إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رفيق الدّرب + خير الدّنيا والآخرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رفيق الدّرب + خير الدّنيا والآخرة


    رَفيقُ الدّربْ

    في بيت أمة الله كان الجميع مشتغلا بالحديث عن شهر رمضان:ماذا سيحضّرون من الأكلات وأين سيقضون سهراته ؛لكنّ أمة الله كانت في عالم غير عالمهم ؛ظلّت تمنّي نفسها بمقدم خير أيّام حياتها رغم ما كانت تجده من غربة وسط أهلها إلاّ أنّها كانت تسعى لتطبيق ما نصحتها به رفيقتها.. كأنّي أراها الآن وهي تمسك كتاب الله بأنامل الشّوق تالية قول الله تعالى: ( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) واستوقفتها هذه الآية فابتسمت كأنّها وجدت فيها كلّ ما تريد،ودبّ في قلبها العزم على أن تجعل المصحف رفيق دربها ثمّ قامت لتحضر تفسير السّعدي رحمه الله حتّى تفهم معاني الآيات التي تقرؤها، فأصبح لها في كلّ يوم فرح يتجدّد بآية تصبّرها أو تبشّرها أو تحدّثها عن الجنّة ونعيمها أو تصف لها حال النّار وأهلها فإذا بها تتّصل يوما بصديقتها لتقول لها : "لا أريد شيئا من الدّنيا أكثر ممّا أنا فيه من أنس بالله وفرح بفضله وبرحمته الحمد لله كثيرا..."




    إشراقة:
    يا رفيقة الخير قد حلّ علينا شهر أنزل فيه القرآن بفضل الله والحمد لله، فليكن أوّل ما تهتمّين به هو العناية بكتاب الله تلاوة وحفظا وتدبّرا، ما رأيكِ لو تجعلين لكِ في كلّ يوم آية تتدبّرينها حقّ التّدبّر ثمّ تعاهدين الله على العمل بها مستعينة به ، هذه الغاية من إنزال القرآن (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)وهذا إذًا هو مشروعكِ الرّابح بإذن الله الذي ستجدين به حلاوة الإيمان والفضل من الرّحمن فإنّ الله جلّ وعلا قال (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)
    فائدة عقديّة ( نصرة للتّوحيد)
    قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (لعن الله من ذبح لغير الله) رواه مسلم كمن يذبح للصّنم أو للصّليب أو لموسى أو لعيسى عليهما الصّلاة والسّلام أو للكعبة أو للجنّ (وهذا ما يفعله الجاهلون حين دخول بيت جديد) فهذا كلّه حرام وإن قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له كان كفرا وفاعله مرتدّ.







    أختي في الله، وهذه سلسلة مباركة تحت عنوان " أناديك ربّي وأناجيك "أردت أن أشارك صاحبتها (رميصاء جزاها الله خيرا) الأجر لأهميّة ما تطرّقت إليه لذا سأجعلها بعد رسالتي كلّ يوم إن شاء الله لنحلّق بالدّعاء عن دنيا الغموم والهموم نفعنا الله جميعا بما نقول ونسمع شاركينا في النّشر

    خيرُ الدّنيا والآخرة.
    ولازِلتُ أشعُرُ بِنسماتِ البهجة وقد حلّت على قلبِكِ المعثورِ عليه بعد فَقْدٍ طويل, تُخاطِبُني عيناكِ والرّجاءُ في عطاءِ الله يفوحُ عبيرًا من وجهكِ المُنيرِ بالعزمِ واليقين,قائلة :
    أُريدُ عملاً صالِحًا يُدخِلُني الجنّة
    أُريدُ زوجًا صالِحًا وذريّة طيّبة تُعينُني على الطّاعة
    أريدُ النّجاة من النّارِ
    أريدُ أن يُكرِمني الله برؤية وجهه الكريم.....
    ثُمّ تتنَهّدين بالحمدُ لله و تسألينَ أختكِ في الله:
    هل لي بِدُعاءٍ يجمعُ كلّ أحلامي فما عساني قائلة وأحلامي تفوقُ العبرات ولستُ في الدّعاء بالفصيحة ولا في الرّجاءِ بِمَنْ تُحسِنُ الخِطاب؟؟
    أبشِري وقرّي عينًا واسمعي فقد قال ربّي وربّك:
    " ومنهم من يقولُ ربّنا آتِنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النّار"201 البقرة
    يقول ابن السعدي رحمه الله:"ثمّ أخبر تعالى عن أحوال الخلق, وأن الجميع يسألونه مطالبهم, ويستدفعونه ما يضرهم, ولكن مقاصدهم تختلف، فمنهم: { مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا } أي: يسأله من مطالب الدنيا ما هو من شهواته, وليس له في الآخرة من نصيب, لرغبته عنها, وقصر همته على الدنيا، ومنهم من يدعو الله لمصلحة الدارين, ويفتقر إليه في مهمات دينه ودنياه، وكل من هؤلاء وهؤلاء, لهم نصيب من كسبهم وعملهم, وسيجازيهم تعالى على حسب أعمالهم, وهماتهم ونياتهم, جزاء دائرا بين العدل والفضل, يحمد عليه أكمل حمد وأتمه"
    سأزيدُكِبُشرى أنّ هذا الدّعاء هو أكثر أدعية رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم وهوالحريصُ على تحقيق الخيرِ في الدنيا في الآخرة, يعني الدّعاء به سيكونُ اقتِداءًا بسنّتهعليه الصلاة والسّلام.
    وقد سأل قتادة أنس بن مالك رضي الله عنهما:
    "أيّ دعوة كان يدعو بها النبيّ صلى الله عليه وسلّم أكثر؟قال:كان أكثر دعوة يدعو بها يقول:اللهمّ آتِنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النّار"
    وكانَ أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.
    صحيح مسلم,كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار.
    وكأنّكِ يا رفيقة تتعجّبين كيف لهذا الدّعاءِ أن يكونَ جامِعا وهو يقتصِرُ على طلبِ الحسنة في الدّنيا والآخرة؟
    قال ابن السّعدي رحمه الله: "والحسنة المطلوبة في الدّنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد,من رزقٍ هنيءٍ واسع حلال,وزوجة صالحة وولدٍ تقرّ به العين,وراحة وعِلمٍ نافِع,وعملٍ صالِحٍ ونحو ذلك من المطالِبِ المحبوبة المُباحة,وحسنة الآخرة هي السّلامة من العقوبات,في القبرِ والموقف والنار, وحصول رضا الله, والفوز بالنّعيم المقيم,والقُربُ من الربّ الرّحيم فصارَ هذا الدّعاء أجمع دعاءٍ وأكمله وأولاهُ بالإيثار, ولهذا كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يُكثر من الدّعاء به" انتهى
    الآن حُقَّ لكِ أن تُكثري من هذا الدّعاءِ طالبة الخيرَ ممّن لا تنفذُ خزائنُهُ أبدًا أنِ:
    اللّهمّ آتِنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النّار

  • #2
    رد: رفيق الدّرب + خير الدّنيا والآخرة

    موضوع رائع
    جزاكِ الله خيراً





    تعليق


    • #3
      رد: رفيق الدّرب + خير الدّنيا والآخرة

      جزاكم الله خيراً
      التعديل الأخير تم بواسطة أمـة الله; الساعة 23-07-2012, 02:19 PM. سبب آخر: تعديل صيغة الجمع بارك الله فيكم
      "أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{58} بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ{59}"

      تعليق


      • #4
        رد: رفيق الدّرب + خير الدّنيا والآخرة

        وجزاكم الله بخير منه
        أسأل الله المحسن الأكرم أن يجعلنا ممّن المؤمنين والمؤمنات الّذين بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فأولئك هم الموعودون " سيرحمهم الله "

        تعليق

        يعمل...
        X