قراءة القرآن بقصد زيادة الايمان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم " . ... وقال عزوجل ({وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَـٰناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَـٰناًوهم يستبشرون)
وتجديد الايمان يكون بالطاعات والأعمال الصالحات ؛ومن بين هذة الطاعات التى بها يزداد الايمان ::قراءة القرآن؛ بل هو من اهم وسائل زيادة الايمان ؛من خلال مواعظه البليغة -من الترهيب والترغيب - التى تجمع بين الخشوع والخوف من عذاب الله ورجاء رحمته ؛فتستثير المشاعر وتؤججها ؛فيحدث بذلك التجاوب بين الفكر والعاطفة ؛أو بين القلب والعقل ؛أى ::جمع شعور القلب بالقرآن ؛ والعقل بفهم معانيه ؛من خلال احساس القلب بالمعانى وفهم العقل للآيات . ان المتأمل لوجوه الاعجاز القرآنى يجده تعدى حدود المعانى والمعارف ؛فلا يقتصر اعجازه فقط على عظمة سبكه ونظمه ؛أو على ما يحويه من معارف غير متعارضة وعلوم ظاهرة ؛ وما يتضمنه من أخبار ثابتة ؛بل مع كل هذه الوجوه نجد وجهاً آخر فى غاية الأهمية::وهو تأثيره فى سامعيه ؛ فالقرآن له تأثير عجيب على سامعيه ؛يظهر فى صور وأشكال متعددة ::فبمجرد الاستماع اليه -وان لم يفهم المقصود منه - تجد القلوب قد انفتحت ؛والنفوس قد اطمأنت ؛والهدوء والسكينة قد حلا بمستمعه ! وهذا الاعجاز التأثيرى يتعدى من آمن به الى من أنكره أو كفر به ! اذن فى القرآن العظيم سر خاص ؛يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداءً ؛قبل أن يبحث عن مواضع الاعجاز فيها ؛يشعر أن هناك شيئاً ما وراء المعانى التى يدركها العقل من التعبير ؛وأن هنالك عنصراً ما ينسكب فى الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن ؛يدركه بعض الناس واضحاً ؛ويدركه بعض الناس غامضاً .
غداً ان شاء الله نرى آثر استماع القرآن فى خلق الله
حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ
أثر استماع القرآن فى الملائكة .. تحب الملائكة الكرام عليهم السلام استماع القرآن الكريم ؛وتحف مجالسه ؛وتنزل أحياناً لاستماعه وللانصات له . وقد وضحت الأدلة -من الكتاب والسنة -هذا الأمر ؛وبينته بياناً شافياً فمن ذلك :كقوله تبارك وتعالى ::( أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}
والمقصود بقوله ::(إن قرآن الفجر كان مشهودا) قال مجاهد ::صلاة الفجر .اى أن القرآن الذى يتلوه الامام فى صلاة الفجر تشهده وتحضره الملائكة (ملائكة الليل وملائكة النهار ) -عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ::(فضل صلاة الجمع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة .وتجتمع ملائكة الليل و ملائكة النهار فى صلاة الصبح ). ومن أثر استماع القرآن فى الملائكة الكرام عليهم السلام ::استغراقهم فى السماع حتى كادوا يظهرون للناس ؛وذلك عندما تنزلت ودنت من الصحابى الجليل أسيد بن حضير رضى الله عنه وهو يقرأ فى صلاة الليل .والشاهد من الحديث ::أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له-بعد أن أخبره أسيد رضى الله عنهه بما حصل له تلك الليلة-(تلك الملائكة دنت لصوتك ؛ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس اليها ؛لا تتوارى منهم ) ومن أثر استماع القرآن فى الملائكة كذلك ::أنها تحف مجالس القرآن لتستمع وتنصت .فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال ::قال ::رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله ؛يتلون كتاب الله ؛ويتدارسونه بينهم ؛ الا نزلت عليهم السكينة ؛وغشيتهم الرحمة ؛ وحفتهم الملائكة ؛وذكرهم الله فيمن عنده).
حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ
تعليق