:lll:
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
ثم أما بعد...........................
تخيل لو أن رمضان ضيف فى أحد البرامج وقمنا بسؤاله عدة أسئلة عما
يسعده ويحزنه فى خلال فترة ضيافته وكان الحوار كالتالى:
ضيف جديد يطل علينا في برنامجكم المحبوب،
البرنامج الأول في العالم الإسلامي، برنامج (شهر بقرب الحبيب)
الذي نستقبل فيه ضيفاً مميزاً لطالما انتظرناه بشوق وحنين منذ أحد
عشر شهراً، ضيفاً يزورنا بسرعة خاطفة، ويتركنا بعد أن يبث الفرح
والسرور في قلوب الصغار والكبار.
واستغلالاً لهذه المناسبة أحببنا أن نستقبل هذا الضيف ونسأله عن حفل
الاستقبال وعن الأهداف التي ينوي تحقيقها خلال فترة إقامته.
السؤال الأول: في البدء نشكرك على تكرمك بقبول دعوتنا، خاصة أنك
وصلت البارحة فقط، وقد حظيت، كما شهدنا، باستقبال كبير شارك
فيه أكبر حشد من الناس جاءوا من أنحاء العالم كافة؟
الجواب: أنا أيضاً سعيد جداً بمشاركتي معكم في هذا البرنامج، وسعيد
أيضاً بالحفاوة التي لقيتها عند وصولي، وإن كان هذا الأمر غير جديد
علي فأنا وبفضل الله أستقبل كل عام بمثل هذه الحفاوة والتكريم،
وأعداد المستقبلين والحمد لله كل عام في تزايد.
السؤال الثاني: إن قدومك السنوي أمر اعتدت عليه منذ أربعة عشر
قرناً ونيف، وفي كل مرة تأتي بها تلقى القبول والترحيب الكبير من
الناس، ما سر هذا الأمر يا ترى؟
الجواب: الأمر بسيط جداً، فكل مسافر يغيب فترة طويلة ثم يعود يستقبل
بحفاوة من قبل ذويه، فهم من جهة يشتاقون إليه، ومن جهة أخرى
يطمعون بالهدايا الثمينة التي يحملها إليهم، فالمسافر لا يعود إلى
وطنه خالي اليدين.
السؤال الثالث: ولكن هناك فرق كبير بين الهدايا التي يأتي بها المسافر
العادي والهدايا التي تأتي بها أنت؟
الجواب: طبعاً، فلا يمكن المقارنة بين العطر والثوب والكتاب وبين
مغفرة الله ورضوانه وتصفيد الشياطين والراحة والسكينة وغير ذلك من
الهدايا التي أجلبها معي... أليس كذلك؟
السؤال الرابع: طبعاً، طبعاً... لا مجال للمقارنة، ولكن دعني أسألك
عن رأيك في الأشخاص الذين يستقبلونك؟
الجواب: هناك اختلاف واضح في نوعية الأشخاص الذين يستقبلونني،
هناك اختلاف في صدقهم، في أعمالهم، في علومهم وفي تصرفاتهم، فبعضهم
يلازمني طوال الشهر ويرافقني ليلاً نهاراً، وبعضهم يلازمني خلال النهار
فقط، ويتركني في الليل ليلتفت إلى ما تبثه له الفضائيات والمحطات
المحلية من برامج ومسلسلات فاسدة، مما ينعكس عليه حرماناً من التمتع
التام بصحبتي..
السؤال الخامس: ما هو برأيك السبب في هذا الاختلاف بين الفريقين،
مع أن ثوابتهما ومصادرهما واحدة؟
الجواب: يعود السبب في هذا الاختلاف إلى فهم كل فريق للسبب الحقيقي
لمجيئي المتكرر، ففيما أدرك الفريق الأول أن مجيئي لم يكن يوماً بهدف
السياحة والراحة والكسل، وإنما هو تشمير لسواعد الجد، وهجران للنوم
والراحة في الليل والنهار، وهجران للأهل والولدان،
وانقطاع عن الملذات والشهوات، وإكثار من الصدقات وفعل الخيرات.
فهم الفريق الآخر مجيئي بأنه مجرد رحلة سياحية، وأنه دعوة للكسل
والخمول، وإقامة الولائم ودعوات للطعام،
والمشاركة في السهرات وحفلات الرقص والطرب وفجور.
السؤال السادس: ما أكثر ما يفرحك وأكثر ما يحزنك خلال إقامتك؟
الجواب: الأمور التي تسعدني كثيرة وكذلك الأمور التي تحزنني كثيرة ايضاً...
وإذا أحببت أعرض لك بعضاً منها... فمن الأمور التي تسعدني:
- استقبال الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، حتى أن بعضهم قد يجاهد
ويلازمني طوال الوقت مع أنه غير ملزم بذلك.
- استقبال الأحباء الجدد الذين لم أكن أجدهم سابقاً بين المستقبلين،
أجدهم وهم يتلهفون لمجيئي، يستقبلونني بحلّتهم وزيّهم الجديد،
حتى أن بعض النساء ألحظهن مرتبكات بزيّهن وحجابهن الذي يتوجن به
رؤوسهن لمجرد وصولي.
- امتلاء مساجد الله بالمصلين، وخاصة عند ساعات الفجر الأولى وفي صلاة
التراويح، ومن أكثر ما يسعدني في هذا الأمر هو وجود المصلين الشباب
والصغار الذين هم أمل هذه الأمة ومستقبلها.
- التعاطف والتعاون بين أبنائي حيث تكثر الصدقات والخيرات والعطف
على الفقراء والمساكين، مما يجعل جميع الناس يسعدون لقدومي... وهناك
أمور أخرى أيضاً لا يسع المجال لذكرها.
أما الأمور التي تحزنني فهي أكثر بكثير وأذكر منها:
- غربة كثير من أبنائي وابتعادهم عني حتى أن البعض منهم لا يعرف حتى
بموعد وصولي.
- التشرذم والتفكك الذي أجده بين أبنائي حيث يحاول كل واحد منهم
أن يستأثر بي ويحاول أن يكيد لأخيه.
- السجن والأسر الذي وقع ببعض أبنائي، مما جعلهم يعانون التعذيب
والاعتقال والظلم، ومع ذلك يحرصون على استقبالي من داخل زنازينهم
ومعتقلاتهم، يوجهون إلي رسائل الترحيب ويخبرونني بأنهم على العهد باقون،
وأن الظلم الذي يعانون منه زادهم قرباً وحباً لي.
- الإسراف والتبذير في الولائم والحفلات التي يحاول القائمون عليها
استغلال فترة إقامتي من أجل تحقيق أهداف سياسية أو مصالح شخصية،
كل هذا دون مراعاة لحال بعض الفقراء الذين لا يجدون ما يسدّون به
رمقهم..
- التبدّل والتحول الذي يظهر على بعض أبنائي بعد فترة من وصولي،
أو بعد رحيلي، فيفقدون حماسهم الذي استقبلوني به، ويعودون لما
كانوا عليه مسوَّفين بذلك التوبة، غير مدركين أنهم قد لا يلتقون بي
في السنة القادمة.
السؤال السابع: الحقيقة أن الحوار الممتع معك لا ينته، ولكننا للأسف
ملزمون بوقت محدد، كلمة أخيرة توجهها لأبنائك وأحبائك؟
الجواب: أنصح كل أبنائي بالعودة الصادقة إلى الله عز وجل الذي أعزهم
بالإسلام، كما أنصحهم بالاستفادة من فترة وجودي،
فصحيح أنني أتيت البارحة فقط، ولكني سرعان ما أغادرهم،
وأنصحهم بالصبر على البلاء الذي يصبّ عليهم صباً من قبل أعداء
لا يخافون الله، وأحثّهم أخيراً على الوحدة والتكاتف من أجل إعادة
العزة لهذا الدين الحنيف.
في الختام، لا يسعنا إلا أن نشكر ضيفنا الكريم على هذه المقابلة
الشيقة، وإلى اللقاء القريب في السنة القادمة إن شاء الله تعالى
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
ثم أما بعد...........................
تخيل لو أن رمضان ضيف فى أحد البرامج وقمنا بسؤاله عدة أسئلة عما
يسعده ويحزنه فى خلال فترة ضيافته وكان الحوار كالتالى:
ضيف جديد يطل علينا في برنامجكم المحبوب،
البرنامج الأول في العالم الإسلامي، برنامج (شهر بقرب الحبيب)
الذي نستقبل فيه ضيفاً مميزاً لطالما انتظرناه بشوق وحنين منذ أحد
عشر شهراً، ضيفاً يزورنا بسرعة خاطفة، ويتركنا بعد أن يبث الفرح
والسرور في قلوب الصغار والكبار.
واستغلالاً لهذه المناسبة أحببنا أن نستقبل هذا الضيف ونسأله عن حفل
الاستقبال وعن الأهداف التي ينوي تحقيقها خلال فترة إقامته.
السؤال الأول: في البدء نشكرك على تكرمك بقبول دعوتنا، خاصة أنك
وصلت البارحة فقط، وقد حظيت، كما شهدنا، باستقبال كبير شارك
فيه أكبر حشد من الناس جاءوا من أنحاء العالم كافة؟
الجواب: أنا أيضاً سعيد جداً بمشاركتي معكم في هذا البرنامج، وسعيد
أيضاً بالحفاوة التي لقيتها عند وصولي، وإن كان هذا الأمر غير جديد
علي فأنا وبفضل الله أستقبل كل عام بمثل هذه الحفاوة والتكريم،
وأعداد المستقبلين والحمد لله كل عام في تزايد.
السؤال الثاني: إن قدومك السنوي أمر اعتدت عليه منذ أربعة عشر
قرناً ونيف، وفي كل مرة تأتي بها تلقى القبول والترحيب الكبير من
الناس، ما سر هذا الأمر يا ترى؟
الجواب: الأمر بسيط جداً، فكل مسافر يغيب فترة طويلة ثم يعود يستقبل
بحفاوة من قبل ذويه، فهم من جهة يشتاقون إليه، ومن جهة أخرى
يطمعون بالهدايا الثمينة التي يحملها إليهم، فالمسافر لا يعود إلى
وطنه خالي اليدين.
السؤال الثالث: ولكن هناك فرق كبير بين الهدايا التي يأتي بها المسافر
العادي والهدايا التي تأتي بها أنت؟
الجواب: طبعاً، فلا يمكن المقارنة بين العطر والثوب والكتاب وبين
مغفرة الله ورضوانه وتصفيد الشياطين والراحة والسكينة وغير ذلك من
الهدايا التي أجلبها معي... أليس كذلك؟
السؤال الرابع: طبعاً، طبعاً... لا مجال للمقارنة، ولكن دعني أسألك
عن رأيك في الأشخاص الذين يستقبلونك؟
الجواب: هناك اختلاف واضح في نوعية الأشخاص الذين يستقبلونني،
هناك اختلاف في صدقهم، في أعمالهم، في علومهم وفي تصرفاتهم، فبعضهم
يلازمني طوال الشهر ويرافقني ليلاً نهاراً، وبعضهم يلازمني خلال النهار
فقط، ويتركني في الليل ليلتفت إلى ما تبثه له الفضائيات والمحطات
المحلية من برامج ومسلسلات فاسدة، مما ينعكس عليه حرماناً من التمتع
التام بصحبتي..
السؤال الخامس: ما هو برأيك السبب في هذا الاختلاف بين الفريقين،
مع أن ثوابتهما ومصادرهما واحدة؟
الجواب: يعود السبب في هذا الاختلاف إلى فهم كل فريق للسبب الحقيقي
لمجيئي المتكرر، ففيما أدرك الفريق الأول أن مجيئي لم يكن يوماً بهدف
السياحة والراحة والكسل، وإنما هو تشمير لسواعد الجد، وهجران للنوم
والراحة في الليل والنهار، وهجران للأهل والولدان،
وانقطاع عن الملذات والشهوات، وإكثار من الصدقات وفعل الخيرات.
فهم الفريق الآخر مجيئي بأنه مجرد رحلة سياحية، وأنه دعوة للكسل
والخمول، وإقامة الولائم ودعوات للطعام،
والمشاركة في السهرات وحفلات الرقص والطرب وفجور.
السؤال السادس: ما أكثر ما يفرحك وأكثر ما يحزنك خلال إقامتك؟
الجواب: الأمور التي تسعدني كثيرة وكذلك الأمور التي تحزنني كثيرة ايضاً...
وإذا أحببت أعرض لك بعضاً منها... فمن الأمور التي تسعدني:
- استقبال الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، حتى أن بعضهم قد يجاهد
ويلازمني طوال الوقت مع أنه غير ملزم بذلك.
- استقبال الأحباء الجدد الذين لم أكن أجدهم سابقاً بين المستقبلين،
أجدهم وهم يتلهفون لمجيئي، يستقبلونني بحلّتهم وزيّهم الجديد،
حتى أن بعض النساء ألحظهن مرتبكات بزيّهن وحجابهن الذي يتوجن به
رؤوسهن لمجرد وصولي.
- امتلاء مساجد الله بالمصلين، وخاصة عند ساعات الفجر الأولى وفي صلاة
التراويح، ومن أكثر ما يسعدني في هذا الأمر هو وجود المصلين الشباب
والصغار الذين هم أمل هذه الأمة ومستقبلها.
- التعاطف والتعاون بين أبنائي حيث تكثر الصدقات والخيرات والعطف
على الفقراء والمساكين، مما يجعل جميع الناس يسعدون لقدومي... وهناك
أمور أخرى أيضاً لا يسع المجال لذكرها.
أما الأمور التي تحزنني فهي أكثر بكثير وأذكر منها:
- غربة كثير من أبنائي وابتعادهم عني حتى أن البعض منهم لا يعرف حتى
بموعد وصولي.
- التشرذم والتفكك الذي أجده بين أبنائي حيث يحاول كل واحد منهم
أن يستأثر بي ويحاول أن يكيد لأخيه.
- السجن والأسر الذي وقع ببعض أبنائي، مما جعلهم يعانون التعذيب
والاعتقال والظلم، ومع ذلك يحرصون على استقبالي من داخل زنازينهم
ومعتقلاتهم، يوجهون إلي رسائل الترحيب ويخبرونني بأنهم على العهد باقون،
وأن الظلم الذي يعانون منه زادهم قرباً وحباً لي.
- الإسراف والتبذير في الولائم والحفلات التي يحاول القائمون عليها
استغلال فترة إقامتي من أجل تحقيق أهداف سياسية أو مصالح شخصية،
كل هذا دون مراعاة لحال بعض الفقراء الذين لا يجدون ما يسدّون به
رمقهم..
- التبدّل والتحول الذي يظهر على بعض أبنائي بعد فترة من وصولي،
أو بعد رحيلي، فيفقدون حماسهم الذي استقبلوني به، ويعودون لما
كانوا عليه مسوَّفين بذلك التوبة، غير مدركين أنهم قد لا يلتقون بي
في السنة القادمة.
السؤال السابع: الحقيقة أن الحوار الممتع معك لا ينته، ولكننا للأسف
ملزمون بوقت محدد، كلمة أخيرة توجهها لأبنائك وأحبائك؟
الجواب: أنصح كل أبنائي بالعودة الصادقة إلى الله عز وجل الذي أعزهم
بالإسلام، كما أنصحهم بالاستفادة من فترة وجودي،
فصحيح أنني أتيت البارحة فقط، ولكني سرعان ما أغادرهم،
وأنصحهم بالصبر على البلاء الذي يصبّ عليهم صباً من قبل أعداء
لا يخافون الله، وأحثّهم أخيراً على الوحدة والتكاتف من أجل إعادة
العزة لهذا الدين الحنيف.
في الختام، لا يسعنا إلا أن نشكر ضيفنا الكريم على هذه المقابلة
الشيقة، وإلى اللقاء القريب في السنة القادمة إن شاء الله تعالى
تعليق