إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ll رمضان شهـرُ الثـَّورة على الطغيـان ll الشيخ : حامد العلى , حفظه الله .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ll رمضان شهـرُ الثـَّورة على الطغيـان ll الشيخ : حامد العلى , حفظه الله .

    رمضان شهـرُ الثـَّورة على الطغيـان
    حامد بن عبدالله العلي

    ( رمضان كريم ) هكذا يردّدها المسلمون في أكرم الشهور على الله ، غيـر أنهَّـم لـم يخطـر على بالهم ، أن يهـلّ على أمّـتنا هلالـُه هذا العام ، وحالـُها مخـتلفٌ جـداً ، ليكـونَ أكرمَ شهـر بالخيرات على الأمـّة منذ عقود كثيرة ، إذ عروش الطغـاة بين مُطـاح به ، ومتزلـزل بصيحات الله أكبـر ، ومنتظـر دورُه ليتهاوى إلى أسفل سافليـن .
    ولاعجـب ، إذ شهر رمضان هو شهر الثورة على الطغيـان في تاريخ الإسلام .
    فغزوة بدر الكبرى ، وفتح مكة ، ووقعـة البُويب التي كُسِرت فيها جيوشُ كسرى _ وهي نظير اليرموك في الشام _ وفتح النوبة ، وفتح الأندلس ، وموقـع بلاط الشهداء ( بواتيه ) في العمق الفرنسي ، وفتح عمورية ، وعين جالوت ، وموقعة شقحب ، وفتح قبرص ، ومعركة المنصورة ضدّ الصليبين ، وغيرها من أيـّام الأمـّة الإسلاميّة العظمى ،
    كلُّهـا إنما كانت في شهر رمضان المبارك المعظـَّم .
    لقد كان رمضان في العقيدة الإسلامية مرتبطـاً بالقرآنِ المنزَّل ، والجهاد الذي بالعـزِّ مجلّل ، والتخفُّف من شهوات الدنيا والعيش المدلَّل ، للإستعداد لحمل رسالة السماء ، والصعود إلى مدارج العـلاء .
    .
    ولم يرتبط بموائد الطعام والشـراب ، وليالي السَّهر أمام مرائي الخراب ، إلاّ بعدما انحطـَّت الأمـّة بترك الجهاد ، وتفرّقـت أيادي سبأ بين البلاد ، وتسلّط فيها أهـلُ الجـوْر على العباد .
    وهاهي أمـّتنا المجيـدة تعيد رمضانها الذي كان ، لتجمع فيه بين شهر القرآن ، والثورة على الطغيـان ، فتصوم نهارَهـا عن شهوات الدنيا ، فاتحةً الطريق أمام الـروح لتنتشـي بعبـق رسالتها الحضارية الداعية إلى أن تكون أمـةً ناشـرةً ألويـة الخير والإحسـان ، ومحاربة للشر والطغيـان .
    قال الحق سبحانه : ( كنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) ، وإنما صـرنا كذلك بسبب حمل رسالتنا للعالم ،
    .
    وبهذا فسـّر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم هذه الآية ، كما في الصحيح مرفوعا ( خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلـوا في الإسـلام ) ، وقال ابن كثيـر رحمه الله : ( أنفع الناس للناس ) .
    وأيُّ نفع _ ليت شعري _ أعظمُ للناس ، من إزالة الظلم ، والطغيـان ، الواقعيْن على الخـلق ، ورفـع كابوس الأنظمة القمعيـّة التي تسوم الناس سوء العذاب ،
    وهل بعث الله الأنبياء ، وأنزل عليهم الكتب ، إلاّ لـردع طغيان شياطين الجـنِّ ، والإنس ، ومحاربة الفساد في الأرض .
    قال تعالى : ( وَلاَ تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُـمْ غَضَبِي ، وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ) ، وقال جلّ شأنُه : ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْض لِيُفْسِدَ فِيهَا ، وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ) .
    وقد اختصر الله تعالى سبب الخُسران في الآخرة بالطغيان ، قال تعالى : ( فأَمَّا مَنْ طَغَى ، وَآثَـرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيا ، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى )
    وإذا كان الصومُ يضيِّـق مجاري الشيطان في الإنسان ، فيكبح عنه طغيان القوة الغضبية ، والشهوانية ، وذاك من حِكَمِهِ العظيـمة .
    فكيف لو ضيَّقنـا في شهر الصـوم ، مجاري شياطيـن الزعماء الطواغيـت في بلادنا ، الذين طغـوْا في البلاد ، فأكثـروا فيها الفساد ، وجعلنا عليهم هذا الشهـر لعنـةً تلعنهم إلى يوم الدين ، كما هو على المؤمنين مغفـرة رحمـة من رب العالمـين ؟!
    .
    وإذا كانت شياطين الجنّ تُسلسل في هذا الشهر الكريم ، فما أعظـم _ إستدلالاً بأفعال الله تعالى من باب القياس _ أن تقوم الأمـّة بوضع الأغلال في أعنـاق شياطين الطغـاة ، كما وضعتها في عنق شين الفاجرين ، وفرعون مصر ، والبقية تأتي بإذن الله تعالى .
    وإذا كان رمضان هو شهر القرآن ، والقرآن لم يُنـزَل ليُتْلـى في المنابر ، ويتسابق الناس فيه ختماته في التروايح ، ويتنافس المتنافسون في حسن الصوت في تغنّيه في المحاريـب فحسـب ،
    بل أعظـم سبب لنزولـه هو ماقال الله تعالى في شأنه : ( فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) . وقال : ( وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) .
    فشأن القـرآن إذن أنـّه إذا قرىء في ليالي رمضان ، يحـرّك الأمّـة لتجـاهد الطغيان ، ليحكم القرآنُ بين الناس بالحـقّ ، إذ لايقف في وجـه حُكْمِهِ ، ولا يـردُّ الناس عن سبيلِهِ ، ويبتغيها عوجـاً ، إلاّ الطغـاة ، ألـم تروْا إلى إعقـاب الله تعالى إرساله موسى لفرعون بعلة الطغيان : ( إذهب إلى فرعون إنه طغـى ) .
    فاكتفى بهذه العلة ، لأنَّ الطغيان هو رأس الإفساد ، وأصل خراب البلاد والعباد ، وأسُّ الصدِّ عن سبل الهدى ، والرشــاد .
    وإذا كان رمضان هو شهر غذاء الروح ، فهي إنما تغـذّى لتقوى على حمل الجسد إلى المهام الجسيمة ، والمقامات العظيمـة ، وأيّ مهمة أعظم ، وأيّ رسالة أفخـم ، من مواجهة الذين يفسدون في الأرض ، ومجاهدتهـم ، حتى إنَّ الكلمة في مواجهـتهم هي الجهاد الأفضـل ، وشهيدها هو الشهيـد الأكـمل .
    وهل فضـّل الله تعالى أولي العزم من الرسل إلـى بأدائهم هذه المهمّة ، فهذا نوح عليه السلام ، كافح الطغيان ألف سنة إلاّ خمسين عاما ، وإبراهيم واجه وحيـداً أعظم طغاة الأرض بعد فرعون وهو النمروذ ، وموسى الكليم زلزل عرش فرعون ، وعيسى روح الله سيواجه أعظم طاغية في التاريخ ، وهو الأعور الدجال .
    وأما محمّد _ صلى الله عليه وسلم _ سيد ولـد آدم ، المصطفى على الناس ، المختـار من بين كـلّ الأنفاس ، فقد بعثه الله ليواجه كـلَّ طغاة العالم ، فزلزل عروشهم ، وحطـَّم طغيانهـم ، وأقام حضارة العـدل ، والخيـر ، والإيـمان ، وعقـد لـواء الرحمة والإحسـان ، إلى آخـر الزمـان .
    وليتأمـّل كـلُّ بصيـر الإرتباط العجيب بين غذاء الروح في رمضان ، ثـمّ التوجـّه في مسيرة حاشدة إلى صلاة العيـد ، ويُستحب إليهـا المشـي ، لأنـّه أدعـى إلى تحقيق الهدف ، حيـث تكبـّر فيه أمّة الخيـر التكبير الذي يملأ العـيـون هيبـةً ، ويُغمِـر القلـوب رهبـةً ، ثـم يخطـب فيهـم الخطيب خطبة جامعة يذكـِّر فيها الأمة برسالتها ، ويختصـر مهمّتـها ، ويحرضـّها على القيـام بدعوتها ، إذ قد تهيأت بشهر الصوم لهذه الوظيفـة الحضاريـّة ، واستعـدت بتصفية الروح لهذه الأمانة العالميـّة .
    فيـا أمـّة الإسلام العظيـمة ،
    نهنئكـم بشهـر البركـات أولاً ، ونقـول ثانيـا: الحمد لله الذي مـنّ علينا بإنطـلاق مشروع النهضة ، بهذه الثورات المباركة ، وأنعـم علينا بيقظـة شعوبنا من سباتها ، واكتشافها أنّ سـرّ قـوّتهـا في إسلامها ، فانطـلقت من صلاة الجمعـة لتزلـزل ما بنـاه الظلـم ، في عقود الظـلام ، وتحـرِّر الأمـّة من ربقـته ، إلى رحاب نور العدل في الإسلام .
    فلنجعـل رمضان هذا العام ، وقـودَ نهضتِنا الذي يزيدها إشعـالا ، ونبراس يقظتـنا الذي يملؤها تـلألأً وجــلالاً .
    وليكن شعارنا فيـه : اللهم أعنـّا على الصيام ، والقيام ، وإسقـاط فاسـد النظـام .
    ولندعم ميادين الجهاد بالمال والعـُدَد ، وعواصم الثورات بالدَّعـم والمـدد.
    حتـى يؤتي جهاد السلاح أكلـَه بالنصر ، ويحـقق نضال السياسة أهدافه بالظفـر ، فتعـود الأمـَّة إلى سابق عـزها ، وتالد مجدهـا ، وتحرر من أغلالها الثلاث :
    الطواغيت المحلية ـ والهيمنة الأجنبيـة ـ والفهـم المغلوط لرسالة الإسلام العالمية العليـّة.
    فهذا هو ديننا الذي به صـرنا خيـرَ أمـَّة أخرجت للناس ، وتلك هي رسالتنا التي بها أصبحـنا أكـرمَ الأمـَّم على الله تعالى .
    والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكّـلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكّـلون.
    نقلاً عن موقع الشيخ
    نفع الله به ...
    ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )





  • #2
    رد: ll رمضان شهـرُ الثـَّورة على الطغيـان ll الشيخ : حامد العلى , حفظه الله .

    ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )




    تعليق


    • #3
      رد: ll رمضان شهـرُ الثـَّورة على الطغيـان ll الشيخ : حامد العلى , حفظه الله .

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      جزاكم الله خير الجزاء مااااااشااااااء الله على موضوع موضوع راااائع
      بارك الله فيكم

      تعليق


      • #4
        رد: ll رمضان شهـرُ الثـَّورة على الطغيـان ll الشيخ : حامد العلى , حفظه الله .

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        وإياكم جزاكم الله خيراً
        وشكر الله لكم
        المرور الكريم
        ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )




        تعليق


        • #5
          رد: ll رمضان شهـرُ الثـَّورة على الطغيـان ll الشيخ : حامد العلى , حفظه الله .

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ماشاء الله
          جزاكم الله خير الجزاء
          ونفع بكم بوركتم
          [[ يا أيها الذِينَ آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لّكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ]] اللهم إرحم أبي .

          تعليق

          يعمل...
          X