلوب من الخارج.. وتصبح أنت غير قادرعلى نفض هذا الغبار المتراكم فأقبل أخي المسلم على المنح الإلهية والعطايا الربانية وأعِدّ برنامج لتأهيل سلوكك للعلو..
واجعل العبادة سجية لك في كل الأزمنة والأمكنة...
في رمضان تجتمع أمهات الطاعة.. فالصلاة والصيام وزكاة الفطر فرائض واجبة ثم هناك تلاوة القرآن والذكر والدعاء والصدقة والعمرة وإطعام الطعام من المستحبات المؤكدات وحصول هذه الطاعات وغيرها في هذا الشهر يجعله بمثابة توبة أمة..
ولكن أين المشمرون لاستغلال الفرص..؟؟
أقبل أخي يا من أسرف على نفسه واتبعها الهوى
وجانب الصواب في أيامه وغوى
ها قد أتاك الكريم بشهر كريم.. تجدد به إيمانك وتمحو به عصاينك
وترد عنك فيه مغبّة الذنوب وتتوب فيه وتؤوب..
فاغتنم أخي رحمة الله وغفرانه.. فاغتنم شبابك بالصيام عن الطعام والشراب، واحفظ النظر واللسان.
فلا ننسى شهرنا الكريم وواجبنا به من طاعة وسكون.. خشوع وروحانية.
رمضان غيث القلوب بعد جدب الذنوب ،وسلوة الأرواح بعد فزع الخطوب، حيث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول عن رب العزة سبحانه وتعالى(كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.. إنما ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي..))متفق عليه
سبحانه تعالى فهو رحيمٌ بعباده فلا ينسى صبر المسلم في رمضان فيجزي المسلم خير الجزاء.
فلنشمّر ونعقد العزم والنية ولننظر قليلاً لسير السلف الصالح علّها ترفع الهمم
كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء في كل ليلة من رمضان.. وقال ربيع بن سليمان كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة ما منها شيء إلا في صلاة وكان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وفي غير رمضان في كل ست ليال
فأين منهم في هذا الزمان!! زمان تصارعت به الآثام والخيرات، زمان قد كثرت علينا به الحجج فكل شيء فيه حجة، فلنجعلها حجة لنا لا علينا بعزمنا وهممنا ونيتنا وعملنا. فأساس كل عمل نية خالصة وقلب مؤمن، لا نصوم عن الأكل لنشعر بالجوع فلا نريد جياع بلا أجر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وقال الحبيب: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"صحيح وقال أيضاً: "من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".صحيح فأساس كل عمل النية الخالصة.
خذ أخي المسلم هذه الغنيمة.. ثلاث فرص في شهر لمغفرة ما تقدم من ذنبك فلتغتنم ولتكن من المشمرين..
رمضان شهر الأجر والثواب والمغفرة..
شهر كله رحمة ومغفرة وعتق من النار..
فدعوة مني لكم لاستغلال هذه الفرص ولنكن من أصحاب الهمم العالية ونخلص النية ونعقد العزم ونكون من الفائزين، فطوبى لمن اغتنم ويا حسرة على من أضاع الفرص...
تعليق