إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إمام الحرم المكي: كرامة الأمة وإرادتها محاصرة الآن مع غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إمام الحرم المكي: كرامة الأمة وإرادتها محاصرة الآن مع غزة




    أكّد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، أنّ على العرب والمسلمين أنّ يعوا أن الحصار المفروض على غزة ليس حصارًا على أهل غزة فحسب؛ وإنما هو حصار على كرامة الأمة وإرادتها؛ وهو تحد لكل حر في العالم، واختبار لدعاة الحقوق وحماتها، هو فضح لكل الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بالإنسان وكرامته، هو صفعة لكل دولة حامية لذلك الكيان أو راعية لتلك الشراذم.

    وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام؛ أن فك الحصار عن أهل غزة فرض كفائي على الأمة، وأمانة في عنق كل حر شريف في هذا العالم، يجب ألا تدخر الأمة وسعًا في ذلك، وأن تستنفر كل قواها السياسية والاقتصادية لرفع الظلم وفك الحصار وإنهاء الاحتلال.

    واستعرض فضيلته جانبا من هذه المصيبة التي حلت بالأمة، قائلاً: لا يمكن لأحد أن يغفل عن مشهد الحصار في فلسطين والاحتلال المستمر والتحدي السافر للمبادئ والقوانين، ويأبى القتلة إلا أن يستمروا في القتل، ويومًا بعد يوم يؤكدون على أرض الواقع؛ ما وصفهم به القران بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فها هي سفائن الحرية المتجهة إلى غزة تُقابل بالأسر، وحاملي أمل الحياة في غزة تُسلب حياتهم، ويرون الأدوية في المراكب متناثرة وألعاب الأطفال مبعثرة، كأنما حرام على أهل غزة أن يتداووا، وجريمة أن يلعب أطفال غزة كما يلعب الصغار، وقد رأى العالم كله ما جرى.

    وأردف فضيلته : إنّ الرضا بهذه الحال؛ مُؤذن بعقوبة معجلة من الله، وإنّه لمؤشر على ضعف الإيمان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: [والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم]. إنّ قهر الشعوب واضطهاد الأمم وتوالي المظالم من أقصر الأحوال عمرًا، وأسرعها رجوعًا على الظالم، وقد خلت من قبل المثلات، ولنا في التاريخ عبر وآيات.

    وأشار فضيلته أن استمرار هذه الحال، مُذكية للعداء بين الشعوب، مُميتة لكل دعوة للسلم، مُفسدة لكل نشاط يبشر بحسن النوايا بين الأمم. لا يمكن الهناء بمنتجات الحضارة أو التنعم برفاهيتها وطبول الحرب تدق ودماء الأبرياء تُسفك، وأرضهم تُسلب وتنتهك، وشعوب الأرض تشعر بالتمييز والعنصرية. والقادرون من دول يعينون الظالم على ظلمه، ويدينون الذبيح وهو يتشحط في دمه. ومع هذا فلابد من وقفة نسجل فيها الشكر والتقدير لكل أحرار العالم، وشرفاء الشعوب من كل عرق، ممن انعتق من أسر الإعلام الصهيوني والتضليل العالمي؛ ليعلن رفضه للظلم وشجبه للاعتداء، ومطالبته بفك الحصار عن أهلنا في غزة. إنّ ذلك مما يبشر بالخير، ولعلها بداية لصحوة الشعوب المغيبة عن الظلم، الذي طال ليله وطال ويله واشتدت ظلمته.

    كما وجه فضيلته كلمة للفلسطينيين قال فيها: وعلى الإخوة في فلسطين أن يستزيدوا وسيلة نصرهم وكسب ثقة العالم في اجتماع كلمتهم، واتحاد صفهم بعد الصدق مع الله ربهم، وحدوا الصف واجمعوا الأمر واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.

    وأشار فضيلته في خطبة الجمعة إلى ما لفت نظره في المشهد العلمي اليوم، وقال: رغم وجود بقية من أهل العلم تترسم خطى الأسلاف وتعي ثقل التركة، إلا أنّ حمى علم الشريعة غدا مستباحًا في كثير من الأحيان، حتى دهمه الدهماء، واغتاله الغوغاء وتسارع للخوض فيه أنصاف المتعلمين وأرباعهم، واجترأ عليه من لم تمس يده مختصرًا فقهيًا أو شرحًا حديثيًا، ومن لم يسمع في حياته عن الأحكام التكليفية والوضعية ودلالات الألفاظ على الأحكام ومقاصد الشريعة وموارد الأحكام ومصادرها؛ حتى إنك لترى أحدهم يعتمد على حديث منسوخ ويستدل بأثر ضعيف، ويتكئ على شبهة أجاب عنها العلماء وأصبحت المسألة الشرعية ـ التي لو عرضت على أبي بكر لجمع لها أهل بدر ولو سئل عنها أئمة العلم لتدافعوها ـ أصبح كثير من المسائل العلمية فريسة لصحفي، أو عنوانًا جاذبًا لحوار فضائي، أو فكرة لرسام هزلي، وأصبح عرض كثير من أهل العلم وطلبته كلأ مباحًا، ومرتعًا خصبًا للهمز واللمز، واستمرأت هذا الأمر صحف ووسائل إعلام، حتى أصبح لا يُنكر، وصار يتصدى للعلماء وفتاواهم من لا حظَّ له في العلم، بل ولا حتى في الديانة.

    وأوضح فضيلته: أنه مع قناعتنا بأنه لا كهنوتية في الإسلام ولا معصوم إلا سيد الأنام، فإننا نعتقد في الوقت نفسه أن هذه سابقة خطيرة لا نعلم أن لها مثيلاً في عصور الإسلام السالفات. إنّ مسائل العلوم الشرعية يجب أنّ تُبحث حسب أصولها وبين أهلها الفقهين بها، وإن المتطفل على مسألة شرعية ليس لها أهل كالمقحم نفسه في مسألة طبية بجهل؛ بل إن علم الشريعة أشد خطرًا وأعظم أثرًا من علم الطب؛ إذ تصلح بهذا الأبدان وذلك تصلح به الأديان. وإذا تعين منع من لم يحسن التطبب من مداواة المرضى فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقه في الدين. قال الإمام بن حزم رحمه الله: "ولا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون". إننا في الوقت الذي نحتاج فيه إلى خالص ديننا، ويموت فيه كبار علماؤنا ويتفلت بعض أبناء المسلمين من أصول الدين فضلاً عن فروعه، إلا إننا نرى علماء الشريعة في أكثر ديار الإسلام قد تناوب على الحط من أقدارهم الأقزام وأصبح التنافس في التنقيص منهم مهنة تقام.

    وحذَّر فضيلته من الخلط والتخوض في دين الله وشريعته بلا ورع ولا خوف من الله رادع، وبث ذلك عبر وسائل إعلام وشبكات اتصال تروج الشاذ من الأقوال، وتفتي بالرخص حتى أحدثت عند الناس الاضطراب وأودت بهم في مسالك الانحراف، ومن يفسد على الناس دينهم أولى بالعقوبة والمنع ممن يفسد دنياهم، ولو كان كل قول معتبر ما استقام للناس دين ولا عقيدة، فإن لإبليس قول، ولفرعون مقالة، ولكل إنسان رأي وفهم إذا لم يضبط بالشرع فلا حد لضلاله . فقد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: "إنّ الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب مُنزل، أو وحي من السماء، ولو ردوا لأهوائهم فلكل واحد عقل، وكم من معجب برأيه لا يدري أنه إمام في ضلالة، عليه وزره ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وقد قال الله تعالى عن فرعون وملأه: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}.

    كما وجه فضيلته في خطبة الجمعة اليوم نصحًا عامًا لعلماء الأمة؛ قائلاً: يا أهل العلم استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدًا، فإن أخذتم يمينًا وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدًا {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون}. متسائلاً: أين الورع {إنّ الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}.

    وفي المدينة المنورة أكّد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أنّه لا ينال ما عند الله من الخير إلا بطاعته، ولا شر نازل إلا بمعصيته، قال الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليمًا}. مشيرا فضيلته إلى أن الشر والعقوبات في الدنيا والآخرة سببها الذنوب والمعاصي، قال الله تعالى: {ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}، وقال الرب في الحديث القدسي: [يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه].

    وأوضح فضيلته أنّ الله رَّغب عباده أشد الترغيب في فعل الخيرات وعمل الصالحات فقال عز وجل: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}. مضيفًا إلى أن الله سبحانه حذر عباده من معاصيه فقال عز وجل: {ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده ندخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين}.

    وأضاف فضيلته أنّ الله سبحانه وتعالى ورسوله أوقف عباده على عقوبات الذنوب والمعاصي في الدنيا والآخرة ليبتعدوا عنها، وعدم التهاون بها، وعدم الغرور بالإمهال حيث أن الذنب لا ينسى والديان حي لا يموت، وقص الله في كتابه القصص الحق عن القرون الخالية، كيف نزلت بهم عقوبات الذنوب وتجرعوا كؤوس الخسران والوبال، ولم تنفعهم الجموع والأولاد والأموال. موضحًا فضيلته أنّ سنة الله لا تحابي أحدًا، فالخلق كلهم عباد الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى: {أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر}.

    ومضى الشيخ الحذيفي قائلاً: إنّ العصيان قد كثر في أرض الله عز وجل، وتجرأ الكافر على ربه فسب الله جهرًا، وسب رسوله صلى الله عليه وسلم، وسب الدين، وتمردت البشرية على ربها، ولم يبق ذنب أهلك الله به الأمم الماضية إلا عُمل به في هذا الزمان، ولم ينج من ذلك إلا قلة من المؤمنين والمسلمين، قال الله تعالى: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقًا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ}.

    وبيَّن فضيلته أن واجب كل مؤمن بالله أن يُحذّر الناس من سوء أعمالهم، فقد انعقدت أسباب العقوبات ونزلت بالبشرية الكربات. موجهًا كلامه للمسلمين بأنهم إذا ما أوقفوا زحف الفساد في الأرض دفع الله عنهم العقوبات. مشددًا على أن إيقاف الفساد هو بالاستقامة على دين الإسلام، وترك مجاراة الكفار في تقاليدهم وأعمالهم، قال الله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله لذو فضل على العالمين}

  • #2
    رد: إمام الحرم المكي: كرامة الأمة وإرادتها محاصرة الآن مع غزة

    جزاكم الله خيراًًًًًًً
    ونفع الله بكم وجعلكم زخراًًًًًً للأمة الإسلامية
    نسألكم الدعاء
    اذكر الله ^_^


    تعليق


    • #3
      رد: إمام الحرم المكي: كرامة الأمة وإرادتها محاصرة الآن مع غزة

      باراك الله فيك
      والدال على الخير كفاعله
      اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك.
      لا يُصنع الأبطال إلا في مساجدناالفساح
      في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح

      شعب بغير عقيدةورق يذريه الرياح من خان حيَّ على الصلاةيخون حيَّ على الكفاح

      تعليق

      يعمل...
      X