إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي

    كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي

    <b>
    قال عبد الرحمن ابن الجوزي -رحمه الله - وهو على المنبر في آخر حياته:
    «
    كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يديّ مائة ألف ،
    وأسلم على يديّ عشرون ألف يهودي ونصراني
    »
    «ذيل طبقات الحنابلة» ( 1/410 ) .

    ويقول أيضاً :
    « ولو قلتُ : إني قد طالعتُ عشرين ألف مجلد كان أكثر ، وأنا بعد في الطلب


    كان رحمه الله يعرف شرف وقته ، ويستعيذ من صحبة البطالين ، قال رحمه الله :

    ( أعوذ بالله من صحبة الباطلين !
    لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة ، ويسمون ذلك التردد خدمة ، ويطلبون الجلوس ويجرون فيه أحاديث الناس وما لا يعني وما يتخلله غيبة !
    وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس ، وربما طلبه الـمَزورُ ، وتشوق إليه ، واستوحش من الوحدة ، وخصوصاً في أيام التهاني والأعياد ، فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض ، ولا يقتصرون على الهناء والسلام ، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان .

    فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء ، والواجب انتهابه بفعل الخير ؛ كرهت ذلك ، وبقيت معهم بين أمرين :
    1- إن أنكرت عليهم ؛ وقعت وحشة ؛ لموضع قطع المألوف .
    2- وإن تقبلته منهم ؛ ضاع الزمان .


    فصرت أدافع اللقاء جهدي ، فإذا غُلِبْتُ ؛ قَصَرْتُ في الكلام ؛ لأتعجل الفراق .

    ثم أعددت أعمالاً تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم ؛ لئلا يمضي الزمان فارغاً ، فجعلتُ من المُسْتَعَدِّ للقائهم : قطع الكاغد ، وبري الأقلام ، وحزم الدفاتر ، فإن هذه الأشياء لا بد منها ، ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب ، فأرصدتُها لأوقات زيارتهم ؛ لئلا يضيع شيء من وقتي .

    نسأل الله عز وجل أن يُعَرِّفَنا شرف أوقات العمر ، وأن يوفقنا لاغتنامه .

    ولقد شاهدتُ خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة : فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله ؛ فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس ، وكم تمر به من آفة ومنكر ! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج ! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحوادث من السلاطين والغلاء والرخص . . . إلى غير ذلك .

    فعلمتُ أن الله تعالى لم يُطْلِع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك .

    " وما يلقّاها إلاّ ذو حظ عظيم " [ فصلت :35 ] ) .

    [ صيد الخاطر : 384-386 ، ط. عامر ياسين ] .


    ابن الجوزي يحاسب نفسه !
    قال رحمه الله في صيد الخاطر :
    تفكرت في نفسي يومًا تفكر محقق، فحاسبتها قبل أن تحاسب، ووزنتها قبل أن توزن، فرأيت اللطف الرباني: فمنذ الطفولة وإلى الآن أرى لطفًا بعد لطف، وسترًا على قبيح، وعفوًا عما يوجب عقوبة، وما أرى لذلك شكرًا إلا باللسان!
    ولقد تفكرت في خطايا، لو عوقبت ببعضها؛ لهلكت سريعًا، ولو كشف للناس بعضها، لاستحييت.
    ولا يعتقد معتقد عند سماع هذا أنها من كبائر الذنوب، حتى يظن في ما يظن في الفساق؛ بل هي ذنوب قبيحة في حق مثلي، وقعت بتأويلات فاسدة فصرت إذا دعوت، أقول: اللهم! بحمدك وسترك علي اغفر لي!
    ثم طالبت نفسي بالشكر على ذلك؛ فما وجدته كما ينبغي. ثم أنا أتقاضى القدر مراداتي، ولا أتقاضى نفسي بصبر على مكروه، ولا بشكر على نعمة.
    فأخذت أنوح على تقصيري في شكر المنعم، وكوني أتلذذ بإيراد العلم من غير تحقيق عمل به.
    أف لنفسي! وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم، وما عبق بها فضيلة، إن نوطرت، شمخت، وإن نوصحت؛ تعجرفت، وإن لاحت الدنيا؛ طارت إليها طيران الرخم، وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف، فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتى توقر في المخالطة عيوبًا تبلي، ولا تحتشم نظر الحق إليها، وإن انكسر لها غرض؛ تضجرت، إن أمدت بالنعم؛ اشتغلت عن المنعم!!
    أفٍ والله مني، اليوم على وجه الأرض، وغدًا تحتها! والله، إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب!
    والله، إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني، كيف يسترني، وأنا أتهتك،
    ويجمعني وأنا أتشتت؟! وغدًا يقال: مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي، ما دفنوني.
    والله، لأنادين على نفسي نداء المكشفين معايب الأعداء، ولأنوحن نوح الشاكلين للأبناء، إذ لا نائح لي ينوح علي لهذه المصائب المكتومة، والخلال المغطاة، التي قد سترها من خبرها، وغطاها من علمها.
    والله، ما أجد لنفسي خلة أستحسن أن أقول متوسلًا بها: اللهم! اغفر لي كذا بكذا.
    فوا حسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضا! وا حرماني لمقامات الرجال والفطناء! يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، وشماتة العدو بي! وا خيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي! وا خذلاني عند إقامة الحجة! سخر -والله- مني الشيطان، وأنا الفطن!!
    اللهم، توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار، وقد جئتك بعد الخمسين، وأنا من خلق1 المتاع، وأبى العلم إلا أن يأخذ بيدي إلى معدن الكرم، وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم؛ فوالله ما عصيتك جاهلًا بمقدار نعمك، ولا ناسيًا لما أسلفت من كرمك، فاغفر لي سالف فعلي.
    </b>

  • #2
    رد: كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي

    تعليق


    • #3
      رد: كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي

      رحم الله الامام العالم العامل
      ابن الجوزي
      والله هكذا يكون الرجاااال ذوي الهمم
      جعلنا الله ممن يسير علي دربهم
      ويحافظون علي اوقاتهم
      ويحملون هم وهمة كالجباااااال
      ....
      جزاك الله خيرا حبيبي في الله
      وبارك الله فيك
      ونفع بك
      ااامين
      ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )




      تعليق


      • #4
        رد: كتبتُ بإصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي

        جزاااك الله خيرا اخي الحبيب
        وبارك الله فيك
        إن الفناء على كل كائن مكتوب
        و من ظن غير ذلك فهو واهم
        إن كل شئ بلسان حاله يقول
        ليس غير الله دائم




        تعليق

        يعمل...
        X