بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
اعلم أخي في الله أنه يوجد شرطين لقبول العمل – بعد شرط الإسلام - الأول هو إخلاص النية لله تعالى ، و الثاني هو إتباع منهج النبي عليه الصلاة و السلام في أداء العمل ، و على ذلك فإن من أدى عملا ً أتـّـبع فيه النبي عليه الصلاة و السلام و لكنه لم يكن مخلصاً فيه لله تعالى فإن الله لا يقبله منه ، لأن الله لا يقبل عمل منافق ، و أيضا ً من أخلص النية لله في عمله و لكنه لم يتبع النبي فيه فإن الله لا يقبله منه ، لأن الله لا يقبل عمل مبتدع .
و تذكر قوله عليه الصلاة و السلام " إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى " و قوله " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
و اعلم ان للإخلاص علامات و للإتباع شروط ، فيما يلي بيانها ..
أولاً : علامات الإخلاص :-
· إخفاء العمل : اعلم أخي في الله أن كل عمل ظاهر للناس قليل النفع في الآخرة ، إذ كيف يخلص القلب و العيون تنظر ، و ينبغي للعاقل أن يكتم حسناته أكثر مما يكتم سيئاته ، إذ ان الله يحب العبد التقي النقي الخفي ، و قديما ًَ قالوا :
ليس الخفاء بعار على ذي كمال ... فليلة القدر تخفى و تلك خير الليالي
فعليك أخي المسلم ان تكون ممن يعرفون في أهل السماء و لا يعرفون في أهل الأرض و لاحظ أن الإستئناس بالناس من علامات الإفلاس إذ أن الأنس بالله نور ساطع و الأنس بغيره سيف قاطع
· إتهام النفس بالتقصير : إياك ان تغتر بعبادتك و تذكر أن الفاروق عمر بن الخطاب قد ذهب إلى حذيفة بن اليمان و قال له " استحلفك بالله أسمّـاني لك رسول الله في المنافقين " و قال الإمام مالك بن دينار " إذا ذكر الصالحون فأف لي و تف " ... فأين أنت من هؤلاء ؟
· أن يستوي عندك مدح الناس و ذمهم : فطالما أنك على الحق فلا تأبه لأمر الناس و ليكن همك إرضاء الله و لو سخط عليك الناس جميعا فلن يضرك سخط العبيد طالما رضى عنك رب العبيد و عليك أن تزهد في مدح الناس إذ ان الوحيد الذي ينفع مدحه لك و يضرك ذمه هو الله فلا تغتر بمدح الناس لك فإنهم ينظرون إلى ظاهرك بينما ينظر الله إلى باطنك
ثانيا ً: شروط الإتباع :-
· أن يكون العمل موافقا ً للشريعة في سببه : فلو فعل الشخص عبادة لسبب لم يجعله الله و رسوله سببا ً للعبادة فلن يقبل العمل منه كأن يصلي ركعتين كلما دخل بيته فعلى الرغم من ان الصلاة أصلها مشروع لكنها صارت مردودة على صاحبها لما قرنها بسبب لم يشرعه الله و رسوله
· أن يكون العمل موافقا ً للشريعة في جنسه : فلو تعبد الشخص لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبوله كأن يضحي بفرس مثلا ً أو حصان فعلى الرغم من مشروعية الأضحية لكنها صارت مردودة لما ضحى بما هو غير بهيمة الأنعام كذلك لو توضأ الشخص بعصير البرتقال مثلا ً فعلى الرغم من مشروعية الوضوء لكنه صار مردوداً لما توضأ بغير الماء
· أن يكون العمل موافقا ً للشريعة في القدر ( الكمية ) : فلو تعبد الشخص بقدر زائد على الشريعة لم يقبل منه فلا يجوز في الوضوء غسل العضو أربع مرات كما انه لن تقبل صلاة المغرب أذا أداها أربع ركعات متعمدا ً
· أن يكون العمل موافقا ً للشريعة في الكيفية ( الطريقة ) : فلو تعبد الشخص لله بعمل خالف الشريعة في كيفيته فإنه لن يقبل منه كأن يسجد في الصلاة قبل أن يركع أو بدون أن يركع أو ان يتوضأ مبتدءاً بالقدم ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه فإن كل ذلك مردود عليه
· أن يكون العمل موافقا ً للشريعة في الزمان : فلو صلى العبد الصلاة قبل دخول وقتها أو ضحى قبل أن يصلي صلاة العيد أو أخر العبادة عن وقتها بلا عذر كأن صلى الفجر بعد طلوع الشمس فكل ماسبق من أعمال مردود على صاحبه لأنه قد خالف فية شرع الله و رسوله
· أن يكون العمل موافقا ً للشريعة في المكان : كأن يعتكف في مدرسة أو في بيت فإن اعتكافه لا يصح لأن الاعتكاف محله المساجد أو ان يسعى بين جبلين غير الصفا و المروة فهذا يكون مردودا عليه لأنه عمل عملاً ليس عليه أمر الله و رسوله
و الخلاصة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقا ً للشريعة في أمور ستة : ( سببه ، جنسه ، قدره ، كيفيته ، زمانه ، مكانه )
و أخيرا ً ... احذر أخي في الله من ان تأتي يوم القيامة بالعمل الكثير ثم تفاجأ أنك ممن قال فيهم الله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} (23) سورة الفرقان و لتعلم أن أسهل توضيح لمعنى شهادتك أن لا إله إلا الله هو أن تعبد الله وحده مخلصا ً له الدين بدون أن ترائي الناس .. و أن أسهل توضيح لمعنى شهادتك أن محمد رسول الله هو أن تتبعه في عبادته لله بلا زيادة أو ابتداع.. رزقنا الله و إياكم الإخلاص و الاتباع
و أخيرا ً ... احذر أخي في الله من ان تأتي يوم القيامة بالعمل الكثير ثم تفاجأ أنك ممن قال فيهم الله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} (23) سورة الفرقان و لتعلم أن أسهل توضيح لمعنى شهادتك أن لا إله إلا الله هو أن تعبد الله وحده مخلصا ً له الدين بدون أن ترائي الناس .. و أن أسهل توضيح لمعنى شهادتك أن محمد رسول الله هو أن تتبعه في عبادته لله بلا زيادة أو ابتداع.. رزقنا الله و إياكم الإخلاص و الاتباع
و في ختام الكلام
أوصيكم و نفسي بتقوى الله
و أحثكم على الطاعة
و أحذركم من المعصية
أقبلوا على كتاب الله
إقرأوه و تدارسوه و احفظوا ما استطعتم من آياته و اعملوا به
تفوزوا بخيري الدنيا و الآخرة
و اعلموا أن لله عليكم حق
و لكم عليه حق
فاعملوا بما له عليكم
تفوزوا بما لكم عليه
و السلام عليكم و رحمة الله
تعليق