إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اتحاف الانس ِ بالحديث القدسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اتحاف الانس ِ بالحديث القدسي

    الحمد لله رب العالمين خلق الانسان في احسن تقويم
    واشهد الا اله الا الله خلق الانسان وهداه النجدين
    واشهد ان محمدا رسول الله الي الثقلين
    صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم
    ثم اما بعد
    فإنه قد عن لي أن أكتب في الحديث
    ولما كانت النفوس تتثاقل والفهوم تتبالد عند الكلام بمصطلح الأعلام
    أردت أن أغير النهج والطريقة لأصل بقارئي إلي ما أريد دون مضاجرة أو مضايقة
    فرأيت النفوس تستشرف للحكاية وتغتبط فقلت هي فرصة فاعتبط
    واجعل شرحك للحديث رواية ودراية علي هيئة رواية
    فقلت أدرج معها أحاديثا قدسية لعلها تقبل من خالق البرية
    وسميته

    اتحاف الانس ِ بالحديث القدسي

    وستكون علي هيئة حلقات في كل حلقة شرح لحديث قدسي
    وربما تعريج علي بعض مصطلحات الحديث


    وشخوصنا أربعة
    الشيخ
    والتلاميذ أنس وأحمد وسارة


    نسأل الله التوفيق والسداد

    كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

  • #2
    رد: اتحاف الانس ِ بالحديث القدسي

    الحلقة الاولي

    أحمد: السلام عليكم يا شيخنا ورحمة الله وبركاته
    الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم
    أنس: يا شيخنا لقد دار بيني وبين أحمد نقاش حول الحديث القدسي ..
    الشيخ: عن أي شئ فيه؟
    سارة:أحمد كان يقول الحديث القدسي ليس من كلام الله بل هو من كلام النبي ... وأنسيقول بل هو كلام الله ...
    الشيخ:وماذا قلت أنت يا سارة ؟؟
    سارة: أنا لا أقول عن أمر شيئا الا اذا كان عندي علم به ..
    الشيخ: أحسنت ومن قال لا أعلم فقد أفتي ونصف العلم كلمة لا أعلم ... والذي ينطق بما لا يعرف يََضل ويُضل ...
    أحمد: اذن ما الصحيح يا شيخنا في هذه المسألة؟
    الشيخ: هل عندكم الوقت للسماع ؟
    الكل : نعم وكلنا آذان مصغية ..
    الشيخ: الحمد لله وبعد ...فالحديث القدسي هو الحديث الذي يسنده النبي صلي الله عليه وسلم إلي الله عز وجل والقدسي هو الذي يحمل معني التكريم والتعظيم والتنزيه
    أنس : اذن كلامي هو الصحيح ؟؟
    الشيخ: قبل أن تقول كلامك هو الصحيح .. تعال معي لهذاالتأصيل


    الكلام له شقان :
    اللفظ وهو ما تنطق به ..والمعني وهو مفهوم ما تكلمت به .
    وقد اختلف أهل العلم في الحديث القدسي هل هو من كلام الله تعالى بلفظه ومعناه ، أم أن معانيه من عند الله وألفاظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    فذهب بعضهم إلى القول الأول وهو أن ألفاظه ومعانيه من الله تعالى ، أوحى بها إلى رسوله - عليه الصلاة والسلام - بطريقة من طرق الوحي غير الجلي - أي من غير طريق جبريل عليه السلام - ، إما بإلهام أو قذف في الروع أو حال المنام ، إلا أنه لم يُرِد به التحدي والإعجاز ، وليست له خصائص القرآن .


    وذهب البعض إلى القول الثاني وهو أن الحديث القدسي كلام الله بمعناه فقط ، وأما اللفظ فللرسول - صلى الله عليه وسلم - وهذا القول هو الصحيح الراجح.

    أنس: عفوا شيخنا المنام قد عرفناه ان يري رؤيا ... ورؤيا الانبياء حق .. لكن ما معني القذف في الروع؟

    الشيخ: الروع يعني القلب أو النفس أو البال
    فالقذف في الروع :
    الالقاء في النفس أوالبال وفي الحديث" إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أنَّ نَفْسَاً لن تَموتَ حتى تَسْتَكمِلَ رِزقَها فاتَّقوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطَّلَب " ...قال أبو عُبَيْدة : معناه : في نَفْسِي وَخَلَدي ونحو ذلك اتعرفون الوسوسة ؟

    الكل:نعم شيخنا
    الشيخ:هي عكسها فالوسوسة من الشيطان والقذف في الروع من الرحمن أو من الملك
    أحمد:اذن فكلامي هو الصحيح ؟؟
    الشيخ: كلاكما قال بعض الحق وغفل عن الباقي .

    سارة: فكيف نعرف ان كان هذا الحديث قدسيا ام لا ؟؟
    الشيخ: يرد الحديث القدسي بصيغ عديدة

    1- كأن يقول الراوي مثلاً : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه ، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل : ( يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار .......) رواه البخاري .

    2- أو أن يقول الراوي : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تعالى ، أو يقول الله تعالى ، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه .....) رواه البخاري و مسلم

    أنس: طبعا ان كان الحديث قدسيا فيعني أنه حديث صحيح ؟؟
    الشيخ: طبعا لا

    إن وصف الحديث بكونه قدسياً لا يعني بالضرورة ثبوته ، فقد يكون الحديث صحيحاً وقد يكون ضعيفاً أو موضوعاً

    أنس: كيف يكون حديثا قدسيا ويكون ضعيفا أو موضوعا ؟؟
    الشيخ: إن موضوع الصحة والضعف المدار فيه على السند وقواعد القبول والرد التي يذكرها المحدثون في هذا الباب ، أمَّا هذا الوصف وهو كونه قدسيا فيتعلق بنسبة الكلام إلى الله تبارك وتعالى ولعلنا نزيد الأمر تبيانا في مرة أخري

    أحمد:اذن شيخنا ما الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي
    الشيخ : في الحديث القدسي ينسبه النبي الي الله عز وجل أما الحديث النبوي فنهايته عند النبي صلي الله عليه وسلم .
    أنس:وما الفرق بين الحديث القدسي والقرآن ؟؟


    الشيخ: هناك عدة فروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي ، ومن أهم هذه الفروق :
    1- أن القرآن الكريم كلام الله أوحى به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه وتحدى به العرب - بل الإنس والجن - أن يأتوا بمثله ، وأما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والإعجاز .
    2- والقرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر ، فهو قطعي الثبوت ، وأما الأحاديث القدسية فمعظمها أخبار آحاد ولذلك فإن فيها الصحيح والحسن والضعيف.

    أحمد: يا شيخنا لا تثقل علينا بكلام لا نفهمه .... ما معني قطعي الثبوت؟
    الشيخ: أي ثبوته مقطوع به فمن شكك في حرف واحد من القرءان فكأنما شكك في القرءان كله وهذا كله كفر والعياذ بالله .
    أحمد: وما هو المتواتر وما هو الآحاد؟
    الشيخ: أما المتواتر فهو الحديث الذي يرويه جم غفير عن جم غفير بحيث تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب وذلك في كل طبقات السند ولا يكون الا في أمر محسوس أما الآحاد فهو ما ليس بمتواتر.
    سارة :يا شيخنا لقد تهت
    الشيخ: هل تريدين استيعاب كل شئ مرة واحدة سنزيد الامر توضيحا في المرة القادمة ان شاء الله .
    أنس: هل هناك فروق أخري؟
    الشيخ : نعم
    فلقد ذكرنا إثنان , والثالث هو أن فالقرآن الكريم كلام الله بلفظه ومعناه ، والحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصحيح من أقوال أهل العلم .

    والرابع أن القرآن الكريم متعبد بتلاوته ، وهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة ، ومن قرأه كان له بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، وأما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته ، ولا يجزئ في الصلاة ، ولا يصدق عليه الثواب الوارد في قراءة القرآن .

    أحمد: هل يُعلم عدد الاحاديث القدسية ؟؟
    الشيخ: نعم ذكر العلامة ابن حجر الهيتمي أن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة ، وذكر أنه قد جمعها بعضهم في جزء كبير ، والصحيح أن عددها - بغض النظر عن صحتها - أكثر من ذلك فهو يجاوز الثمانمائة ، بل قد يقارب الألف ، وقد أفرد العلماء هذا النوع من الأحاديث بالتصنيف ومنهم الشيخ المناوي رحمه الله في كتابه المسمى ( الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ) ، وللعلامة المدني أيضاً كتاب ( الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ) ، وكتاب( الأحاديث القدسية ) لابن بلبان ، وهناك كتب معاصرة أفردت في هذا النوع من الأحاديث ، ومنها كتاب ( الجامع في الأحاديث القدسية ) لعبد السلام بن محمد علوش ، وكتاب ( الصحيح المسند من الأحاديث القدسية ) لمصطفى العدوي

    أنس: لقد شوقتنا يا شيخنا لدراسة هذه الأحاديث فهل يسمح وقت حضرتكم لتدريسها لنا ؟
    الشيخ: انتم تعرفون انني لا أعز شيئا عليكم.
    أحمد:اذن جزاك الله خيرا عن كل ما تقدمه لنا من علم نافع
    الشيخ: جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    سارة: وانا معكم ان شاء الله ولن أترككم
    الشيخ: وفقنا الله جميعا إلي ما يحبه ويرضاه ولا تنسوا ابدا ادواتكم من قلم وكراسة
    الثلاثة: الي الدرس المقبل اذن يا شيخنا السلام عليكم ورحمة الله
    الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. في أمان الله .
    كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

    تعليق


    • #3
      رد: اتحاف الانس ِ بالحديث القدسي

      الحديث" إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أنَّ نَفْسَاً لن تَموتَ حتى تَسْتَكمِلَ رِزقَها فاتَّقوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطَّلَب "
      كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

      تعليق


      • #4
        رد: اتحاف الانس ِ بالحديث القدسي

        الحلقة الثانية

        التلاميذ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل
        الشيخ:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تلاميذي الاعزاء كيف حالكم؟
        التلاميذ:الحمد لله بخير وفي أحسن حال كيف حال شيخنا اليوم؟

        الشيخ:نحمد الله من منكم يذكر لي معني الحديث القدسي؟
        أحمد: نعم شيخناالحديث القدسي هو الحديث الذي يسنده النبي صلي الله عليه وسلم إلي الله عز وجل


        الشيخ:ما الفرق يا انس بين الحديث القدسي والقرءان ؟
        انس:ذكرت شيخنا اربعة فروق هي :
        1-أن القرآن الكريم كلام الله أوحى به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه وتحدى به العرب - بل الإنس والجن - أن يأتوا بمثله ، وأما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والإعجاز
        2-القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر ، فهو قطعي الثبوت ، وأما الأحاديث القدسية فمعظمها أخبار آحاد ولذلك فإن فيها الصحيح والحسن والضعيف
        3- القرآن الكريم كلام الله بلفظه ومعناه ، والحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصحيح من أقوال أهل العلم .
        4- القرآن الكريم متعبد بتلاوته ، وهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة ، ومن قرأه كان له بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، وأما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته ، ولا يجزئ في الصلاة ، ولا يصدق عليه الثواب الوارد في قراءة القرآن


        سارة: كنت وعدتنا شيخنا ان تشرح لنا معني المتواتر والآحاد وقواعد الصحة والقبول
        أحمد:لكن هكذا شيخنا سيمر الوقت دون أن نأخذ حديثا
        الشيخ:لك ذلك يا أحمد لنجعل اليوم مع حديث من أروع ما قد تسمعونه حتي لا أملكم
        سارة :شوقتنا لسماعه


        الشيخ: عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غيرذلك فلا يلومن إلا نفسه)
        أخرجه مسلم ولم يخرجه غيره من أصحاب الكتب الستة


        سارة : الله الله يا شيخنا ان له وقعا في النفس غريبا.
        أنس :هل تفسره لنا يا شيخنا؟؟


        الشيخ: نعم نبدأ أولا في تفسير كلماته
        الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، ويطلق على مجاوزة الحد ، والتصرف في حق الغير بغير وجه حق .
        فلا تظالموا : أي لا يظلم بعضكم بعضاً .
        فاستهدوني : اطلبوا الهداية مني .
        صعيد واحد : الصعيد الموضع المرتفع أو الواسع من الأرض ، والمقصود في أرض واحدة ومكان واحد .
        المِخْيط : معناه الإبرة
        أُحصيها لكم : أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة .
        أوفيكم إياها : أعطيكم جزاءها في الآخرة


        أحمد : هل توضحه لنا جملة جملة؟
        الشيخ نعم الحديث في مجمله تكلم عن عدة نقاط
        تحريم الظلم -افتقار العبيد كلهم لله -غني الله عن كل الخلق -خزائن الله ملئ لاتنفد - إحصاء الله لاعمال كل الناس ومجازاتهم عليها


        سارة : وضحها لنا الآن يا شيخنا نقطة نقطة

        الشيخ:أولا تحريم الظلم
        لما كانت حقيقة الظلم هي وضع الشيء في غير موضعه ، نزه سبحانه نفسه عن الظلم قال سبحانه : {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها }( النساء 40) ، وقال عز وجل :{وما ربك بظلام للعبيد }(فصلت 46) ، فهو سبحانه أحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين ، وكما حرم الظلم على نفسه جل وعلا فكذلك حرمه على عباده ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم .


        والظلم نوعان :ظلم العبد لنفسه ، وأعظمه الشرك بالله عز وجل قال سبحانه :{إن الشرك لظلم عظيم }( لقمان 13) ، لأن الشرك في حقيقته هو جعل المخلوق في منزلة الخالق ، فهو وضع الأشياء في غير مواضعها ، ثم يليه ارتكاب المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائر وصغائر ، فكل ذلك من ظلم العبد لنفسه بإيرادها موارد العذاب والهلكة في الدنيا والآخرة ، قال سبحانه : {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه }(البقرة 231) .



        وأما النوع الثاني من أنواع الظلم : فهو ظلم الإنسان لغيره بأخذ حقه أو الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه أو نحو ذلك ، وقد وردت النصوص كثيرة ترهب من الوقوع في هذا النوع ، من ذلك - قوله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا



        أنس : والنقطة الثانية ؟
        الشيخ:افتقار الخلق إلى الله
        بين جل وعلا أن الخلق كلهم مفتقرون إليه سبحانه في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم في شؤون دينهم ودنياهم ، وأنهم لا يملكون لأنفسهم شيئا ، فالهداية من الله ، والرزق بيد الله ، والمغفرة من عند الله ، ومن لم يتفضل الله عليه بالهداية والرزق فإنه يحرمهما ، ومن لم يتفضل الله عليه بمغفرة ذنوبه أهلكته خطاياه ، ولذلك فإن الله يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم من طعام وشراب وكسوة وغير ذلك ، كما يسألونه الهداية والمغفرة ، وفي الحديث ( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع ) رواه أبو يعلى وغيره وحسنه بعض أهل العلم ، وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه حتى ملح عجينه وعلف شاته



        أحمد : والثالثة ؟
        الشيخ: غنى الله عن خلقه
        بين جل وعلا غناه عن خلقه ، وأن العباد لا يستطيعون أن يوصلوا إليه نفعا ولا ضرا ، بل هو سبحانه غني عنهم وعن أعمالهم ، لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ، ولكنه يحب من عباده أن يتقوه ويطيعوه ، و يكره منهم أن يعصوه ، مع غناه عنهم ، وهذا من كمال جوده وإحسانه إلى عباده ، ومحبته لنفعهم ودفع الضر عنهم ، قال سبحانه :{من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد }(فصلت 46) .


        سارة: الرابعة ؟
        الشيخ:خزائن الله لا تنفد
        بين سبحانه كمال قدرته وسعة ملكه ، وعظيم عطائه ، وأن خزائنه لا تنفذ ، ولا تنقص بالعطاء ، ولو أَعْطَي الأولين والآخرين من الجن والإنس ، جميع ما سألوه في وقت واحد ، وفي ذلك حثُ للخلق على سؤاله وحده ، وإنزال حوائجهم به ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يد الله ملأي لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض - أي لم ينقص - ما في يمينه ) .



        أحمد: والخامسة ؟
        الشيخ:إحصاء الأعمال ومجازاتهم عليها
        ختم الحديث ببيان عدله وإحسانه على عباده ، فبين أنه يحصي أعمال العباد ثم يوفيهم أجورها وجزاءها يوم القيامة ، فإن وجد العبد في صحيفته أعمالاً صالحة ، فهي محض إحسان وتفضل منه جل وعلا ، حيث وفق العبد إليها وأعانه عليها ، ووفاه أجرها وثوابها ، ولذلك استحق الحمد والثناء ، وإن وجد غير ذلك فليوقن أن الله عامله بالعدل ولم يظلمه شيئا ، وإن كان هناك من يستحق اللوم فهي النفس التي أمرته بالسوء وسولت له المعصية والذنب



        أنس :لقد اشتمل الحديث علي فوائد كثيرة
        الشيخ:نعم اشتمل هذا الحديث على كثير من قواعد الدين وأصوله
        ، فنص على تحريم الظلم بين العباد ، وهو من أعظم المقاصد التي جاءت الشريعة بتقريرها .

        وجاء التأكيد فيه على أهمية الدعاء ، وطلب الهداية من الله وحده ، وسؤال العبد ربه كل ما يحتاجه من مصالح دينه ودنياه ، والدعاء هو العبادة .

        كما أنه تضمن تنزيه الله ، وإثبات صفات الكمال ونعوت الجلال له سبحانه ، وبيان غناه عن خلقه وأنه لا تنفعه طاعة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين .

        ولذلك كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه ، وكان الإمام أحمد يقول عنه : " هو أشرف حديث لأهل الشام



        الشيخ: من منكم يذكر شيئا استفاده من هذا الحديث؟
        أنس :نعم لقد استفدت منه الا اظلم احدا أبدا
        سارة : وانا تعلمت الا ادعو الا الله في كل أوقاتي
        أحمد: اما انا فلقد علمت مقدار عظمة الله
        أنس : وانا ايضا لن اترك نفسي دون محاسبتها كل ليلةوان استغفر الله وأندم علي كل ذنب فعلته
        سارة : أما انا فلن أفعل شيئا قبل أن أفكر فيه هل هو عمل صالح يقربني الي الله أم لا
        أحمد: اما انا فلقدعلمت ان علم الله واسع وكبير وان علمنا لا يساوي شيئا بالنسبة الي علم الله فلن اغتر ابدا بما عندي من العلم
        الشيخ : الحمد لله علي فهمكم للحديث بارك الله فيكم
        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك
        كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

        تعليق

        يعمل...
        X