إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة قطوف رمضانيه ( من تجميعى )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة قطوف رمضانيه ( من تجميعى )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المقدمه :

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .
    فهذع سلسلة قطوف رمضانية أقدمها للقراء بين يدي هذا الشهر الكريم شهر الخير والبركة والإحسان شهر رمضان ، تناولت فيها كثيراً من القضايا المتعلقة به بأسلوب سهل ميسر تصلح لأن تكون دروساً يومية في رمضان لأئمة المساجد ، كما تصلح أن تكون خطباً لأئمة الجوامع وتصلح لأن تقرأ في البيوت ليستفيد منه الأهل والأولاد بنين وبنات ، كما تصلح للجميع ليقرؤها ويفيدوا ويستفيدوا منها ، والله أسأل أن ينفع بها الجميع ، واعتذر للقارئ الكريم إن وجد في هذه السلسله خللاً أو نقصاً .
    اللهم وفقنا للصيام والقيام على الوجه الذي يرضيك عنا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    وهى يا أحبتى عشرون درس سأكتب كل يوم بإذن الله خمس دروس أو ما كتب الله لي أن أكتبه
    والله أسئل أن ينفعنا بما علمنا


    أخوكم فى الله
    عبدالله صالح
    المسجل باسم / الفتى الداعى الصغير

  • #2
    رد: سلسلة قطوف رمضانيه ( من تجميعى )

    فضل رمضان



    أيها الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير وكل عام والأمة الإسلامية بخير ومن حسن إلى أحسن ، أيها الأخوة شهر رمضان شهر عظيم مبارك شهر كتب الله علينا صيامه ، وسن لنا رسول الله r قيامه ، شهر ما مر على المسلمين شهر خير منه بمحلوف رسول الله r ، وما مر على المنافقين شهر شر منه بمحلوف رسول r ، وإن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخلهم وذلك أن المؤمن يعد نفقته وقوته للعبادة ، وإن الفاجر يعده لغفلة المسلمين وعثورهم ، فهو غنم للمؤمن نقمة للفاجر ، ولو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت الأمة أن تكون السنة كلها رمضان ، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، شهر تفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه مردة الشياطين ، ويبسط فيه الرزق للعباد وتنادي الحور الحسان : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .
    أتى رمضان مزرعة العبــاد لتطهير القلوب من الفساد
    فأد حقوقه قولاً وفعـــلاً وزادك فاتخذه للمعــاد
    فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادماً يوم الحصــاد
    يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة ، يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة ، من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح ، من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح " رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له " ، أيها الأخوة : إن لم يغفر للعبد في رمضان فمتى يغفر له ، كم ينادي : حي على الفلاح وأنت خاسر ، كم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر
    إذا رمضان أتى مقبــلاً فأقبل فبالخير يستقبل
    لعلك تخطئه قابــــلاً وتأتي بعذر فلا يقبل
    كم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر ، كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ، ومؤمل غداً لا يدركه ، إنكم لو بصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره .
    يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان
    لقد أظلك شهر الصوم بعدهمـــا فلا تصيره أيضاً شهر عصيـان
    واتل القرآن وسبح فيه مجتهـــداً فإنه شهر تسبيح وقــــرآن
    فاحمل على جسد ترجو النجاة لــه فسوف تضرم أجساد بنــيران
    كم كنت تعرف ممن صام في سلـف من بين أهل وجيران وإخــوان
    أفناهم الموت واستبقاك بعدهـــم حياً فما أقرب القاصي من الـداني
    ومعجب بثياب العيد يقطعهـــا فأصبحت في غد أثواب أكفــان
    أيها الأخوة : لقد كان رسول الله r يبشر أصحابه بقدوم رمضان ويهنيهم به ، فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله r يبشر أصحابه يقول : " قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم " قال بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان ، قال الإمام ابن رجب الحنبلي : ( كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران ، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان من أين يشبه هذا الزمان الزمان ) أ هـ كلامه يرحمه الله .
    أيها الأخوة : روى أن النبي r كان يدعو ببلوغ رمضان فكان إذا دخل رجب يقول :
    " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " وكان يستعد لصيام رمضان بصيام شعبان فقد كان يصوم شعبان كله إلا قليلاً وكان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم ، قال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم ( اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً ) ، وكانوا يكثرون من قراءة القرآن في شهر شعبان فعن أنس قال : كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرأوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان ، وقال سلمة بن كهيل : كان يقال : شهر رمضان شهر القراء .
    عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله r في آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله تعالى صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، من فطر فيه صائماً كان له مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شئ " قلنا : يا رسول الله ، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ، فقال رسول الله r : " يعطى الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماءً ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة ، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار ، فاستكثروا فيه من أربع خصال وخصلتين ترضون بهما ربكم ، خصلتين لا غنى لكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه ، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله تعالى الجنة وتعوذون به من النار " . وهو حديث عظيم بين فيه رسول الله r فضل رمضان ، وفضل صيامه وقيامه ، ورغب في تفطير الصائمين فيه ، وأمر بالاستكثار فيه من أربع خصال خصلتين نرضي بهما ربنا : شهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار ، وخصلتان لا غنى لنا عنهما : سؤال الله الجنة والتعوذ به من النار ، وما أجمل العبارة التي يرددها بعض الصائمين امتثالاً لهذا التوجيه النبوي الكريم ( استغفر الله أشهد أن لا إله إلا الله أسألك الجنة وأعوذ بك من النار ) .
    الصيام أيها الأخوة جنة من النار ، وفي الجنة كما بين المصطفى r باب يقال له الريان باب مخصوص للصائمين لا يدخل منه غيرهم ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : " إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل من الصائمون فيقومون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد " .
    وهذا أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه يأتي رسول الله r يطلب منه الوصية يقول : يا رسول الله ، مرني بعمل يدخلني الجنة ؟ فيقول له النبي r : " عليك بالصوم فإنه لا عدل له " فكأنه استقله فأعاد مرة أخرى : يا رسول الله ، مرني بعمل يدخلني الجنة ؟ فأعاد عليه النبيr : " عليك بالصوم فإنه لا عدل له " فأعاد أبو أمامة الطلب مرة ثالثة على رسول الله r وأعاد عليه نفس الجواب ، يقول الراوي عن أبي أمامة : فكان أبو أمامة بعد ذلك لا يوقد في بيته نار إلا أن ينزل عليه ضيف ، ومعنى ذلك أنه نفذ وصية رسول الله r .
    أيها الأخوة إن الأعمال عند الله سبعة : عملان موجبان وعملان بأمثالهما ... الحديث
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله r : " كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، " والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم ، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
    أيها الأخوة إن هذه الأمة أعطيت في رمضان خصالاً لم يعطهن أمة كانت قبلهم : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يصلون فيه إلى ما كان يصلون إليه في غيره ، ويزين الله جنته في كل يوم فيقول تعالى ( يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة ويصيروا إليك ) . ويغفر لهم في آخر ليلة من رمضان ، قالوا : يا رسول الله ، أهي ليلة القدر ؟ قال : " لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله ولله عز وجل في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار ويعتق آخر الشهر عدد ما أعتق في الشهر كله .
    أيها الأخوة بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظمى ومنة كبرى ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم ثم مات الثالث على فراشه بعدهما فرئي في النوم سابقاً لهما فقال النبي r : " أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة ، وأدرك رمضان فصامه فوالذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض " خرجه الإمام أحمد وغيره . من رحم في رمضان فهو المرحوم ومن حرم خيره فهو المحروم ومن لم يتزود لمعاده فيه فهو ملوم ، قال ابن رجب الحنبلي : ( هبت اليوم على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب ، وسعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح ، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل ، وللمذنبين بالعفو ، والمستوجبين النار بالعتق ، لما سلسل الشيطان في شهر رمضان ، وخمدت نيران الشهوات بالصيام ، انعزل سلطان الهوى ، وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل ، فلم يبق للعاصي عذر ، يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي ، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي ، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي ، يا قلوب الصائمين اخشعي ، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي ، يا عيون المجتهدين لا تهجعي ، يا ذنوب التائبين لا ترجعي ، يا أرض الهوى ابلعي ماءك ، ويا سماء النفوس أقلعي ، يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي ، ويا همم المؤمنين أسرعي ، فطوبى لمن دعي فأجاب فأصاب ، وويل لمن طرد عن الباب وما دعي :
    ليت شعري إن جئتهم يقبلوني أم تراهم عن بابهم يصرفوني
    أم تراني إذا وقفت لديهــم يأذنوا بالدخول أم يطردوني
    فاللهم أهل علينا شهر رمضان باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والصحة من الأسقام والفراغ من الأشغال ورضنا فيه باليسير من النوم ، اللهم سلم رمضان لنا وسلمنا له وتسلمه منا متقبلاً وارزقنا صيامه وقيامه وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط وأعذنا فيه من الفتن ، ووفقنا فيه لليلة القدر واجعلها لنا خيراً من ألف شهر .

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة قطوف رمضانيه ( من تجميعى )

      الجود والصدقة في رمضان
      أيها الأخوة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : حديثي إليكم اليوم ضمن برنامجكم ( قطوف رمضانية ) عن الجود والصدقة في رمضان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان رسول الله r أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام ، وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ ، فيعرض عليه النبي r القرآن ، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله r أجود بالخير من الريح المرسلة . رواه البخاري ومسلم . فقوله ( أجود بالخير من الريح المرسلة ) أي أسخى ببذل المال من الريح المرسلة وذلك أن الريح تذر ما تأتي عليه أي كان النبي r يفرق ما نالت يده من المال في المستحقين ، وخرج الحديث أيضاً الإمام أحمد في مسنده بزيادة في آخره وهي : لا يسأل عن شئ إلا أعطاه .
      أيها الأخوة : الجود هو سعة العطاء وكثرته والله تعالى يوصف بالجود ففي سنن الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي r قال : " إن الله جواد يحب الجود كريم يحب الكرم" وفيه أيضاً من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي r عن ربه قال : ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته فاعطيت كل سائل منكم ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه ، ذلك بأني جواد واجد ماجد أفعل ما أريد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشئ إذا أردت أن أقول له كن فيكون ) وفي الأثر المشهور عن فضيل بن عياض : إن الله تعالى يقول في كل ليلة : ( أنا الجواد ومني الجود أنا الكريم ومني الكرم ) فالله سبحانه وتعالى أجود الأجودين وجوده يتضاعف في أوقات خاصة كشهر رمضان وفيه أنزل قوله { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } البقرة آية 186 ، ولما كان الله عز وجل قد جبل نبيه r على اكمل الأخلاق وأشرفها فكان رسول الله r أجود الناس كلهم ، كما أنه أفضلهم وأعلمهم وأشجعهم وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة ، وكان جوده بجميع أنواع الجود من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في اظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق مع إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم ولم يزل r على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ ، ولهذا قالت له خديجة في أول مبعثه : والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق .
      ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة وتضاعفت أضعافاً كثيرة وفي الصحيحين عن أنس قال : كان رسول الله r أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس ، وفي صحيح مسلم عنه قال : ما سئل رسول الله r على الإسلام شيئاً إلا أعطاه فجاء رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ، وفي مغازي الواقدي أن النبي r أعطى صفوان يومئذ وادياً مملوءاً إبلاً ونعماً ، فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي ، وعن جابر قال : ما سئل رسول الله r شيئاً فقال لا ، وكان جوده r كله لله وفي ابتغاء مرضاته ، وكان يؤثر على نفسه وأهله وأولاده فيعطي عطاء يعجز عنه الملوك مثل كسرى وقيصر ، ويعيش في نفسه عيش الفقراء فيأتي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار ، وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع . وكان قد أتاه سبي مرة فشكت إليه فاطمة ما تلقي من خدمة البيت وطلبت منه خادماً يكفيها مؤونة بيتها فامرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها وقال : لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع ، وكان جوده r يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضاً .
      وفي تضاعف جوده r في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة منها : شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه ، وفي الترمذي عن أنس مرفوعاً :( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) ومنها إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم ، ومنها أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار لاسيما في ليلة القدر والله تعالى يرحم من عباده الرحماء كما قال r : " إنما يرحم الله من عباده الرحماء " فمن جاد على عبادالله جاد الله عليه بالعطاء والفضل ، والجزاء من جنس العمل ، ومنها أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي r قال : " إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها " قالوا : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : " لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام " .
      ومنها أن الصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص وتكفير الصيام للذنوب مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه ، ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، ومنها أن الصائم يدع طعامه وشرابه لله ، فإذا أعان الصائمين على التقوى على طعامهم وشرابهم كان بمنزلة من ترك شهوة لله وآثر بها أو واسى منها . وقال الشافعي رضي الله عنه : أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله r ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم .

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة قطوف رمضانيه ( من تجميعى )

        بااااااااااااارك الله فى جهودكم ووفقكم الرحمن ونفع بكم

        تعليق

        يعمل...
        X