الحمد لله الذي اذل بالموت رقاب الجبابرة,وانهى بالموت امال القياصرة,فنقلهم الموت من القصور الى القبور,ومن ضياء المهود الى ظلمة اللحود ,ومن ملاعبة الجواري والنساء والغلمان الى مقاساة الهوام والديدان,ومن التنعم في الوان الطعام والشراب الى التمرغ في الوان الوحل والتراب
واشهد ان نبينا وحبيبنا محمدا نبيه ورسوله وصفيه من خلقه وخليله,ادى الامانة وبلغ الرسالة ونصح للامة قكشف الله به الغمة,وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين,وعاش طوال ايامه ولياليه يمشي على شوك الاسى,ويخطو على جمر الكيد والعنت يلتمس الطريق لهادية الضالين وارشاد الحائرين حتى علم الجاهل وقوم المعوج وامن الخائف وطمان القلق ونشر اضواء الحق والخير والتوحيد والايمان كما تنشر الشمس اضواءها في سائر الاكوان
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وصحبه واحبابه واتباعه وعلى كل من اقتفى اثره واهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين
اخوانى الأحبة
اتكلم معكم اليوم عن شاب عرفته وجالستة
كان فى العام المضى بيننا
يطلب العلم معنا ، همه دعوة اخوانة الشباب
ليكونوا معه فى بيت الله فيتحرك اليهم فى منتصف الليل
قبل صلاة التهجد ليدعوهم الى الصلاة معنا
وداخل المسجد كان اكثرنا تواضعا يحمل الينا الماء ليوزعه علينا
وبين التراويح يوزع علينا المشروبات
ومن عجب ما عرفته
أن اخر رمضان له فى الدنيا
اعتكف فيه عشرين يوما كامله
وكان يخرج من المسجد ليأتى بلأفطار لحوالى ثلاث مساجد
هو مسؤل عن افطارها
وكذا الهمه العاليه فى الدعوة حيث يأخد الأسطوانات
ليوزعها على زملاءة فى العمل
وكذا
كثير التصدق على الفقراء والارامل
وكان يخدم رجل قعيد هنا عندنا
وكان همه الذى يشغل باله ليس الزواج
وانما
أن يحفظ كتاب الله ، وكنت اسأله :
ياتامر متى تتزوج ؟؟
فيرد ويقول :نتزوج ياشيخنا الحور العين
وكانت هذة الكلمه قبل وفاته بيومين
وقبل وفاته بيوم واحد
قال لأحد اخوانه (( عاوز احفظ القرآن ؟؟ هيا لأذهب الى
الشيخ ...... لأحفظ كتاب الله على يديه ))
وفى اليوم الثانى
ذهب مع الأخوة فى رحلة دعوية حيث جمعوا شباب الحى وذهبوا
فى تلك الرحلة وصلوا الظهر ثم العصر
ونزل اخونا رحمه الله الى مجرى مائى صغير
وحدث ما حدث
ووجدوة بعد يومين غريقا قد توفاه الله
ويحمل ويدفن ليوقظ فينا
أن الموت قريب منا
وكأنى اسمعه ينادى علينا
من وراء القبور
ويقول :
أيها الإنسان الحي
هل تسمع ندائي القادم من أعماق الأرض؟
وهل ستلامس نبرات صوتي المبحوح جدار سمعك؟
أحس أن الأحياء قد أغلقوا سمعك بضجيج أصواتهم المزعجة، ولكن حاول أن تصغي لقولي المدفون فلن تجد من يصدقك الحديث مثلي ولن تجد مرشداً أميناً يسديك النصائح مثلي !!
كم أنا لك حاسد، وكم يقطع قلبي الحسرات، وتمزق نفسي الآهات، على ما أنت فيه...
إنني لا أحسدك على مالك الوفير ..
ولا على منصبك الكبير..
ولا على قصورك العالية ..
إنني أحسدك على شيء زهيد عندك
أحسدك على دقيقة واحدة فقط، من مجموع الدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين التي تعيشها، وقد عشتها قبلك..
نعم على دقيقة واحدة والحسرة أنها من المستحيل أن نملكها أو حتى نفكر في امتلاكها نحن الأموات، لقد عرفت قيمة هذه الدقيقة منذ أن قدم ملك الموت لقبض روحي، وإلى الآن لم أزل أتجرع مرارة فقدانها وانصرامها ...
لقد عشت ملايين الدقائق وآلاف الساعات ومئات الشهور...
ولم أكن أتصور أنني سأحتاج إلى دقيقة واحدة فيُحال بيني وبينها، لقد كانت الدقائق من أبسط ممتلكاتي التي ربما وزعت منها الكثير الكثير على نفسي وعلى الناس بدون أي حرج أو ضيق، بل على أمور أنا اليوم أحاسب عنها .. وأصطلي بنار تضييعها والتفريط فيها ..
يا لها من حسرات تفتك بالفؤاد حين أتذكر قول المصطفى صل الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) لقد عرفت الغبن وذقت مرارته حتى الثمالة .. وقبل ذلك علمت علم اليقين ماذا تعني الدقيقة الواحدة في حياة المرء ..يا ليتني يوم كنت فارغ البال نشيط القلب ذكرت الله وحمدته واستغفرته ..
يا ليتني يوم كنت أنام الساعات الطوال في الليالي الطويلة قمت وصليت ركعتين في جنح الظلام .. ليتني تصدّقت من أموالي وعقاراتي وأرصدتي وأنفقت منها الكثير في سبيل الله ..
أيها الإنسان:
أدرك عمرك قبل فواته ..
وزهرة شبابك قبل ذبولها ..
وربيع صحتك قبل خريفها ..
وتذكر أن وقتك أعز ما تملك، فاعمره بصالح القول والعمل، واجعل من ليلك ونهارك مزرعة للطاعات وفعل الصالحات ..
وبادر بالتوبة عقب كل صغيرة وكبيرة فأعظم باب أغلق دوننا هو باب التوبة ..
حين خرجت أرواحنا من أجسادنا .فاللبيب من اتعظ بغيره، ولن تزال بخير ما كان لك من قلبك واعظاً،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .
واشهد ان نبينا وحبيبنا محمدا نبيه ورسوله وصفيه من خلقه وخليله,ادى الامانة وبلغ الرسالة ونصح للامة قكشف الله به الغمة,وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين,وعاش طوال ايامه ولياليه يمشي على شوك الاسى,ويخطو على جمر الكيد والعنت يلتمس الطريق لهادية الضالين وارشاد الحائرين حتى علم الجاهل وقوم المعوج وامن الخائف وطمان القلق ونشر اضواء الحق والخير والتوحيد والايمان كما تنشر الشمس اضواءها في سائر الاكوان
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وصحبه واحبابه واتباعه وعلى كل من اقتفى اثره واهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين
اخوانى الأحبة
اتكلم معكم اليوم عن شاب عرفته وجالستة
كان فى العام المضى بيننا
يطلب العلم معنا ، همه دعوة اخوانة الشباب
ليكونوا معه فى بيت الله فيتحرك اليهم فى منتصف الليل
قبل صلاة التهجد ليدعوهم الى الصلاة معنا
وداخل المسجد كان اكثرنا تواضعا يحمل الينا الماء ليوزعه علينا
وبين التراويح يوزع علينا المشروبات
ومن عجب ما عرفته
أن اخر رمضان له فى الدنيا
اعتكف فيه عشرين يوما كامله
وكان يخرج من المسجد ليأتى بلأفطار لحوالى ثلاث مساجد
هو مسؤل عن افطارها
وكذا الهمه العاليه فى الدعوة حيث يأخد الأسطوانات
ليوزعها على زملاءة فى العمل
وكذا
كثير التصدق على الفقراء والارامل
وكان يخدم رجل قعيد هنا عندنا
وكان همه الذى يشغل باله ليس الزواج
وانما
أن يحفظ كتاب الله ، وكنت اسأله :
ياتامر متى تتزوج ؟؟
فيرد ويقول :نتزوج ياشيخنا الحور العين
وكانت هذة الكلمه قبل وفاته بيومين
وقبل وفاته بيوم واحد
قال لأحد اخوانه (( عاوز احفظ القرآن ؟؟ هيا لأذهب الى
الشيخ ...... لأحفظ كتاب الله على يديه ))
وفى اليوم الثانى
ذهب مع الأخوة فى رحلة دعوية حيث جمعوا شباب الحى وذهبوا
فى تلك الرحلة وصلوا الظهر ثم العصر
ونزل اخونا رحمه الله الى مجرى مائى صغير
وحدث ما حدث
ووجدوة بعد يومين غريقا قد توفاه الله
ويحمل ويدفن ليوقظ فينا
أن الموت قريب منا
وكأنى اسمعه ينادى علينا
من وراء القبور
ويقول :
أيها الإنسان الحي
هل تسمع ندائي القادم من أعماق الأرض؟
وهل ستلامس نبرات صوتي المبحوح جدار سمعك؟
أحس أن الأحياء قد أغلقوا سمعك بضجيج أصواتهم المزعجة، ولكن حاول أن تصغي لقولي المدفون فلن تجد من يصدقك الحديث مثلي ولن تجد مرشداً أميناً يسديك النصائح مثلي !!
هل تذكرونني؟
أم سرعان ما ينسى الأحياء أمواتهم؟
هل تذكرون يوم كنت معكم في رمضان الماضى ؟
كنت بين صفوف المصلين راكعاً ساجدا
وفي صلاة التراويح قائماً خاشعا، ومع الصائمين والذاكرين والمنفقين
لم أكن أعرف أنه آخر رمضان أصومه في عمري كله، ولم أدرك أنه آخر
رمضان في حياتي أشهده معكم،
ولو كنت أعرف ذلك لزدت من خيرات هذا الشهر وبركاته وفضله، ولزدت
فيه من الطاعات والقربات والصدقات وأعمال البر
لو كنت أعلم أنه آخر رمضان في عمري لوجدتموني حريصاً كل الحرص ألا
تفوتني صلاة الجماعة في المسجد ولا التراويح
ولقرأت القرآن وختمته أكثر مما كان مني في رمضان الماضي
لوجدتموني حريصاً على الطاعات بعيداً عن المعاصي والمنكرات
ولكن ولات حين مندم .
لعلكم تذكرونني حين كنت أصافحكم بعد صلاة العيد
فلو علمت أنه آخر عيد فطر يعود عليّ لعانقتكم وداعاً وشوقا،
فاذكروني يا أحبابي في دعائكم
فأنا في حاجة لدعائكم، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة ولجميع موتى المسلمين ، فقد فارقناكم من دار عمل ولا حساب إلى دار حساب ولا عمل
واغتنموا الدقائق والثواني في آجالكم فإنها غالية لا يدرك قيمتها إلا من فقدها، وتزودوا للآخرة فإن خير الزاد التقوى، واعتبروا بمن مضى ، وأن الموت الذي تخطاكم سوف يتخطى غيركم إليكم ، وأن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم ، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.
تخيلوا أحبتي في الله أن هذا هو آخر رمضان في أعماركم
وليحفزكم هذا الشعور على فعل كل ما يحبه الله ويرضاه في رمضان والاستمرار والثبات على ذلك بعد رمضان.
ولا يكن حالكم كمن وصف الله تعالى حالهم بعد الممات فقال : (( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )).
أيها الإنسان الحي:كم أنا لك حاسد، وكم يقطع قلبي الحسرات، وتمزق نفسي الآهات، على ما أنت فيه...
ولا على منصبك الكبير..
ولا على قصورك العالية ..
إنني أحسدك على شيء زهيد عندك
أحسدك على دقيقة واحدة فقط، من مجموع الدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين التي تعيشها، وقد عشتها قبلك..
ولم أكن أتصور أنني سأحتاج إلى دقيقة واحدة فيُحال بيني وبينها، لقد كانت الدقائق من أبسط ممتلكاتي التي ربما وزعت منها الكثير الكثير على نفسي وعلى الناس بدون أي حرج أو ضيق، بل على أمور أنا اليوم أحاسب عنها .. وأصطلي بنار تضييعها والتفريط فيها ..
يا ليتني يوم كنت أنام الساعات الطوال في الليالي الطويلة قمت وصليت ركعتين في جنح الظلام .. ليتني تصدّقت من أموالي وعقاراتي وأرصدتي وأنفقت منها الكثير في سبيل الله ..
أدرك عمرك قبل فواته ..
وزهرة شبابك قبل ذبولها ..
وربيع صحتك قبل خريفها ..
وتذكر أن وقتك أعز ما تملك، فاعمره بصالح القول والعمل، واجعل من ليلك ونهارك مزرعة للطاعات وفعل الصالحات ..
وبادر بالتوبة عقب كل صغيرة وكبيرة فأعظم باب أغلق دوننا هو باب التوبة ..
حين خرجت أرواحنا من أجسادنا .فاللبيب من اتعظ بغيره، ولن تزال بخير ما كان لك من قلبك واعظاً،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .
تعليق