الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى نور الهدى ومصباح الدجى السراج المنير رحمة الله للعالمين
(صلى الله عليه وسلم)
وبعد
أحبتي في الله
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله
أحبتي في الله
انظروا معي إلى يمين الشاشة نعم يمين ِالشاشة......؟
كم وصلت في مشاركاتك ؟
10
50
100
....
....
500
1000
ثم ماذا بعد
......................
أخي العدد يتضاعف
فهل تتضاعف معه حسناتك؟
هل تغيرت أخلاقك؟
هل تحسنت طاعاتك؟
....................؟
فهل يزيد رصيدك مع الله؟
أخي الحبيب ،إن كل شيء بحساب
فاليوم عمل لك أو عليك وغدا حساب فثواب أو عقاب
أخي لا تغفل وتنام بل قوم وأعمل واحصد الحسنات قبل مجيء هادم اللذات
وكما قال عمر الفاروق رضي الله عنه
( حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا
وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا) .
فإن حاسبت نفسك في الدنيا أمنت الحساب في الآخرة قال تعالى (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )(14) ((الإسراء))
وهذا من أعظم العدل والإنصاف ، أن يقال للعبد : حاسب نفسك ، ليعرف ما عليه من الحق الموجب للعقاب
قال تعالى ("مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فلا يحمل أحد ذنب أحد ولا يدفع عنه مثقال ذرة من الشر فالكل يحاسب بما عمل ,
قال الشاعر في هذه الأبيات
مثل وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشاً قلق الأحشاء حـيراناَ
النار تلهب من غيظٍ ومن حنق على العصاةِ ورب العرش غَضباناَ
اقرأ كتابك يا عبدُ على مَهَـل فهل ترى فيه حرفاً غـير ما كانا
فلما قرأت ولم تنكر قراءتـه إقرار من عرف الأشياء عرفـانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتى وامضوا بعبدٍ عصا للنار عطشانا
المشركون غـداً فى النار يلتهبوا والمؤمنـون بدار الخـلد سكانا
فمحاسبة النفس طريقة المؤمنين وسمة الموحدين وعنوان الخاشعين ، فالمؤمن متق لربه محاسب لنفسه مستغفر لذنبه ، يعلم أن النفس خطرها عظيم، وداؤها وخيم ، ومكرها كبير وشرها مستطير، فهي أمارة بالسوء ميالة إلى الهوى،داعية إلى الجهل، قائدة إلى الهلاك،توّاقة إلى اللهو إلا من رحم الله,فقيد النفس محاسبتها فالنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا، والرب يدعو العبد إلى خوفه ونهي النفس عن الهوى والقلب بين الداعيين، يميل إلى هذا الداعي مرة وإلى هذا مرة وهذا موضع الابتلاء والمحنة..
فغداً توفى النفوس ما كسبت
ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
ولذلك يقول الحسن رحمه الله :
[ رحم الله عبداً وقف عند همّه يحاسب فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر ولم يعمل].
و يقول الشاعر:
حاسبت نفسي لم أجد لي
صالحاً إلا رجاءي رحمة الرحمن
ووزنت أعمالي فلم أجد
في الأمر إلا خفة الميزان
فإذا أردت معرفة من أين تبدأ فكلام ابن القيم رحمه الله لك معين
قال: أن يبدأ بالفرائض فإذا رأى فيها نقص تداركه ثم المناهي "المحرمات" فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ثم يحاسب نفسه على الغفلة عما خُلِق له، فإن رأى أنه غفل عما خُلِق له فليتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله ويحاسب نفسه على كلمات الجوارح من كلام اللسان ومشي الرجلين وبطش اليدين ونظر العينين وسماع الأذنين ماذا أردتُ بهذا ولمن فعلته وعلى أي وجه فعلته؟
أتمنى منك أخي وقفة صريحة مع نفسك
لأن بعد الحياة موت ..
وبعد الموت سؤال....
فهل أعددت للسؤال جوابه......؟
لكل شيء إذا ما تم نقصان * فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ * من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد * ولا يدوم على حال لها شانُ
اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
م/ن
والتسيق من قبل الفقير إلى مولاه
أخوكم ومحبكم في الله
أبو سليمان
تعليق