إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وماذا بعد الإنتصار؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وماذا بعد الإنتصار؟



    وماذا بعد الإنتصار؟

    بقلم حسين وهدان

    هذه كلماتٌ ما فات أوانها ، لأن الحاجة إليها تتجدد مع كل موسمٍ قادمٍ لهذا الإغراق في قلب شجرة الأولويات في حياة الناس مع سبق الإصرار والترصد!.
    لقد أذهل العقلاء هذا السعي والحراك الساخن الذي ما نام منذ أيام بعد أن انتهت مباراة "اللعب" بين"مصر والجزائر" أولاً وعلى خط النهاية أخيراً مع "غانا" في "أنجولا"، تلك المشغلة التي استنزفت طاقاتٍ تم تسخيرها قصداً لهذه المهمة الغثائية والتي تبارى فيها نبتٌ جديدٌ على أرض العروبة جعل عقله ووجدانه كله تحت أقدام اللاعبين!.

    ما كنا نتوقع أبداً أن ينجح المجرورون بالإضافة إلى خارج أوطان الإسلام والذين حاولوا بكل طاقتهم نقل الصور العبثية نقلاً كربونياً إلى بلادنا!.

    وأسفر الواقع عن صورٍ جديدةٍ لم نكن نسمع عنها إلا في العواصم والمدن الكبرى في بعض أوطاننا الإسلامية وكان يقوم بها بعض المترفين بأعدادٍ قليلة أما اليوم فيرصد الواقع على عجبٍ هذه الجموع الشعبية من كل قرية ونجعٍ والتي يتم استنفارها عبر أجهزة الإعلام التي لا تنام، كأننا نجتاز فضاء المجد ولسنا في ساحة لعب!.. وعجت الساحات والبنايات بالصوت المدوِّي وزعقت الحناجر وارتفعت الأعلام وانطلقت ألسنة المفتونين بالتحليل والتفسير لرافعي رايات التقدم الجديد الذي سيتولد من بين الأقدام!.
    وخرج الناس من ديارهم أفواجاً في تجمعاتٍ غوغائيةٍ لا يجمعها رابطٌ إلا حب اللعب، في صورٍ زاحفةٍ منذ وقتٍ قليلٍ إلى أوطاننا عاصرناها في بلاد الغرب إبان تواجدنا هناك، وقد كنا ندهش ونعجب من هذا الهراء والخواء الذي تمارسه الشعوب الغربية في أمثال هذه المناسبات، فللقوم اهتمامٌ لا يحده الوصف أو التخيل عن ما ينعونه بالبطولات العالمية في اللعب، عاصرت في مدينة "سانتوس" بالبرازيل منذ أربعة أعوامٍ مضت كيف أن الشعب كله يوم المباراة يرتدي ملابس تشابه في ألوانها ألوان أقمصة اللاعبين وأن الجامعات تعطل والبنوك والهيئات والمدارس، وفي الشوارع تُرْفَعُ الأعلام على البنايات والأشجار والحافلات والسيارات بل ويرسمونه أحياناً على " الإسفلت" في الشوارع الواسعة، ويعم المدن سكون مطبق ساعة المباراة فلا تسمع في الطرقات إلا همساً، أما بعدها فتصفه صورة المحتفلين الجدد في أوطاننا بشكلٍ باهت، وعلى العموم فنحن لا نعيب على غيرنا أفعاله فمالنا وذلك! بل نصف بعض تفاصيل الصورة كما رأيناها بعجبٍ شديد، ولكن هداية القرآن تُذْهِبُ حيرة العقول؛ إن القوم ليسوا مسلمين ما لهم إلا اللعب والتمتع على أقصى مدى كما قال الله تعالى :{ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ*ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (الحجر 3،2) ، فهذه ثمرةٌ مُرَّةٌ من ثمار الخواء الروحي الموحش في بلاد الغرب والذي يشدخ الفواقر.
    ولم نكن نتوقع أننا قد بلغنا هذا المبلغ من التقليد الصِّرْفِ لغيرنا، مع أننا لسنا مثلهم في أسباب استغراقهم في التوافه ، لأن اللعب عندهم يأتي بعد الجد ونحن لسنا كذلك، وهم مستبسلون في معترك العمل طول الأسبوع ويحتاجون بطبيعة الأمر إلى ما يلين حدة هذا الإحتكاك بالتفرج والمتابعة لهذه المباريات بل والإغراق في مناحٍ أُخر تروم نفوسهم أخذ الحظ منها ، ثم إن حياتهم فارغةٌ من أي مضمونٍ روحيٍّ مُقنعٍ .. فهل أمتنا كذلك؟!.
    إن مصر المحروسة بعناية خالقها بلدٌ أمٌّ وإمامٌ ومعلمٌ في تصدير الأعراف ولها باعٌ لا يُبارَى في تحريك أمواج البشر من شعوب العرب إلى الوجهة التي ترومها، فهل ننتظر من بقية شعوبنا العربية أمثال هذه الصور كلما حرك اللاعبون أرجلهم؟!.
    وللإنصاف نقول : فلربما للحدث الجديد هزةٌ في النفوس ببشرى التفوق بعد الشعور العام بالإخفاق الجاثم في القلوب على شتى المناحي أو هو ردة فعلٍ عفويةٍ لأحداثٍ – خلت- لا نحب الخوض فيها إلا بالإحسان والإغضاء عن معكرات صفو الوداد بين الأشقاء.

    ولكن.. ماذا تغير فينا بعد هذا الإنتصار؟ هل توفرت السلع وزاد الخير على العباد وانتشرت البركات؟ هل توظف العاطلون؟ هل أخذ كل صاحب حقٍ حقه بلا تفصيل؟ لا بد وان نتعلم لماذا نفرح ، ومتى، وما هي طريقة التعبير.
    فكيف يبلغ في دُنياه غايَته مَنْ تَسْتوي عنده الظلماءُ والنورُ

    وهل غدا الواقع الكروي الذي كل إبداعاته هو اللعب معلم الوعظ والإصلاح في حياة الناس، فتراهم يتحدثون عن التزام الفريق الجماعي بالصلاة، وعن الإنضباط الأخلاقي والذي يتم اختيارهم على أساسه بل وإخراج سيئ الأخلاق من الفريق حتى وإن كان مجيداً، وعن روح الفريق والإنتماء وغير ذلك وهذا فيه خيرٌ كثير، لكنه لا يستحق كل هذا التضخيم لأن المجتمع زاخرٌ بملايين القدوات التي تجاهد في مجال الجد في المدرسة والجامعة والمشفى والمحكمة والمختبر والمصنع والمتجر، لا يعلم الصحافيون ولا الإعلاميون عنها شيئا ولا يراها ويكنه سرها إلا بارئها علام الغيوب.
    على الأمة أن تضع الأمور في نصابها وذلك من تمام الحكمة وإعمال العقل وأن لا تخلط الجد باللعب :

    ووضع الندى موضع السيف بالعلا مضرٌ كوضع السيف موضع الندى
    وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :{ احرص على ما ينفعك...}،
    وأرجو أن لا تنخدع الجمهرة الكاثرة الشغوفة باللعب وأخباره بما تتوهمه بأن كل من يرجو شيئاً من الحكمة وعدم المغالاة في الإنشغال بالتوافه إنما هو ميت الإحساس في حب الأوطان ..كلا ، وهل دفعنا إلى ذلك إلا حب الأوطان؟!.
    إن قيمة الوطن في قلوبنا تتبوأ أعلى المراقي ونرجوا له كل رفعة وتقدم ونهضة على شتى المجالات بفهمٍ عميقٍ وسلوكٍ رشيد، مع حفظ أقدار الأوطان من التقليد والذوبان لصالح الهوى أو الغثائية التي لا تفارق كثيراً من خلق الله في هذه الأيام.

    يرعاكم الرحمن..
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو بكر مح ـمد المصرى; الساعة 25-08-2010, 04:47 AM. سبب آخر: حذف حديث لا اصل لـه

  • #2
    رد: وماذا بعد الإنتصار؟

    سبحان الله
    الولع بالكورة فايروس خطير يصب في صالح الأعداء
    فأولها تشجيع ومن ثم تعصب للفريق معين ثم الإنفراد بالدفاع عن النادي الذي يشجعه فإنه يغضب لناديه أكثر من ما يغضب لدين ربه نعوذ بالله من ذلك
    أسأل الله أن يكرمك أخي الحبيب
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو بكر مح ـمد المصرى; الساعة 25-08-2010, 04:48 AM.
    د.ناصر العمر |
    إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

    تعليق

    يعمل...
    X