الحمد لله رب العالمين، وَفَّقَ مَنْ شاء إلى سُبُل مرضاته. وعلَّم من شاء تعليمًا. وأدَّبَ مَن اختاره تأديبًا.
فله الحمد على ما مَنَّ علينا من النعم الجزيلة. والعطايا الكثيرة، لهُ الحمدُ كثيرًا كما أنعم كثيرًا. وله الشكر جزيلاً كما تفضّل علينا - جل جلاله -. وأنعم بكرةً وأصيلاً.
أحمد الله وأشكره، وأُثني عليه الخيرَ كلَّهُ.
وأشهدُ أن لا إله الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا.
أسألُ الله - جلَّ وعلا - أن يستعملني وإياكم فيما يُحِبُّ ويرضَى، وأن ييسر لنا جميعًا سُبُلَ الخير، وأن يُغْلِقَ عنا سُبُلَ الشرِّ. إنه - سبحانه - جواد كريم. من الوصايا الجليلة للاستفادة من الدروس العلمية لصالح ال الشيخ حفظه الله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }[الأحزاب70 – 71]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ }[فاطر:5]
بعض الناس مثل الذباب لا يقع إلا على الجرح. وهذه الجملة كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية نقلها الشيخ ابن سعدي في كتابه (طريق الوصول)، وهي: إن بعض الناس لا تراه إلا منتقدا دائما ينسى حسنات الطوائف والأجناس والأشخاص ويذكر مثالبهم فهو مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج
اخواني في الله
لن يسلم للعاقل عقله ، وللمرء دينه حتى يميز الخبيث من الطيب
وعلى هذا فلنعلم أن قول الله جل وعلا {قُلْ لاَ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثُ} [المائدة:100]، نهيٌ لنا أن نُعْجَب بالخبيث، نهي لنا أن نعجب بالكثير إذا لم يكن طيبا، فالله جل وعلا أمر ونهى بأن نكون طيّبين في أقوالنا وأعمالنا وذواتنا وأموالنا، ونهانا أن نَّكون من الخبيثين في أقوالنا وفي أعمالنا وفي ذواتنا وفي أموالنا.
قال صالح ال الشيخ حفظه الله :فانظر -رحمك الله- هل يستوي الذي طاب لسانه وطاب قِيله وقوله؟ فهو لا يقول إلا القول الطيب، إذا حضرت مجلسه وجدته طيبا مطيبا إنما يذكر القول الحسن الذي فيه إرشاد للخير أو الذي فيه صلة أو الذي فيه إصلاح بين الناس، {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114]، من الناس من أقوالُه طيبة ؛ طيب في لسانه، لا ينطق إلا بكلام طيِّب حسن يُسَرُّ به سامعه ويقرِّبه إلى مولاه ويباعده من نَزَغَات الشياطين، فهل يستوي من طاب لسانه مع ذلك الرجل الآخر -أو مع تلك المرأة الأخرى- الذي إذا تكلم -أعني الرجل- فإنما يتكلم بخبيث من القول؛ في غيبة أو بنميمة، أو بتفريق بين الناس، أو بنقل القالة فيما بينهم ليوغر صدر فلان من إخوانه المسلمين على الآخر، إذا تكلم فإنما يتكلم بالخبيث؛ يرشد إلى منكر أو يحبب إلى خبيث،{هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [هود:24]، لا يستوي اللسان الطيب واللسان الخبيث، ولو قلّ كلام من لسانه الطيب وهو أزكى عند الله جل وعلا، وإن ظنه الناس في عِيِّ من القوم وعدم إفصاح وإنما ينطق بالحق وبما يقرّبه إلى ربه جل وعلا، قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ في وصيته له «وكُفَّ عليْك هذا» قال: يا رسول الله أو إنا مؤاخذون بما نقول؟ قال «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ».
أيضا أيها المؤمنون: لا يستوي ذو الطيّب من الأعمال؛ ذو الطيب من الأفعال وذاك ذو خُبْث في الأعمال وذو خبث في الأفعال.
بعض الناس إذا رأى الأكثرين تسارعوا في الخبيث من الأقوال والخبيث من الأعمال،يقول الناس كلهم كذلك، فيحمله ذلك الظن على ألا يكون طيبا في قوله وفي عمله وفعله، وهذا من مداخل الشيطان على القلوب، وربّك جلّ وعلا يقول{قُلْ لاَ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثُ} [المائدة:100] اهـ.
من خطبة لايستوي الطيب والخبيث لصالح ال الشيخ حفظه الله
والصدق في الأقوال والعدل في الأحكام عند الحديث أو الحكم على الأفراد والجماعات من أصول الديانة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }[التوبة:119].
فصديقك من صَدَقك لا من صدَّقك
وقد أكرم الله عباده المتقين بأن جعل لهم مدخل صدق ومخرج صدق، وقدم صدق ، ومقعد صدق.
فهل يطمع في هذه المراتب لسان كذوب ، وقلب حقود.
لن تسلم الصدور ، ولن تطمئن القلوب ، وسوء الظن هو الغالب، والثقة بين المؤمنين مفقودة
تعريف سوء الظن من موسوعة ) نضرة النعيم (هو : اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمِلُ الأمرين معاً .
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : "إياكم والظنَّ، فإن الظن أكذبُ الحديث. ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تنافسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا. وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذُله ولا يحقِره. التقوى ههنا -ويشير إلى صدره- بِحَسْبِ امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام. دمه وعرضُه ومالُهُ. إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". رواه الشيخان عن أبي هريرة _رضي الله عنه_.
أليس هذا الحديث مما يبدأ به السلفي طلبه للعلم وهو في الاربعين النووية وشروحاته متعددة ومبسطة شرحه جمع من العلماء الربانيين في هذا العصر وقبله ,والله عجيب ان تذكر به الشاب السلفي ...ومن شاب في السلفية.
قال الإمام ابن حجر: سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة وقال: وهذه الكبائر مما يجب على المكلف معرفتها ليعالج زوالها لأن من كان في قلبه مرض منها لم يلق الله _ والعياذ بالله _ بقلب سليم، وهذه الكبائر يذم العبد عليها أعظم مما يذم على الزنا والسرقة وشرب الخمر ونحوها من كبائر البدن؛ وذلك لعظم مفسدتها، وسوء أثرها ودوامه إذ إن آثار هذه الكبائر ونحوها تدوم بحيث تصير حالاً وهيئة راسخة في القلب، بخلاف آثار معاصي الجوارح فإنها سريعة الزوال، تزول بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية،
قال ابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى: متى خطر لك خاطر سوء على مسلم : فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير , فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه عنك , وإذا تحققت هفوة مسلم , فانصحه في السر. وقال ايضا:
فليس لك أن تظن بالمسلم شراً , إلا إذا انكشف أمراً لا يحتمل التأويل , فإن أخبرك بذلك عدل , فمال قلبك إلى تصديقه , كنت معذوراً لأنك لو كذبته كنت قد أسأت الظن بالمخبر فلا ينبغي أن تحسن الظن بواحد وتسيئه بآخر , بل ينبغي أن تبحث هل بينهم عداوة أو حسد ,فتتطرق التهمة حينئذ بسبب ذلك .
ويقول الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله سوء الظن فيه تفصيل على النحو التالي :
اولا سوء الظن بالله تعالى كفر، قال تعالى: { يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ } [ سورة آل عمران : الآية 154 ]
وقال تعالى { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [ سورة الفتح : الآية 6 ]
ثانيا سوء الظن بالمؤمنين والأبرياء وهذا لا يجوز، لأنه ظلم للمؤمن والمطلوب من المسلم حسن الظن بأخيه المسلم، وسوء الظن بالمسلم يسبب البغضاء بين المسلمين.
ثالثا سوء الظن بأهل الشر والفساد وهذا مطلوب؛ لأنه يسبب الابتعاد عنهم وبغضهم.
وقال ايضا في جواب على سؤال :
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم التنزيل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }[الحجرات: 12]فهل يعني قوله : { اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات: 12] يعني أن الإنسان يظن بأخيه المسلم ظنًّا وهو لا يعلم هل صدر منه ذلك الأمر أم لا فيقول إن الله لم ينه عن الظن كله مثلما نهى عن الزنى حيث قال ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى ) [الإسراء:32]لم يقل بعض الزنى فهل هذا يعني أن الظن إلزام على كل الناس؟
نص الإجابة الظن المنهي عنه هنا هو مجرد التهمة التي لا دليل عليها كمن يتهم غيره بالفواحش ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك ونهيه سبحانه عن كثير من الظن من أجل أن يتثبت الإنسان ولا يندفع مع الظنون من غير تثبت لئلا يقع في الظن الذي فيه الإثم ولم ينه عن كل الظن؛ لأن من الظن ما يجب اتباعه والأخذ به فإن أكثر الأحكام الشرعية مبنية على غلبة الظن كدلالة القياس ودلالة العموم والظن المنهي عنه كأن يظن بأهل الخير سوءًا فأما أهل السوء والفسوق فلنا أن نظن بهم شرًّا حسبما يظهر منهم.اهـ
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال في نهاية المبتدئ: حسن الظن بأهل الدين حسن , ظاهر هذا أنه لا يجب , ظاهره أيضا أن حسن الظن بأهل الشر ليس بحسن , فظاهره لا يحرم , وظاهر قوله عليه السلام { إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث } أن استمراء ظن السوء وتحقيقه لا يجوز , وأوله بعض العلماء على الحكم في الشرع بظن مجرد بلا دليل وليس بمتجه .
وروى الترمذي عن سفيان : الظن الذي يأثم به ما تكلم به , فإن لم يتكلم لم يأثم .
وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين , ثم قال
: وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به , وذكر قبل ذلك قول القاضي أبي يعلى : إن الظن منه محظور وهو سوء الظن بالله , والواجب حسن الظن بالله عز وجل , وكذلك سوء الظن بالمسلم الذي ظاهره العدالة محظور , وظن مأمور به كشهادة العدل , وتحري القبلة , وتقويم المتلفات , وأرش الجنايات , والظن المباح كمن شك في صلاته إن شاء عمل بظنه وإن شاء باليقين .
وروى أبو هريرة مرفوعا { إذا ظننتم فلا تحققوا } وهذا من الظن الذي يعرض في قلب الإنسان في أخيه فيما يوجب الريبة فلا ينبغي أن يحققه الظن المندوب إليه إحسان الظن بالأخ المسلم انتهى كلام القاضي .
ذكر البغويأن المراد بالآية سوء الظن ثم ذكر قول سفيان , وذكر القرطبي ما ذكره المهدوي عن أكثر العلماءأن ظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز وإنه لا حرج بظن القبيح بمن ظاهره قبيح .
وقال ابن هبيرة الوزير الحنبلي :لا يحل والله أن يحسن الظن بمن ترفض ولا بمن يخالف الشرع في حال .
وقال البخاري في صحيحه ( باب ما يكون من الظن ) ثم روي عن [ ص: 46 ] عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا } وفي لفظ" ديننا الذي نحن عليه " قال الليث بن سعد : كانا رجلين من المنافقين .
وقال أيضا في باب حسن الظن : ثم روي من رواية شتير ولم يرو عنه غير محمد بن واسع عن أبي هريرة قال نصر بن علي : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { حسن الظن من حسن العبادة } وكذا رواه أحمد ثم روى أبو داود[ ص: 47 ] خبر صفية الذي في الصحيحين أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تزوره وهو معتكف وأن رجلين من الأنصار رأياهما فأسرعا فقال النبي : { على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا } .
قال ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس قال عمر بن الخطاب : رضي الله عنه لا يحل لامرئ مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءا وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجا . وقال أيضا :لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه .
وقال أبو مسلم الخولاني : اتقوا ظن المؤمن فإن الله جعل الحق على لسانه وقلبه , وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم { إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه } وسئل بعض العرب عن العقل فقال : الإصابة بالظنون ومعرفة ما لم يكن بما كان وقال علي بن أبي طالب : رضي الله عنه : لله در ابن عباس إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق قال الشاعر :
وأبغي صواب الظن أعلم أنه إذا طاش ظن المرء طاشت معاذره
وقال ابن عباس :الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل
وقال المتنبي :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
اذا السلف الصالح قد نأوا بأنفسهم عن هذا الخلق الذميم، فتراهم يلتمسون الأعذار للمسلمين، حتى قال بعضهم: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعل له عذرًا لا أعرفه... وقد قال العلماء: أن كل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه، وسوء طويته؛ فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه..، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً..
فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه , والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه .كماجاء في الحديث " المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم".[ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي، والحاكم، وهو في "السلسلة الصحيحة")935 ]
وأورد الإمام الألباني - رحمه الله - عقب تخريج الحديث السابق كلام أبي جعفر الطحاوي - رحمه الله -: "(الغِرُّ) في كلام العرب هو: الذي لا غائلة و لا باطن له يخالف ظاهره، ومن كان هذا سبيله أمن المسلمون من لسانه و يده، و هي صفة المؤمنين، و(الفاجر) ظاهره خلاف باطنه؛ لأن باطنه هو ما يكره، و ظاهره مخالف لذلك، كالمنافق الذي يظهر شيئاً غير مكروه منه، و هو الإسلام الذي يحمده أهله عليه، و يبطن خلافه وهو الكفر الذي يذمه المسلمون عليه" اهـ.
قال فى لسان العرب:
وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ.
يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ قلت: كما كان عليه الصلاة والسلام اذن خير.
وقال ابن الأثير فى النهاية:
والخبُّ بالفتح: الخدَّاعُ، وهو الجُزْبُرُ الذي يسعى بين الناس بالفَسَاد.
ثم أعقب الألباني – رحمه الله - هذا الحديث بحديث رقم (936) في "الصحيحة" عن ابن عمر مرفوعاً: "المؤمنون هيِّنون ليِّنون مثل الجمل الألف، الذي إن قيد انقاد، و إن سيق انساق، و إن أنخته على صخرة استناخ".
اذن المؤمن يُحسن الظَّن أولا، ثم إذا بدا من أحد بادرةُ سوء كان منه على حذر , ولكننا نجد أقواما جعلوا الأصل عندهم هو الاتهام، والأصل في الاتهام الإدانة، خلافا لما قررته القواعد أن المتهم بريء مادام لا دليل على إدانته .
فالاصل في المسلم العدالة والاستقامة، مالم يظهر فسقاً وعصياناً أو بدعة في دينه[ بدعة ظاهرة بينة بواحٌ وليس فيما يسوغ فيه الاجتهاد] , فإذا لم يظهر المسلم فساد أو معصية فسوء الظن به حرام كما سبق.
.. ثم ان المحسن الظن بإخوانه، الذي يلتمس لهم المعاذير في اقوالهم وافعالهم، ويحملها على أحسن المحامل يعيش في راحة بال، واطمئنان نفس، والعكس صحيح، فان المسئ الظن بالناس يعيش في شؤم وتعاسة وان أظهر خلاف ذلك .وتجد مرضى القلوب بذلك الداء دائما يسارعون إلى سوء الظن والاتهام لأدنى سبب، فلا يلتمسون المعاذير للآخرين، بل همهم البحث عن العيوب، والظفر بالأخطاء ...حتى قبل العلماء, ويجعلون من الخطأ خطيئة .
ولو رجعوا إلى القرآن والسنة لوجدوا فيهما ما يغرس في نفس المسلم حسن الظن بعباد الله، فإذا وجد عيبا ستره ليستره الله في الدنيا والآخرة، وإذا وجد حسنة أظهرها وأذاعها، ولا تنسيه سيئة رآها في مسلم حسناته الأخرى، ما يعلم منها وما لا يعلم والعمل على تصحيح أقواله وافعاله بقدر الإمكان , وقد كان بعض السلف يقول: إنّي لألتمس لأخي المعاذير ثم أقول: لعلّ له عذرا آخر لا أعرفه!
وإذا كان هناك قول أو فعل يحتمل وجهين: وجه خير وهداية، ووجه شر, رجحوا احتمال الشر على احتمال الخير، خلافا لما أثر عن علماء الأمة من أن الأصل حمل حال المسلم على الصلاح...فما بالكم بالسلفي النقي .
وإذا رأى الإنسان من أخيه ما يستنكره فعليه أن يتأوله ـ ما وجد له في الخير مذهباً ـ.
وإذا لم يجد باباً من التأويل ولا ما يدفع سوء الظن فليبادر إلى مواجهة المظنون به، وليفاتحه بما ينسب إليه، فإما أن يعترف ويستمرئ ما هو عليه، وبذلك يسلم من إثم الظن، لأن الظن لا يتحول إلى يقين فيكون ما ظنه حقاً فلا تكون التهمة خالية من الدليل؛ وإما أن يحدث توبة ويستأنف حياة نظيفة فيكون ذلك من أعظم الخير الذي أسداه إليه؛ وإما أن تظهر براءته، ويكون الظن قائماً على غير أساس, فأسئ الظن بنفسك وأحسن الظن بالمؤمنين، واستكشف مواطن الخلل والنقص في ذاتك فـ«طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» وإذا لم تستطع دفع سوء الظن على قلبك بأحد من اخوانك السلفيين فابحث له عن صفات الخير التي فيه وذكر نفسك بها وتفقد سمات الصلاح التي به والزم فكرك إياها، وإذا عرفت سقطة مسلم فانصحه في السِّر ولا تبادر إلى اغتيابه وإذا وعظته فلا تعظه وأنت مسرور بإطلاعك على عيبه، بل ينبغي أن يكون قصدك استخلاصه من الإثم وتكون محزوناً كما تحزن على نفسك إذا دخل عليك ذنب.
وعلى السلفي دائما أن يحاسب نفسه دائماً ويبتعد بها عن مواطن الثرثرة والنميمة وذكر عيوب الناس فإنها بيئة ينبت فيها سوء الظن ويتمكن من القلب ويألفه كما قال الشيخ المتفنن صالح ال الشيخ حفظه الله في شريط نصائح عامة:
...لهذا انشراح الصدر بالباطل يأتي بالباطل حتى يغشاه العبد.خذ مثلا الغيبة كلنا يعلم أن الغيبة حرام، وهي كبيرة من الكبائر، فلا يزال العبد يستسهل بها حتى يكون حديثه غيبة، ينشرح صدره لهذا النوع من أنواع الباطل حتى يعاقب بأن لا ينفك عنه.
كذلك خذ فضول الكلام فضول اللسان، فإن الصدر والقلب ينشرحان لهذا النوع من الباطل بأن يدخل في كلام لا يسوغ، كلام فيه تعدي، فيه نيل من الأعراض، أو قول فيه مقالة سوء وظن سوء إلى آخره مما نهى الله جل وعلا عنه من موبقات اللسان ومن آفات اللسان فينشرح صدر العبد بذلك حتى يكون همه ذلك.
خذ مثلا أيضا من فضول المقال ما يكون من البعض من أنه يأتي عنده أصحاب وإن كانوا أصحاب خير وهدى، فيدخلون في كلام يعلم هو أنه لا يجوز لكن رعاية لصحبتهم يدخل معهم في ذلك المقال، إما فيه نيل من أهل العلم، أو فيه نيل من المسلمين، أو فيه ظن سوء أو فيه اتباع لغير سبيل المؤمنين من البدع والمحدثات، ونحو ذلك، فيظل يجامل -كما يقال- ويجامل و يجامل حتى ينشرح صدره بالباطل.
والواجب على العبد أن يسعى ألا ينشرح صدره بالباطل، وكيف ينشرح الصدر بالباطل؟ بأن يتساهل شيئا فشيئا، فإذا تساهل [أحدث].
كذلك في المقابل في الجهة الأخرى انشراح الصدر بالحق، قال جل وعلا {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ} [الزمر:22]، إنّ انشراح الصدر بالإسلام بأوامر الإسلام يكون أوّل الدرجات منه بقبوله وبمحبته حتى ولو لم يعمله العبد، فإنّ العباد قد لا يعملون بكل ما أُمروا به؛ لكن الواجب عليهم أن تنشرح صدورهم للحق، تنشرح صدورهم لأمر الله جل وعلا؛ فإنّ هذا يُعقبهم خيرا، وإن العبد يهم بالحسنة فلا يعملها فتكتب له حسنة، وهذا من رحمة الله جل وعلا بالعبد؛ لكن انشراح الصدر بالحق انشراح الصدر بأنواع الهدى بأمور الإسلام، هذا يسبّب لك أنواع من القرب للخير، فأمور الإسلام وشعب الإسلام كثيرة متنوعة، فإذا شرح الله صدرك للإسلام، فإنك تقبل على روضات وجنات، قال سبحانه{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام:125].
إذن فانشراح الصدر بالباطل هذا وسيلة إلى غشيان الباطل، فالواجب على العبد أن يحاسب نفسه وأن لا يجد من نفسه انشراحا لنوع من أنواع الباطل، وإنه لو تساهل فإنه يكون هو الذي جنى على نفسه.كذلك إذا رأى العبد نوعا من أنواع الخير فأول الدرجات أن ينشرح صدره لذلك الخير لما جاء من أمر الله وأمر رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحب ذلك ويحب من عمل به حتى ولو لم يعمل به، فإن انشراح الصدر بذلك وعدم حرج الصدر مما أنزل الله جل وعلا فإنه نوع من أنواع العبادة وسبب من أسباب الهدى والفلاح.اهـ
يغلب على البعض من الناس اليوم خلق ذميم ربما ظنوه نوعاً من الفطنة وضرباً من النباهة وإنما هو غاية الشؤم بل قد يصل به الحال إلى أن يعيب على من لم يتصف بخلقه ويعده من السذاجة وما علم المسكين أن إحسان الظن بالآخرين مما دعا إليه ديننا الحنيف فالشخص السيئ يظن بالناس السوء ، ويبحث عن عيوبهم ، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار ، ويظن بهم الخير . قال تعالى :" وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا " ( سورة النجم : 28 ) وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف ، فإن هذا عين الكذب " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " [ أخرجه البخاري ومسلم ، الترمذي 2072 ] وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )[ سورة الحجرات : 12 ] وروى الترمذي عن سفيان : الظن الذي يأثم به ما تكلم به ، فإن لم يتكلم لم يأثم . وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين ثم قال : وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به . وحكى القرطبي عن أكثر العلماء : أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز ، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً ". وقال ابن سيرين رحمه الله : " إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا ، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرا لا أعرفه ". وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده فقال للشافعي : قوى الله ضعفك ، قال الشافعي : لو قوى ضعفي لقتلني ، قال : والله ما أردت إلا الخير . فقال الإمام : أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير . فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير . وكان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول : " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك ". وعن الفضيل بن عياض عن سليمان عن خيثمة قال قال عبدالله " والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى "
[كتاب حسن الظن بالله - الجزء 1 صفحة 96]. إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين . عن أبي هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم (( حسن الظن من حسن العبادة )) [ رواه الحاكم وأبو داود وأحمد في مسنده ] اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك . رزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان
و ان من ثمرات سوء الظن ايضا التجسس
( وهذا يوصل إلى هتك ستر المسلم ).
بخلاف حسن الظن فانه يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والاخوة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل القلوب غلاًّ ولا حقدًا , وقد أوجب الاسلام على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه المسلمين، فلا يحل لأحد منهم أن يتهم غيره بفحش أو ينسب إليه الفجور أو يسند إليه الإخلال بالواجب أو النقص في الدين أو المروءة، أو أي فعل من شأنه أن ينقص من قدره أو يحط من مكانته، بل قد أمر الله بالتثبت؛ ونهى عن تصديق الوهم والأخذ بالحدس والظن والتعليل بالتحليل، فقال: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء:36]
أسباب سوء الظن:
إن أهم أسباب سوء الظن هي ما يفعله الشيطان من تسويل وتحريش في قلب المسلم فيدفعه إلى سوء ظنه، مع وجود جبن وضعف في نفس سيء الظن إذ تذعن نفسه لكل فكر فاسد يدخل في وهمه ، كذلك فإن العجب بالنفس والفرح بزينتها من أهم أسبابه، قال بعض الصالحين: «ويلكم عبيد السوء ترون القذى في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم»، إنّ من يستعظم نفسه وعمله ويرى في ذاته ومناهجه الكمال ويرى نفسه فوق الآخرين يستفزّه أن يسبقه أخوه إلى عمل خير أو أن يسمع الناس يمتدحون منافسه، كذلك فإن لخبث الباطن وسوء الطوية أثر كبير في إنبات سوء الظن، فإنّ من تعوّد على الحيلة والمكر والخديعة يتصوّر الآخرين كذلك ومن كانت كلماته سلسلة من الأكاذيب لا يستطيع أن يرى غير الكذب في كلمات الآخرين، كذلك فإن أحكام التعميم منبتة لسوء الظن, فقد يصطدم المرء بحقيقة مرّة يكتشفها فجأة في صديق، أو عالم، أو عامل فيفقد ثقته بكل الناس وحتى العلماء ، إن ذلك يعد من أكبر السقطات ومن أكبر عوامل سوء الظن... فتدبر.
الأسباب المعينه على حسن الظن :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً )
1 _ الدعاء . 2_ إنزال التفس منزل الخير . 3: حمل الكلام على أحسن المحامل . 4_ إلتماس الأعذار للآخرين ، . وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده فقال للشافعي : قوى الله ضعفك ، قال الشافعي : لو قوى ضعفي لقتلني ، قال : والله ما أردت إلا الخير . فقال الإمام : أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير . 5 : تجنب الحكم على النيـات (( وهـذه مهمة جداً لأن النيات محلها القلب ولا يعلمها إلا الله عز وجل ))
6: إستحضار آفات سوء الظن وعدم تزكية النفس لأن من نتائج سوء الظنر أنه يحمل صاحبه على إتهام الآخرين ، مع عدم إحسان الظن بنفسـه ، وهو نوع من تزكية النفس التى نهى الله عنهـا فى كتابه {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [32: النجم ] وأنكر سبحانه علـى اليهود هـذا المسلك :﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾(النساء: 49)
هذا ما استطعت جمعه لكم في سوء الظن ولأهمية الموضوع ولأنه نرى كل يوم اثار سوء الظن بالمسلمين وحتى بخاصتهم أي السلفيين بل ورأينا حتى سوء الظن بالعلماء وطلبة العلم رأينا كتابته فإن أحسنت فمن الله وحده لا شريك له وإن أسأت فمن نفسي والشيطان ..
واخيرا اختم بهذه النصيحة الغالية لمن القى السمع وهو شهيد للشيخ الواعظ الصدوق ولا نزكيه على الله سلطان العيد حفظه الله حيث قال وهو يذكرنا بواجبنا اتجاه السلفية :
• ومما يُضعفُ الدعوة السلفية : انصرافُ بعض أتباعها عن العلم والتعليم، وحفظ المتون وتدارس السُّنن، إلى القيل والقال؛ الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فيكتفي بعضهم بالانتساب إلى السلفية دون تعلُّمٍ وتفقهٍ في منهج السلف وعلومهم. ويزدادُ الأمرُ سوءًا إذا تصدَّر هؤلاء العوام في أمر دعوي سلفي؛ فيفسدون من حيث يريدون الإصلاح. وأهل السنة - بحمد الله- الرياسة عندهم في الدين: لأهل العلم الناصحين؛ كما ورد في الحديث:«..حتى إذا لم يبقَ عالمٌ ؛ اتـَّخذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا»
• ونصيحتي لمن رزقه الله علماً من إخواننا السلفيين : أن يبذُلَ علمه في المساجد ودور التعليم وغيرها، وأن يجلس لتعليم الناس أمر دينهم، وتبصيرهم في المنهج السلفي.اهـ
اللهم أصلح نياتنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا واجعلنا ممن يحسنون الظن بك وبالمؤمنين ..
وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح اللهم توفنا غير مفتونين ولا فتانين وارضى عنا يارب العالمين ..اللهم امين
(منقول)
تعليق