ما يبكى الرجال .... ؟؟؟
قررت أن أنفض الغبار عن أوراقى وعن قلمى الذى أصابه الخمول . لم يكن قلمى وحسب من يعانى الوهن ولكن أفكارى أيضا وكأنما حبست فى عقلى ولم يستطع قلمى الجريان بها على أوراقى . فخرجت من غرفتى بعد محاولة يائسه لتدليل أفكارى للخروج . جلست مع أبى بعدها نتابع الأخبار معا على شاشة التلفاز ... وأبى صامت على غير عادته لا يحدثنى ولا يشعر حتى بمجيئى . " أبى ... " فحول نظره نحوى بعينين تقاوم اظهار دموعها وتحبسها بشده . لا أعلم لماذا تذكرت أفكارى حينها ؟ طلب منى أبى بصوت يغوص فى حشرجته : " كوب ماء من فضلك بنيتى ... " فأدركت أنه يريد ابعادى عن مطاردة دموعه الحبيسه .
فذهبت مسرعه لاحضار كوب الماء . وعدت بسرعة يدفعها الفضول الذى يسبق خطواتى لمعرفة ما يبكى الرجال ؟ وأبى يتنبه دوما لما يدور بخلدى . فلم يجلس قبالتى .وأسررت الى نفسى بأن أبحث فى الجهة الأخرى ربما يأتينى الجواب من شاشة التلفاز التى يتابعها أبى . فركزت بعينى صقر على شاشة التلفاز متفحصة فيها حتى تفاصيلها الدقيقه . فشاهدت نعوش كثيرة وأناس يتسابقون ليشموا عبير أجساد الشهداء وأعلام كثيرة وأناس يهنئون آخرون بشهادة أبنائهم وبطريق الفردوس الذى فتح ليضم هؤلاء الرياحين والمكان مزدحم لاتدرى هل القوم يزاحمون الملائكه أم العكس ما حدث ؟؟؟
حادث أبى نفسه بصوت خفيض جاهدت لسماعه : " فازوا ... ولم نفز بعد " . فضبطت نفسى وقد تنحيت عن الجلوس فى مواجهة أبى ونزول دمعه قويه من احدى عينى قاومت لاخفائها ولكنها كانت أقوى من حدود عينى التى حاولت اغراقها بداخلها . فلم أدرى وقد علا صوتى : " نعم فازوا .. " " بشراكم اليوم " .
فالتفت أبى نحوى وتلاقت دمعتان تجريان يتلوهما سيل من دموع أخرى مخفاه . سألت أبى : " أبى كيف أفز معهم ؟ "
أخبرنى : " لا زلت تسألين !!! اذهبى وأخرجى حمامتك من قفصها وانزعى من منقارها غصن الزيتون "
" وماذا أضع بدلا منه ؟ " فأخبرنى بسرعه : " علقى بمنقارها علبة دواء كانت قد قتلتها رصاصه غادره فأفرغتها من محتواها ، كانت علبه تقبع ساكنه بين قريناتها تنتظر فم عليل ساقها الله تعالى اليه "
" واجعلى فى مخالبها عجله من كرسى لرجل معاق كانت قد قطعت أرجله وهو يقف فى وجه من يكتسحون منزله "
" وضعى على جناحيها طوبه كانت لمنزل صغير يحوى أطفالا عزل حرموا الأب وحرموا الأمان والمأوى من بعده "
فقمت مسرعه لأخرج حمامتى ... فلم أجدها . صحت : " أبى ... أين هى ؟ " فأشار أبى صامتا نحو التلفاز . ورأيتها تقف على حافة أسطول الحريه ، تحمل معها أكثر مما أخبرنى أبى ورأيتها مرفرفه ينتظرها أطفال ورجال ونساء . حمامتى سعيده وأنا فخوره بها . فجأه قبل أن تحط رحالها ، غدرت بها رصاصه عليها نجمه سداسيه تخرج لسانها لحمامتى ولمن ينتظرها ولى خصيصا . تسقط حمامتى فوق أحد النعوش .... فاقده كل ما كانت تحمل . حاملة معها عيون أطفال تشتهى الأمان ، وعيون ثكالى تشتهى الثأر، وعيون رجال تشتهى الحريه ، وأرواح شهداء تشتهى وطنا .
كل شئ حدث فى لحظات معدوده : ( أطفال ، شهداء ، عجزه ، أرامل ، وروح راشيل كورىRachel Couri ترفع باحدى يديها حمامتى وكأنها تتحدى أكذوبة تمثال الحريه فى بلدها .
فذهبت مسرعه لاحضار كوب الماء . وعدت بسرعة يدفعها الفضول الذى يسبق خطواتى لمعرفة ما يبكى الرجال ؟ وأبى يتنبه دوما لما يدور بخلدى . فلم يجلس قبالتى .وأسررت الى نفسى بأن أبحث فى الجهة الأخرى ربما يأتينى الجواب من شاشة التلفاز التى يتابعها أبى . فركزت بعينى صقر على شاشة التلفاز متفحصة فيها حتى تفاصيلها الدقيقه . فشاهدت نعوش كثيرة وأناس يتسابقون ليشموا عبير أجساد الشهداء وأعلام كثيرة وأناس يهنئون آخرون بشهادة أبنائهم وبطريق الفردوس الذى فتح ليضم هؤلاء الرياحين والمكان مزدحم لاتدرى هل القوم يزاحمون الملائكه أم العكس ما حدث ؟؟؟
حادث أبى نفسه بصوت خفيض جاهدت لسماعه : " فازوا ... ولم نفز بعد " . فضبطت نفسى وقد تنحيت عن الجلوس فى مواجهة أبى ونزول دمعه قويه من احدى عينى قاومت لاخفائها ولكنها كانت أقوى من حدود عينى التى حاولت اغراقها بداخلها . فلم أدرى وقد علا صوتى : " نعم فازوا .. " " بشراكم اليوم " .
فالتفت أبى نحوى وتلاقت دمعتان تجريان يتلوهما سيل من دموع أخرى مخفاه . سألت أبى : " أبى كيف أفز معهم ؟ "
أخبرنى : " لا زلت تسألين !!! اذهبى وأخرجى حمامتك من قفصها وانزعى من منقارها غصن الزيتون "
" وماذا أضع بدلا منه ؟ " فأخبرنى بسرعه : " علقى بمنقارها علبة دواء كانت قد قتلتها رصاصه غادره فأفرغتها من محتواها ، كانت علبه تقبع ساكنه بين قريناتها تنتظر فم عليل ساقها الله تعالى اليه "
" واجعلى فى مخالبها عجله من كرسى لرجل معاق كانت قد قطعت أرجله وهو يقف فى وجه من يكتسحون منزله "
" وضعى على جناحيها طوبه كانت لمنزل صغير يحوى أطفالا عزل حرموا الأب وحرموا الأمان والمأوى من بعده "
فقمت مسرعه لأخرج حمامتى ... فلم أجدها . صحت : " أبى ... أين هى ؟ " فأشار أبى صامتا نحو التلفاز . ورأيتها تقف على حافة أسطول الحريه ، تحمل معها أكثر مما أخبرنى أبى ورأيتها مرفرفه ينتظرها أطفال ورجال ونساء . حمامتى سعيده وأنا فخوره بها . فجأه قبل أن تحط رحالها ، غدرت بها رصاصه عليها نجمه سداسيه تخرج لسانها لحمامتى ولمن ينتظرها ولى خصيصا . تسقط حمامتى فوق أحد النعوش .... فاقده كل ما كانت تحمل . حاملة معها عيون أطفال تشتهى الأمان ، وعيون ثكالى تشتهى الثأر، وعيون رجال تشتهى الحريه ، وأرواح شهداء تشتهى وطنا .
كل شئ حدث فى لحظات معدوده : ( أطفال ، شهداء ، عجزه ، أرامل ، وروح راشيل كورىRachel Couri ترفع باحدى يديها حمامتى وكأنها تتحدى أكذوبة تمثال الحريه فى بلدها .
( تحيه الى كل من رأى وجه الحقيقه وقاوم )