بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال ، ذي العظمة والجلال ، صاحب المجد والكمال ، وأشهد أن لا إله ألا الله ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعـــين
فرغ خاطرك للهم بما أمرت به، ولا تشغله بما ضمن لك ، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان ، فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا ، وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه ، فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه .
اشتر نفسك اليوم فإن السوقَ قائمة ، والثمن موجود ، والبضائع رخيصة ، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصل فيه إلى قليل ، ولا كثير {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} ، {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته. وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأفكارها، ووكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم.
الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه، فإنه لو عرف ربّه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم.
تعليق