
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لا نعرف سباقًا محمومًا لأساطين الفن من مخرجين ومنتجين وفنانين نحو إنتاج العفن الفني كمسمياتهم في إنتاج أفلام ومسلسلات رمضان .
فشهر الصيام والقيام وليلة القدر أصبح شهر الأفلام والمسلسلات ، والكازينوهات والمسارح التي تتنافس في انتهاك قدسية الشهر ، وتقديم الرذيلة مصورة للجمهور النائم على أذنيه كما يقال .
وبفضل الرعاية العظيمة ، والجهود المتواصلة نجح الفنانون والمخرجون في جذب جمهور عريض - من (الصائمين!) ، وربما : (القائمين!) - إلى حلقاتهم اليومية عقب الإفطار مباشرة ، أو بعد الفراغ من صلاة التراويح وإلى ساعات السحر ، وظل المشاهدون لمسلسلات الرذيلة عاجزين عن إقناع أنفسهم بحرمة المشاهدة بدعوى أنها ترفيهية ومسلية ، أو درامية ذات هدف مثالي ، يتمثل أحيانًا في خيانة الزوج وإقدامه على الزواج بأخرى!!.

إن ثمة سوءًا منهم لحقيقة الصيام وأهدافه هي التي آلت بكثير من الناس إلى الامتناع عن الطعام والشراب ، لكنها لم تمنعهم من الكذب والشتم واللعان ، أو النظر بملء عيونهم إلى المسلسلات الماجنة ، حيث تختلط النساء بالرجال ، ويلعب الجميع أدوارًا ذات مضامين خبيثة ، فضلًا عن نوم بعضهن مع الرجل تحت لحاف واحد ، بدعوى أنه زوجها على طريقة أفلام هوليود حذو القذة بالقذة .
إن من المحزن حقًا أن تظل هذه (الإنجازات!) الفنية تُقدَّم إلى الجمهور حتى الآن ، بالرغم من هذه الأحداث والتقلبات السياسية الدولية التي تجري على الساحة .
فها هي الصليبية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تعلنها حربًا لا تبقي ولا تذر فتدمر أفغانستان ، وتحتل العراق ، وتهدد سوريا وغيرها ، والإعلاميون والفنانون وجمهور المشاهدين منغمرون في سباب عميق ، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر ، لا يدرون ما يجري حولهم ، ولا يعلمون أن طوفان الصليب لن يستثنيهم من أمواجه العاتية مهما انغمسوا في الإباحية ، وأوغلوا في محاكاته وتقليد ه ، ما لم يعلقوا الصلبان في أعناقهم .
http://www.youtube.com/watch?v=hYJsf...iN2XJB&index=4
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }
[البقرة: من الآية 12].
إن على دهاقنة الفن مطربين وممثلين ومنتجين أن يدركوا جيدًا أنهم يقومون بنحر أخلاق الأمة ، وذبح الفضائل في نفوس أبنائها، ويؤدون دورًا فاعلًا في تكريس حياة الذل والخزي والتبعية لأعدائها .
إلى متى أيها الفنانون تمارسون وصاية مهينة على أخلاق الأمة ، وتتسببون في إذلالها تحت مطارق الشهوات ، والمشاهد الإباحية والمضامين الانهزامية ؟!.
إن (هوليود) العربية فاقت (هوليود) الأمريكية في تقديم كلّ أسباب الانتكاسة الأخلاقية في أوساط المشاهدين والمخدوعين بأوضار الفن ومناظر الرذيلة .
إننا لا نلوم الأمريكان وغيرهم من الكفار مهما قدموا للبشرية من الإسفاف الأخلاقي ، وأسلحة الدمار الشامل من سينما وأفلام ، فليس بعد الكفر ذنب ، وهذه أخلاق القوم ومنتهى ما عندهم من العلم .
بيد أن اللوم يفرض نفسه صوب أناس يدّعون الإسلام ، ولو بطريقة الوراثة ثم هم يكرسون كل جهودهم في هدمه وهدم قيمه ومثله العليا ؛ ركضًا وراء الشهرة والنجومية والزعامة الفنية الهابطة !!.

إن على عقلاء المسلمين من أمراء وعلماء ومسئولين أن يعوا الدور الخطير الذي يقوم به الفنانون تجاه مجتمعاتهم الإسلامية ، والذي نتج عنه كلُّ ما نرى من التهتك والإسفاف ، وانتشار الرذيلة ، فضلًا عن نشأة تلك الأجيال الهزيلة الراكضة خلف شهواتها وملذاتها العاجلة ، بفعل الإثارة التي أحدثها الفنانون في معروضاتهم وأطروحاتهم السافلة .
لا بد من التصدي لكل هذه الفنون الخليعة واجتثاثها من جذورها ، وتطهير المجتمعات منها ، وإلا ظللنا الدهر كله صرعى الشهوات من جهة ، وقتلى التبعية لأعدائنا من جهة ثانية . والله المستعان .
و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين.
.... منقول ....
تعليق