إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اشخصيات اسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشخصيات اسلامية

    :LLL:

    أبوه الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها.
    اختلف المؤرخون في تاريخ ولادته، فقيل إنه ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورجح ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أنه ولد عام 23هـ.
    وكان أبوه الزبير رضي الله عنه يرقصه وهو صغير، ويقول له:
    أبيض من آل عتيق مبارك من ولد الصديق
    ألذه كما ألذ ريقي
    كان من فقهاء المدينة السبعة أو العشرة الذين اتخذهم عمر ابن عبد العزيز مستشاريه فيما يعرض له من أمور، وكان لا يصدر إلا عن رأيهم، كان فقيها عالما حافظا ثبتا حجة، عالما بالسير، ثقة، كثير الحديث مأمونا، وهو أول من ألف في السير والمغازي، وكان من أروى الناس للشعر، أخذ عن عدد من الصحابة وسواهم، ونظرا لصلته الخاصة بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقد أخذ عنها كل علمها، وكانت من أعلم الصحابة، حتى روى أنه قيل: لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج أو خمس حجج، وأنا أقول: لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته، ولأجل هذه الصلة الوثيقة بعائشة واستفادته منها قال قبيصة بين ذؤيب أحد فقهاء المدينة: كان عروة يغلبنا بدخوله على عائشة، وكانت عائشة أعلم الناس.

    الإشادة بعلم عروة
    كان علم عروة الزاخر قد لفت انتباه كل من خالطه، والتقى به، وبخاصة من أبناء الأمويين والمروانيين، فقد روي عنه عمر بن عبد العزيز أنه قال: ما أعلم من عروة، وما أعلمه يعلم شيئا أجهله، وهذا عبد الملك بن مروان، وقد كان يجمعه هو عروة الجد في طلب العلم بالمدينة لما كان شابا، فما آلت إليه الخلافة، قصده الناس من هنا ومن هناك، وكان ابن شهاب الزهري في وفد من أهل المدينة قدموا عليه في دمشق،وكان أحدثهم سنا، ولفتت حداثة سن الزهري نظر عبد الملك، فسأله: من أنت؟
    فلما انتسب إليه، قال له: لقد كان أبوك وعمك نعاقين في فتنة ابن الزبير، فقال الزهري: يا أمير المؤمنين، إن مثلك إذا عفا لم يعد، وإذا صفح لم يثرب، فأعجب عبد الملك منطق الزهري على حداثة سنه، فقال له: أين نشأت؟ فأجاب الزهري: بالمدينة.
    سأل عبد الملك: عند من طبت (يعني العلم).
    فأجاب: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وقبيصة ابن ذؤيب ومع أنهم من جلة العلماء، فإن عبد الملك وجه الزهري قائلا: فأين أنت من عروة بن الزبير، فإنه بحر لا تكدره الدلاء.
    قال الزهري فلما انصرفت من عنده، لم أبارح عروة بن الزبير حتى مات وكأنما كان عبد الملك يتذكر أيام شبابه، وهم لا زالوا بعد في مقتبل العمر، وقد جلسوا أربعة أو خمسة حسب روايات كتب الأخبار، عبد الملك، وعبد الله بن الزبير، ومصعب بن الزبير، وعروة بن الزبير، وتقول بعض الروايات إن عبد الله بن عمر كان معهم، وقد اجتمعوا في المسجد الحرام، وكان ذلك في عهد معاوية، فقال بعضهم: هلم فلنتمنه، فقال عبد الله بن الزبير منيتي أن أملك الحرمين، وأنال الخلافة، وقال مصعب: منيتي أن أملك العراقين وأجمع بين عقيلتي قريش: سكينة بنت الحسين، وعائشة بنت طلحة، وقال عبد الملك: منيتي أن أملك الأرض كلها، وأخلف معاوية فقال عروة: لست في شيء مما أنتم فيه، منيتي الزهد في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة، وأن أكون ممن يروي عنه هذا العلم.
    وكأنما كانت أبواب السماء مفتوحة فاستجابت لهذه الأمنيات في ساحة الحرم، وكأنما ظل عبد الملك يتذكر ذلك المجلس، كلما طاف به طائف من ذكريات الشباب، وكان يرى كلا منهم إلا عروة كان معلق القلب بالسماء، فلم يتمن شيئا من عرض هذه الدنيا وبهجتها، وإنما تمنى الزهد فيها، والفوز بالجنة، وأن تكون أيامه فيها وقفا على نشر العلم بين الناس، وتفجير ينابيعه في قلوبهم، ولذلك كان عبد الملك يقول: من سره أن ينظر إلي رجل من أهل الجنة فلينظر إلي عروة بن الزبير وليست هذه هي النصيحة الوحيدة التي وجهت إلي الزهري ليستفيد من علم عروة، بل هناك نصيحة أخرى جاءت من مصر كما جاءت الأولى من دمشق، قال الزهري: قدمت مصر على عبد العزيز بن مروان، وأنا أحدث عن سعيد بن المسيب، فقال لي إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: ما أسمعك تحدث إلا عن ابن المسيب؟ فقلت: أجل، فقال: لقد تركت رجلين من قومك، لا أعلم أحدا أكثر حديثا منهما عروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
    قال الزهري: فلما رجعت إلي المدينة، وجدت عروة بحرا لا تكدره الدلاء.
    وقد أثر عن الزهري: بعد ذلك وهو أعلم التابعين، قوله: كنت أطلب العلم من ثلاثة: سعيد بن المسيب، وكان أفقه الناس، وعروة بن الزبير، وكان بحرا لا تكدره الدلاء، وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، وكنت لا أشاء أن أقع منه على علم ما لا أجد عند غيره إلا وقعت، وكذلك قوله: "أدركت من بحور وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، فأما سلمة بن عبد الرحمن فكان يمارى ابن عباس فجرب بذلك علما كثيرا".
    وكان أبو بكر بن عبد الرحمن يرى عروة بن الزبير، وعمر ابن عبد العزيز من الذين اكتملت فيهم الصفات التي تؤهلهم للعلم، فيقول: "إنما هذا العلم لواحد من ثلاثة: لذي نسب يزين به نسبه، أو لذي دين يزين به دينه، أو مختلط بسلطان ينتجعه به، ولا أعلم أحدا أجمع لهذه الخلال من عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، كلاهما ذو حسب، ودين، ومن السلطان بمكان".
    وليس غريبا على عروة أن يبلغ هذه المنزلة من العلم، فقد كان جده في تحصيل العلم لا يعرف الكلل، فقد روي عنه أنه كان يقول: لقد كان يبلغني عن الرجل من المهاجرين الحديث، فآتيه، فأجده قد قال: ـ استراح وقت القيلولة ـ فأجلس على بابه، فأسأله عنه إذا خرج.
    وكان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ـ وهو من أقرانه ـ يأخذ عنه الحديث، ولا يخفي سروره بما يأخذ عنه، فقد أتى ذات ليلة إلي عروة، فجل عروة يحدثه، وجعل عبيد الله يضحك، فظن عروة إنما ذلك من عبيد الله استهزاء، فقال له: ما يضحكك؟
    فقال: إنك تحدثني عن عائشة، وتحملني على الملأ، وإن غيرك يحيلنا على الفاليس.

    اهتمامه بنشر العلم
    كان عروة حريصا على بث العلم ونشره حتى إذا كان يستحث غيره على سؤاله والاستزادة من المعرفة مما عنده فقد روي أنه كان يتألف الناس على حديثه، وكان يستحث أولاده على سؤاله، فيقول: يا بني، سلوني، فلقد تركت حتى كدت أن أنسى، وإني لأسال عن الحديث فيفتح حديث يومي، وكان يقول لأولاده: إنا كنا أصاغر قوم، ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر، وستكونون كبارا، فتعلموا العلم تسودوا به، ويحتاج إليكم، فوالله ما سألني الناس حتى نسيت.
    وكانت له كتب فقه سجل فيها ما عنده من المعرفة والعلم، ثم بدأ له، فمحاها اكتفاء بكتاب الله، ثم لما تقدمت به السن تمنى أن هذه الكتب كانت قد بقيت، وفي ذلك يروي عنه أبو الزناد قوله: "فوالله لوددت أن كتبي عندي، وأن كتاب الله قد استمرت مريرته (قوى واستحكم)، وهناك رواية عن ابنه هشام تقول: إن أباه كان حرق كتبا فيها فقه، ثم قال: لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي".
    ولهذه الثقة فيما عند عروة من علم كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذون عنه، فقد روي عن عبد الرحمن بن عوف قال: لقد رأيت الأكابر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإنهم ليسألونه عن قصة ذكرها.
    • إن الأمم والشعوب والدول، تفتخر بعظمائها، وتبني بهم أمجادها وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا، ولا عرفنا، ولا رأينا، رجلاً أسدى لبني جنسه ولأمته من المجد والعطاء والتاريخ، أعظم ولا أجل من رسول الله

    • ادع لى


  • #2
    رد: اشخصيات اسلامية

    اللهم صل وسلم على خير خلقك محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

    تعليق

    يعمل...
    X