أخواني السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
((الشباب والصيف))
بمناسبة قرب إنتهاء موسم الامتحانات وبداية الصيف
والاجازة الصيفية اسمحوا لى بهذا الموضوع واتمنى من الله ان ينال اعجابكم وتقيمكم وان تشاركونى الرأئ
------------------
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا البيت لنا نعمة, و أن لا يكون علينا نقمة, و أن يعطينا من الخير كلّه ما علمنا منه و ما لم نعلم, و إن يعافينا من الشرّ كلّه علمنا منه و ما لم نعلم.
لعلّ أكبر مشكلة يعاني منها النّاس اليوم, و بخاصّة الشّباب, و بصورة أخصّ الطلبة المنتهين من الدّراسة و المقبلين على العطلة الصيفية هو الفراغ, الّذي هو في حقيقة الأمر نعمة عظيمة تستحقّ التقدير و الاستثمار لو نحن أحسنّا استغلاله, فهو فرصة لتجديد النشاط و الترويح عن النفس و شحذ الهمم, و قد حذّرنا النبيّ عليه الصّلاة و السّلام من هدر وقت الفراغ و عدم تقدير نعمته فقال:" نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس الصّحة و الفراغ ", و لكن الكثير من الشّباب و للأسف الشّديد لا يقدّر هاته النّعمة, و لا يعطيها قيمتها الحقيقية, و لا يستفيد منها, فتجده يضيّع أغلى ما يملك في حياته و هو وقته في أشياء تافهة لا هي نافعة له في دنياه و لا في آخرته, نتيجة جهله بخطورة ذلك على حياته, يقول العلامة ابن القيم رحمة الله عليه:" إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ".
إخوتنا ليسأل كل واحد منّا نفسه, كم صيف مضى و فات و لم نستفيد منه فرحل عنّا و كان شاهدا علينا, تسعون يوما يمكن للشاب أن يصبح فيها بطلا و أن يغيّر من نفسه من الحسن إلى الأحسن, أو يكون خائبا و لا يُنضر فيها لحاله. و اعلم أخي أنّك محاسب أمام الله يوم القيامة عن هاته النّعمة - نعمة الفراغ– هل شكرت الله تعالى عليها أم لا, و شُكر النّعمة يكون بتوظيفها في مرضات الله, فشُكر نعمة البصر مثلا يكون بعدم النظر إلى الحرام و يحدث هذا كثيرا في الشوارع و الأسواق, و في المنازل أمام شاشات التلفاز و حتّى في المدارس, و شُكر نعمة السمع أيضا يكون بعدم سماع الحرام كالغناء و ما شابهه من الكلام البذيء المُخل بالحياء, و شُكر نعمة النطق يكون بعدم استعمال اللسان في الكلام الفاحش كالغيبة و النميمة و السبّ و الشتم ولا يكتفي الشّاب بذلك بل عليه تجنب المجالس الّتي فيها مثل هذا الكلام و الابتعاد عنها لأن بسماع هذا الكلام و السكوت عليه
و عدم النهي عنه يؤثم الإنسان فالساكت عن الحق شيطان أخرص.
ثمّ اسمع قول الحبيب المصطفى عليه الصّلاة والسّلام وهو يتكلم عن قضية الوقت فيقول: " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه, و عن شبابه فيما أبلاه, و عن علمه ماذا عمل به, و عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ". ففي هذا الحديث أشار النبيّ عليه الصّلاة و السّلام إلى قيمة الشّباب, لأنها مرحلة القوة و العطاء, فهي كما عبّر عنها القرآن مرحلة القوة بين ضعفين يقول تعالى:?الله خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوة ثمّ جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة....?, فيجب علينا استغلالها فيما ينفعنا في ديننا و دنيانا و آخرتنا و ليكن شعارنا في ذلك قول النبيّ عليه الصّلاة و السّلام:"اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحّتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك".
و في القصص القرآني و سيرة السلف الصالح الكثير من أحداث الإصلاح و التّغيير الّتي أبطالها شباب, فهذه قصة أصحاب الكهف ? إنّهم فتية آمنوا بربهم ?, و هذه قصة إبراهيم الخليل عليه السّلام
? إنّا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ?. و قصة أصحاب الأخدود و الكل يعرف تفاصيلها, كان بطلها فتى, و هذا مصعب بن عمير رضي الله عنه يرسله النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إلى المدينة للقيام بمهمة يعجز عن القيام بها ملايين البشر, و هي التمهيد لقيام أعظم دولة على وجه الأرض و هو لا يزال في ريعان الشّباب, و هذا أسامة بن زيد يقود جيشا فيه كبار الصحابة من أمثال أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عمره 16سنة وقيل 18سنة, و حتّى لا يقول أحدنا ذاك جيل فريد, فها هو محمد الفاتح ينجح في مهمة عجز عنها عثمان بن عفان رضي الله عنه و هي فتح القسطنطينية و عمره 25 سنة, و هاهم شباب غزة يواجهون رابع أقوى جيش في العالم صابرين صامدين محتسبين ذلك كلّه لوجه الله تعالى. أليس في هذا كلّه رسالة لنا نحن الشّباب كي نحسن استغلال هاته المرحلة في كل عمل من شأنه أن يقرّبنا إلى الله أكثر فنفوز في الدنيا و الآخرة.
ومن أهمّ الأشياء الّتي يستطيع الشاب القيام بها في هاته المرحلة من عمره هي:
* حفظ القرآن الكريم: ليس معنى هذا أن يحفظ لشاب القرآن كله في فصل الصيف فهو أمر شاق و لو استطاع ذلك فليفعل, و لكن يكتفي بالشيء اليسير و يداوم عليه, فأفضل الأعمال إلى الله تعالى أدومها و إن قلّ, و قليل دائم خير من كثير منقطع.
* حفظ الحديث النبوي الشريف: فيختار الشاب من الأحاديث ما هو مرتبط بمعاني و قيم و صفات يحتاجها في مرحلة الشّباب ليتربّى عليها.
* مطالعة بعض الكتب المفيدة ككتب التفسير و السيرة النبوية, و كتب الفكر و الأخلاق, و كتب قصص الصالحين لما في ذلك من فوائد عظيمة
إخواني الشّباب الفرصة مازالت أمامكم فهاهو الصيف مقبل عليكم أحسنوا استغلاله قبل انتهائه و اكتنزوا من خيراته و حسناته و فضائله قبل أن تنادوا بأعلى أصواتكم هل من ساعة ننفقها في خير, فمن يدري لعلّه آخر صيف في حياتكم
و أخيرا نسأل الله تعالى لنا و لكم جميعا التوفيق و السّداد في هذا الصيف كي نكتب عند الله من الذين أحسنوا استغلاله و اسّتفادوا من لياليه و أيامه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
-----------
انتظر مشاركتكم
اعزرونى للإطالة عليكم
احبكم فى الله
abu-saad
بمناسبة قرب إنتهاء موسم الامتحانات وبداية الصيف
والاجازة الصيفية اسمحوا لى بهذا الموضوع واتمنى من الله ان ينال اعجابكم وتقيمكم وان تشاركونى الرأئ
------------------
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا البيت لنا نعمة, و أن لا يكون علينا نقمة, و أن يعطينا من الخير كلّه ما علمنا منه و ما لم نعلم, و إن يعافينا من الشرّ كلّه علمنا منه و ما لم نعلم.
لعلّ أكبر مشكلة يعاني منها النّاس اليوم, و بخاصّة الشّباب, و بصورة أخصّ الطلبة المنتهين من الدّراسة و المقبلين على العطلة الصيفية هو الفراغ, الّذي هو في حقيقة الأمر نعمة عظيمة تستحقّ التقدير و الاستثمار لو نحن أحسنّا استغلاله, فهو فرصة لتجديد النشاط و الترويح عن النفس و شحذ الهمم, و قد حذّرنا النبيّ عليه الصّلاة و السّلام من هدر وقت الفراغ و عدم تقدير نعمته فقال:" نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس الصّحة و الفراغ ", و لكن الكثير من الشّباب و للأسف الشّديد لا يقدّر هاته النّعمة, و لا يعطيها قيمتها الحقيقية, و لا يستفيد منها, فتجده يضيّع أغلى ما يملك في حياته و هو وقته في أشياء تافهة لا هي نافعة له في دنياه و لا في آخرته, نتيجة جهله بخطورة ذلك على حياته, يقول العلامة ابن القيم رحمة الله عليه:" إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ".
إخوتنا ليسأل كل واحد منّا نفسه, كم صيف مضى و فات و لم نستفيد منه فرحل عنّا و كان شاهدا علينا, تسعون يوما يمكن للشاب أن يصبح فيها بطلا و أن يغيّر من نفسه من الحسن إلى الأحسن, أو يكون خائبا و لا يُنضر فيها لحاله. و اعلم أخي أنّك محاسب أمام الله يوم القيامة عن هاته النّعمة - نعمة الفراغ– هل شكرت الله تعالى عليها أم لا, و شُكر النّعمة يكون بتوظيفها في مرضات الله, فشُكر نعمة البصر مثلا يكون بعدم النظر إلى الحرام و يحدث هذا كثيرا في الشوارع و الأسواق, و في المنازل أمام شاشات التلفاز و حتّى في المدارس, و شُكر نعمة السمع أيضا يكون بعدم سماع الحرام كالغناء و ما شابهه من الكلام البذيء المُخل بالحياء, و شُكر نعمة النطق يكون بعدم استعمال اللسان في الكلام الفاحش كالغيبة و النميمة و السبّ و الشتم ولا يكتفي الشّاب بذلك بل عليه تجنب المجالس الّتي فيها مثل هذا الكلام و الابتعاد عنها لأن بسماع هذا الكلام و السكوت عليه
و عدم النهي عنه يؤثم الإنسان فالساكت عن الحق شيطان أخرص.
ثمّ اسمع قول الحبيب المصطفى عليه الصّلاة والسّلام وهو يتكلم عن قضية الوقت فيقول: " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه, و عن شبابه فيما أبلاه, و عن علمه ماذا عمل به, و عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ". ففي هذا الحديث أشار النبيّ عليه الصّلاة و السّلام إلى قيمة الشّباب, لأنها مرحلة القوة و العطاء, فهي كما عبّر عنها القرآن مرحلة القوة بين ضعفين يقول تعالى:?الله خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوة ثمّ جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة....?, فيجب علينا استغلالها فيما ينفعنا في ديننا و دنيانا و آخرتنا و ليكن شعارنا في ذلك قول النبيّ عليه الصّلاة و السّلام:"اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحّتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك".
و في القصص القرآني و سيرة السلف الصالح الكثير من أحداث الإصلاح و التّغيير الّتي أبطالها شباب, فهذه قصة أصحاب الكهف ? إنّهم فتية آمنوا بربهم ?, و هذه قصة إبراهيم الخليل عليه السّلام
? إنّا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ?. و قصة أصحاب الأخدود و الكل يعرف تفاصيلها, كان بطلها فتى, و هذا مصعب بن عمير رضي الله عنه يرسله النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إلى المدينة للقيام بمهمة يعجز عن القيام بها ملايين البشر, و هي التمهيد لقيام أعظم دولة على وجه الأرض و هو لا يزال في ريعان الشّباب, و هذا أسامة بن زيد يقود جيشا فيه كبار الصحابة من أمثال أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عمره 16سنة وقيل 18سنة, و حتّى لا يقول أحدنا ذاك جيل فريد, فها هو محمد الفاتح ينجح في مهمة عجز عنها عثمان بن عفان رضي الله عنه و هي فتح القسطنطينية و عمره 25 سنة, و هاهم شباب غزة يواجهون رابع أقوى جيش في العالم صابرين صامدين محتسبين ذلك كلّه لوجه الله تعالى. أليس في هذا كلّه رسالة لنا نحن الشّباب كي نحسن استغلال هاته المرحلة في كل عمل من شأنه أن يقرّبنا إلى الله أكثر فنفوز في الدنيا و الآخرة.
ومن أهمّ الأشياء الّتي يستطيع الشاب القيام بها في هاته المرحلة من عمره هي:
* حفظ القرآن الكريم: ليس معنى هذا أن يحفظ لشاب القرآن كله في فصل الصيف فهو أمر شاق و لو استطاع ذلك فليفعل, و لكن يكتفي بالشيء اليسير و يداوم عليه, فأفضل الأعمال إلى الله تعالى أدومها و إن قلّ, و قليل دائم خير من كثير منقطع.
* حفظ الحديث النبوي الشريف: فيختار الشاب من الأحاديث ما هو مرتبط بمعاني و قيم و صفات يحتاجها في مرحلة الشّباب ليتربّى عليها.
* مطالعة بعض الكتب المفيدة ككتب التفسير و السيرة النبوية, و كتب الفكر و الأخلاق, و كتب قصص الصالحين لما في ذلك من فوائد عظيمة
إخواني الشّباب الفرصة مازالت أمامكم فهاهو الصيف مقبل عليكم أحسنوا استغلاله قبل انتهائه و اكتنزوا من خيراته و حسناته و فضائله قبل أن تنادوا بأعلى أصواتكم هل من ساعة ننفقها في خير, فمن يدري لعلّه آخر صيف في حياتكم
و أخيرا نسأل الله تعالى لنا و لكم جميعا التوفيق و السّداد في هذا الصيف كي نكتب عند الله من الذين أحسنوا استغلاله و اسّتفادوا من لياليه و أيامه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
-----------
انتظر مشاركتكم
اعزرونى للإطالة عليكم
احبكم فى الله
abu-saad
تعليق