بسم الله... والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد
آيات الرّحمن في صيام رمضان
الإعجاز العلميّ في الصِّيام
أخي المسلم ... أختي المسلمة
نهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على أمّة محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلم خير الأمم- بالنّصر والعزّ والتّمكين.... وبعد:
فينبغي للمسلم أن يعلم أنَّ الصّيام هو: ركن من أركان الإسلام الخمسة.
ونحاول في هذه المطوية أن نتلمس: بعض الحكم الرَّبانيَّة...
والفوائد الصِّحيِّة لهذا الرُّكن العظيم.
أولًا: تعريف الصِّيام
الصِّيام هو الامتناع عن الأكل والشُّرب مدَّةً زمنيةً معينةً.
ثانيًا: تاريخ الصِّيام
جاءت جميع الشَّرائع السَّماويَّة بفريضة الصَّيام منذ آدم -صلّى الله عليه وسلّم- وحتَّى نبيِّنا محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، مرورًا باليهوديَّة والنَّصرانيَّة.. قال -تعالى-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[البقرة: 183].
ثالثًا: الصَّيام في العصور التَّاريخيَّة
مارس المصريون القدماء، والهنود، والبراهمة، والبوذيُّون، وغيرهم، أنواعًا متعددةً من الصِّيام.. وفي عهد البطالسة كان أطباء الإسكندرية ينصحون مرضاهم بالجوع تعجيلًا للشِّفاء...!!، ولجأ إليه أطباء اليونان لمعالجة الكثير من الأمراض الّتي استعصت على الشّفاء (كما ينصح به أطباء العصر الحديث).
رابعًا: أهمية الصِّيام بالنِّسبة للإنسان
من المعلوم أن المعدة هي من الأعضاء الّتي تعمل طوال العام بلا كللٍ ولا مللٍ..!!
لذلك فهي تحتاج إلى راحةٍ من حينٍ لآخر، و إلا أصابها المرض، ولذلك فقد منحها الاستلام أيَّامًا معدودةً من كلِّ عامٍ وهو (شهر رمضان المبارك)؛ ليصوم فيه المسلم، فتهدأ معدته وتستريح من عناء أحد عشر شهرًا كاملةً.
يقول الأطباء:
يدخل إلى جسم الإنسان في فترة حياته:
أولًا: أكثر من مائتي كيلو غرام من المعادن والمواد السَّامَّة.. من خلال الماء الّذي يشربه (فقط)...!!!
ثانيًا: كما يدخل من خلال الهواء الّذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السَّامَّة مثل: أكاسيد الكربون والرَّصاص والكبريت ... الخ.
وهذه السُّموم الّتي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن للجسم إزالة آثارها إلا بالصِّيام، فيتفرغ الجسم لصيانة وتنظيف الخلايا بشكلٍ فعال، وذلك عن طريق تدمير الخلايا الضَّعيفة، وتوليد خلايا قويّة وسليمة...!!!
فالصَّوم نعمةٌ عظيمةٌ من نعم الله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-:
{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
[البقرة:184].
فائدة:
الإنسان يصوم...!! الحيوان يصوم..!! النَّبات يصوم..!!
لقد تبين لعلماء الطّبيعة ، أنَّ جميع الكائنات الحية تمارس نوعًا من الصِّيام كالإنسان تمامًا، فالأفعى والدُّب القطبيّ علـى سبيل المثال، يمتنعان عن الطَّعام والشَّراب لمدة 6 شهور تقريبًا (فترة السُّبات الشتويّ)، وكذلك فإنَّ النَّباتات، والأزهار، والأشجار، والغابات بحاجة إلى قطع أو تقليل الغذاء عنها من المياه والأسمدة -فترةً معينةً- (في فترة الجفاف وانقطاع الأمطار )، كي تنمو، وتقوى... وتزدهر... وإلا تلفت...
يا سبحان الله..!!
خامسًا: شهادة الأطباء في أهمية الصِّيام
كتب الطَّبيب السُّويسريّ (بارسيلوس): "أنَّ فائدة الصَّوم في العلاج تفوق مرّات ومرّات استخدام الأدوية المختلفة"...!!!
أما (فينيامين) الأستاذ في جامعة موسكو، فقد كتب يقول : "أنَّ الإنسان تعاف نفسه الطّعام وترفضه في بعض الأحيان...وكأنَّها بذلك تفرض على نفسها الصِّيام الإجباريّ كي تستريح المعدة وترتاح"...!!
كما أكد البروفسور (بيلوي) في كتابه (الجوع من أجل الصِّحة عام 1976): "أنَّ على كلّ إنسانٍ -وخاصّةً- سكان المدن الكبرى، أن يمارسوا الصَّوم بالامتناع عن الطَّعام لمدة (3 - 4 أسابيع) كلّ سنةٍ، كي يتمتعوا بالصّحة الكاملة طيلة حياتهم..!!
ملاحظة:
تأمل -أخي الحبيب- مدّة هذه الوصية، وكم هي مطابقة لفريضة الصَّيام في شهر رمضان المبارك.
سادسًا: بعض فوائد الصِّيام
اكتشف العلم الحديث أن للصيام فوائد صحيَّةً مدهشةً، بخلاف ما كان يعتقد في الماضي أنَّ هذه الفوائد مقصورة على الجوانب الرُّوحية (من الأجر والثواب فقط...)، منها على سبيل المثال:
1- الصِّيام والسُّمنة:
يودي الإفراط في تناول الطَّعام والشّراب -غالبًا- إلى زيادة الوزن، وينتج عن ذلك مضاعفات خطيرة مثل: ارتفاع ضغط الدَّم، تصلب الشَّرايين، أمراض الكبد ، أمراض المفاصل، السُّكر.. الخ.
وينصح الأطباء كل من يرغب في إنقاص وزنه، أن يتبع نظامًا معينًا في الغذاء، خلاصته الامتناع عن الطَّعام والشَّراب فترة من الزذَمن، حتى يتسنى للجسم حرق المخزونات الزَّائدة ، للقضاء على السُّمنة.. وهذا هو ما يحققه الصَّوم فهو: العلاج لكلِّ هذه الأمراض بإذن الله -عزّ وجلّ-.
2- الصِّيام والأمراض الباطنية:
يفيد الصّوم في علاج الاضطرابات المزمنة للأمعاء، وذلك نظرًا لاستراحة الجهاز الهضميّ أثناء ساعات النَّهار، وهذا بدوره يعطي للأمعاء فرصة للتَّخلص من السُّموم والفضلات المتراكمة فيها..!!
فالصّيام يعتبر من أفضل الوسائل لتطهير الأمعاء... الله أكبر..!!!
3- الصَّوم يخفض الشَّهوة الجنسيَّة
إنَّ إنتاج الهرمون الجنسيّ يكاد يكون معدومًا أثناء الصَّوم، وهذا ما حدثنا عنه الحبيب الأعظم نبيُّنا -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله:
«يا معشر الشَّباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فإنَّه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصّوم؛ فإنَّه له وجاء»
[متفق عليه واللفظ لمسلم 1400].
(والوجاء هو رض عروق البيضتين، فيكون شبيهًا بالخصاء)... وفي هذه الكلمة، حقيقةٌ علميةٌ باهرةٌ، لانخفاض شهوة الصّائم الجنسيَّة، بسبب انخفاض هرمون الجنس عنده حتى الحدود الدُّنيا (إذا استمر الصَّوم)، وهذا ما أثبته العلم... حقًّا إنَّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
4- الصّوم مفيدٌ حتى لمدمني المخدرات والتَّدخين!!
من المعلوم أنَّ الجسم يدمر الخلايا المريضة ومنها المدمنة أثناء الصّوم، ويولد خلايا سليمةً وقويّةً... وبالنَّسبة لمدمني المخدرات والتَّدخين، فهم يتخلصون من الخلايا الضَّعيفة الّتي أثر عليها التّدخين والنِّيكوتين و المخدرات؛ ليعوض الجسم مكانها خلايا سليمةً غير مدمنةٍ، وبالتالي يتماثلون للشّفاء بسرعةٍ مذهلةٍ، فالصَّوم يعمل في الجسم على مستوى الهدم والبناء... الحمد لله.
5- الصَّوم شفاءٌ من آلام المفاصل:
من الأشياء المدهشة في الصَّوم أنَّه يساعد على شفاء آلام الظّهر والعمود الفقريّ والرَّقبة... وقد وضحت دراسة نرويجيَّة أنَّ الصَّوم: علاجٌ ناجحٌ لالتهـاب المفاصل بشرط أن يستمر الصَّوم لمدة أربعة أسابيع... يا سبحان الله....!!!
6- فوائد الصِّيام على باقي الأجهزة
ثبت علميًّا -أيضًا- أنَّ للصِّيام فوائد مذهلةً على: جهاز المناعة، والجهاز الدّوريّ، والجهاز الهضميّ، والجهاز التَّناسليّ، والجهاز البوليّ، والقلب، والسُّكر، والسَّرطان..... الخ.
وذلك من فضل الله -تبارك وتعالى-.!!!
ملاحظة:
هناك الكثير من النَّاس يمتنعون عن الطَّعام والشَّراب بشكلٍ قاسٍ، على خلاف الصَّوم الإسلاميّ، من أجل تخفيف أوزانهم (الرَّجيم)، وهم لا يعلمون إنَّهم بذلك يدمرون الاحتياطيّ الحيويّ في أجسادهم، والّذي قد يسبب لهم مضاعفات خطيرة قد يودي بهم إلى: انهيار صحيّ أو ربما موت مفاجئ (كما يُلاحظ هذا في بعض الأحيان).
فائدة 1:
الصِّيام الّذي يمارسه غير المسلم (الرّجيم ) هو: صيام تجويعٍ ولا يتحقق إلا بإشراف الطَّبيب، بينما الصّيام الإسلاميّ، لا توجد له أية مخاطر أو إضرار إطلاقًا فهو ربانيٌّ مأمون النّتائج.
فائدة 2:
في الصّوم الطّبيّ (وغيره من أنواع الصّوم غير الإسلاميّ)، يصوم الإنسان -غالبًا- والكلّ من حوله مُفطر، مما يُؤثر سلبًا على: نفسيته، وأخلاقه، وصحته (تمامًا كحال المُفطر في رمضان ممن ليس له عذرٌ شرعيٌّ) بينما الصّوم الإسلاميّ يقبل عليه المسلمون برغبةٍ شديدةٍ وهم يصومون معًا ويفطـرون معًا وكأنَّهم أسرةٌ واحدةٌ، فيمارسونه بيسرٍ وسهولةٍ واشتياقٍ... مصداقًا لقوله -تعالى-:
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
[البقرة: 185].
وأخيرًا أخي الحبيب: يجب أن تعلم:
أولًا: أنَّ الإسلام عندما جعل الصَّيام فرضًا واجبًا على المسلم إنّما سبق الأطباء جميعًا في دعوتهم إليه منذ مئات السِّنين ... قال -تعالى-:
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك: 14].
ثانيًا: أنَّ الله -تعالى- (برحمته)، لا يكتب شيئًا على عباده، إلا إذا كان لهم فيه مصلحةٌ في الدُّنيا والأجر العظيم في الآخرة... قال -تعالى-:
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
الدِّين النَّصيحة
وختامًا -يا صاحبي- نذكرك بأنَّ الصِّيام ليس هو -فقط- الامتناع عن الطَّعام والشَّراب، وإنَّما هو -أيضًا- الامتناع عن كل ما حرَّم الله –سبحانه- من المعاصي والمنكرات، والمداومة على الطَّاعات. نسأل الله تعالى أن نكون جميعًا من هؤلاء... إنَّه سميعٌ مجيبُ الدّعوات...
قال -تعالى-:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
[البقرة: 185].
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه»
[رواه البخاري 38 ومسلم 760].
آيات الرّحمن في صيام رمضان
الإعجاز العلميّ في الصِّيام
أخي المسلم ... أختي المسلمة
نهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على أمّة محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلم خير الأمم- بالنّصر والعزّ والتّمكين.... وبعد:
فينبغي للمسلم أن يعلم أنَّ الصّيام هو: ركن من أركان الإسلام الخمسة.
ونحاول في هذه المطوية أن نتلمس: بعض الحكم الرَّبانيَّة...
والفوائد الصِّحيِّة لهذا الرُّكن العظيم.
أولًا: تعريف الصِّيام
الصِّيام هو الامتناع عن الأكل والشُّرب مدَّةً زمنيةً معينةً.
ثانيًا: تاريخ الصِّيام
جاءت جميع الشَّرائع السَّماويَّة بفريضة الصَّيام منذ آدم -صلّى الله عليه وسلّم- وحتَّى نبيِّنا محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، مرورًا باليهوديَّة والنَّصرانيَّة.. قال -تعالى-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[البقرة: 183].
ثالثًا: الصَّيام في العصور التَّاريخيَّة
مارس المصريون القدماء، والهنود، والبراهمة، والبوذيُّون، وغيرهم، أنواعًا متعددةً من الصِّيام.. وفي عهد البطالسة كان أطباء الإسكندرية ينصحون مرضاهم بالجوع تعجيلًا للشِّفاء...!!، ولجأ إليه أطباء اليونان لمعالجة الكثير من الأمراض الّتي استعصت على الشّفاء (كما ينصح به أطباء العصر الحديث).
رابعًا: أهمية الصِّيام بالنِّسبة للإنسان
من المعلوم أن المعدة هي من الأعضاء الّتي تعمل طوال العام بلا كللٍ ولا مللٍ..!!
لذلك فهي تحتاج إلى راحةٍ من حينٍ لآخر، و إلا أصابها المرض، ولذلك فقد منحها الاستلام أيَّامًا معدودةً من كلِّ عامٍ وهو (شهر رمضان المبارك)؛ ليصوم فيه المسلم، فتهدأ معدته وتستريح من عناء أحد عشر شهرًا كاملةً.
يقول الأطباء:
يدخل إلى جسم الإنسان في فترة حياته:
أولًا: أكثر من مائتي كيلو غرام من المعادن والمواد السَّامَّة.. من خلال الماء الّذي يشربه (فقط)...!!!
ثانيًا: كما يدخل من خلال الهواء الّذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السَّامَّة مثل: أكاسيد الكربون والرَّصاص والكبريت ... الخ.
وهذه السُّموم الّتي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن للجسم إزالة آثارها إلا بالصِّيام، فيتفرغ الجسم لصيانة وتنظيف الخلايا بشكلٍ فعال، وذلك عن طريق تدمير الخلايا الضَّعيفة، وتوليد خلايا قويّة وسليمة...!!!
فالصَّوم نعمةٌ عظيمةٌ من نعم الله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-:
{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
[البقرة:184].
فائدة:
الإنسان يصوم...!! الحيوان يصوم..!! النَّبات يصوم..!!
لقد تبين لعلماء الطّبيعة ، أنَّ جميع الكائنات الحية تمارس نوعًا من الصِّيام كالإنسان تمامًا، فالأفعى والدُّب القطبيّ علـى سبيل المثال، يمتنعان عن الطَّعام والشَّراب لمدة 6 شهور تقريبًا (فترة السُّبات الشتويّ)، وكذلك فإنَّ النَّباتات، والأزهار، والأشجار، والغابات بحاجة إلى قطع أو تقليل الغذاء عنها من المياه والأسمدة -فترةً معينةً- (في فترة الجفاف وانقطاع الأمطار )، كي تنمو، وتقوى... وتزدهر... وإلا تلفت...
يا سبحان الله..!!
خامسًا: شهادة الأطباء في أهمية الصِّيام
كتب الطَّبيب السُّويسريّ (بارسيلوس): "أنَّ فائدة الصَّوم في العلاج تفوق مرّات ومرّات استخدام الأدوية المختلفة"...!!!
أما (فينيامين) الأستاذ في جامعة موسكو، فقد كتب يقول : "أنَّ الإنسان تعاف نفسه الطّعام وترفضه في بعض الأحيان...وكأنَّها بذلك تفرض على نفسها الصِّيام الإجباريّ كي تستريح المعدة وترتاح"...!!
كما أكد البروفسور (بيلوي) في كتابه (الجوع من أجل الصِّحة عام 1976): "أنَّ على كلّ إنسانٍ -وخاصّةً- سكان المدن الكبرى، أن يمارسوا الصَّوم بالامتناع عن الطَّعام لمدة (3 - 4 أسابيع) كلّ سنةٍ، كي يتمتعوا بالصّحة الكاملة طيلة حياتهم..!!
ملاحظة:
تأمل -أخي الحبيب- مدّة هذه الوصية، وكم هي مطابقة لفريضة الصَّيام في شهر رمضان المبارك.
سادسًا: بعض فوائد الصِّيام
اكتشف العلم الحديث أن للصيام فوائد صحيَّةً مدهشةً، بخلاف ما كان يعتقد في الماضي أنَّ هذه الفوائد مقصورة على الجوانب الرُّوحية (من الأجر والثواب فقط...)، منها على سبيل المثال:
1- الصِّيام والسُّمنة:
يودي الإفراط في تناول الطَّعام والشّراب -غالبًا- إلى زيادة الوزن، وينتج عن ذلك مضاعفات خطيرة مثل: ارتفاع ضغط الدَّم، تصلب الشَّرايين، أمراض الكبد ، أمراض المفاصل، السُّكر.. الخ.
وينصح الأطباء كل من يرغب في إنقاص وزنه، أن يتبع نظامًا معينًا في الغذاء، خلاصته الامتناع عن الطَّعام والشَّراب فترة من الزذَمن، حتى يتسنى للجسم حرق المخزونات الزَّائدة ، للقضاء على السُّمنة.. وهذا هو ما يحققه الصَّوم فهو: العلاج لكلِّ هذه الأمراض بإذن الله -عزّ وجلّ-.
2- الصِّيام والأمراض الباطنية:
يفيد الصّوم في علاج الاضطرابات المزمنة للأمعاء، وذلك نظرًا لاستراحة الجهاز الهضميّ أثناء ساعات النَّهار، وهذا بدوره يعطي للأمعاء فرصة للتَّخلص من السُّموم والفضلات المتراكمة فيها..!!
فالصّيام يعتبر من أفضل الوسائل لتطهير الأمعاء... الله أكبر..!!!
3- الصَّوم يخفض الشَّهوة الجنسيَّة
إنَّ إنتاج الهرمون الجنسيّ يكاد يكون معدومًا أثناء الصَّوم، وهذا ما حدثنا عنه الحبيب الأعظم نبيُّنا -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله:
«يا معشر الشَّباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فإنَّه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصّوم؛ فإنَّه له وجاء»
[متفق عليه واللفظ لمسلم 1400].
(والوجاء هو رض عروق البيضتين، فيكون شبيهًا بالخصاء)... وفي هذه الكلمة، حقيقةٌ علميةٌ باهرةٌ، لانخفاض شهوة الصّائم الجنسيَّة، بسبب انخفاض هرمون الجنس عنده حتى الحدود الدُّنيا (إذا استمر الصَّوم)، وهذا ما أثبته العلم... حقًّا إنَّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
4- الصّوم مفيدٌ حتى لمدمني المخدرات والتَّدخين!!
من المعلوم أنَّ الجسم يدمر الخلايا المريضة ومنها المدمنة أثناء الصّوم، ويولد خلايا سليمةً وقويّةً... وبالنَّسبة لمدمني المخدرات والتَّدخين، فهم يتخلصون من الخلايا الضَّعيفة الّتي أثر عليها التّدخين والنِّيكوتين و المخدرات؛ ليعوض الجسم مكانها خلايا سليمةً غير مدمنةٍ، وبالتالي يتماثلون للشّفاء بسرعةٍ مذهلةٍ، فالصَّوم يعمل في الجسم على مستوى الهدم والبناء... الحمد لله.
5- الصَّوم شفاءٌ من آلام المفاصل:
من الأشياء المدهشة في الصَّوم أنَّه يساعد على شفاء آلام الظّهر والعمود الفقريّ والرَّقبة... وقد وضحت دراسة نرويجيَّة أنَّ الصَّوم: علاجٌ ناجحٌ لالتهـاب المفاصل بشرط أن يستمر الصَّوم لمدة أربعة أسابيع... يا سبحان الله....!!!
6- فوائد الصِّيام على باقي الأجهزة
ثبت علميًّا -أيضًا- أنَّ للصِّيام فوائد مذهلةً على: جهاز المناعة، والجهاز الدّوريّ، والجهاز الهضميّ، والجهاز التَّناسليّ، والجهاز البوليّ، والقلب، والسُّكر، والسَّرطان..... الخ.
وذلك من فضل الله -تبارك وتعالى-.!!!
ملاحظة:
هناك الكثير من النَّاس يمتنعون عن الطَّعام والشَّراب بشكلٍ قاسٍ، على خلاف الصَّوم الإسلاميّ، من أجل تخفيف أوزانهم (الرَّجيم)، وهم لا يعلمون إنَّهم بذلك يدمرون الاحتياطيّ الحيويّ في أجسادهم، والّذي قد يسبب لهم مضاعفات خطيرة قد يودي بهم إلى: انهيار صحيّ أو ربما موت مفاجئ (كما يُلاحظ هذا في بعض الأحيان).
فائدة 1:
الصِّيام الّذي يمارسه غير المسلم (الرّجيم ) هو: صيام تجويعٍ ولا يتحقق إلا بإشراف الطَّبيب، بينما الصّيام الإسلاميّ، لا توجد له أية مخاطر أو إضرار إطلاقًا فهو ربانيٌّ مأمون النّتائج.
فائدة 2:
في الصّوم الطّبيّ (وغيره من أنواع الصّوم غير الإسلاميّ)، يصوم الإنسان -غالبًا- والكلّ من حوله مُفطر، مما يُؤثر سلبًا على: نفسيته، وأخلاقه، وصحته (تمامًا كحال المُفطر في رمضان ممن ليس له عذرٌ شرعيٌّ) بينما الصّوم الإسلاميّ يقبل عليه المسلمون برغبةٍ شديدةٍ وهم يصومون معًا ويفطـرون معًا وكأنَّهم أسرةٌ واحدةٌ، فيمارسونه بيسرٍ وسهولةٍ واشتياقٍ... مصداقًا لقوله -تعالى-:
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
[البقرة: 185].
وأخيرًا أخي الحبيب: يجب أن تعلم:
أولًا: أنَّ الإسلام عندما جعل الصَّيام فرضًا واجبًا على المسلم إنّما سبق الأطباء جميعًا في دعوتهم إليه منذ مئات السِّنين ... قال -تعالى-:
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك: 14].
ثانيًا: أنَّ الله -تعالى- (برحمته)، لا يكتب شيئًا على عباده، إلا إذا كان لهم فيه مصلحةٌ في الدُّنيا والأجر العظيم في الآخرة... قال -تعالى-:
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
الدِّين النَّصيحة
وختامًا -يا صاحبي- نذكرك بأنَّ الصِّيام ليس هو -فقط- الامتناع عن الطَّعام والشَّراب، وإنَّما هو -أيضًا- الامتناع عن كل ما حرَّم الله –سبحانه- من المعاصي والمنكرات، والمداومة على الطَّاعات. نسأل الله تعالى أن نكون جميعًا من هؤلاء... إنَّه سميعٌ مجيبُ الدّعوات...
قال -تعالى-:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
[البقرة: 185].
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه»
[رواه البخاري 38 ومسلم 760].