إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نعم ... انت من أقصد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نعم ... انت من أقصد

    ألست أنت ؟؟؟

    رأيته فى المرآة ، منذ زمن بعيد لم أدقق فى ملامحه
    سألنى : ألا تعرفنى ؟ ، ألا تذكرنى ؟

    قلت له : بلى ، ألست أنت التاجر الكبير ، والأب الحنون ، والزوج المثالى ؟ ألست أنت كاتب المقالات المعروف ، وعلى وشك أن تكون مناضلاً سياسياً ؟
    ألست أنت كل هؤلاء ؟
    ألست الذى تكتب المقالات تنصح فيها الناس بينما أنت غارق فى التقصير وأحوج الناس إلى النصيحة ؟

    ألست الذى تدخل إلى الصلاة بلا قلب وتخرج منها بلا ثمرة ؟
    ألست أنت الذى تخوض غمار المعارك على الورق وخلف الكيبورد بينما نفسك وشيطانك يلحقون بك هزائم لا تنتهى ؟
    أنت هو أم أنا أتحدث عن غيرك ؟


    ألست الذى وعد ربه قبل أن ينطلق رمضان أنه سيكون شخصاَ آخر ، وأنه سيمسك عليه لسانه إلا من ذكر الله ، ولن يعيش إلا للقرآن والذكر ، ثم ضيعت الشهر بين العمل والأولاد وجهاد الحناجر وانشغلت بالمواد فوق الدستورية وقلبك خراب ، سيطرت عليه القسوة وغطاه الران ، أخذتك المعارك الفضائية والكتابات الصحفية والمليونية ونسيت أنك فى المقام الأول عبد ، وأن جهاد المنافقين واجب ، والدفاع عن حياض الشريعة فرض ، ولكن لا يقوم بهذا إلا من كان قلبه معلقاً بسيده ومولاه ، لا يقوم بهذا إلا من كانت الصلاة له قرة عين ، والصيام له جوع وعطش ونصب فى جنب سيده ومولاه ، تكتب المقالات وتخرج فى الفضائيات ثم تخطف الصلاة وتهمهم بالتسبيح والدعاء وتتكاسل أحيانا عن النوافل وتوتر بركعة وتقول شغلنى المنافقون وأعداء الدين


    لا أيها المخدوع ثبت العرش ثم انقش ، إن الصحابة لم يقوموا بالجهاد إلا بعد أن تربوا فى مدرسة الصلاة والقيام والقرآن ، فرض عليهم قيام الليل كله سنة حتى خرجوا كالذهب إذا خرج من الكير بلا شوائب .



    هاهو رمضان أيها المسكين الذى أخبرت الناس عنه فى مقالاتك وخطبك أنه فرصة العمر لتولد من جديد وفرصة العمر لتستغل ضعف أعدائك فتحقق أول وأعظم إنتصاراتك عليهم ، هاهو رمضان يوشك على الرحيل دون أن تذوق حلاوته ودون أن تجد قلبك ، يوشك رمضان على الرحيل دون أن تذوق حلاوة المناجاة وروعة الأنس بمحبوبك ، ومع ذلك فالرحمن الرحيم جعل لأمثالك فرصة قد تكون أخيرة ، فرصة تمسح بها كل تقصير وتمحو بها كل خطيئة وتجبر كل نقص بإذن الله .


    العشر الأواخر من رمضان تعمل قليلاً وتربح كثيراَ ، أمامك عشر أيام تستطيع فيها أن تضحك أخيراً ، تستطيع أن تحجز مقعداَ فى الجنة ، تستطيع أن تضع إسمك فى كشوف الناجحين ، تصور نفسك فى آخر يوم واسمك ينادى عليها بين الخلائق وأنت تصعد منصة التتويج ، هنيئاَ لك أيها البطل ، هنيئاَ لك يا أيها العتيق .


    دونك عشر لو أحسنت استغلالها وارتديت فيها ثياب الجندية ، لا بل ثياب العبودية ، لو أحسنت المسألة وأجدت الذل والمسكنة ، ودعوت حتى يبح صوتك ، وقمت حتى تفطرت قدماك ، وبكيت حتى انقطع الدمع وصرخت بأعلى صوتك وعجلت إليك رب لترضى .

  • #2
    رد: نعم ... انت من أقصد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خير الجزاء مااااااااشاااااااااء الله فعلا موضوع راااائع ومميز
    تقبل الله منكم وغفر لكم

    تعليق

    يعمل...
    X