-1-
اعرف ماذا تريد
عدم معرفة ثم كتابة الأهداف يعكس حقيقة مرة لمعظم أفراد الأمة، اسأل نفسك ما هي أهدافك في الحياة؟ أو إسأل أي فرد من حولك نفس السؤال! عدم بلورة الأهداف يعتبر استسلام حقيقي لمجريات القدر، كيفما تأتي الظروف كيفما تكون! ولذلك فإن معظم هؤلاء وللأسف فاشلون في حياتهم لانهم لا يتحكمون بمجريات الأحداث، وأي نجاح هو غالبا مرهون بالمعطيات لا بالإرادة الخالصة، كما أن هناك ثقافة سيئة سادت وتعممت بأن القدر حتمي، وهو خلط بين ما يمكن فعله وبين ما لا يمكن فعله، فالحياة ليست إلا من صنع الأفكار، وأنا اليوم حصيلة ما كنت أفكر فيه قبل ستة سنوات، حتى الإنسان الغير ناجح هو حصيلة أفكاره قبل أعوام.
ما تفكر به اليوم سيحدث غدا، وإن لم يحدث كما هو فسيحدث هو بنفسه ولكن بطريقة أخرى، هذه مجرد قوانين وهناك من الناس من يعجز عن فهم قوانين الواقع.
-2-
الشهادة العلمية
كرامتك في العلم، بدون العلم أنت غالبا بلا كرامة إلا بالتزييف، العلم ليس هو الشهادة فقط ولا ما في عقلك كما قد يظن البعض، بل بما هو في قلبك، ولكن الشهادة العلمية أهم فكلما زاد علوها، كلما زاد علوك أنت في الأرض وفي السماء. بدون الشهادة في هذا العصر الحديث سوف تستجدي الوظائف، بدونها لن تحصل على الترقيات، بدونها لن تكون حرا في إختيار أعمالك، بدونها أنت مرة أخرى أقرب لحكم القدر.
الشكل الآخر للشهادة هو الموهبة الخارقة أو الإنجازات والخبرات العملية، التي تملكها ولكنها لا تتكامل سوى بالشهادة العلمية، فهذه الخبرات بمثابة شهادة عملية واقعية تعطيك قيمة كبيرة وإن لم تقرن بالشهادة.
-3-
الإيمان بالله
لم تتطرف أمة للعقل كما تطرف الغرب منذ بداية القرن الهجري الثالث عشر، وقبلهم اليونان في العصر الوثني، مما أفقدهم لذة الروح، أهم من تحدث عن السعادة بين الفلاسفة اليونان هو أبيقور اليوناني ، يمكن اعتبار فلسفته قائمة على إيجاد اللذة الدنيوية، وقد كان ملحدا، غير أنه حاول نشر الفضيلة في المجتمع اليوناني بعد صراعه المرير مع الروح، كانت النصرانية تعلم الناس الترهب واعتزال لذائذ الدنيا فجاء كل الفلاسفة الغرب بفلسفاتهم في ذلك القرن ليتحدثوا عن تصورات تحقق ذلك الرضى، ومع ذلك لا زال الغرب بكل مدنيته العظيمة فاقدا لأعظم مصادر الرضى الحقيقي، الإيمان بالله يوازن بصورة مدهشة بين الدنيا وبين الآخرة، ولولا هذا الإيمان في مجتمعاتنا اليوم ربما لصارت مجازر أكبر، فهو أحد أهم أسباب حفظ الاستقرار النفسي عند المسلمين، إن السعادة ممكنة حتى عند الملاحدة، ولكنها سعادة جوفاء معرضة للدمار في أي لحظة، مرتهنة بالاستقرار الشمولي، وغير قادرة على مواجهة الشر إلا بالجهل، أنت بدون هذا الإيمان نصف إنسان، وأنت بهذا الإيمان قوي بالله، لا غنى لك عنه.
-4-
اعتدال المزاج
قلب المؤمن بين كفي الرحمن يقلبه كيف شاء، لا شيء استطاع أعظم فلاسفة الكون أن يتغلبوا عليه مثل المزاج، بحث الفلاسفة والعلماء في كل شيء، استطاعوا أن يمتلكوا سعادة حقيقية بثقافة مخصصة، وحقق الكثير منهم سعادة دنيوية اكتملت بالسعادة المطلقة بالله تعالى، ولا شيء استطاع البشر حسمه مثل التحكم المطلق باعتدال المزاج، قد نعتبر أن للشيطان دورا، قد تكون هناك قوى غيبية غير مدركة تغير الأمزجة ولكننا في النهاية لا نعرفها، ما نعرفه جيدا هو أننا لا نملك إلا نوع من المقاومة للمزاج المتضارب، وهو المقاومة عبر الاستسلام، كأننا نترك النبتة تستمر في الاستطالة حتى نقتصها من جذورها، هكذا نقاوم كل أنواع التعكير الشخصي، ولكن في كل الأحوال لن تنجح هذه المحاولة دون عمل، لذة الحياة في العمل، حتى العاطل قد ينشغل بالصلاة والعبادة مما ينسيه كل هم في دنياه، العلم ثم العمل ثم العمل، في كل مرة تشعر بالهم أو الحزن ، استمر بالعمل ثم العمل ثم العمل.
-5-
ثابر..
خلق الإنسان في كبد، وجود المعاناة حتمي، السعادة ممكنة في هذه الحياة الدنيا كما هي ممكنة في الآخرة، قاوم كل تفكير سلبي، قاوم كل تحديات الواقع، لن تتوقف المنغصات، إن لم يتغير الواقع فغير تفكيرك، إن لم تتغير الظروف فثابر لأجل التغيير، القاعدة تقول بأن المثابرة تغلب المقاومة، لا تتبع نفس الطريقة في المثابرة في كل مرة، فهي ستؤدي بك إلى نفس النتيجة، غير الطريقة كي تؤدي بك إلى نتيجة جديدة، فهناك تسعة آلاف طريقة وطريقة ستجد أنها لا تؤدي بك إلى الهدف، وطريقة واحدة ستجدها ستفتح لك الأبواب على مصارعها.
-6-
الصبر
رغم كل دعوات التغيير، فهناك أحداث لا يمكن تغييرها، هناك ظروف قاهرة لا يمكن حسمها، هناك أمراض ومحن وحروب وفقر وجهل عام لا يمكن تغييرها سوى على المدى البعيد. الصبر على المحن والبلاء والرضى بالقدر؛ هو من صلب الإيمان بالله؛ وأحد أركانه، وتلك خصلة رسخها الإسلام كانت عند العرب لما قبل الإسلام، ولكن الصحابة كانوا يؤمنون بالتغيير، وعمر بن الخطاب مثل تلك الذروة من الإرادة فاستطاع أن يكون أعظم فاتح عسكري في التاريخ، عمل على تغيير الأمة بالعدل. وتلك الإرادة لا تتعارض مع الصبر، هو خيط دقيق يفصل بينهما، أرضى بما أنت عليه وأعمل على ما يمكن تغييره.
-7-
الإثراء المالي
كلنا معبودون بشكل عملي لا اعتقادي للمال، حتى أكثر الزاهدين بالمال يكافحون لأجل تحصيل أرزاقهم، والبلاء أن تتحول النظرة إلى المال إما إلى زهد مطلق أو إلى تقديس مطلق. عليك أن تدرك أهمية هذا المبدأ، أعمل جاهدا على تقنين المصاريف لا تستهن بعملية التوفير، ثم تفنن في تنويع مصادر الدخل، ولا تعتقد أن العمل التجاري مجرد ترف، فهو أكثر صعوبة من العمل الوظيفي السهل، ولكنه أعظم وأكثر أمانا ، فهو نامي ومتطور وليس مرتبطا بقرارات الآخرين، بل بقدراتك على على الإبداعية وبذكائك المالي.
-8-
الموهبة
لا بد أن تكون صاحب موهبة، لديك الكتابة ، البرمجة، الخياطة، الرسم، التصوير، الفن، الإدارة، الاقتصاد، كلها مهارات يمكن أن تتحول إلى مصدر دخل يحقق الحياة الكريمة، حتى تخصص علم النفس -على سبيل المثال- يمكنك بدراسته العلمية ان تحوله إلى مصدر دخل عبر عيادة نفسية، أو عبر محاضرات في التطوير الذاتي، تستطيع أن تستثمر الموهبة في تغيير حياتك إلى الأفضل، أن تستثمرها لتثبت ذاتك، أن تستثمرها كي تحقق لك الحياة الكريمة.
-9-
الإقناع الشخصي
أقنع نفسك باستمرار وبأقرب وسيلة تعبر عن غاياتك بما تريده أن يكون وأعمل على أن تكون عليه في الحال، استمر في ذلك الإلحاح وإذا كنت بحاجة للصراخ فاصرخ أمام المرأة بل أصرخ أمام زوجتك، أخوك، صديقك، أبواك أو الناس كلهم؛ دون خوف ولا وجل. بأنك ستحقق ما تريد، بل بأنك أنت الآن ما تريد، لا يوجد شخص أكثر من ذاتك الداخلية يمكن إقناعها كي تحقق لك رغباتك. هذا الإقناع ليس مجرد فكرة، بل نظرية تحدثت عنها معظم علوم النفس خاصة بفرعها في النجاح، وشواهدها في الآفاق.
قرأت عشرات الكتب والأبحاث في علم النفس وفي علم نفس النجاح، حاول الكثير إبتكار صيغة كاملة لفهم شروط النجاح، كل مفكر كان له طريقة مختلفة، كالدواء الجسدي، قد تنفع مع شخص ولا تنفع مع آخر، شخصيا أعتبر هذه العلوم قدمت أهم إنجاز لحل المشكلة البشرية الأزلية مع الحزن والاكتئاب والهم، بينما في الجانب الآخر فمعظم الفلاسفة النبلاء ، ينصب إهتمامهم بنشر الثقافة العلمية في المجتمع، والواقع أن الدعوتين هي عينان في رأس واحد.
-10-
أبدع
تسمع في كل مكان عن الإبداع، أن تبتكر فكرة جديدة فليس ذلك بالأمر اليسير، ولكن أن تبدع فذلك يعني أنك ستحصل على ثمن عظيم، لا أقوى من الإرادة الملحة والخارقة لإبداع ما تريد، لا أقوى من عبقرية الإهتمام كي تبتكر التقنيات الملهمة للإبداع، إقرأ في كتب الإبداع ولكن الإرادة أقوى من كل تقنية، كتب الإبداع قد تختصر لك الوقت، قد تكشف لك أمور لم تكن لتعرفها، قد تقول ليتني قرأت في الإبداع، ولكن الإرادة الخارقة وحدها ستجعل منك مبدعا.
-11-
قوة اللاشعور
هناك أسرار مدهشة في هذا الكون، العقل البشري لا زال 90% منه في نفق المجهول، اكتشافنا للقدرات الأخرى قد ينير بصيرتنا لوسائل التحكم بالطاقة، قد نشعل النار في الأشياء، قد نحرك الأشياء من حولنا. اكتشف علماء أبحاث الطاقة اكتشافا مذهلا، أن الإنسان قادر على تحريك الذرة يمينا ويسارا، وهو بذلك قد يحرك الأشياء. لم يثبت قانون الجذب القائل بأن الإنسان قادر في التأثير على ما يحدث له، ولكنه بني على شواهد، كما يبنى الإيمان بالله على شواهده في الأرض، هناك عباقرة في اللاشعور حققوا نجاحات وهم بأقل درجات الذكاء، معظم عباقرة الذكاء العلمي لم يتمكنوا من النجاح المادي إلا في تعليم الناس، معظم أثرياء العالم كانوا ولا زالوا أصحاب درجات متدنية من الذكاء ، ومع ذلك ملكوا عبقرية اللا شعور، هناك قوى خارقة قد تحقق لك المعجزات، لا يهم تفسيرها بقدر ما يهم الإيمان بإمكانية حدوث ما نريد، إذا كان ما نريد يمكن تخيله في الواقع.
-12-
القراءة ترفع من درجات الذكاء
الذكاء يزيد وينقص، مثله مثل الإيمان مثل أي شعور إنسان، الذكاء ليس سبع أنواع ولا أكثر بقليل، بل ليس لأنواعه حصر، بل إن هناك ذكاءات تتعارض مع ذكاءات أخرى، وهذه حكمة الله في الإنسان، أعظم تعريف قرأته عند عدد من علماء النفس حول الذكاء هو القائل بأنه “القدرة على أداء مهمة محددة” وقد اكتشفت بناء على هذا التعريف أن انواع الذكاء تتعدد بتعدد المهام، فعندما تتمكن من أن تنجح في مهمة محددة فذلك يعني انك تملك ذكاء هذه المهمة، كمهمة القراءة أو الحفظ أو فهم المعادلات الرياضياتية، أو الخطابة أو البرمجة، أو العلاقات الإنسانية، أو أي مهمة.
بعد أن عرفت ذلك فاعلم بأنه لا وجود لذكاء كامل، بل هو وجود لشخص يمتلك عدة أنواع من الذكاءات، كما أن الذكاء المسرف غالبا ما يشكل ضررا لصاحبه، تشير الحكمة الصينية إلى ذلك : أن شابا ذهب لحكيم يطلبه الحكمة، فقام بصب الشاي في الكأس حتى امتلأ على آخره؛ ثم استمر في ملأه حتى تصبب من حول الكأس، ليبدأ في إغراق الطاولة، انتفض الشاب مذهولا يطلب من الحكيم أن يتوقف.. كانت الحكمة أن هناك في العقل الكثير مما هو ليس بحاجة إليه.
الآن استمر في زيادة رصيدك كل يوم ، بما أن الذكاء يزيد وينقص، استمر في حفظ مصطلحات جديدة في مهمتك الشخصية، واستمر في القراءة والتعلم حتى تستطيع أن تعلم، وأقرأ فيما ينفعك وفيما يجعلك أكثر فعالية في عملك وفي محيطك ، ودع عنك ما لا ينفع.
-13-
لا عوائق، لا استسلام !
تنافس الأمة العربية في مؤسساتها على إيجاد كل العوائق الممكنة لإنشاء المشاريع، ليس من السهل أن تدرس أو أن تنشئ مشروعا جديد، خاصة عندما يكون مشروع ريادي. موظفو القطاعات الحكومية اغلبهم ليسوا بالكفاءة اللازمة وذلك في كل الدول العربية، وغالبا ما تجد منهم من هو أكثر الناس حسدا للمتعلمين والمبدعين والطامحين، لشدة كسلهم العقلي ومعه القلبي إلا من رحم ربي، كما أن أي مشروع جديد أو فكرة جديدة قد تواجه بالتسفيه من حولك، فكثير من البشر لهم أحلام العصافير، وكثير من الناس لا يريدون تغيير الواقع بل تريد دوام الحال ولو كان كارثيا، لذلك لا تعتقد أن المعوقات غير موجودة، غير أنك تصبح أعمى بصر وبصيرة عندما تعتقد أن الحياة مجرد عوائق، فالرضوخ لتلك العوائق هو مجرد هزيمة منكرة، لن تستطيع أن تنجز أي شيء عظيم إلا بناء على شروط الواقع، لن تستطيع أن تقلب الطاولة على أعداء النجاح؛ إلا بقبول شروط الواقع، اعرف شروط الواقع كي تغير حياتك أولا ثم لتغير حياة أقرب الناس من حولك ثم لتغير حياة الناس كلهم.
-14-
الحق والواجب
أساس الحرية والعدل هو معرفة الفرق بين الحق وبين الواجب، فنحن نعيش في أمة لا يعرف أغلب ناسها ذلك الفرق، فعندما تطالب الناس بحقوقها فإنها تطالب في الغالب بما هو واجب، والعكس عندما تضيع حقوقها. أما المعضلة الأخرى فهي أن وسيلة المطالبة بالحقوق كثيرا ما تنعزل عن المجتمع المدني المتحضر، وتأتي على طريقة الاستجداء.
اعرف واجبك وحقوقك، اعمل جيدا في الحياة حتى تطالب بحقوقك وأنت على حجة وصواب!
-15-
السفهاء هم السفهاء
لن يتركوك في شأنك، ستجد الحسد يرتدي عباءة الاحترام، ستجد الكره يرتدي عباءة المودة، ومع ذلك فمعظم الناس يحبون الخير، أصل كل فعل هو الخير، لا بد من وجود السفهاء في كل مكان، لا بد من وجود من لن يرحمك بالكلمات، لا بد من وجود من يكره المكان الذي وصلت إليه، سيبحثون عن مبررات واهية، سيستغل بعضهم محاولاتك في النهوض، لا تدع السفيه يعلو، أنت من يعلو.
لا ترد على السفيه بمثل ما يريد، لأن أمنيته هي أن تنحط إلى مستواه كي ينال منك، لا تعاشر السفيه لأنها أربعين يوما ويصبح أعلى منك، لا تشغل بالك بحالة عدم التوازن التي يعيشها بعض الناس من حولك بسبب الجهل والخسران. ساهم في ارتقاء الآخرين بالتأثير عليهم بالفضيلة، وإن كان لا بد من أنياب تنهش بها أعداءك فكن متبسما طيب القلب ولا تسرف، فهناك عقلاء يرونك ويسمعونك، وقبلهم هناك من الله رقيب عتيد!
-16-
قدر نعمة الحياة
لا تجحد، قدر نعم الحياة، المقارنة مع الآخرين تجعلك وضيعا وإن كنت حسنا، كن ممتنا للأرض وللسماء، كن ممتنا للناس أنك من بينهم، كن ممتنا لأنك تجد من يواسيك ولو كان غريبا، كن ممتنا لأنك تجد من يرفع من شأنك إذا علوت، كن ممتنا لأنك ستجد دائما في الطريق من يحبك وتحبه، كن ممتنا لله الرحيم الذي جعلك تفكر وتقرأ وتتعلم هذه الأفكار لتكون قادر على أن تعيش حياتك الكريمة.
اعرف ماذا تريد
عدم معرفة ثم كتابة الأهداف يعكس حقيقة مرة لمعظم أفراد الأمة، اسأل نفسك ما هي أهدافك في الحياة؟ أو إسأل أي فرد من حولك نفس السؤال! عدم بلورة الأهداف يعتبر استسلام حقيقي لمجريات القدر، كيفما تأتي الظروف كيفما تكون! ولذلك فإن معظم هؤلاء وللأسف فاشلون في حياتهم لانهم لا يتحكمون بمجريات الأحداث، وأي نجاح هو غالبا مرهون بالمعطيات لا بالإرادة الخالصة، كما أن هناك ثقافة سيئة سادت وتعممت بأن القدر حتمي، وهو خلط بين ما يمكن فعله وبين ما لا يمكن فعله، فالحياة ليست إلا من صنع الأفكار، وأنا اليوم حصيلة ما كنت أفكر فيه قبل ستة سنوات، حتى الإنسان الغير ناجح هو حصيلة أفكاره قبل أعوام.
ما تفكر به اليوم سيحدث غدا، وإن لم يحدث كما هو فسيحدث هو بنفسه ولكن بطريقة أخرى، هذه مجرد قوانين وهناك من الناس من يعجز عن فهم قوانين الواقع.
-2-
الشهادة العلمية
كرامتك في العلم، بدون العلم أنت غالبا بلا كرامة إلا بالتزييف، العلم ليس هو الشهادة فقط ولا ما في عقلك كما قد يظن البعض، بل بما هو في قلبك، ولكن الشهادة العلمية أهم فكلما زاد علوها، كلما زاد علوك أنت في الأرض وفي السماء. بدون الشهادة في هذا العصر الحديث سوف تستجدي الوظائف، بدونها لن تحصل على الترقيات، بدونها لن تكون حرا في إختيار أعمالك، بدونها أنت مرة أخرى أقرب لحكم القدر.
الشكل الآخر للشهادة هو الموهبة الخارقة أو الإنجازات والخبرات العملية، التي تملكها ولكنها لا تتكامل سوى بالشهادة العلمية، فهذه الخبرات بمثابة شهادة عملية واقعية تعطيك قيمة كبيرة وإن لم تقرن بالشهادة.
-3-
الإيمان بالله
لم تتطرف أمة للعقل كما تطرف الغرب منذ بداية القرن الهجري الثالث عشر، وقبلهم اليونان في العصر الوثني، مما أفقدهم لذة الروح، أهم من تحدث عن السعادة بين الفلاسفة اليونان هو أبيقور اليوناني ، يمكن اعتبار فلسفته قائمة على إيجاد اللذة الدنيوية، وقد كان ملحدا، غير أنه حاول نشر الفضيلة في المجتمع اليوناني بعد صراعه المرير مع الروح، كانت النصرانية تعلم الناس الترهب واعتزال لذائذ الدنيا فجاء كل الفلاسفة الغرب بفلسفاتهم في ذلك القرن ليتحدثوا عن تصورات تحقق ذلك الرضى، ومع ذلك لا زال الغرب بكل مدنيته العظيمة فاقدا لأعظم مصادر الرضى الحقيقي، الإيمان بالله يوازن بصورة مدهشة بين الدنيا وبين الآخرة، ولولا هذا الإيمان في مجتمعاتنا اليوم ربما لصارت مجازر أكبر، فهو أحد أهم أسباب حفظ الاستقرار النفسي عند المسلمين، إن السعادة ممكنة حتى عند الملاحدة، ولكنها سعادة جوفاء معرضة للدمار في أي لحظة، مرتهنة بالاستقرار الشمولي، وغير قادرة على مواجهة الشر إلا بالجهل، أنت بدون هذا الإيمان نصف إنسان، وأنت بهذا الإيمان قوي بالله، لا غنى لك عنه.
-4-
اعتدال المزاج
قلب المؤمن بين كفي الرحمن يقلبه كيف شاء، لا شيء استطاع أعظم فلاسفة الكون أن يتغلبوا عليه مثل المزاج، بحث الفلاسفة والعلماء في كل شيء، استطاعوا أن يمتلكوا سعادة حقيقية بثقافة مخصصة، وحقق الكثير منهم سعادة دنيوية اكتملت بالسعادة المطلقة بالله تعالى، ولا شيء استطاع البشر حسمه مثل التحكم المطلق باعتدال المزاج، قد نعتبر أن للشيطان دورا، قد تكون هناك قوى غيبية غير مدركة تغير الأمزجة ولكننا في النهاية لا نعرفها، ما نعرفه جيدا هو أننا لا نملك إلا نوع من المقاومة للمزاج المتضارب، وهو المقاومة عبر الاستسلام، كأننا نترك النبتة تستمر في الاستطالة حتى نقتصها من جذورها، هكذا نقاوم كل أنواع التعكير الشخصي، ولكن في كل الأحوال لن تنجح هذه المحاولة دون عمل، لذة الحياة في العمل، حتى العاطل قد ينشغل بالصلاة والعبادة مما ينسيه كل هم في دنياه، العلم ثم العمل ثم العمل، في كل مرة تشعر بالهم أو الحزن ، استمر بالعمل ثم العمل ثم العمل.
-5-
ثابر..
خلق الإنسان في كبد، وجود المعاناة حتمي، السعادة ممكنة في هذه الحياة الدنيا كما هي ممكنة في الآخرة، قاوم كل تفكير سلبي، قاوم كل تحديات الواقع، لن تتوقف المنغصات، إن لم يتغير الواقع فغير تفكيرك، إن لم تتغير الظروف فثابر لأجل التغيير، القاعدة تقول بأن المثابرة تغلب المقاومة، لا تتبع نفس الطريقة في المثابرة في كل مرة، فهي ستؤدي بك إلى نفس النتيجة، غير الطريقة كي تؤدي بك إلى نتيجة جديدة، فهناك تسعة آلاف طريقة وطريقة ستجد أنها لا تؤدي بك إلى الهدف، وطريقة واحدة ستجدها ستفتح لك الأبواب على مصارعها.
-6-
الصبر
رغم كل دعوات التغيير، فهناك أحداث لا يمكن تغييرها، هناك ظروف قاهرة لا يمكن حسمها، هناك أمراض ومحن وحروب وفقر وجهل عام لا يمكن تغييرها سوى على المدى البعيد. الصبر على المحن والبلاء والرضى بالقدر؛ هو من صلب الإيمان بالله؛ وأحد أركانه، وتلك خصلة رسخها الإسلام كانت عند العرب لما قبل الإسلام، ولكن الصحابة كانوا يؤمنون بالتغيير، وعمر بن الخطاب مثل تلك الذروة من الإرادة فاستطاع أن يكون أعظم فاتح عسكري في التاريخ، عمل على تغيير الأمة بالعدل. وتلك الإرادة لا تتعارض مع الصبر، هو خيط دقيق يفصل بينهما، أرضى بما أنت عليه وأعمل على ما يمكن تغييره.
-7-
الإثراء المالي
كلنا معبودون بشكل عملي لا اعتقادي للمال، حتى أكثر الزاهدين بالمال يكافحون لأجل تحصيل أرزاقهم، والبلاء أن تتحول النظرة إلى المال إما إلى زهد مطلق أو إلى تقديس مطلق. عليك أن تدرك أهمية هذا المبدأ، أعمل جاهدا على تقنين المصاريف لا تستهن بعملية التوفير، ثم تفنن في تنويع مصادر الدخل، ولا تعتقد أن العمل التجاري مجرد ترف، فهو أكثر صعوبة من العمل الوظيفي السهل، ولكنه أعظم وأكثر أمانا ، فهو نامي ومتطور وليس مرتبطا بقرارات الآخرين، بل بقدراتك على على الإبداعية وبذكائك المالي.
-8-
الموهبة
لا بد أن تكون صاحب موهبة، لديك الكتابة ، البرمجة، الخياطة، الرسم، التصوير، الفن، الإدارة، الاقتصاد، كلها مهارات يمكن أن تتحول إلى مصدر دخل يحقق الحياة الكريمة، حتى تخصص علم النفس -على سبيل المثال- يمكنك بدراسته العلمية ان تحوله إلى مصدر دخل عبر عيادة نفسية، أو عبر محاضرات في التطوير الذاتي، تستطيع أن تستثمر الموهبة في تغيير حياتك إلى الأفضل، أن تستثمرها لتثبت ذاتك، أن تستثمرها كي تحقق لك الحياة الكريمة.
-9-
الإقناع الشخصي
أقنع نفسك باستمرار وبأقرب وسيلة تعبر عن غاياتك بما تريده أن يكون وأعمل على أن تكون عليه في الحال، استمر في ذلك الإلحاح وإذا كنت بحاجة للصراخ فاصرخ أمام المرأة بل أصرخ أمام زوجتك، أخوك، صديقك، أبواك أو الناس كلهم؛ دون خوف ولا وجل. بأنك ستحقق ما تريد، بل بأنك أنت الآن ما تريد، لا يوجد شخص أكثر من ذاتك الداخلية يمكن إقناعها كي تحقق لك رغباتك. هذا الإقناع ليس مجرد فكرة، بل نظرية تحدثت عنها معظم علوم النفس خاصة بفرعها في النجاح، وشواهدها في الآفاق.
قرأت عشرات الكتب والأبحاث في علم النفس وفي علم نفس النجاح، حاول الكثير إبتكار صيغة كاملة لفهم شروط النجاح، كل مفكر كان له طريقة مختلفة، كالدواء الجسدي، قد تنفع مع شخص ولا تنفع مع آخر، شخصيا أعتبر هذه العلوم قدمت أهم إنجاز لحل المشكلة البشرية الأزلية مع الحزن والاكتئاب والهم، بينما في الجانب الآخر فمعظم الفلاسفة النبلاء ، ينصب إهتمامهم بنشر الثقافة العلمية في المجتمع، والواقع أن الدعوتين هي عينان في رأس واحد.
-10-
أبدع
تسمع في كل مكان عن الإبداع، أن تبتكر فكرة جديدة فليس ذلك بالأمر اليسير، ولكن أن تبدع فذلك يعني أنك ستحصل على ثمن عظيم، لا أقوى من الإرادة الملحة والخارقة لإبداع ما تريد، لا أقوى من عبقرية الإهتمام كي تبتكر التقنيات الملهمة للإبداع، إقرأ في كتب الإبداع ولكن الإرادة أقوى من كل تقنية، كتب الإبداع قد تختصر لك الوقت، قد تكشف لك أمور لم تكن لتعرفها، قد تقول ليتني قرأت في الإبداع، ولكن الإرادة الخارقة وحدها ستجعل منك مبدعا.
-11-
قوة اللاشعور
هناك أسرار مدهشة في هذا الكون، العقل البشري لا زال 90% منه في نفق المجهول، اكتشافنا للقدرات الأخرى قد ينير بصيرتنا لوسائل التحكم بالطاقة، قد نشعل النار في الأشياء، قد نحرك الأشياء من حولنا. اكتشف علماء أبحاث الطاقة اكتشافا مذهلا، أن الإنسان قادر على تحريك الذرة يمينا ويسارا، وهو بذلك قد يحرك الأشياء. لم يثبت قانون الجذب القائل بأن الإنسان قادر في التأثير على ما يحدث له، ولكنه بني على شواهد، كما يبنى الإيمان بالله على شواهده في الأرض، هناك عباقرة في اللاشعور حققوا نجاحات وهم بأقل درجات الذكاء، معظم عباقرة الذكاء العلمي لم يتمكنوا من النجاح المادي إلا في تعليم الناس، معظم أثرياء العالم كانوا ولا زالوا أصحاب درجات متدنية من الذكاء ، ومع ذلك ملكوا عبقرية اللا شعور، هناك قوى خارقة قد تحقق لك المعجزات، لا يهم تفسيرها بقدر ما يهم الإيمان بإمكانية حدوث ما نريد، إذا كان ما نريد يمكن تخيله في الواقع.
-12-
القراءة ترفع من درجات الذكاء
الذكاء يزيد وينقص، مثله مثل الإيمان مثل أي شعور إنسان، الذكاء ليس سبع أنواع ولا أكثر بقليل، بل ليس لأنواعه حصر، بل إن هناك ذكاءات تتعارض مع ذكاءات أخرى، وهذه حكمة الله في الإنسان، أعظم تعريف قرأته عند عدد من علماء النفس حول الذكاء هو القائل بأنه “القدرة على أداء مهمة محددة” وقد اكتشفت بناء على هذا التعريف أن انواع الذكاء تتعدد بتعدد المهام، فعندما تتمكن من أن تنجح في مهمة محددة فذلك يعني انك تملك ذكاء هذه المهمة، كمهمة القراءة أو الحفظ أو فهم المعادلات الرياضياتية، أو الخطابة أو البرمجة، أو العلاقات الإنسانية، أو أي مهمة.
بعد أن عرفت ذلك فاعلم بأنه لا وجود لذكاء كامل، بل هو وجود لشخص يمتلك عدة أنواع من الذكاءات، كما أن الذكاء المسرف غالبا ما يشكل ضررا لصاحبه، تشير الحكمة الصينية إلى ذلك : أن شابا ذهب لحكيم يطلبه الحكمة، فقام بصب الشاي في الكأس حتى امتلأ على آخره؛ ثم استمر في ملأه حتى تصبب من حول الكأس، ليبدأ في إغراق الطاولة، انتفض الشاب مذهولا يطلب من الحكيم أن يتوقف.. كانت الحكمة أن هناك في العقل الكثير مما هو ليس بحاجة إليه.
الآن استمر في زيادة رصيدك كل يوم ، بما أن الذكاء يزيد وينقص، استمر في حفظ مصطلحات جديدة في مهمتك الشخصية، واستمر في القراءة والتعلم حتى تستطيع أن تعلم، وأقرأ فيما ينفعك وفيما يجعلك أكثر فعالية في عملك وفي محيطك ، ودع عنك ما لا ينفع.
-13-
لا عوائق، لا استسلام !
تنافس الأمة العربية في مؤسساتها على إيجاد كل العوائق الممكنة لإنشاء المشاريع، ليس من السهل أن تدرس أو أن تنشئ مشروعا جديد، خاصة عندما يكون مشروع ريادي. موظفو القطاعات الحكومية اغلبهم ليسوا بالكفاءة اللازمة وذلك في كل الدول العربية، وغالبا ما تجد منهم من هو أكثر الناس حسدا للمتعلمين والمبدعين والطامحين، لشدة كسلهم العقلي ومعه القلبي إلا من رحم ربي، كما أن أي مشروع جديد أو فكرة جديدة قد تواجه بالتسفيه من حولك، فكثير من البشر لهم أحلام العصافير، وكثير من الناس لا يريدون تغيير الواقع بل تريد دوام الحال ولو كان كارثيا، لذلك لا تعتقد أن المعوقات غير موجودة، غير أنك تصبح أعمى بصر وبصيرة عندما تعتقد أن الحياة مجرد عوائق، فالرضوخ لتلك العوائق هو مجرد هزيمة منكرة، لن تستطيع أن تنجز أي شيء عظيم إلا بناء على شروط الواقع، لن تستطيع أن تقلب الطاولة على أعداء النجاح؛ إلا بقبول شروط الواقع، اعرف شروط الواقع كي تغير حياتك أولا ثم لتغير حياة أقرب الناس من حولك ثم لتغير حياة الناس كلهم.
-14-
الحق والواجب
أساس الحرية والعدل هو معرفة الفرق بين الحق وبين الواجب، فنحن نعيش في أمة لا يعرف أغلب ناسها ذلك الفرق، فعندما تطالب الناس بحقوقها فإنها تطالب في الغالب بما هو واجب، والعكس عندما تضيع حقوقها. أما المعضلة الأخرى فهي أن وسيلة المطالبة بالحقوق كثيرا ما تنعزل عن المجتمع المدني المتحضر، وتأتي على طريقة الاستجداء.
اعرف واجبك وحقوقك، اعمل جيدا في الحياة حتى تطالب بحقوقك وأنت على حجة وصواب!
-15-
السفهاء هم السفهاء
لن يتركوك في شأنك، ستجد الحسد يرتدي عباءة الاحترام، ستجد الكره يرتدي عباءة المودة، ومع ذلك فمعظم الناس يحبون الخير، أصل كل فعل هو الخير، لا بد من وجود السفهاء في كل مكان، لا بد من وجود من لن يرحمك بالكلمات، لا بد من وجود من يكره المكان الذي وصلت إليه، سيبحثون عن مبررات واهية، سيستغل بعضهم محاولاتك في النهوض، لا تدع السفيه يعلو، أنت من يعلو.
لا ترد على السفيه بمثل ما يريد، لأن أمنيته هي أن تنحط إلى مستواه كي ينال منك، لا تعاشر السفيه لأنها أربعين يوما ويصبح أعلى منك، لا تشغل بالك بحالة عدم التوازن التي يعيشها بعض الناس من حولك بسبب الجهل والخسران. ساهم في ارتقاء الآخرين بالتأثير عليهم بالفضيلة، وإن كان لا بد من أنياب تنهش بها أعداءك فكن متبسما طيب القلب ولا تسرف، فهناك عقلاء يرونك ويسمعونك، وقبلهم هناك من الله رقيب عتيد!
-16-
قدر نعمة الحياة
لا تجحد، قدر نعم الحياة، المقارنة مع الآخرين تجعلك وضيعا وإن كنت حسنا، كن ممتنا للأرض وللسماء، كن ممتنا للناس أنك من بينهم، كن ممتنا لأنك تجد من يواسيك ولو كان غريبا، كن ممتنا لأنك تجد من يرفع من شأنك إذا علوت، كن ممتنا لأنك ستجد دائما في الطريق من يحبك وتحبه، كن ممتنا لله الرحيم الذي جعلك تفكر وتقرأ وتتعلم هذه الأفكار لتكون قادر على أن تعيش حياتك الكريمة.

تعليق