الحمد لله الذي جعل الصّيامَ جُنّة وسببًا موصِلاً إلى الجنّة، أحمده سبحانه وأشكره هدى ويسّر فضلاً مِنه ومِنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، دلّنا على أوضحِ طريقٍ وأقوم سُنّة، صلّى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابِه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
فاتقوا الله عباد الله، توبوا إلى ربكم، توبة نصوحاً، فإن الله عز وجل قد أمهلنا كثيراً، وصبر علينا كثيراً، لا نمتثل بأمره، ولا ننتهي عن نهيه، وهو عز وجل مع ذلك، يرزقنا بالليل والنهار.
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ [التحريم:8].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: والنصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول:تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها، بحيث لا يدع ذنباً إلا تناولته.
الثاني:إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى تردد ولا تلوم ولا انتظار، بل يجمع كل إرادته وعزيمته مبادراً بها.
الثالث:تخليصها من الشوائب والعلل القادحة، في إخلاصها ووقوعها، لمحض الخوف من خشية الله. والرغبة فيما لديه، والرهبة مما عنده، لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورياسته، أو لحفظ حاله، أو لحفظ قوته وماله، أو استدعاء حمد الناس، أو لهربٍ من ذمهم، أو لئلا يتسلط عليه السفهاء، أو لقضاء نهمته من الدنيا، أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك.
وأذكركم إخوتاه
شهر رمضان على الأبواب، لم يبقَ على قدوم الضيف إلا أيام ، وإنها والله فرصة ـ يا عباد الله ـ، فرصة لا تعوض، من فاته شهر رمضان فقد فاته خيرٌ كثيرٌ.
جددوا توبتكم ـ يا عباد الله ـ، عسى أن يكتبنا المولى من عتقائه في هذا الشهر.
وأي فرصة، في شهر، تصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان، إذا لم نتب من ذنوبنا في رمضان، فمتى نتوب، إذا لم نتخلص من شوائبنا ومعاصينا، في شهر الرحمة، وفي شهر القرآن.
اعلموا رحمكم الله، أن التوبة إذا صحت، بأن اجتمعت شروطها، وانتفت موانعها قبلت بلا شك، إذا وقعت قبل نزول الموت، ولو كانت عن أي ذنب، وكانت قبل طلوع الشمس من مغربها، كما قال تعالى: يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايَـٰتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـٰنِهَا خَيْرًا [الأنعام:158].
فاللهم إنا ندعوك وأنت أحق من دعي، ونرجوك وأنت أحق من رجي، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلّها، تبنا إلى الله، ورجعنا إلى الله، وندمنا على ما فعلنا، اللهم فاقبلنا عندك من التائبين.
فاتقوا الله عباد الله، توبوا إلى ربكم، توبة نصوحاً، فإن الله عز وجل قد أمهلنا كثيراً، وصبر علينا كثيراً، لا نمتثل بأمره، ولا ننتهي عن نهيه، وهو عز وجل مع ذلك، يرزقنا بالليل والنهار.
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ [التحريم:8].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: والنصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول:تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها، بحيث لا يدع ذنباً إلا تناولته.
الثاني:إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى تردد ولا تلوم ولا انتظار، بل يجمع كل إرادته وعزيمته مبادراً بها.
الثالث:تخليصها من الشوائب والعلل القادحة، في إخلاصها ووقوعها، لمحض الخوف من خشية الله. والرغبة فيما لديه، والرهبة مما عنده، لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورياسته، أو لحفظ حاله، أو لحفظ قوته وماله، أو استدعاء حمد الناس، أو لهربٍ من ذمهم، أو لئلا يتسلط عليه السفهاء، أو لقضاء نهمته من الدنيا، أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك.
وأذكركم إخوتاه
شهر رمضان على الأبواب، لم يبقَ على قدوم الضيف إلا أيام ، وإنها والله فرصة ـ يا عباد الله ـ، فرصة لا تعوض، من فاته شهر رمضان فقد فاته خيرٌ كثيرٌ.
جددوا توبتكم ـ يا عباد الله ـ، عسى أن يكتبنا المولى من عتقائه في هذا الشهر.
وأي فرصة، في شهر، تصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان، إذا لم نتب من ذنوبنا في رمضان، فمتى نتوب، إذا لم نتخلص من شوائبنا ومعاصينا، في شهر الرحمة، وفي شهر القرآن.
فمتى يكون؟
دعوني علـى نفسـي أنـوح وأندب بدمـع غزيـر واكـفٍ يتصـبب
دعوني علـى نفسـي أنـوح فإننـي أخاف على نفسـي الضعيفة تعطب
وإنــي حقيـق بالتضـرع والبكـا إذا مـا هـدا النَّوام والليـل غيهب
وجـالت دواعي الحزن من كل جانب وغارت نجوم الليل وانقضى كوكب
كفـى أن عينـي بالدمـوع بخيلـةٌ وإنـي بآفـات الذنـوب معـذّب
فمن لي إذا نادى المنادى بمن عصــى إلى أين التجائـي إلى أيـن أهـرب
وقـد ظهرت تلـك الفضـائح كلها وقد قرب الميـزان والنـار تلهـب
فيا طول حزني ثم يا طـول حسـرتي لئـن كنت في قعـر الجحيم أعذب
فقـد فـاز بالملك العظيـم عصابـةٌ تبيت قياماً في دجـى الليل ترهـب
إذا أشـرف الجبار من فـوق عرشه وقد زينت حور الجنان الكواعـب
فنـاداهمُ أهـلاً وسـهلاً ومرحبــاً أبحـب لكم داري وما شئتم أطلبوا
اعلموا رحمكم الله، أن التوبة إذا صحت، بأن اجتمعت شروطها، وانتفت موانعها قبلت بلا شك، إذا وقعت قبل نزول الموت، ولو كانت عن أي ذنب، وكانت قبل طلوع الشمس من مغربها، كما قال تعالى: يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءايَـٰتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـٰنِهَا خَيْرًا [الأنعام:158].
فاللهم إنا ندعوك وأنت أحق من دعي، ونرجوك وأنت أحق من رجي، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلّها، تبنا إلى الله، ورجعنا إلى الله، وندمنا على ما فعلنا، اللهم فاقبلنا عندك من التائبين.
تعليق