الطريق إلى شرع الله
وهذا الأمر لا يتحقق عن طريق اتخاذنا الديمقراطية وسيلة ..
نحن في طريقنا إلى تحكيم شرع الله عز وجل
أمامنا طريقان شرعيان
لا ثالث لهما :
طريق التغيير بالدعوة وطريق التغيير بالقوة ..
ـــــ أما طريق التغيير بالدعوة فيعني أن ننشغل بالدعوة إلى الله وتربية الناس على أخلاق الإسلام وتعليمهم أحكامه ودعوة الناس جميعا حكاما ومحكومين، حتى يفيء معظم الأمة إلى الدين، ويخضعوا لشرع الله عز وجل، ويشتاقوا إلى الحياة في ظلال الإسلام، عندها ــ إن شاء الله ــ يحدث أمران:
إما أن يتخذ الجميع حكاما ومحكومين مبادرة بالرجوع الكامل إلى شرع الله عز وجل، دون أن يطلب أحد منهم ذلك..
وإما أن تنحصر معارضة شرع الله عز وجل في قلة من الناس، لكنها تضطر إلى الخضوع له نزولا عند رغبة الأكثرية .
أو تصر على معارضة شرع الله إصرارا يفضي إلى تصادمها مع الأغلبية صداما يؤدي إلى زوالها دفعة واحدة أو ذوبانها رويدا ..رويدا ..
وطريق الدعوة هذا يحتاج إلى الحكمة في الدعوة، والصبر على الأذى ؛والثبات على المبدأ؛ والوضوح في الطرح ؛والحذر من تمييع الدين .
ــــ أما طريق التغيير بالقوة
فيعني تربية شباب الدعوة على إعداد العدة واتخاذ كل أسبابها حتى تكون لهم قوة يدفعون بها عن أنفسهم إن احتاجوا إلى المدافعة، ويدعمون بها ما لديهم من مطالب وحقوق، ويصدون بها ما يرفضون من منكر وفسوق، وإن تيسر لهم إزاحة الأنظمة الخارجة على شرع الله عز وجل والرافضة له فهذا مسعى نبيل وعمل جليل .
إن من المرفوض شرعا أن يكون العلمانيون واللادينيون مدعومين بقوة العسكر وتأييد الغرب في حين أن الدعاة إلى الله عز وجل عزّل من كل أسباب القوة ولا يملكون من أوراق الضغط إلا الاستجداء والاستعطاف وإن غضبوا فلا أكثر من الشجب والتنديد !!
إن الحكم الذي يفيض بمعاني السيطرة والغلبة لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع ولا يمكن أن يستمر بعد تحققه إلا بقدر من القوة.
والتاريخ البشري عموما و الأحداث المعاصرة خصوصا تشهد لصحة ذلك .
لكن طريق التغيير بالقوة يحتاج إلى تضحيات جسام وجدية في العمل وصرامة في المواقف .
هذان هما الطريقان الشرعيان الوحيدان أمام الدعاة إلى الله عز وجل.
لكن سلوك أحد هذين الطريقين ليس مسألة اختيارية
بل هو محكوم بتحقيق المصلحة والمناسبة للظرف، فقد تكون الظروف والأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية أكثر تهيئة لأحد الطريقين من الآخر... والأمر يحتاج إلى بعد نظر.. وتأمل ..وروية ..وصدق نية.
***
لأن كل واحد منهما لا يستغني عن الآخر ..
ففي طريق الدعوة نحتاج إلى القوة عند اصطدام الأغلبية المطالبة بشرع الله بالأقلية الرافضة له ..
وفي طريق التغيير بالقوة نحتاج إلى الدعوة لأنها هي الوسيلة لتكثير السواد وجمع الأنصار.
فبان بذلك أن هذين الطريقين ليسا في الحقيقة إلا طريقا واحدا يجمع بين حكمة الدعوة باللسان وقوة الجهاد بالسيف والسنان وأنهما مترابطان لا ينفصلان .
أما الديمقراطية فليست بديلا شرعيا وليست بديلا عمليا ..
ليست بديلا شرعيا لأنها غير مشروعة والمعدوم شرعا كالمعدوم حسا ..
و ليست بديلا عمليا لأنها لا تستغني عن طريق الدعوة وطريق القوة .
هي تحتاج إلى الدعوة من أجل كسب الأنصار والمؤيدين وتحتاج إلى القوة من أجل المحافظة على المكاسب والانتصارات
فإذا لم يكن لهذه المكاسب والانتصارات قوة تمنع من انقلاب الآخرين عليها فسوف تكون في مهب الريح أو تحت رحمة العسكر .
أقول : إذا كان طريق الديمقراطية هذا لا يستغني عن الدعوة، ولا يستغني عن القوة فليس له من مميزات إلا تناقضه مع شرع الله، ولو استخدم الإسلاميون السالكون لهذا الطريق جهودهم وطاقاتهم في الطريق الشرعي لجمعوا بين الإصابة في العمل وبلوغ الغرض.
من كلام شيخنا
أبا المنذر الشنقيطي , حفظه الله ورعاه
في رسالته
( إسلاميون في الوحل الديمقراطي )
محبكم
أبو مصعب الأزهري
غفر الله له .
تعليق