بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
ثم أَمَّا بَعدُ: فإخوتي في الله
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
إخوتاه
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
إخوتاه
فَاتَّقُوا اللهَ تعالى وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوا أَمرَهُ وَنَهيَهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُلاقُوهُ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ.........................
َمَعَ أَنَّ مِن خَصَائِصِ رَمَضَانَ أَنَّهُ تُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ وتُغَلُّ وَتُسَلسَلُ، إِلاَّ أَنَّ هُنَاكَ نُفُوسًا شِرِّيرَةً قَد تَشَرَّبَتِ البَاطِلَ وَتَأَصَّلَ فِيهَا الشَّرُّ، وَاستَمرَأَتِ الفَسَادَ وَأَسلَمَت لِلشَّيطَانِ القِيَادَ، فَأَبعَدَهَا عَن كُلِّ فَضِيلَةٍ وَخَيرٍ، وَحَرَمَهَا مَن كُلِّ إِحسَانٍ وَبِرٍّ، وَسَاقَهَا إِلى كُلِّ رَذِيلَةٍ وَشَرٍّ، فَلَم تَعرِفْ لِهَذَا الشَّهرِ حُرمَةً وَلا فَضَلاً، وَلم تُقَدِّرَ لَهُ مَكَانَةً وَلا رَوحَانِيَّةً، وَلم تُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ ولم تَرجُ للهِ وَقَارًا!
بَلْ وَصَلَ الحَالُ بِبَعضِهِم إِلى أَن صَارَ أَسبَقَ مِنَ الشَّيطَانِ إِلى الشَّرِّ وَالإِفسَادِ، كَمَا قَالَ قَائِلُهُم:
َمَعَ أَنَّ مِن خَصَائِصِ رَمَضَانَ أَنَّهُ تُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ وتُغَلُّ وَتُسَلسَلُ، إِلاَّ أَنَّ هُنَاكَ نُفُوسًا شِرِّيرَةً قَد تَشَرَّبَتِ البَاطِلَ وَتَأَصَّلَ فِيهَا الشَّرُّ، وَاستَمرَأَتِ الفَسَادَ وَأَسلَمَت لِلشَّيطَانِ القِيَادَ، فَأَبعَدَهَا عَن كُلِّ فَضِيلَةٍ وَخَيرٍ، وَحَرَمَهَا مَن كُلِّ إِحسَانٍ وَبِرٍّ، وَسَاقَهَا إِلى كُلِّ رَذِيلَةٍ وَشَرٍّ، فَلَم تَعرِفْ لِهَذَا الشَّهرِ حُرمَةً وَلا فَضَلاً، وَلم تُقَدِّرَ لَهُ مَكَانَةً وَلا رَوحَانِيَّةً، وَلم تُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ ولم تَرجُ للهِ وَقَارًا!
بَلْ وَصَلَ الحَالُ بِبَعضِهِم إِلى أَن صَارَ أَسبَقَ مِنَ الشَّيطَانِ إِلى الشَّرِّ وَالإِفسَادِ، كَمَا قَالَ قَائِلُهُم:
وَكُنتُ امرَأً مِن جُندِ إِبلِيسَ فَارتَقَى بِيَ الحَالُ حَتى صَارَ إِبلِيسُ مِن جُندِي
وَفي هَؤُلاءِ وَأَمثَالِهِم يَقُولُ الحَقُّ تبارك وتعالى: ذَرْهُم يَأكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، وَيَقُولُ تعالى: فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى.
وَإِنَّ هَؤُلاءِ الشَّيَاطِينَ كَمَا يُرَى في إِعلانَاتِهِم وَدِعَايَاتِهِم في القَنَوَاتِ في هَذِهِ الأَيَّامِ يَعِدُونَ المُسلِمِينَ بِأَن يُحبِطُوا أَعمَالَهُم أَو يُنقِصُوا أَجرَهَا أَو يُذهِبُوا ثَوابَهَا، فَيَكُونُوا كَالتي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا، وَيَخرُجُوا مِن شَهرِهِم كَمَا دَخَلُوهُ بِلا زَادٍ لأُخرَاهُم وَلا استِعدَادٍ لِمَثوَاهُم، مُسَلسَلاتٌ فِيهَا الاستِهزاءُ بِشَعَائِرِ الدِّينِ، وَأُخرَى فِيهَا التَّهَكُّمُ بِالمُسلِمِينَ المُحَافِظِينَ، وَثَالِثَةٌ ظَاهِرُهَا الضَّحِكُ وَالهَزلُ وَهِيَ شَرٌّ وَبَلاءٌ وَفِتنَةٌ، وَدَعوَةٌ إِلى التَّبَرُّجِ وَالسُّفُورِ وَالاختِلاطِ، وَتَزيِينٌ لِلتَّحَرُّرِ مِن رِبقَةِ الدِّينِ وَالانفِكَاكِ مِن قُيُودِ الأَخلاقِ.
أَلا فَرَحِمَ اللهُ امرَأً استَقبَلَ شَهرَهُ بِالتَّوبَةِ النَّصوحِ إِلى اللهِ، وَعَزَمَ مِنَ الآنَ عَلَى إِخراجِ قَنَوَاتِ الشَّرِّ مِن بَيتِهِ، قَبلَ أَن يَفجَأَهُ هَاذِمُ اللَّذَّاتِ وَهُوَ لِرَبِّهِ عَاصٍ وَبِدِينِهِ مُتَهَاوُنٌ وَلِمَن يُحارِبُونَهُ مُسَالِمٌ.
يَا إِخوَةَ الإِيمَانِ
يَا مَن أَنتُم عَلَى تِلكَ القَنَوَاتِ عَاكِفُونَ وَعَلَى مُتَابَعَتِهَا عَازِمُونَ وَفي أَمرِ إِخرَاجِهَا مُتَرَدِّدُونَ، كَيفَ تُرِيدُونَ الفَوزَ وَالرِّبحَ في رَمَضَانَ وَأَنتُم تَجلِسُونَ مَعَ مَن بِآيَاتِ رَبِّكُم يَستَهزِئُونَ وَلِكَذِبِهِم تَستَمِعُونَ وَبِهِ تَستَمتِعُونَ؟!
أَلَم تَسمَعُوا إِلى مَا نَزَّلَ رَبُّكُم عَلَيكُم؟!
يَا مَن أَنتُم عَلَى تِلكَ القَنَوَاتِ عَاكِفُونَ وَعَلَى مُتَابَعَتِهَا عَازِمُونَ وَفي أَمرِ إِخرَاجِهَا مُتَرَدِّدُونَ، كَيفَ تُرِيدُونَ الفَوزَ وَالرِّبحَ في رَمَضَانَ وَأَنتُم تَجلِسُونَ مَعَ مَن بِآيَاتِ رَبِّكُم يَستَهزِئُونَ وَلِكَذِبِهِم تَستَمِعُونَ وَبِهِ تَستَمتِعُونَ؟!
أَلَم تَسمَعُوا إِلى مَا نَزَّلَ رَبُّكُم عَلَيكُم؟!
يَقُولَ سُبحَانَهُ: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ إِنَّكُم إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا.
إِنَّ شَرَّ هَذِهِ القَنَوَاتِ وَأَثَرَهَا السَّيِّئَ لم يَعُدْ خَافِيًا وَلا مَجهُولاً، وَالاستِهزَاءَ فِيهَا بِالدِّينِ وَمُحَارَبَةَ أَهلِهِ وَأَتبَاعِهِ صَارَ عَلَنًا، وَمُضَادَّةَ الحَقِّ وَالتَّشكِيكَ فِيهِ لم يَعُدْ سِرًّا فَيُطوَى، فَمَنِ الذِي يُرِيدُ بَعدَ هَذَا أَن يَجتَمِعَ بِهَؤُلاءِ في النَّارِ؟!
مَن هَذَا الَّذِي يَرضَى لِنَفسِهِ بِالهَلاكِ وَالخَسَارِ وَالبَوَارِ؟!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.
إِنَّ تَركَ هَذِهِ القَنَوَاتِ في البُيُوتِ وَالرِّضَا بِمُشَاهَدَةِ الأَهلِ وَالأَولادِ لها وَالحَالُ مَا ذُكِرَ يُعَدُّ مِن أَعظَمِ الغِشِّ لهم، وَالنَّبيُّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يَقُولُ: ((مَا مِن عَبدٍ يَستَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ)).
أوصى أبو ذر رضي الله عنه أصحابه يومًا فقال: (إن سفر القيامة طويل، فخذوا ما يصلحكم، وصوموا يومًا شديد الحر لحرّ يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، وتصدقوا بصدقة السر ليوم العسر)
ولما قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير والصوم يضعفك قال: "إني أعدّ لسفر طويل، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله".
فانظر لآثارهم وأفعالهم يا عبد الله، واقتدِ بهؤلاء، واستكثروا من الطاعات والنوافل من بعد الفرائض استغلالاً لشهركم، واسعوا في قضاء حوائج المحتاجين، وتفقدوا أحوال المساكين، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "أحبّ للصائمين الزيادة في الجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم".
إنه شهر القرآن عباد الله، فيه تصفو القلوب، وتزكو النفوس بالإقبال على الصلاة وقراءة آي القرآن الكريم، من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، بشر بقدومه رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته فقال: ((أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحّط الخطايا ويستجيب في الدعاء، ينظر تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فالشقي من حرم فيه رحمة الله)) حديثٌ رواه الطبراني وصححه الألباني.
وأخيرا إخوتاه فلنقل جميعا لا للتليفاز
ولا تنسونا من صالح دعاؤكم في رمضان بإذن الله
تعليق