سمعت كلاما جميلا للشيخ محمد يعقوب في سلسلة اسرار المحبين كان يقول فيها الكثير يدعوا اللهم اعتق رقابنا من النار ,, والامام يدعو بها والمأمومين آآآآآمين بحماس ,, طيب يعني ايه أصلا العتق من النار اللي عمال تقول عليها أمين دي ,, وهل فعلا إنت اعتقت رقبتك من النار في اي رمضان ؟!!!! ( أو كما قال الشيخ ) .
فإن كنت تريد أن تعرف معنى العتق من النار وهل انت ممن اعتقت رقابهم من النار في أي رمضان أو تريد أن تعتق رقبتك فتابع هذا الكلام الجميل للشيخ محمد يعقوب حفظه الله ( مفرغ من سلسلة أسرار المحبين من موقع الربانية ) ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
أخوتي في الله،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، أظن أنه بمجرد ظهوروجهي على الشاشة .. قال بعضكم أن هذا اليوم السادس، وأنت لم تخبرنا معنى العتق من النار واليوم أول شيء نريده منك هو أن تشرح لنا معنى العتق من النار , وأنا أقول لك: إن شاء الله أفعل بشرط أن تدفع، والدفع عندنا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (فصلِّ عليه).
مامعنى العتق من النار ؟
اسمع هذه الآية بهدوء وتركيز، لأنها سوف توضح لنا الموضوع، قال الله سبحانه وتعالى:{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ... }الحديد_آية:12، سوف نترك هذا الجزء من الآية ثم يقول ربنا عز وجل في الآية التي تليها: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}الحديد.
{النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ}..تخيل إنسان.. الله مولاه..قال سبحانه: {اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}الأنفال_آية:40، إنسان.. الله مولاه، وآخر. النار مولاه.
أتعرف ماذا يعني (مولاه)؟
هو مِلك له.. فمولى تأتي بمعنى الصاحب والحبيب والقريب والمالك وهي هنا بمعنى المالك.
-تخيل أن هناك أناس مِلك للنار..!
- ستقول: الحمدلله أنا لست منهم.
- فتعال لنرى صفاتهم التي وردت في القرآن، هل هذه الصفات موجودة فيك أم لا؟؟ لنحكم هل أنت منهم أم لا ؟ فإن كانت فيك .. فأنت منهم!!
بداية الآيات أن الله يعطي المؤمنين نورًا يوم القيامة{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ}الحديد_آية:12، هؤلاء المؤمنون يُعَطَوَن النور يوم القيامة على قدر أعمالهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: "فمنهم من نوره كالشمس، ومنهم من نوره كالجبل، ومنهم من نوره كالكوكب الدري، ومنهم من نوره على قدر ابهامه يضيئ مرة ويطفئ مرة"فالنور على قدر العمل، وهذه الأعمال هي نورك يوم القيامة يامسلم، على قدر حسناتك يكون نورك.
فالمؤمنون لهم نور ولكن المنافقون ليس لهم نور، فيقول المنافقون للمؤمنين يوم القيامة: "انتظرونا لنسير معكم"..{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}... {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً}.
مشكلتنا في هذه الدنيا أن بعض الناس يتعامل مع الله وهو يظن أنه يستطيعيخدع الله كما يخدع الناس..(كما يخدع مديره في العمل.. أو زوجته.. أمه.. أبوه) هذا هو الخطر.فلا تفعل هذا يابني، فأخطر ما في الأمر أن الله يعلم ضميرك وخواطرك، ويراك من الداخل،ويرى تفاصيل قلبك كما يرى ملامح وجهك، وكما يسمع الله صوتك.. يسمع ضميرك، فلذلك لاتستطيع أن تخدع ربنا.
بعض الناس يأتي يوم القيامة وقد عاش في الدنيا وهو منافق.. يسير وفق أهواء الناس ليرضوا عنه.. فهو يسير مع الموضة أيًّا كانت، وفي هذه الأيام هناك موضة دين، فلايدخل الدين للدين، ولكن لكي يجرب وبحثًا عن شهواته ونزواته، وليس عن الله، فيعيش بوجهين، فهو يمشي في طريق الدين وفي نفس الوقت يرتكب أخطاءه..فمازال يصاحب النساء ويقوم بتحميل (الفيديو كليب) الهابط من الانترنت ومازال كمبيوتره كما هو يحتوي ملفات فاحشةومازال يحتفظ بالاسطوانات التي تحتوي المنكر،فهو يعيش بوجهين،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجدون شر الناس عند الله ذا الوجهين.." صحيح – المسند الصحيح.
وأريد أن أسألك:هل رأيت في زماننا هذا شخص بوجهين؟
أبدًا.. أنا لم أرى.. لم أرى احد بوجهين فهم بمائة وجه وليس وجهين فقط، وقد ذكرت في"أصول الوصول إلى الله تعالى".. ذكرت في أول أصل من أصول الوصول الى الله تعالى.."كن واحدًا لواحد على طريق واحد تصل".
الشاهد: أن هذا الذي عاش في الدنيا بوجهين، أهل الدين راضين عنه، وأهل الفسق والفجور راضين عنه أيضًا، يحسب أنه يوم القيامة سوف تمر بسلام بهذه الطريقة..
-قدتقول: لا يا عم الشيخ.. هل هناك من يظن أنه يستطيع أن يخدع الله؟!
- هذا ليس كلامي، قال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا أن حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ(19)}المجادلة.
فهذا ذا الوجهين يأتي يوم القيامة..فالمؤمنون معهم النور وهو ليس لديه شيء، فيقول للمؤمنين: انتظروني امشي معكم في النور، فكما خادع المؤمنين في الدنيا.. المؤمنون يخادعونه في الآخرة، وهذا ماقاله الله: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}المطففين_آية:34، {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}المطففين_آية: 36، فهكذا تكون المعاملة معاملة بالمثل، كما تدين تُدان، فالمؤمنون يقولون{ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً}الحديد_آية:13،وهم يقولون الصدق وليس كذبًا.. فهم يقصدون أننا قد آتينا بهذا النور من أعمالنا في الدنيا، فارجعوا إلى الدنيا وآتي لك بالنور{ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً}الحديد_آية:13، فبمجرد أن يلتفت إلى الخلف{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} الحديد_آية:13،السور له باب جهة المسلمين وهي الجهة الباطنةفيه الرحمة،وظاهره جهة المنافقون فيه العذاب.
والمنافقون من خلف السور يصرخون{أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ}الحديد_آية:14؟!!
ألم نكن نصلي معكم في المسجد،{أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ}الحديد_آية:14 ونحضر معكم دروس؟!!
{قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} الحديد_آية:14.
انتبه.. هذه الصفات الخمسة هي صفات المنافقين الذين هم النار مولاهم، والذين هم أصحاب النار..!
فانظرهل فيك منهم شيئًا؟
1-{وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} فانظرهل فيك منهم شيئًا؟
بعض الناس يفتننفسه بنفسه:
- إذا كنت تعرف أنك ضعيف من جهة النساء، فلمَ أنت بينهم؟!ولم تنظر إليهم وتقف بينهم؟! وما الذي يجعلك تتعرف بهم؟!وتدخل على المواقع التي بها ما بها؟! أنت بهذه الطريقة تفتن نفسك.
-إذا كنت ضعيف من جهة النقود ما الذي يجعلك تعمل أمين خزنة؟!أو تأخذ من الناس نقودهم لكي تعمل بها؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تولى عملاً وهو يعلم أنه ليس له بأهل فليتبوء مقعده من النار"، وهذا حديث خطير جدًا.
من يتولى عمل وهو يعلم أنه لايقدر عليه..مثلا إن طلبت منك أن تعمل تكييف لغرفة فقلت لي: "حسنًا .. هذا تخصصي"، وأنت تعلم يقينًا من داخلك أنك لا تستطيع القيام بهذا العمل، "فليتبوء مقعده من النار". وقس ذلك على أي عمل..وهذه هي {.. فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ..}الحديد_آية:14.. فأنت من فتنت نفسك!!
فمثلا لو كانت الساعة الثانية صباحًا، والفجر يؤذن الرابعة وأنت تعلم أنك لن تستيقظ لتصلي بعد ساعتين نوم، فأنت لايجوز لك النوم، فمن ينام يجب أن يكون على يقين أنه سيتيقظلأن صلاة الصبح فرض، أما من ينام وهو يعرف أنه لن يقوم فقد فتن نفسهوهذه هي {..فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ..}الحديد_آية:14.
2-{وَتَرَبَّصْتُمْ}
تأتيه الوعود وهو متربص.
3-{وَارْتَبْتُمْ}
أي متردد ويشك وليس على يقين، فمثلاً إذا قلنا له أترك هذاالعمل فهو حرام، وسوف يرزقك الله عملاً حلال بدلاً منه، يقول: فليرزقني الله عملاً حلال ثم اترك هذا العمل، قال الله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (3)}الطلاق، الله سبحانه وتعالى يشترط أن من يتقيه..سيرزقه، ولكنه يعكس الآية ويشترط علىالله ويقول: ارزقني أولالكي أتقيك، وهذه هي تربصتم وارتبتم أي أنه لايملك الثقة في وعود الله ورسوله، لايملك اليقين في التعامل مع الله ورسوله.
قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاث أقسم عليها، ما نقص مال من صدقة، وما ظلم عبدًا ظلامة فصبر عليها إلازاده الله بها عزة، وما فتح عبد على نفسه باب مسألة إلافتح الله عليه باب فقر"صحيح – صحيح الترمذي،(صلى الله على النبي محمد وآله وسلم.. صلِّ عليه)،يقسم لك.. يُقسم لك قسمًا.. ما نقص مال من صدقة.. فإن كان معك عشر جنيهات وتصدقت بخمسة فهي لم تنقص.. لم تنقص بالبركة.. أو بمعافاتك من ابتلاء لو نزل بك لدفعت فيه عشرة جنيهات.. إذن أصبح أن الخمسة جنيهات التي بقيت معك زيادة.. فمالك لم ينقص يقينًا.
يُذكَر عن أبي عثمان النهدي أنه كان يأخذ من بيت مال المسلمين خمسة عشر دينارًا، فكان قبل أن يصل إلى بيته يتصدق بخمسة ثم يضع العشرة تحت الوسادة، يقول: فإذا أصبحت وجدتها خمسة عشر كما هي، فقال لابن أخيه: يا ابن أخي لِمَ لاتصنع كما اصنع، تتصدق بشيء ولاتنقص، قال: إن ضمنت لي أن لاتنقص فعلت، قال: يابني إني لاأشترط على ربي.
ستجد من يضحك ويسخر من هذا الكلام ويقول: "أين الوسادة المباركة التي تضع تحتها عشرة جنيهات فتجدهم خمسة عشر"، أو يقولوا أن هذه خرافات.. وأنا لا أكلم هؤلاء.. أنا أكلم من هم على يقين بوعد الله ورسوله، وجربوا ذلك، أسأل بعض الناس الذين تصدقوا وقل له:هل نقصت نقودك بعد أن تصدقت؟ أم أنه جاءك من المكاسب والأرباح أضعاف ما تصدقت به؟ وهذا لمن سوف يشهد لي، لأننا جربنا ذلك.. فالرسول يُقسم على ذلك ويقول "ما نقص مال من صدقة".. فلا ريبة ولا تبرص بعد قول الرسول.
4-{وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ}
الأماني.. وهذه مأساة المسلمين..! ، يقول الحسن البصري رضي الله عنه: "ليس الإيمان بالتمني ولابالتحلي ولكن ماوقر في القلب وصدقته الأعمال، وإن قومٌ غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولاحسنة لهم، قالوا: نحسن الظن بالله، وكذبوا، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل"وقد يروى هذا القول انه لرسول الله ولكن الصحيح انه قول الحسن البصري.
الأمانّيّ.. الأماني رأس مال المفلسين، بحر الأماني ركابه غرقًا، إذا تكلمت معه عن معاصيه.. تجده يقول لك:"ربنا غفور رحيم.. ربنا رحمته واسعة.. سنسعد بشفاعة النبي".هذه أماني.. فلا تغرق في بحر الأماني، الأماني لكي تتحول إلى رجاء يجب أن تتحول إلى عمل {وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ}الحديد_آية:14.
- وتجد آخر يقول: الحمدلله أنا حججت وأعمل عمرة كل سنة.. الحمدلله لا أترك صلاة.
-وإذا قلت له: لماذا تري من جانب واحد فقط، أنظر لذنوبك ومعاصيك.
- فيقول لك: الله غفور رحيم يا عم الشيخ.
- وأقول له: لمن؟ قال الله:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) }الحجر.
- يقول لك: رحمة الله واسعة.
- وأقول: نعم، ولكن قال تعالى:{رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}الأعراف_آية:156،فهل أنت من المتقين لكي تكتب لك هذه الرحمة؟
- قد تقول: سنيأس هكذا.
- وأنا أقول لك: أبدًا، بالعكس ولكني أفتح لك أبواب الرحمة بالطريقة الصحيحة بدون أن أخدعك،إني افتح لك أبواب الرحمة بأسبابه.. فإياك أن تغتر..!
5-{وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
الشيطان.. احذر أن يخدعك أويمكر بك.
هؤلاء هم أصحاب النار.. الذين هم " النار مولاهم"..فهل أنت النار مولاك؟ هل أنت ملك للنار؟؟
قال سبحانه وتعالى:{اوُلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ}البقرة_آية:39..ي أنهم ملكها..وهذا هو شرح العتق من النار ، إذا تيقنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لن ينجي أحدكم عمله"وتيقنا أن هناك فتنة وغرور وتلاعب من الشيطان، وتيقنا أن هناك أخطاء في حياتنا، فمن كان من أصحاب النار يحتاجون أن يعتقوا من النار ولا يكون من أولياءها.
قديمًا كان هناك سوق اسمه سوق النخاسة يُباع فيه العبيد، ويذهب أحدهم ويدفع مبلغ من المال ويشتري إنسان، وهذا الإنسان يصبح ملك لك، وبالتالي تشغله مثلما يحلو لك فهو ملك لك وتتصرف فيه كما يتصرف المُلاك في أملاكهم، وعنما يريد أن يكون حر مثلك يسمى حينهاأعتقت رقبته وهذه هي((عتق الرقبة)) التي في الدين، أن تقول له: أعتقك لوجه الله، أو يعطيك ثمنه فتعتقه لوجه الله وهذا ما نريده.. عتقك من جهنم.. وهذا هو معنى العتق من النار .
فمن يعتق من النار:
- أي لاتكون من أولياء النار.. ولا من أصحابها..
- تعتق؛ لم تصبح تابع لها، لأن العبد أصبح حرًا من سيده، وأصبح مثل سيده.
- فمن يعتق من النار.. فالنار لم تصبح لها ولاية عليه، ولم يعد من أصحاب النار..
-اعتق.. أصبح حر.
واعلموا أن الفرص في غير رمضان قليلة، لأن في رمضان هناك في كل ليلة عتقاء، وفي الليلة الأخيرة يعتق الله بقدر ما أعتق طيلة الشهر، فهل أعتقت في هذه الأيام الخمسة الماضية؟
إنها فرصتك لكي لا تكون من أهل جهنم، فلذلك عليك أن تجعل هذا الهدف نصب عينيك وأن تتوب من هذه الصفات الخمسة..{فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}الحديد_آية:14.
من مناقب رمضان وأهمية رمضان وهدايا رمضان: أن للصائم دعوة مستجابة
-سؤال: هل لك عند الله شئ؟ هل أنت محتاج من الله شئ؟
- ستقول: ومن يستطيع الاستغناء عن الله.. فنحن إليه بشدة.
- أقول لك: كل ليلة مسموح لك أن تطلب مليون حاجة، فالدعوة المستجابة ليس طلب واحد، للصائم دعاء مستجاب عند كل فطره لك، اطلب ما تريد.
- تقول: هل معنى هذا أن ربنا سيعطني؟!
-أجيبك: طبعًا.. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (صلِّ عليه): "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"حسن – صحيح الترمذي،اطلب وأنت على يقين أنه سوف يعطيك.. سبحانه جل جلاله، فابدأ بتحضير قائمة بالطلبات التي تريدها، وكما قلت لك سابقًا: أقرأ القرآن قبل ربع ساعة من آذان المغرب وسوف ترى أن القراءة في هذا الوقت لها حلاوة خاصة، لأنك تحس بأنك غير قادر على القراءة بسبب تعب الصيام، فيكون الكلام خارج من قلبك، وقبل الآذان بخمس دقائق اترك المصحف، وأبدأ بالطلب.
- ستقول: ماذا أطلب؟.. ومن الجيد يا شيخ أنك ذكَّرتنا.. كنت أريد منك أن تدلنا على كتاب أدعية.
- أقول: لماذا تريد كتاب أدعية؟! (إن كان هناك شخص يحب امرأة.. هل يُحضر لها كتاب ويقرأ لها منه؟!!!.. طبعا لا) ألا تحب الله؟!!.. فلست بحاجة إلى كتاب.. قل له مافي قلبك.
تعليق