الحمد لله لم يزل بالنِّعَم مُنعمًا، وبالإحسان محسِنًا، يجير خائفًا، ويرسِل بالآيات تخويفًا، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له مسلمًا له حنيفًا، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، بعثه مصدِّقًا لما بين يديه من الرسل أمينًا شريفًا، صلى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، صلاةً وسلامًا يزدادون بها تفضيلاً وتشريفًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإخوتي في الله
إنّ ثمّة أمرًا يحسُن التنبيه إليه، يغفل عنه الكثير من الناس، وهو ما يظهر على بعضِ الناس من انتقاصِ بعض إخوانهم لأنّه لم يُفتَح عليهم في بعض أبواب العبادات وبخاصّة نوافلِ الصلوات والصيام، فمَن فتِح له في ذلك فليحمدِ الله، وليحافظ على ذلك، وليزدَد من الخير، لكن لا ينبغي أن ينظرَ لغيره بعينِ النقصِ أو العيب أو المَقت، فقد يكون قد فُتح لأخيك من أبواب الخير ما لم ترَه أو تعلمه أو تدرِكه؛ من صلةِ الرحم أو طلبِ العلم أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو أبوابِ الإحسان والمساعداتِ والشفاعة وغيرها.
** قيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إنك لتُقِلّ الصوم! قال: (إنّه يضعِفني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحبّ إليّ)
::: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/274)، والطبراني في الكبير (9/175)، والبيهقي في الشعب (2/354).:::::
** وفي العِلل للإمام أحمد: "إنّ الحسنَ تكلّم وبلّغ العلم احتسابًا، وسكت ابن سيرين احتسابًا"
:::: رواه ابن الجعد في مسنده (1328)، والبيهقي في الشعب (4/269)، والمزي في تهذيب الكمال (32/530) عن يونس بن عبيد من قوله.::::
** وعن الأوزاعي قال: "ذهب عليهم الحسنُ بالمواعظ، وذهب عطاء بالمناسك".
::: العلل ومعرفة الرجال (1140). ::::::
** وأوضحُ من ذلك وأظهر ما حدّث به نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن بعض أصحابه حين قال: ((أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب، وأفرضُهم زيد بن ثابت، وأعلمُهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإنّ لكل أمّة أمينًا، وإنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح))
أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح" والنسائي في السنن الكبرى. :::: سنن الترمذي: كتاب المناقب (3790، 3791)، سنن النسائي الكبرى (8242، 8287) عن أنس رضي الله عنه، وأخرجه أيضا أحمد (3/184، 281)، وابن ماجه في المقدمة (155)، وصححه ابن حبان (7252)، والحاكم (5784)، قال ابن حجر في الفتح (7/93): "إسناده صحيح، إلا أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري" أي: منقبة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة (1224). ::::::
واشتغِلوا بتفقُّد النفوسِ في أعمال القلوب من الخوف والإخلاص والمراقبة والبُعد عن الغيبةِ والحسّد والغلّ واستنقاص الآخرين والكيدِ والمكر والولوغ في الأعراض، فذلكم هو الذي يأكل الحسناتِ ويُفني الصالحات ولو كانت كأمثال الجبال عياذًا بالله.
ولتستحضروا مقالة الإمام مالك رحمه الله: "كلانا على خيرٍ وبرّ، ولعل ما هو فيه خير ممّا أنت فيه"
فإذا ما رأيتَ أخاك قد اشتغل بأبوابٍ غير التي تشغتل بها فلتقل: كلانا على خير.
وقد قال ربي وأحق القول قول ربي في محكم تنزيله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
وصلى الله على نبينا محمدا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرااااااااا
إخوتااااااااااااااااااه
إنّ ثمّة أمرًا يحسُن التنبيه إليه، يغفل عنه الكثير من الناس، وهو ما يظهر على بعضِ الناس من انتقاصِ بعض إخوانهم لأنّه لم يُفتَح عليهم في بعض أبواب العبادات وبخاصّة نوافلِ الصلوات والصيام، فمَن فتِح له في ذلك فليحمدِ الله، وليحافظ على ذلك، وليزدَد من الخير، لكن لا ينبغي أن ينظرَ لغيره بعينِ النقصِ أو العيب أو المَقت، فقد يكون قد فُتح لأخيك من أبواب الخير ما لم ترَه أو تعلمه أو تدرِكه؛ من صلةِ الرحم أو طلبِ العلم أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو أبوابِ الإحسان والمساعداتِ والشفاعة وغيرها.
** قيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إنك لتُقِلّ الصوم! قال: (إنّه يضعِفني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحبّ إليّ)
::: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/274)، والطبراني في الكبير (9/175)، والبيهقي في الشعب (2/354).:::::
** وفي العِلل للإمام أحمد: "إنّ الحسنَ تكلّم وبلّغ العلم احتسابًا، وسكت ابن سيرين احتسابًا"
:::: رواه ابن الجعد في مسنده (1328)، والبيهقي في الشعب (4/269)، والمزي في تهذيب الكمال (32/530) عن يونس بن عبيد من قوله.::::
** وعن الأوزاعي قال: "ذهب عليهم الحسنُ بالمواعظ، وذهب عطاء بالمناسك".
::: العلل ومعرفة الرجال (1140). ::::::
** وأوضحُ من ذلك وأظهر ما حدّث به نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن بعض أصحابه حين قال: ((أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب، وأفرضُهم زيد بن ثابت، وأعلمُهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإنّ لكل أمّة أمينًا، وإنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح))
أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح" والنسائي في السنن الكبرى. :::: سنن الترمذي: كتاب المناقب (3790، 3791)، سنن النسائي الكبرى (8242، 8287) عن أنس رضي الله عنه، وأخرجه أيضا أحمد (3/184، 281)، وابن ماجه في المقدمة (155)، وصححه ابن حبان (7252)، والحاكم (5784)، قال ابن حجر في الفتح (7/93): "إسناده صحيح، إلا أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري" أي: منقبة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة (1224). ::::::
ألا فاتقوا الله رحمكم الله
واشتغِلوا بتفقُّد النفوسِ في أعمال القلوب من الخوف والإخلاص والمراقبة والبُعد عن الغيبةِ والحسّد والغلّ واستنقاص الآخرين والكيدِ والمكر والولوغ في الأعراض، فذلكم هو الذي يأكل الحسناتِ ويُفني الصالحات ولو كانت كأمثال الجبال عياذًا بالله.
ولتستحضروا مقالة الإمام مالك رحمه الله: "كلانا على خيرٍ وبرّ، ولعل ما هو فيه خير ممّا أنت فيه"
فإذا ما رأيتَ أخاك قد اشتغل بأبوابٍ غير التي تشغتل بها فلتقل: كلانا على خير.
وقد قال ربي وأحق القول قول ربي في محكم تنزيله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
وصلى الله على نبينا محمدا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرااااااااا
تعليق