إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مدرسة الصيام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: مدرسة الصيام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نستكمل بعون الله تعالى الحديث عن مدرسة الصيام..

    شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - 185

    *******

    تحدثنا في اللقاءات السابقة عن الإنتصار الكبير للمسلمين في غزوة بدر وكان في شهر رمضان , ثم فتح القسطنطينية وكان أيضا في شهر رمضان , ثم عن إنتصار العاشر من رمضان.

    ******

    وامتاز شهر رمضان عن باقي الشهور أنه الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن , وأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن العظيم المعجزة الباقية أبدا..
    إنك لو نظرت إلى أحوال العرب قبل نزول القرآن وبعد نزوله لأدركت مدى هذا التأثير العظيم.
    قال تعالى :

    لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) الحشر

    لو أنزلنا هذا القرآن على جبل من الجبال, ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد, لأبصَرْته على قوته وشدة صلابته وضخامته، خاضعًا ذليلا متشققًا من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال نضربها, ونوضحها للناس ؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر القرآن, وتفهم معانيه, والعمل به.

    حيث ورد في ذلك الكتاب, أولا : عقيدة التوحيد , وأسماء و صفات الجلال لله تعالى...
    فإن عقيدة التوحيد هبة خالصة من الله تعالى للبشر .
    عرفها لهم عن طريق الرسل , ولم يتدرج الإنسان في هذه المعرفة كما تدرج في الصناعات .. فقد جاءت الرسالات الإلهية منذ فجر التاريخ كاملة حاسمة في دعوة التوحيد .
    وإن دعوة الرسل جميعا من لدن أدم إلى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وأله وسلم ,
    لا إله إلا الله
    ثانيا : شريعة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان , ودارسي القانون يعلمون أن الشرائع تتكون عبر مئات السنين , ولا تكتمل .
    فمن جاء بشريعة الإسلام المتكاملة بهذا المستوى الراقي الذي يشيع العدل والأمان في المجتمعات الإنسانية.
    ثالثا : جاء القرآن بدستور للأخلاق رفيعا عاليا, شهد له العالم, فدخلوا في دين الله أفواجا بسبب تلك الأخلاق.
    رابعا : جاء بأخبار الأمم السابقة التي لايعرفها إلا متخصصون في علوم التاريخ ,
    خامسا : أخبار الدار الأخرة , من أين لبشر معرفتها ؟
    سادسا : بيان بدأ الخلق . حيث لا يستطيع عقل بشري أن يخوض في ذلك الأمر.
    سابعا : به من العلوم تم إكتشافها حديثا , ومازال عطاء القرآن متجدد في هذا المجال .
    ثامنا : القرآن معجز في بيانه ونظمه وترتيب آياته .
    وقد أعجز العرب والعجم أن يأتوا بمثله .
    قال تعالى :

    قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا – 88 الإسراء

    قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء

    والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء, الحكيم في أقواله وأفعاله.
    ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم, للعالمين, فضل من الله, يعطيه مَن يشاء من عباده. وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل.

    جاء في الحديث: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ستكون فتنة . قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم,
    هو بالفصل ليس بالهزل,
    من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم,
    وهو الصراط المستقيم,
    وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه,
    من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
    الراوي: علي بن أبي طالب المصدر: حقوق آل البيت - الصفحة أو الرقم: 22
    خلاصة الدرجة: مشهور

    فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات

    إن لم يؤمنوا بهذا القرآن، فبأي كتاب وكلام بعده يؤمنون؟ وهو المبيِّن لكل شيء، الواضح في حكمه وأحكامه وأخباره، المعجز في ألفاظه ومعانيه.

    ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) الجمعة

    ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم, للعالمين بالقرآن العظيم , فضل من الله, يعطيه مَن يشاء من عباده. وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل.

    ********

    وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى

    تعليق


    • #17
      رد: مدرسة الصيام



      جزاكم الله خيرا أخي الحبيب

      وبارك الله فيكم ونفع بكم

      تعليق


      • #18
        رد: مدرسة الصيام

        بسم الله الرحمن الرحيم

        نستكمل بعون الله تعالى الحديث عن مدرسة الصيام..

        يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - 185


        المفهوم الحقيقي للشكر


        والشكر: اعتراف القلب بمنة اللّه تعالى, وتلقيها افتقارا إليها, وصرفها في طاعة اللّه تعالى, وصونها عن صرفها في المعصية.

        اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ..( سبأ )

        والمعنى الحقيقي للشكر أنه عمل وليس قول بالسان فقط... بل هو الزيادة والعطاء والفيض مما أعطاك الله ,

        وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ – 7 إبراهيم

        الشكر: تصور النعمة وإظهارها, ويضاده الكفر، وهو: نسيان النعمة، وسترها،
        ودابة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها،
        وقيل: أصله من عين شكرى، أي: ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه.

        والشكر ثلاثة أضرب:

        أولا : شكر القلب، وهو تصور النعمة.
        ثانيا : وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم.
        ثالثا : وشكر سائر الجوارح، بفيض ما أنعم الله به عليك على العباد , فإن جاد عليك بالقوة فعليك مساعدة الضعفاء وأن جاد عليك بالغنى فعليك مساعدة الفقراء وإن جاد عليك بالعلم فعليك تعليمه للناس وهكذا في كل أمور الحياة التي أفاض الله عليك منها بنعمه الكثيرة.
        وقال: اعملوا ولم يقل اشكروا؛ لينبه على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح.
        وإذا وصف الله تعالى بالشكر في قوله ( والله شكور حليم ) – 17 التغابن
        فإنما يعني به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموا من العبادة .
        والشكير: نبت في أصل الشجرة غض، وقد شكرت الشجرة: كثر غصنها.
        . ومعنى الشكر لله أي العطاء يكون خالصا لوجه الله , وليس رياءا.

        *******

        ولذلك قال عبدالله بن عباس :
        كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن : فإذا لقيه جبريل عليه السلام ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .
        الراوي: عبدالله بن عباس
        المصدر: صحيح البخاري

        وهذا يلك على التطبيق العملي للشكر..
        فكل مبادئ الإسلام حقائق وعمل يعود بالخير الوفير على الأمة وسائر البشر..

        *******

        والشكور اسم من أسماء الله الحسنى

        الشكور هو الذي يعطي الجزيل والكثير على العمل القليل ,
        ويجازي على يسير الطاعات بكثير الدرجات ,
        ويعطي بالعمل المحدود نعيما غير محدود....

        فحقيقة كلمة الشكر هي الفيض والعطاء كما تقدم .

        قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ - 13سبأ

        وقال تعالى : مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا - 147 النساء

        أما الشكر بمعنى المجازي على الأفعال بالثناء الحسن , فالشكور الحق هو الله تعالى..
        فهو المجازي على الأفعال الحسنة بالنعيم الأبدي ..

        قال تعالى : لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ -30 فاطر


        ********

        وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى

        تعليق


        • #19
          رد: مدرسة الصيام

          السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

          جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم على هذا الموضوع الرااائع ونفع بكم
          بحبــ ــك يا ربـــــــ وأسألك حبــــك
          تعصي الله وأنت تظهر حبه ، هذا لعمري في القياس شنيع ،لو كان حبك صادقا لأطعته ، إنَّ المحب لمن يحب مطيع ، في كل يوم يبتديك بنعمة ، منه وأنت لشكر ذاك مضيع
          يمَّن الله كتابك يسَّر الله حسابك أبتاه

          تعليق


          • #20
            رد: مدرسة الصيام

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وجزاكم الجنه وغفر لكم

            تعليق

            يعمل...
            X