بدع أحدثها الناس في رمضان
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وجعلنا من أتباع النبي الأمين، ووفقنا لسلوك الصراط المستبين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله أكمل لنا دينه وشرعه، وأتم علينا نعمه وآلاءه، ورضي أن يكون الإسلام لنا منهج حياة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}1.وإن المسلم ليعجب من حال كثير من الناس حيث يجدهم يبتدعون في دين الله ما لم يأذن به الله، فيشرعون أعمالاً بدعية، ويتركون الأعمال السنية التي جاءت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة بالحث عليها، بل ربما تجد البعض عنده تهاون ببعض الواجبات الشرعية، ولا يلقي لها بالاً، وفي المقابل تجد عنده نشاطاً في تطبيق البدعة، والحرص عليها.
وقد كثرت البدع وتفنن أهلها في برمجتها وتزيينها لجهلة الناس، وإظهارها على أنها من الدين، فتجد أن هناك بدعاً على مدار السنة، ففي كل شهر تجد أن الناس ابتدعوا بدعاً وأرشدوا الناس إلى فعلها، وكأن ذلك ديناً يجب تطبيقه، والتمسك به، ومن هذه البدع التي أحدثها الناس ما يخص شهر رمضان.
ذلك الشهر المبارك الذي خصه الله بفضائل عديدة، ومزايا فريدة، وشرع التعبد فيه لله بمزيد من العبادات والقربات، ولكن أهل الأهواء والبدعة لم يقوموا بما شرعه الله في هذا الشهر من العبادات، بل عدلوا عن ذلك إلى إحداث بدع كثيرة، فتعبدوا الله بها، ودعوا الناس إليها، فاستجاب لهم كثير من الرعاع، وقد أرادوا بهذه البدع إشغال الناس عن القرب المشروعة، ولم يسعهم ما وسع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته-رضوان الله عليهم-، ومن تبعهم بإحسان من السلف الصالح -رحمة الله عليهم- الذين كانوا أحرص الناس على الخير. فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسع الرسول وصحابته في الدنيا والآخرة- فزادوا في الدين ما ليس منه، وشرعوا ما لم يأذن به الله، ومن هذه البدع التي أحدثها الناس في رمضان: قراءة سورة الأنعام.
وقبل أن نتكلم عن هذا الأمر نحب أن ننبه إلى ما يفهمه البعض على أن من يقول بأن هذا الأمر بدعة؛ لأنه لم يرد على مشروعيته نص من الكتاب أو من السنة، ولم يفعله أحد من سلف الأمة، بأن من يقول ذلك مخالف للدين، وأنه يمنع الناس من قراءة القرآن كما يروج له بعض أهل الأهواء، فنحن لا نقصد بأن قراءة سورة الأنعام بدعة كونها تقرأ، وإنما نقصد أن قراءتها على صفة معينة، وفي مكان وزمان معين، وأن من فعل ذلك فإن له الأجر المعين، وأن ذلك قد فعله أو قاله الرسول-صلى الله عليه وسلم-، أو أقرّه!!
ولكن المقصود قراءة هذه السورة صلاة القيام، حيث يقرأ سورة الأنعام جميعها في ركعة واحدة، يخصون هذه السورة من بين سور القرآن بقراءتها في آخر ركعة من التراويح، وذلك في ليلة السابع أو قبلها.
ويستدلون على ذلك بأحاديث لا أصل لها، أو أنها لا دلالة فيها على ذلك، وحجتنا أن قراءة سورة الأنعام كلها في ركعة واحدة في صلاة التراويح بدعة ما يلي:
الأول: تخصيص ذلك بسورة الأنعام دون غيرها من السور، فيوهم ذلك أن هذا هو السنة فيها دون غيرها، والأمر بخلاف ذلك.
الثاني: تخصيص ذلك بصلاة التراويح دون غيرها من الصلاة، وبالركعة الأخيرة منها دون ما قبلها من الركعات.
الثالث: ما فيه من التطويل على المأمومين، ولاسيما من يجهل أن ذلك من عادتهم، فيتعب في تلك الركعة، فيقلق ويضجر ويتسخط بالعبادة.
الرابع: ما فيه من مخالفة السنة من تقليل القراءة في الركعة الثانية عن الأولى، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الأولى، ويقصر في الثانية، ويسمع الآية أحياناً ... وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية.
وقد عكس صاحب هذه البدعة الأمر، فإنه يقرأ في الركعة الأولى نحو آيتين من آخر سورة المائدة، ويقرأ في الثانية سورة الأنعام كلها، بل يقرأ في تسع عشرة ركعة نحو نصف حزب المائدة، ويقرأ في الركعة الموفية عشرين بنحو حزب ونصف حزب، وفي هذا ما فيه من البدعة ومخالفة الشريعة.
وقد أفتى العلماء الكبار ببدعية ذلك، فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمة الله- عما يصنعه أئمة هذا الزمان من قراءة سورة الأنعام في رمضان في ركعة واحدة ليلة الجمعة هل هي بدعة أم لا؟
فأجاب –رحمة الله–: "نعم بدعة، فإنه لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، ولا غيرهم من الأئمة أنهم تحروا ذلك، وإنما عمدة من يفعله ما نقل عن مجاهد وغيره من أن سورة الأنعام نزلت جملة مشيعة بسبعين ألف ملك فاقرءوها جملة لأنها نزلت جملة، وهذا استدلال ضعيف، وفي قراءتها جملة من الوجوه المكروهة أمور منها:
أن فاعل ذلك يطول الركعة الثانية من الصلاة على الأولى تطويلاً فاحشاً والسنة تطويل الأولى على الثانية كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومنها: تطويل آخر قيام الليل على أوله. وهو بخلاف السنة، فإنه كان يطول أوائل ما كان يصليه من الركعات على أواخرها، والله أعلم"2.
ومما أحدثه الناس في رمضان من البدع: صلاة التراويح بعد المغرب، وهذه البدعة أحدثتها الرافضة؛ لأنهم يكرهون صلاة التراويح، ويزعمون أنها بدعة أحدثها عمر -رضي الله عنه-. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن من يصلي التراويح بعد المغرب: هل هو سنة أم بدعة؟ وذكروا أن الإمام الشافعي -رحمه الله- صلاها بعد المغرب، وتممها بعد العشاء الآخرة؟.
فأجاب -رحمة الله–: "الحمد لله رب العالمين. السنة في التراويح أن تصلى بعد العشاء الآخر، كما اتفق على ذلك السلف والأئمة. والنقل المذكور عن الشافعي-رحمة الله- باطل، فما كان الأئمة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعهد خلفائه الراشدين، وعلى ذلك أئمة المسلمين، لا يعرف عن أحد أنه تعمد صلاتها قبل العشاء، فإن هذه تسمى قيام رمضان؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه غفر له ما تقدم من ذنبه)3. وقيام الليل في رمضان وغيره إنما يكون بعد العشاء، وقد جاء مصرحاً به في السنن: "أنه لما صلى بهم قيام رمضان صلى بعد العشاء".
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قيامه بالليل هو وتره، يصلي بالليل في رمضان وغير رمضان إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، لكن كان يصليها طوالاً، فلما كان ذلك يشق على الناس قام بهم أُبي بن كعب في زمن عمر بن الخطاب عشرين ركعة، يوتر بعدها، ويخفف فيها القيام، فكان تضعيف العدد عوضاً عن طول القيام، وكان بعض السلف يقوم أربعين ركعة فيكون قيامها أخف، ويوتر بعدها بثلاث، وكان بعضهم يقوم بست وثلاثين ركعة يوتر بعدها، وقيامهم المعروف عنهم بعد العشاء الآخر ... فمن صلاه قبل العشاء فقد سلك سبيل المبتدعة المخالفين للسنة، والله أعلم"4.
ومما أحدثه الناس في رمضان ما يسمى بـ: صلاة القدر، وصفتها: أنهم يصلون بعد التراويح ركعتين في الجماعة، ثم في آخر الليل يصلون تمام مائة ركعة، وتكون هذه الصلاة في الليلة التي يظنون ظناً جازماً ليلة القدر، ولذلك سميت بهذا الاسم. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن حكمها، وهل المصيب من فعلها أو تركها؟ وهل هي مستحبة عن أحد من الأئمة أو مكروهة، وهل ينبغي فعلها والأمر بها أو تركها والنهي عنها؟
فأجاب -رحمه الله-: "الحمد لله، بل المصيب هذا الممتنع من فعلها والذي تركها، فإن هذه الصلاة لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين، بل هي بدعة مكروهة باتفاق الأئمة، ولا فعل هذه الصلاة لا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أحد من الصحابة، ولا التابعين، ولا يستحبها أحد من أئمة المسلمين، والذي ينبغي أن تترك وينهى عنه"5.
ومما أحدثه الناس في شهر رمضان: الذكر بعد كل ركعتين من صلاة التراويح، ورفع المصلين أصواتهم بذلك، وفعل ذلك بصوت واحد، فذلك كله من البدع. وكذلك قول المؤذن بعد ذكرهم المحدث هذا: الصلاة يرحمكم الله. فهذا أمر محدث أيضاً، لم يرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعله ولا أقره. وكذلك الصحابة والتابعون والسلف الصالح، فالإحداث في الدين ممنوع، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- ولم يفعلوا شيئاً من هذا، فليسعنا ما وسعهم، فالخير كله في الاتباع، والشر كله في الابتداع6.
ومن البدع التي أحدثها الناس: اعتقاد أنه لا تشرع صلاة التراويح إلا في النصف الثاني من شهر رمضان، وقد يعتقد البعض أنها فقط في العشر الأواخر، وأما في أول رمضان فإنهم يكتفون بالوتر، وهو إحدى عشر ركعة يؤدونها بطريقة سريعة.
ومما أحدثه الناس في رمضان كذلك: التسحير، فهي بدعة لأنها لم تكن على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يأمر بها، وليس من فعل الصحابة أو التابعين أو السلف الصالح-رحمة الله عليهم أجمعين- وبما أن التسحير أمر مبتدع محدث اختلفت فيه عوائد الناس، ولو كان مشروعاً ما اختلفت فيه عوائدهم؛ ففي الديار المصرية يقول المؤذنون بالجامع: تسحروا كلوا واشربوا أو ما أشبه ذلك، ويقرؤون قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الآية. ويكررون ذلك مراراً عديدة، ثم يسقون على زعمهم ويقرؤون قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً} إلى قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً}. والقرآن العزيز ينبغي أن ينزه عن موضع بدعة، أو على موضع بدعة، ثم ينشدون في أثناء ذلك القصائد، ويسحرون أيضاً بالطبلة يطوف بها بعضهم على البيوت، ويضربون عليها، هذا الذي مضت عليه عادتهم، وكل ذلك من البدع.
وأما أهل الشام فإنهم يسحرون بدق الطار والغناء والرقص واللهو واللعب، وهذا شنيع جداً، وهو أن يكون شهر رمضان الذي جعله الشارع صلى الله عليه وسلم للصلاة والصيام، والتلاوة والقيام، قابلوه بضد الإكرام والاحترام، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأما بعض أهل المغرب فإنهم يفعلون قريباًَ من فعل أهل الشام، وهو أنه إذا كان وقت السحور عندهم، ويضربون بالنفير على المنار، ويكررونه سبع مرات، ثم بعده يضربون بالأبواق سبعاً أو خمساً، فإذا قطعوا حرم الأكل إذ ذاك عندهم.
والعجيب أنهم يضربون بالنفير والأبواق في الأفراح التي تكون عندهم، ويمشون بذلك في الطرقات، فإذا مروا على باب مسجد سكتوا وأسكتوا، ويخاطب بعضهم بعضاً بقولهم: احترموا بيت الله تعالى فيكفون حتى يجوزوه، فيرجعوا إلى ما كانوا عليه، ثم إذا دخل شهر رمضان، الذي هو شهر الصيام والقيام، والتوبة والرجوع إلى الله تعالى من كل رذيلة، يأخذون فيه النفير والأبواق، ويصعدون بها على المنائر في هذا الشهر الكريم، ويقابلونه بضد ما تقدم ذكره.
وهذا يدل على أن فعل التسحير بدعة بلا شك ولا ريب، إذ أنها لو كانت مأثورة لكانت على شكل معلوم لا يختلف حالها، في بلد دون آخر كما تقدم.
فيتعين على من قدر من المسلمين عموماً التغيير عليهم، وعلى المؤذن والإمام خصوصاً، كل منهم يغير ما في إقليمه إن قدر على ذلك بشرطه، فإن لم يستطع ففي بلده، فإن لم يستطع ففي مسجده.
ومسألة التسحير هذه لم تدع ضرورة إلى فعلها وإذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرع الأذان الأول للصبح دالاً على جواز الأكل والشرب والثاني دالاً على تحريمها، فلم يبق أن يكون ما يعمل زيادة عليهما إلا بدعة ؛ لأن المؤذنين إذا أذنوا مرتين انضبطت الأوقات وعلمت7.
وقد أحدث الناس في هذا الزمان في التسحير في بعض البلدان أن البعض يضع شريطاً قرآنياً على مكبرات الصوت معتقدا سنية ذلك، والبعض ربما وضع بعض التغاريد التي ربما تكون فيها الشركيات، بل البعض من تلك التغاريد فيها التمطيط والتطويل الذي لا يفهم المقصود منه.
ومن البدع المنكرة التي أحدثت في شهر رمضان: كتب الأوراق التي يسمونها (حفائظ) في آخر جمعة من رمضان، ويسمون هذه الجمعة بالجمعة اليتيمة، فيكتبون هذه الأوراق حال الخطبة، ومما يكتب فيها قولهم (لا آلاء إلا آلاؤك سميع محيط علمك كعسهلون، وبالحق أنزلناه وبالحق نزل). ويعتقد هؤلاء الجهال المبتدعة أنها تحفظ من الحرق والغرق والسرقة والآفات!!
فلا شك في بدعية هذا الأمر، لما في ذلك من الإعراض عن استماع الخطبة بل والتشويش على الخطيب وسامعيه، وذلك ممنوع شرعاً كما لا يخفى، ولا خير في ذلك ولا بركة، فإنما يتقبل الله من المتقين لا من المبتدعين.
وقد يكتب فيها كلمات أعجمية قد تكون دالة على مالا يصح، أو فيها كفر بالله، ولم ينقل هذا عن أحد من أهل العلم، وذلك -والله أعلم- من بدع الدجالين التي زينوها للعامة البسطاء الجهال، ولذلك لا تقع إلا في القرى المتأخرة، والبلدان التي تكثر فيها البدع، فيجب النهي عنها، والتحذير منها، مثلها في ذلك مثل جميع البدع التي تشغل الناس عما أوجبه الله عليهم من الفروض والواجبات8.
ومما أحدثه الناس في رمضان: إقامة الموالد، وما يعرف بالحضرات عند البعض، وما يتفوه به أولئك الجهلة من الخرافات والشركيات، وما يلبسون به على الرعاع من الناس ظنا أن ذلك هو حب النبي-صلى الله عليه وسلم-، وما علموا أن حُب النبي يتمثل في التمسك بسنته، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، ونبذ كل ما خالف ما جاء به.
وهي بدعة على تكرر على مدار السنة، ولكنها تزيد في رمضان وفي رجب وشعبان، بل أصبحت عند البعض ديناً، ولكن أهل البدع يكثرون منها في المواسم الفاضلة؛ لأن الناس يحبون الخير، ومن السهل التأثير عليهم، فيتصيدونهم في تلك الأوقات التي هم في أمس الحاجة إلى أن يثقوا صلتهم بالله، فيبتلون بهؤلاء المبتدعة الذين أفسدوا الدين وأصبحوا دعاة إلى الضلالة، فليحذر المسلم أن يستجيب لهم مهما زخرفوا له القول؛ ذلك أن من جملة الدعاة الذين على أبواب جهنم ، فمن أجابهم إلى بدعتهم قذفوها فيها، ومن ثم فهو متوعد بالهلاك والخزي والعار -والعياذ بالله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
1سورة المائدة(3).الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وجعلنا من أتباع النبي الأمين، ووفقنا لسلوك الصراط المستبين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله أكمل لنا دينه وشرعه، وأتم علينا نعمه وآلاءه، ورضي أن يكون الإسلام لنا منهج حياة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}1.وإن المسلم ليعجب من حال كثير من الناس حيث يجدهم يبتدعون في دين الله ما لم يأذن به الله، فيشرعون أعمالاً بدعية، ويتركون الأعمال السنية التي جاءت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة بالحث عليها، بل ربما تجد البعض عنده تهاون ببعض الواجبات الشرعية، ولا يلقي لها بالاً، وفي المقابل تجد عنده نشاطاً في تطبيق البدعة، والحرص عليها.
وقد كثرت البدع وتفنن أهلها في برمجتها وتزيينها لجهلة الناس، وإظهارها على أنها من الدين، فتجد أن هناك بدعاً على مدار السنة، ففي كل شهر تجد أن الناس ابتدعوا بدعاً وأرشدوا الناس إلى فعلها، وكأن ذلك ديناً يجب تطبيقه، والتمسك به، ومن هذه البدع التي أحدثها الناس ما يخص شهر رمضان.
ذلك الشهر المبارك الذي خصه الله بفضائل عديدة، ومزايا فريدة، وشرع التعبد فيه لله بمزيد من العبادات والقربات، ولكن أهل الأهواء والبدعة لم يقوموا بما شرعه الله في هذا الشهر من العبادات، بل عدلوا عن ذلك إلى إحداث بدع كثيرة، فتعبدوا الله بها، ودعوا الناس إليها، فاستجاب لهم كثير من الرعاع، وقد أرادوا بهذه البدع إشغال الناس عن القرب المشروعة، ولم يسعهم ما وسع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته-رضوان الله عليهم-، ومن تبعهم بإحسان من السلف الصالح -رحمة الله عليهم- الذين كانوا أحرص الناس على الخير. فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسع الرسول وصحابته في الدنيا والآخرة- فزادوا في الدين ما ليس منه، وشرعوا ما لم يأذن به الله، ومن هذه البدع التي أحدثها الناس في رمضان: قراءة سورة الأنعام.
وقبل أن نتكلم عن هذا الأمر نحب أن ننبه إلى ما يفهمه البعض على أن من يقول بأن هذا الأمر بدعة؛ لأنه لم يرد على مشروعيته نص من الكتاب أو من السنة، ولم يفعله أحد من سلف الأمة، بأن من يقول ذلك مخالف للدين، وأنه يمنع الناس من قراءة القرآن كما يروج له بعض أهل الأهواء، فنحن لا نقصد بأن قراءة سورة الأنعام بدعة كونها تقرأ، وإنما نقصد أن قراءتها على صفة معينة، وفي مكان وزمان معين، وأن من فعل ذلك فإن له الأجر المعين، وأن ذلك قد فعله أو قاله الرسول-صلى الله عليه وسلم-، أو أقرّه!!
ولكن المقصود قراءة هذه السورة صلاة القيام، حيث يقرأ سورة الأنعام جميعها في ركعة واحدة، يخصون هذه السورة من بين سور القرآن بقراءتها في آخر ركعة من التراويح، وذلك في ليلة السابع أو قبلها.
ويستدلون على ذلك بأحاديث لا أصل لها، أو أنها لا دلالة فيها على ذلك، وحجتنا أن قراءة سورة الأنعام كلها في ركعة واحدة في صلاة التراويح بدعة ما يلي:
الأول: تخصيص ذلك بسورة الأنعام دون غيرها من السور، فيوهم ذلك أن هذا هو السنة فيها دون غيرها، والأمر بخلاف ذلك.
الثاني: تخصيص ذلك بصلاة التراويح دون غيرها من الصلاة، وبالركعة الأخيرة منها دون ما قبلها من الركعات.
الثالث: ما فيه من التطويل على المأمومين، ولاسيما من يجهل أن ذلك من عادتهم، فيتعب في تلك الركعة، فيقلق ويضجر ويتسخط بالعبادة.
الرابع: ما فيه من مخالفة السنة من تقليل القراءة في الركعة الثانية عن الأولى، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الأولى، ويقصر في الثانية، ويسمع الآية أحياناً ... وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية.
وقد عكس صاحب هذه البدعة الأمر، فإنه يقرأ في الركعة الأولى نحو آيتين من آخر سورة المائدة، ويقرأ في الثانية سورة الأنعام كلها، بل يقرأ في تسع عشرة ركعة نحو نصف حزب المائدة، ويقرأ في الركعة الموفية عشرين بنحو حزب ونصف حزب، وفي هذا ما فيه من البدعة ومخالفة الشريعة.
وقد أفتى العلماء الكبار ببدعية ذلك، فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمة الله- عما يصنعه أئمة هذا الزمان من قراءة سورة الأنعام في رمضان في ركعة واحدة ليلة الجمعة هل هي بدعة أم لا؟
فأجاب –رحمة الله–: "نعم بدعة، فإنه لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، ولا غيرهم من الأئمة أنهم تحروا ذلك، وإنما عمدة من يفعله ما نقل عن مجاهد وغيره من أن سورة الأنعام نزلت جملة مشيعة بسبعين ألف ملك فاقرءوها جملة لأنها نزلت جملة، وهذا استدلال ضعيف، وفي قراءتها جملة من الوجوه المكروهة أمور منها:
أن فاعل ذلك يطول الركعة الثانية من الصلاة على الأولى تطويلاً فاحشاً والسنة تطويل الأولى على الثانية كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومنها: تطويل آخر قيام الليل على أوله. وهو بخلاف السنة، فإنه كان يطول أوائل ما كان يصليه من الركعات على أواخرها، والله أعلم"2.
ومما أحدثه الناس في رمضان من البدع: صلاة التراويح بعد المغرب، وهذه البدعة أحدثتها الرافضة؛ لأنهم يكرهون صلاة التراويح، ويزعمون أنها بدعة أحدثها عمر -رضي الله عنه-. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن من يصلي التراويح بعد المغرب: هل هو سنة أم بدعة؟ وذكروا أن الإمام الشافعي -رحمه الله- صلاها بعد المغرب، وتممها بعد العشاء الآخرة؟.
فأجاب -رحمة الله–: "الحمد لله رب العالمين. السنة في التراويح أن تصلى بعد العشاء الآخر، كما اتفق على ذلك السلف والأئمة. والنقل المذكور عن الشافعي-رحمة الله- باطل، فما كان الأئمة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعهد خلفائه الراشدين، وعلى ذلك أئمة المسلمين، لا يعرف عن أحد أنه تعمد صلاتها قبل العشاء، فإن هذه تسمى قيام رمضان؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه غفر له ما تقدم من ذنبه)3. وقيام الليل في رمضان وغيره إنما يكون بعد العشاء، وقد جاء مصرحاً به في السنن: "أنه لما صلى بهم قيام رمضان صلى بعد العشاء".
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قيامه بالليل هو وتره، يصلي بالليل في رمضان وغير رمضان إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، لكن كان يصليها طوالاً، فلما كان ذلك يشق على الناس قام بهم أُبي بن كعب في زمن عمر بن الخطاب عشرين ركعة، يوتر بعدها، ويخفف فيها القيام، فكان تضعيف العدد عوضاً عن طول القيام، وكان بعض السلف يقوم أربعين ركعة فيكون قيامها أخف، ويوتر بعدها بثلاث، وكان بعضهم يقوم بست وثلاثين ركعة يوتر بعدها، وقيامهم المعروف عنهم بعد العشاء الآخر ... فمن صلاه قبل العشاء فقد سلك سبيل المبتدعة المخالفين للسنة، والله أعلم"4.
ومما أحدثه الناس في رمضان ما يسمى بـ: صلاة القدر، وصفتها: أنهم يصلون بعد التراويح ركعتين في الجماعة، ثم في آخر الليل يصلون تمام مائة ركعة، وتكون هذه الصلاة في الليلة التي يظنون ظناً جازماً ليلة القدر، ولذلك سميت بهذا الاسم. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن حكمها، وهل المصيب من فعلها أو تركها؟ وهل هي مستحبة عن أحد من الأئمة أو مكروهة، وهل ينبغي فعلها والأمر بها أو تركها والنهي عنها؟
فأجاب -رحمه الله-: "الحمد لله، بل المصيب هذا الممتنع من فعلها والذي تركها، فإن هذه الصلاة لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين، بل هي بدعة مكروهة باتفاق الأئمة، ولا فعل هذه الصلاة لا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أحد من الصحابة، ولا التابعين، ولا يستحبها أحد من أئمة المسلمين، والذي ينبغي أن تترك وينهى عنه"5.
ومما أحدثه الناس في شهر رمضان: الذكر بعد كل ركعتين من صلاة التراويح، ورفع المصلين أصواتهم بذلك، وفعل ذلك بصوت واحد، فذلك كله من البدع. وكذلك قول المؤذن بعد ذكرهم المحدث هذا: الصلاة يرحمكم الله. فهذا أمر محدث أيضاً، لم يرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعله ولا أقره. وكذلك الصحابة والتابعون والسلف الصالح، فالإحداث في الدين ممنوع، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- ولم يفعلوا شيئاً من هذا، فليسعنا ما وسعهم، فالخير كله في الاتباع، والشر كله في الابتداع6.
ومن البدع التي أحدثها الناس: اعتقاد أنه لا تشرع صلاة التراويح إلا في النصف الثاني من شهر رمضان، وقد يعتقد البعض أنها فقط في العشر الأواخر، وأما في أول رمضان فإنهم يكتفون بالوتر، وهو إحدى عشر ركعة يؤدونها بطريقة سريعة.
ومما أحدثه الناس في رمضان كذلك: التسحير، فهي بدعة لأنها لم تكن على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يأمر بها، وليس من فعل الصحابة أو التابعين أو السلف الصالح-رحمة الله عليهم أجمعين- وبما أن التسحير أمر مبتدع محدث اختلفت فيه عوائد الناس، ولو كان مشروعاً ما اختلفت فيه عوائدهم؛ ففي الديار المصرية يقول المؤذنون بالجامع: تسحروا كلوا واشربوا أو ما أشبه ذلك، ويقرؤون قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الآية. ويكررون ذلك مراراً عديدة، ثم يسقون على زعمهم ويقرؤون قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً} إلى قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً}. والقرآن العزيز ينبغي أن ينزه عن موضع بدعة، أو على موضع بدعة، ثم ينشدون في أثناء ذلك القصائد، ويسحرون أيضاً بالطبلة يطوف بها بعضهم على البيوت، ويضربون عليها، هذا الذي مضت عليه عادتهم، وكل ذلك من البدع.
وأما أهل الشام فإنهم يسحرون بدق الطار والغناء والرقص واللهو واللعب، وهذا شنيع جداً، وهو أن يكون شهر رمضان الذي جعله الشارع صلى الله عليه وسلم للصلاة والصيام، والتلاوة والقيام، قابلوه بضد الإكرام والاحترام، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأما بعض أهل المغرب فإنهم يفعلون قريباًَ من فعل أهل الشام، وهو أنه إذا كان وقت السحور عندهم، ويضربون بالنفير على المنار، ويكررونه سبع مرات، ثم بعده يضربون بالأبواق سبعاً أو خمساً، فإذا قطعوا حرم الأكل إذ ذاك عندهم.
والعجيب أنهم يضربون بالنفير والأبواق في الأفراح التي تكون عندهم، ويمشون بذلك في الطرقات، فإذا مروا على باب مسجد سكتوا وأسكتوا، ويخاطب بعضهم بعضاً بقولهم: احترموا بيت الله تعالى فيكفون حتى يجوزوه، فيرجعوا إلى ما كانوا عليه، ثم إذا دخل شهر رمضان، الذي هو شهر الصيام والقيام، والتوبة والرجوع إلى الله تعالى من كل رذيلة، يأخذون فيه النفير والأبواق، ويصعدون بها على المنائر في هذا الشهر الكريم، ويقابلونه بضد ما تقدم ذكره.
وهذا يدل على أن فعل التسحير بدعة بلا شك ولا ريب، إذ أنها لو كانت مأثورة لكانت على شكل معلوم لا يختلف حالها، في بلد دون آخر كما تقدم.
فيتعين على من قدر من المسلمين عموماً التغيير عليهم، وعلى المؤذن والإمام خصوصاً، كل منهم يغير ما في إقليمه إن قدر على ذلك بشرطه، فإن لم يستطع ففي بلده، فإن لم يستطع ففي مسجده.
ومسألة التسحير هذه لم تدع ضرورة إلى فعلها وإذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرع الأذان الأول للصبح دالاً على جواز الأكل والشرب والثاني دالاً على تحريمها، فلم يبق أن يكون ما يعمل زيادة عليهما إلا بدعة ؛ لأن المؤذنين إذا أذنوا مرتين انضبطت الأوقات وعلمت7.
وقد أحدث الناس في هذا الزمان في التسحير في بعض البلدان أن البعض يضع شريطاً قرآنياً على مكبرات الصوت معتقدا سنية ذلك، والبعض ربما وضع بعض التغاريد التي ربما تكون فيها الشركيات، بل البعض من تلك التغاريد فيها التمطيط والتطويل الذي لا يفهم المقصود منه.
ومن البدع المنكرة التي أحدثت في شهر رمضان: كتب الأوراق التي يسمونها (حفائظ) في آخر جمعة من رمضان، ويسمون هذه الجمعة بالجمعة اليتيمة، فيكتبون هذه الأوراق حال الخطبة، ومما يكتب فيها قولهم (لا آلاء إلا آلاؤك سميع محيط علمك كعسهلون، وبالحق أنزلناه وبالحق نزل). ويعتقد هؤلاء الجهال المبتدعة أنها تحفظ من الحرق والغرق والسرقة والآفات!!
فلا شك في بدعية هذا الأمر، لما في ذلك من الإعراض عن استماع الخطبة بل والتشويش على الخطيب وسامعيه، وذلك ممنوع شرعاً كما لا يخفى، ولا خير في ذلك ولا بركة، فإنما يتقبل الله من المتقين لا من المبتدعين.
وقد يكتب فيها كلمات أعجمية قد تكون دالة على مالا يصح، أو فيها كفر بالله، ولم ينقل هذا عن أحد من أهل العلم، وذلك -والله أعلم- من بدع الدجالين التي زينوها للعامة البسطاء الجهال، ولذلك لا تقع إلا في القرى المتأخرة، والبلدان التي تكثر فيها البدع، فيجب النهي عنها، والتحذير منها، مثلها في ذلك مثل جميع البدع التي تشغل الناس عما أوجبه الله عليهم من الفروض والواجبات8.
ومما أحدثه الناس في رمضان: إقامة الموالد، وما يعرف بالحضرات عند البعض، وما يتفوه به أولئك الجهلة من الخرافات والشركيات، وما يلبسون به على الرعاع من الناس ظنا أن ذلك هو حب النبي-صلى الله عليه وسلم-، وما علموا أن حُب النبي يتمثل في التمسك بسنته، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، ونبذ كل ما خالف ما جاء به.
وهي بدعة على تكرر على مدار السنة، ولكنها تزيد في رمضان وفي رجب وشعبان، بل أصبحت عند البعض ديناً، ولكن أهل البدع يكثرون منها في المواسم الفاضلة؛ لأن الناس يحبون الخير، ومن السهل التأثير عليهم، فيتصيدونهم في تلك الأوقات التي هم في أمس الحاجة إلى أن يثقوا صلتهم بالله، فيبتلون بهؤلاء المبتدعة الذين أفسدوا الدين وأصبحوا دعاة إلى الضلالة، فليحذر المسلم أن يستجيب لهم مهما زخرفوا له القول؛ ذلك أن من جملة الدعاة الذين على أبواب جهنم ، فمن أجابهم إلى بدعتهم قذفوها فيها، ومن ثم فهو متوعد بالهلاك والخزي والعار -والعياذ بالله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
2مجموع الفتاوى(23/121).
3 رواه ابن ماجه، وقال الألباني: (ضعيف) والشطر الثاني من قوله: (فمن صامه..) صحيح كما في صحيح ابن ماجه، رقم(1093).
4مجموع الفتاوى (23/119- 121).
5مجموع الفتاوى (23/122).
6راجع: المدخل لابن الحاج (2/293- 294).
7يراجع المدخل (2/255- 257).
8لمزيد من معرفة ما أحدثه الناس من البدع في شهر رمضان، مع الرد على ذلك، راجع: البدع الحولية(325- 340)، لعبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد التويجري. دار الفضيلة للنشر والتوزيع- دار ابن حزم. الطبعة الأولى(1421هـ).
تعليق