فضيلة الشيخ هلاّ تفضلتم بكلمة حول قدوم شهر رمضان وما ينبغي على المسلم في هذا الشهر المبارك ‘‘ أثابكم الله ؟
الجواب :
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك لنا في شعبان ، وأن يبلّغنا رمضان ، وأن يكتب لنا فيه الرحمة والعفو والصفح والغفران ، وأن يوفقنا فيه للهدى والبر والإحسان .
ولاشك أنها من نعم الله سبحانه وتعالى على العبد أن يطول عمره ويحسن عمله ؛ قال -صلى الله عليه وسلم- : " خيركم من طال عمره وحسن عمله "
فالمؤمن لا يرجو من بقائه في الحياة إلا زيادة الخير؛ كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : " واجعل الحياة زيادة لي في كل خير" وندب أمته في كل صلاة أن يستعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات، فإذا وفق الله العبد ويسر له بلوغ رمضان ؛
فليكن أول ما يكون منه أن يحمد الله سبحانه وتعالى على نعمته وجميل فضله وجليل منته ، ويسأله سبحانه أن يبارك له في هذه النعمة ؛ لأنك إذا شكرت نعمة الله ؛ بارك الله لك فيها ، ولما غفل الناس عن شكر الله ؛ سلب الله الكثير بركة النعم . فاحمد الله إذا بلغت رمضان فانظر إلى مقدار نعمة الله عليك حتى تحس بفضل هذا الشهر، ويمكنك بعد ذلك أن تقوم بحقه وحقوقه .
تذكّر الميت الذي كان يتمنى بلوغ رمضان ، والله أعطاك الحياة ، وأمد لك في العمر ..!!
وتذكّر المريض الذي يتأوه من الأسقام والآلام والله أمدك بالصحة والعافية ..!!
فتحمد الله من كل قلبك ، وبملء لسانك ، فتقول : الحمد لله الذي يسر لي وسهل لي ، اللهم بارك لي في هذا الشهر، وأعني فيه على طاعتك ونحو ذلك من سؤال الله الخير .
ثانيا : أن تدخل هذا الشهر بنية صادقة خالصة وعزيمة قوية على الخير ، فكم من عبد نوى الخير فبلّغه الله أجره ولم يعمل به ، حيل بينه وبين العمل العذر، فقد يكون الإنسان في نيته أن يصوم ويقوم فتأتي الحوائل أو تأتي آجال أو تأتي أقدار تحول بينه وبين ما يشتهي ، ويسأل الله العظيم يكون في قلبه وقرارته أن ينوي الخير وأن يفعل الخير وأن يكون هذا الرمضان صفحات بر وإقبال على الله وإنابة إليه ، وإذا نويت ذلك وحال بينك وبين ذلك شيء من الأقدار والآجال؛ كتب الله لك الأجر، وكتب الله لك الثواب ؛ كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " حبسهم العذر "
وتذكّر المريض الذي يتأوه من الأسقام والآلام والله أمدك بالصحة والعافية ..!!
فتحمد الله من كل قلبك ، وبملء لسانك ، فتقول : الحمد لله الذي يسر لي وسهل لي ، اللهم بارك لي في هذا الشهر، وأعني فيه على طاعتك ونحو ذلك من سؤال الله الخير .
ثانيا : أن تدخل هذا الشهر بنية صادقة خالصة وعزيمة قوية على الخير ، فكم من عبد نوى الخير فبلّغه الله أجره ولم يعمل به ، حيل بينه وبين العمل العذر، فقد يكون الإنسان في نيته أن يصوم ويقوم فتأتي الحوائل أو تأتي آجال أو تأتي أقدار تحول بينه وبين ما يشتهي ، ويسأل الله العظيم يكون في قلبه وقرارته أن ينوي الخير وأن يفعل الخير وأن يكون هذا الرمضان صفحات بر وإقبال على الله وإنابة إليه ، وإذا نويت ذلك وحال بينك وبين ذلك شيء من الأقدار والآجال؛ كتب الله لك الأجر، وكتب الله لك الثواب ؛ كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " حبسهم العذر "
أما الوصية الثالثة : فيا حبذا ويا طوبى لمن استقبل هذا الشهر بالتوبة إلى الله والإنابة إلى الله ، فإن الله يحب التوابين، والله يفرح بتوبة عبده فيدخل إلى شهر رمضان ، منكسر القلب ، منيبا إلى الله -جل وعلا- يحس بعظيم الإساءة ، وعظيم التقصير والتفريط في جنب الله ، ويقول بلسان حاله ومقاله : يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ، فإذا استقبلت رمضان وأنت منكسر القلب ؛ غيرت ما بك فغير الله حالك { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم }
والسبب في استقبال رمضان بالتوبة والإنابة إلى الله أن الرحمة قد يحال بين العبد وبينها بسبب ذنب ، فمن شؤم الذنوب والمعاصي أنها تحول بين العبد وبين رحمة الله ؛ وفي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة " أي أن الله يفتح أبواب رحمته فيرحم من يشاء بفضله ومنه وكرمه ، فإذا أريت الله من نفسك التوبة والإقلاع وأنبت إلى الله سبحانه فأنت أحرى برحمة الله وأحرى بأن يلطف الله سبحانه وتعالى بك ، وأن يبلّغك فوق ما ترجو وتأمل من إحسانه وبره .
وأما الأمر الرابع تحقيقا لهذه التوبة أن تتحلل من المظالم فيما بينك وبين الله ، وفيما بينك وبين عباد الله ، ويا طوبى لمن دخل هذا الشهر وليست بينه وبين الناس مظلمة ، وليس على ظهره حقوق ولا آثام لإخوانه المسلمين ندخل إلى شهر رمضان بالمحبة والإخاء والمودة والصفاء والنفوس منشرحة والقلوب مطمئنة ، ندخل كما أمر الله إخوة في الإيمان ، أحبة في الطاعـة والإسـلام ، فـإنـه إذا وقعـت الشحناء ؛ حجبت العبد مـن المغفرة قال -صلى الله عليه وسلم- : " يقول الله تعالى : أنظرا هذين حتى يصطلحا " أي لا تغفرا لهما حتى يصطلحا .
والسبب في استقبال رمضان بالتوبة والإنابة إلى الله أن الرحمة قد يحال بين العبد وبينها بسبب ذنب ، فمن شؤم الذنوب والمعاصي أنها تحول بين العبد وبين رحمة الله ؛ وفي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة " أي أن الله يفتح أبواب رحمته فيرحم من يشاء بفضله ومنه وكرمه ، فإذا أريت الله من نفسك التوبة والإقلاع وأنبت إلى الله سبحانه فأنت أحرى برحمة الله وأحرى بأن يلطف الله سبحانه وتعالى بك ، وأن يبلّغك فوق ما ترجو وتأمل من إحسانه وبره .
وأما الأمر الرابع تحقيقا لهذه التوبة أن تتحلل من المظالم فيما بينك وبين الله ، وفيما بينك وبين عباد الله ، ويا طوبى لمن دخل هذا الشهر وليست بينه وبين الناس مظلمة ، وليس على ظهره حقوق ولا آثام لإخوانه المسلمين ندخل إلى شهر رمضان بالمحبة والإخاء والمودة والصفاء والنفوس منشرحة والقلوب مطمئنة ، ندخل كما أمر الله إخوة في الإيمان ، أحبة في الطاعـة والإسـلام ، فـإنـه إذا وقعـت الشحناء ؛ حجبت العبد مـن المغفرة قال -صلى الله عليه وسلم- : " يقول الله تعالى : أنظرا هذين حتى يصطلحا " أي لا تغفرا لهما حتى يصطلحا .
فتذكر ما بينك وبين أقاربك خاصة إخوانك وقرابتك الإخوان والأخوات والأعمام والعمات وآل كل والقرابات تتذكر ما لهم من حقوق وما لهم عندك من مظلمة ، فتحلل منها ، وتسألهم الصفح والعفو ، وتستقبل شهرك وأنت منيب إلى الله عز وجل ليس بينك وبين الناس مظالم تحول بينك وبين الخير.
ومن أعظم ذلك كما ذكرنا القطيعة والمحروم من حرم ، فإن خير الناس من ابتدأ بالسلام بعد وجود القطيعة والخصام ؛ قال -صلى الله عليه وسلم- : " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " فيفكر الإنسان حينما يقدم على رمضان كيف يصلح ما بينه وبين الله ، وما بينه وبين الناس ؛ قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ }
كذلك أيضاً يدخل الإنسان إلى رمضان ويهيئ من نفسه بواعث الخير والدوافع التي تحمله على الطاعة والبر، ومن أعظم ذلك أن يحس من قلبه كأن هذا الرمضان هو آخر رمضان يعيش فيه ، وما يدريه فلعل مرضاً يحول بينه وبين الصيام فيكون ذلك اليوم أو ذلك الشهر هو آخر ما يصوم ، أو لعل المنية تخترمه ، فكم من إخوان وأحباب وخلان وأصحاب وجيران كانوا معنا في العام الماضي ، وقد مضوا إلى الله ، وأصبحوا رهناء الأجداث والبلى، غرباء سفر لا ينتظرون ،
فالسعيد من وعظ بغيره ، فإذا دخلت إلى رمضان وأنت تستشعر كأن هذا الشهر هو آخر شهر تصومه أو آخر شهر تقومه ؛ قويت نفسك على الخير، وهانت عليك الدنيا ، وزهدت فيها ، وأقبلت على الآخرة وعظمتها .
ومن أعظم الأسباب التي تنكسر بها قسوة القلوب الزهد في الدنيا والإعظام للآخرة ، ولا زهد في الدنيا إلا بقصر الأمل، فحينما تحس أن هذا رمضان قد يكون آخر رمضان لك وآخر شهر تعيشه دعا ذلك إلى إحسان العمل وإتقانه.
ومن أعظم ذلك كما ذكرنا القطيعة والمحروم من حرم ، فإن خير الناس من ابتدأ بالسلام بعد وجود القطيعة والخصام ؛ قال -صلى الله عليه وسلم- : " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " فيفكر الإنسان حينما يقدم على رمضان كيف يصلح ما بينه وبين الله ، وما بينه وبين الناس ؛ قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ }
كذلك أيضاً يدخل الإنسان إلى رمضان ويهيئ من نفسه بواعث الخير والدوافع التي تحمله على الطاعة والبر، ومن أعظم ذلك أن يحس من قلبه كأن هذا الرمضان هو آخر رمضان يعيش فيه ، وما يدريه فلعل مرضاً يحول بينه وبين الصيام فيكون ذلك اليوم أو ذلك الشهر هو آخر ما يصوم ، أو لعل المنية تخترمه ، فكم من إخوان وأحباب وخلان وأصحاب وجيران كانوا معنا في العام الماضي ، وقد مضوا إلى الله ، وأصبحوا رهناء الأجداث والبلى، غرباء سفر لا ينتظرون ،
فالسعيد من وعظ بغيره ، فإذا دخلت إلى رمضان وأنت تستشعر كأن هذا الشهر هو آخر شهر تصومه أو آخر شهر تقومه ؛ قويت نفسك على الخير، وهانت عليك الدنيا ، وزهدت فيها ، وأقبلت على الآخرة وعظمتها .
ومن أعظم الأسباب التي تنكسر بها قسوة القلوب الزهد في الدنيا والإعظام للآخرة ، ولا زهد في الدنيا إلا بقصر الأمل، فحينما تحس أن هذا رمضان قد يكون آخر رمضان لك وآخر شهر تعيشه دعا ذلك إلى إحسان العمل وإتقانه.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأن يصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، وأن يبلغنا رمضان مع صفح وعفو وبر وغفران ، ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا أوفر عباده نصيبا في كل رحمة ينشرها ، وكل نعمة ينـزلها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
محمد بن محمد المختار الشنقيطي -رحمه الله- ..
منقول
تعليق