عندما حاصر الصلبيون بلاد الاندلس في عهد محمد الفقيه ارسل الفقيه هذه القصيدة الي البطل ابو يوسف يعقوب الموحدي والتي قال فيها
[سر النجاة إلى النجاة مشمرا إن الهدى لهو النجاة لمن هدي
يا من يقول غدا أتوب و لا غد الديك علم أن تعيش إلي غد
لا تغترر بنسيئة الأجل الذي إن لم يحن لك نقده فكان قد
سفر عليك طويلة أيامه لم تستعد لطوله فاستعدد
اوما علمت بأنه لابد من زاد لكل مسافر فتزود
هذا الجهاد رئيس أعمال التقا خذ منه زادك لارتحالك تسعد
هذا الرباط بأرض أندلس فرح منه لما يرضى إلهك و اغتد
سودت وجهك بالمعاصي فالتمس وجها للقيا الله غير مسود
و امح الخطايا بالذنوب فربما محت الدموع خطيئة المتعمد
من ذا يتوب لربه من ذنبه أو يقتدي بنبيه أو يهتدي
من ذا يطهر نفسه بعزيمة مشحوذة في نصر دين محمد
أتعز من ارض العدو مدائن و الله في أقطارها لم يعبد
و تذل ارض المسلمين و تبتلى بمثلثين سطوا بكل موحد
كم جامع فيها أعيد كنيسة فاهلك أسى و لا تتجلد
القس و الناقوس فوق منارة و الخمر و الخنزير وسط المسجد
أسفا عليها أقفرت صلواتها من قانتين و راكعين و سجد
و تعوضت منهم بكل معاند مستكبر قد كان لم يتشهد
كم من أسير عندهم و أسيرة فكلاهما يبغى الفداء فما فدى
كم من عقيلة معشر معقولة فيهم تود لو أنها فدى ملحد
كم من وليد بينهم قد ود من والداه ودا انه لم يولد
كم من تقى فى السلاسل موثق يبكي لأخر فى القيود مقيد
وشهيد معترك توزعه الردى ما بين حدى ذابل و مهند
ضجت ملائكة السماء لحالهم و رثى لهم من قلبه كالجلمد
افلا تذوب قلوبكم اخواننا مما دهانا من ردى او من ردي
افلا تراعون الازمة بيننا من حرمة و تحبب و تودد
اكذا يعيث الروم فى اخوانكم و سيوفكم للثار لم تتقلدا
يا حسرتي لحمية الاسلام قد خمدت و كانت قبل ذا تتوقد
اين العزائم ما لها لا تقتضي هل يقطع الهندي غير مجرد
ابنى مرين انتم جيراننا و احق فى صرخة بهم ابتدى
فالجار كان يوصي به المصطفى جبريل حقا فى الصحيح المسند
ابنى مرين و القبائل كلها فى المغرب الادنى لنا و الابعد
كتب الجهاد عليكم فتبادرو منه الى الفرض الاحق الاوكد
و رضو باحدى الحسنيين و اقرضو حسنا تفوز بالحسان الخرد
هذي الجنان تفتحت ابوابها و الحور قاعدة لكم بالمرصد
هل من بايع من ربه من مشتر منه الحصول على النعيم السرمد
لله فى نصر الخليفة موعد صدق فثور لانتجاز الموعد
هذي الثغور بكم اليكم تشتكى شكوى العديم الى الغنى الاوجد
ما بال شمل المسلمين مبدد فيها و شمل الكفر غير مبدد
انتم جيوش الله ملئ فضائه تاسون للدين الغريب المفرد
ماذا اعتذاركم غدا لنبيكم و طريق هذا العذر غير ممهد
ان قال لما فرتم فى امتى وتركتموهم للعدو المعتدى
طالله لو ان العقوبة لم تخف لكفى الحياء من وجه ذاك السيد
اخواننا صلو عيه و سلمو و سلو الشفاعة منه يوم المشهد
و اسعو لنصرة دينه يسقيكم من حوضه فى الحشر اعذب مورد
وبعد ان وصلت هذه القصيدة الى ابو يوسف يعقوب الماريني قال (لبيك لا تخش اعتداء المعتدي ) ثم قاد الجيوش وقاتل الصلبين وقتل ملكهم زننة لعنه الله واهدي راسه لابن الاحمر فليت الشباب يعود يوما
المصدر تاريخ بن خلدون
[سر النجاة إلى النجاة مشمرا إن الهدى لهو النجاة لمن هدي
يا من يقول غدا أتوب و لا غد الديك علم أن تعيش إلي غد
لا تغترر بنسيئة الأجل الذي إن لم يحن لك نقده فكان قد
سفر عليك طويلة أيامه لم تستعد لطوله فاستعدد
اوما علمت بأنه لابد من زاد لكل مسافر فتزود
هذا الجهاد رئيس أعمال التقا خذ منه زادك لارتحالك تسعد
هذا الرباط بأرض أندلس فرح منه لما يرضى إلهك و اغتد
سودت وجهك بالمعاصي فالتمس وجها للقيا الله غير مسود
و امح الخطايا بالذنوب فربما محت الدموع خطيئة المتعمد
من ذا يتوب لربه من ذنبه أو يقتدي بنبيه أو يهتدي
من ذا يطهر نفسه بعزيمة مشحوذة في نصر دين محمد
أتعز من ارض العدو مدائن و الله في أقطارها لم يعبد
و تذل ارض المسلمين و تبتلى بمثلثين سطوا بكل موحد
كم جامع فيها أعيد كنيسة فاهلك أسى و لا تتجلد
القس و الناقوس فوق منارة و الخمر و الخنزير وسط المسجد
أسفا عليها أقفرت صلواتها من قانتين و راكعين و سجد
و تعوضت منهم بكل معاند مستكبر قد كان لم يتشهد
كم من أسير عندهم و أسيرة فكلاهما يبغى الفداء فما فدى
كم من عقيلة معشر معقولة فيهم تود لو أنها فدى ملحد
كم من وليد بينهم قد ود من والداه ودا انه لم يولد
كم من تقى فى السلاسل موثق يبكي لأخر فى القيود مقيد
وشهيد معترك توزعه الردى ما بين حدى ذابل و مهند
ضجت ملائكة السماء لحالهم و رثى لهم من قلبه كالجلمد
افلا تذوب قلوبكم اخواننا مما دهانا من ردى او من ردي
افلا تراعون الازمة بيننا من حرمة و تحبب و تودد
اكذا يعيث الروم فى اخوانكم و سيوفكم للثار لم تتقلدا
يا حسرتي لحمية الاسلام قد خمدت و كانت قبل ذا تتوقد
اين العزائم ما لها لا تقتضي هل يقطع الهندي غير مجرد
ابنى مرين انتم جيراننا و احق فى صرخة بهم ابتدى
فالجار كان يوصي به المصطفى جبريل حقا فى الصحيح المسند
ابنى مرين و القبائل كلها فى المغرب الادنى لنا و الابعد
كتب الجهاد عليكم فتبادرو منه الى الفرض الاحق الاوكد
و رضو باحدى الحسنيين و اقرضو حسنا تفوز بالحسان الخرد
هذي الجنان تفتحت ابوابها و الحور قاعدة لكم بالمرصد
هل من بايع من ربه من مشتر منه الحصول على النعيم السرمد
لله فى نصر الخليفة موعد صدق فثور لانتجاز الموعد
هذي الثغور بكم اليكم تشتكى شكوى العديم الى الغنى الاوجد
ما بال شمل المسلمين مبدد فيها و شمل الكفر غير مبدد
انتم جيوش الله ملئ فضائه تاسون للدين الغريب المفرد
ماذا اعتذاركم غدا لنبيكم و طريق هذا العذر غير ممهد
ان قال لما فرتم فى امتى وتركتموهم للعدو المعتدى
طالله لو ان العقوبة لم تخف لكفى الحياء من وجه ذاك السيد
اخواننا صلو عيه و سلمو و سلو الشفاعة منه يوم المشهد
و اسعو لنصرة دينه يسقيكم من حوضه فى الحشر اعذب مورد
وبعد ان وصلت هذه القصيدة الى ابو يوسف يعقوب الماريني قال (لبيك لا تخش اعتداء المعتدي ) ثم قاد الجيوش وقاتل الصلبين وقتل ملكهم زننة لعنه الله واهدي راسه لابن الاحمر فليت الشباب يعود يوما
المصدر تاريخ بن خلدون
تعليق