الرسالة الرمضانية السادسة : كلي لك
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد ...أحبتي في الله ..
الافتقار إلى الله تعالى يدور على معنيين :
" أنا بك " وهذه كانت رسالتنا السابقة ، " وكلي لك " وهذه هي رسالة اليوم .
بعض العلماء يقول :
كفى بنا كذبا أننا نبدأ يومنا فنقول :" وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت "
**فهل نحن كذلك ؟؟
**نعم هل كل شيء في حياتك لله ؟؟
**فأين شهواتنا ؟؟ وأين دنيانا المؤثرة في قلوبنا ؟؟ أين ما نعمله لحسابنا الشخصي بعيدا عن طلب القرب من ربنا ؟؟
إنها محنة - والله - أن ندعي أن قلوبنا كلها لله .
لذلك تعالوا نردد :
اللهم لا تجعل في قلوبنا حبا إلا لك ولا تعلقا إلا بك .
اللهم اجعلنا عملنا كله صالحا ولوجهك خالصا .
فما الطريق حتى يكون ( كلي له سبحانه ) ؟؟
**أن تقطع تعلقاتك بالدنيا بسكين اليأس والزهد فيها .
واعلم أن من أهم ما ينبغي أن تولبه الاهتمام في رمضان ( إخراج الدنيا من قلبك )
يقول علماء التربية :
ما قلَّ عمل برز من قلب زاهد ، ولا كثر عمل برز من قلب راغب .
يعني أن حب الدنيا يفسد العمل الكبير ( صيام .. قيام ... قرآن ....تفطير صائمين ...الخ ) الدنيا التي تراها في قلبك وأنت تصلي القيام وأنت تسمع القرآن أو عندما تذكر الرحمن ، هذه الدنيا هي التي تقلل من نصيبك من الحسنات .
بينما قلب الزاهد يثقل عمله وإن بدا قليلا بالنسبة للآخرين ، لأنه أدعى للإخلاص .
**بشكل عملي ليكون قلبك له ويكون كلك له ( انفض عنك الدنيا بذكر المصير )
لذا أوصيك :
1- اذهب لقبر ( ويا ليت بعد صلاة القيام مع رفقة من المسجد بنية " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وترق القلب وتدمع العين "
2- اذهب لمستشفى قسم الحالات الحرجة ، واعتبر .
3- اسمع محاضرة عن الآخرة لأي من الدعاة الذين يرق قلبك لسماع موعظتهم .
4- اذهب لمنطقة فقيرة ووزع صدقات وحاول أن تفطر معهم ، افهم عن ربك ، فالنعمة زوالة .
5- اكتب اليوم في دفترك مجموعة من الآيات التي ستمر عليها في وردك تذكرك بالآخرة .
ساعتها سيرحل قلبك إليه سيقول " إني مهاجر إلى ربي " .
الشيخ هاني حلمي
( 6 رمضان 1433 هـ)
تعليق