الحمد لله رب البريات خالق الأرض والسماوات القائل فى محكم الآيات
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
وصلاة وسلاماً على أشرف المرسلين وأحب الخلق إلى الخالق ، أحمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين وسلم القائل (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب؛ لدخلتموه). قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: (فمن) ...
أما بعد ...
لا ريب أن ما يخطط له أعداء الله من يهود ونصارى وملاحدة و .. و.. معلوم ومعروف منذ
قديم الأزل ... فالحرب بين الحق والباطل قائمة حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً .. لكن ما
يُدمى القلب ويُحزنه أن يظهر من بني جلدتنا ما لم يكن فى حسباننا منهم ... فنرى بعض الناس
ممن ينتسبون إلى الإسلام يتأولون على الله ورسوله ويشككون فى كتاب الله ويبدلون آية
مكان آية ويقولون إن قرآن يحتاج إلى إعادة ترتيب وتجميع !! ... ومنهم من يصرخ بأعلى
صوته فى قناة خبيثة يدعى فيها العلم والحكمة فيطعن فى السلفية ومناهجهم وأنهم متطرفون
ومتشددون !! .. ومنهم من ينادى بكل خبث ومكر ويقول يجب أن نجلس ونتفق على حلول
وسط فى اختلافاتنا حول الأغانى أو البدع أو حول التقريب بين السنة والشيعة !! ... وكل ذلك
نعرفه ونعهده منذ بدء المد السلفي بفضل الله ... لكن ما يندى له الجبين وتقشعر له القلوب
والأبدان أن نجد من صفوفناً من ينتقصون منا ! ... وهذا ما عجبتُ له شخصياً ... أن أرى من
أهل السلفية من يزيدون من لهيب النار فى القلوب ... دخلت مرة فى إحدى المواقع فوجدت
موضوعاً ينتقص من قدر الشيخ أبو إسحاق الحوينى ووجدت أعضائه يأكلون من لحم الشيخ
أكل الضباع وللأسف هم ينتسبون للسلفية ( أو هكذا ظنوا )( ... يقول جل وعلا ( الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي
أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5} وَعْدَ اللَّهِ لَا
يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6} .. سورة الروم ، نزلت هذه الآيات فى الحرب
بين أعتى قوتين على ظهر الأرض آنذاك .. وهما الفرس والروم ... وكان المسلمون وقتها
يتعاطفون مع الروم على الفرس لأنهم من أهل الكتاب وهم أقرب مودة من الفرس ... لذلك
حزن المسلمون لما غُلبت الروم ... فأنزل الله البشرى للمؤمنين المسلمين بقوله فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} ... فقرن الله نصر الروم ( دول أهل كتاب لكنهم غير مسلمين ) بفرح
المؤمنين المسلمين ... لأن المسلمين كانوا يتعاطفون معهم ويتمنون نصرهم على الفرس ...
فلماذا ننتقص نحن من قدر من علمونا الدين ونقلل من شأنهم وهم فى أشد الحاجة لنا لا شك
فى هذه الأوقات بعد ظهور الإسلام بصورته الصحيحة والإقبال الشديد عليه - بفضل الله - ؟؟
... لماذا وهم أصحاب عقيدة سلفية نقية لا تشوبها شائبة ؟؟ ... حتى وإن كانوا مخطئين فهم
ليسوا بشر وهم من سليمي العقيدة ... اليوم إذا وقع خلاف بينى وبين أخى فسأناقشه فيه
وأتكلم معه ... لكن عندما يهجم علينا من هم على غير ملتى يجب أن أتعاطف مع أخى وأقف
بجانبه وألتمس له أعذاراً وإن قدمت له نصحاً حول خلافنا أقدمه فى الخفاء وليس أمام
مهاجمينا ... ولكم استعان النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلم فى هجرته ... فقد استعان
بعبد الله بن أريقط فى الهجرة ... ولم يكن مسلماً ... لأن الموقف الذى فيه الإسلام والمسلمين
لا يحتمل التدقيق والبحث فى كل كبيرة وصغيرة ... لأن الموقف أعظم بكثير ... وهذا لا
يضرب عندنا عقيدة الولاء والبراء أبداً ... بل هو من الأخذ بالأسباب ... إذن أن عقيدة الولاء
والبراء ترتكز في أن يطلب العبد ما عند الله دون غيره وأن يوالى من يوال الله وأن يتبرأ ممن
تبرأ منه الله ... وليس معنى أنى أتبرأ من عقيدة فلان من الناس أنى لا أعامله ولا أحادثه ..
فكيف ينتشر الإسلام إذن ؟؟؟ .. وعلى سبيل المثال ... سيدنا يوسف عليه السلام ... لما قال
للرجل الساقى اذكرنى عند ربك هل معنى ذلك أن يوسف عليه السلام استنجد بغير الله ؟؟ .. لا
والله .. لكنه أخذ بالأسباب فحسب ... يقول جل وعلا حكاية عن قصة يوسف ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ
أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ{42} ..
سورة يوسف ... ولا ننس أن ركن النبي الحامي من البشر كان عمه أبو طالب ... ولم يكن
مسلماً ولكم حزن النبي على فراقه لأنه مات غير مسلماً ... وأنزل الله قرآاناً يُتلى ليعزي النبي
صلى الله عليه وسلم ... {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56 ... أى أنك لن تهتدى من أحببت هدايته ولكن الله يهدى من يشاء ...
فلماذا نضيق الخناق على أنفسنا ... ونحن فى ذروة الحرب ونقول لا أنا لن أعامل فلان المسلم
لأنه أخطأ فى كذا وكذا ... والكارثة العظمى أن أشهر به ... فلقد رأيت فى إحدى المواقع أحد
الناس كتب موضوعاً يقدح فيه فى الأستاذ / محمود حسان ... وتوالت الردود من بين مؤيد
ومعارض ... وأعجب ممن يؤيد ويقول نعم لقد كان فى نفسى شيء من أخطاء هذا الرجل
المتتالية ؟!!! ... وليته يترك الكلام عن العلم الشرعى ويتكلم فى الأمور الإدارية ... أى علم
تكلم فيه الأستاذ محمود ؟؟ .. الرجل لم يظهر فى القناة إلا خمس مرات بالكثير منذ أن افتتحت
ولما يظهر فيها يُعطى ورقة لأنه يهاب الظهور أمام الكاميرات ... ومنهم من يقول أنه فضح
القناة ووصمها بالعار لما ظهر مع خالد الجندى !!! ... ما هذا الهراء ؟؟ ... نعم لعله يكون
أخطأ لما ظهر مع خالد الجندى لكنه لم يكفر ولم يبدل دينه حتى نقول أنه استنجد بغير الله
وانقلب بعد أول تمحيص للقناة ... فبدلاً من أن تتكاتف الصفوف أمام أعدائنا من اليهود ...
أصبحنا نعيب بعضنا وننتقص من بعضنا ... الآن يا قوم ؟! .... الآن تقولون هذا الكلام ...
دخلتُ موقع الأستاذ مصطفى حسنى منذ فترة فوجدت فيه موضوعاً فيه يتضامن الأعضاء مع
قناة الرحمة وإدارتها ومشاهديها ... عجبتُ جداً لما رأيت هذا الموضوع ... إذ كيف يتكاتفون
مع قناة ظهر فيها ردود من العيار الثقيل على أستاذهم الذى يحبونه ويقدرونه ... ولكننى لما
راجعت نفسى علمت أنهم يعلمون أن الرحمة كانت منارة للحق ... ويتمنون أن تظل كذلك ...
فلماذا نتراجع نحن ونحن الذين نهتف دائماً بالنصح اللطيف والمعاملة الطيبة والحكمة والدليل
الشرعى ؟؟ ... لماذا ننظر إلى عيوب غيرنا ونرى أنفسنا من كوكب آخر أو نرى أنفسنا من
الصحابة ؟؟ ... ولماذا لا نترك خلافاتنا البسيطة ونتغاضى عن أخطائنا الممكن إلمامها فى وقت
آخر مادمنا نتفق على إله وعلى كتاب وعلى سنة وعلى نبي ؟؟؟ ... لماذا الآن يا قوم نعيب
أنفسنا ونقلل من جهودنا ؟؟؟ .. لماذا لا نتكاتف معاً لصد العدوان الخارجى ولما ننهيه نجلس
جلسة أخوية ونحن نحتسى القهوة ونراجع خلافاتنا وإن أخطأ أحدنا يصوبه الآخر ؟؟؟ ...
لماذا لا نقتدى بابن محجن لما خرج لجهاد الأعداء فى الوقت الذى ينتظر فيه محاكمة تعطيه
الخمر ؟؟ ... لماذا لا نقتدى برسول الله فى جهادنا مع أعدائنا كما اقتدينا به فى هجرتنا ؟؟ ...
لماذا الآن يا قوم ؟؟؟ ....
ختاماً :: أنا كتبت هذا الموضوع لكي يهدأ بالى ويرتاح فؤادى الذى احترق اليوم لما رأيت ما رأيته فى مواقع عديدة تطعن فى السلفية وأهلها سواء من شيعة أو نصارى أو من بعض السلفية ... ولا أقصد بهذا الموضوع إلا تنبيه إخوانى وأحبائى فى الله من الخوض فى أعراض المسلمين المعروف عنهم العقيدة السليمة ... وما قصدت من هذا الموضوع إلا وجه الله ولا انتصاراً لنفس ولا انقياداً لشهوة ... والله من وراء القصد
كتبه / أبو حمزة
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
وصلاة وسلاماً على أشرف المرسلين وأحب الخلق إلى الخالق ، أحمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين وسلم القائل (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب؛ لدخلتموه). قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: (فمن) ...
أما بعد ...
لا ريب أن ما يخطط له أعداء الله من يهود ونصارى وملاحدة و .. و.. معلوم ومعروف منذ
قديم الأزل ... فالحرب بين الحق والباطل قائمة حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً .. لكن ما
يُدمى القلب ويُحزنه أن يظهر من بني جلدتنا ما لم يكن فى حسباننا منهم ... فنرى بعض الناس
ممن ينتسبون إلى الإسلام يتأولون على الله ورسوله ويشككون فى كتاب الله ويبدلون آية
مكان آية ويقولون إن قرآن يحتاج إلى إعادة ترتيب وتجميع !! ... ومنهم من يصرخ بأعلى
صوته فى قناة خبيثة يدعى فيها العلم والحكمة فيطعن فى السلفية ومناهجهم وأنهم متطرفون
ومتشددون !! .. ومنهم من ينادى بكل خبث ومكر ويقول يجب أن نجلس ونتفق على حلول
وسط فى اختلافاتنا حول الأغانى أو البدع أو حول التقريب بين السنة والشيعة !! ... وكل ذلك
نعرفه ونعهده منذ بدء المد السلفي بفضل الله ... لكن ما يندى له الجبين وتقشعر له القلوب
والأبدان أن نجد من صفوفناً من ينتقصون منا ! ... وهذا ما عجبتُ له شخصياً ... أن أرى من
أهل السلفية من يزيدون من لهيب النار فى القلوب ... دخلت مرة فى إحدى المواقع فوجدت
موضوعاً ينتقص من قدر الشيخ أبو إسحاق الحوينى ووجدت أعضائه يأكلون من لحم الشيخ
أكل الضباع وللأسف هم ينتسبون للسلفية ( أو هكذا ظنوا )( ... يقول جل وعلا ( الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي
أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5} وَعْدَ اللَّهِ لَا
يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6} .. سورة الروم ، نزلت هذه الآيات فى الحرب
بين أعتى قوتين على ظهر الأرض آنذاك .. وهما الفرس والروم ... وكان المسلمون وقتها
يتعاطفون مع الروم على الفرس لأنهم من أهل الكتاب وهم أقرب مودة من الفرس ... لذلك
حزن المسلمون لما غُلبت الروم ... فأنزل الله البشرى للمؤمنين المسلمين بقوله فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} ... فقرن الله نصر الروم ( دول أهل كتاب لكنهم غير مسلمين ) بفرح
المؤمنين المسلمين ... لأن المسلمين كانوا يتعاطفون معهم ويتمنون نصرهم على الفرس ...
فلماذا ننتقص نحن من قدر من علمونا الدين ونقلل من شأنهم وهم فى أشد الحاجة لنا لا شك
فى هذه الأوقات بعد ظهور الإسلام بصورته الصحيحة والإقبال الشديد عليه - بفضل الله - ؟؟
... لماذا وهم أصحاب عقيدة سلفية نقية لا تشوبها شائبة ؟؟ ... حتى وإن كانوا مخطئين فهم
ليسوا بشر وهم من سليمي العقيدة ... اليوم إذا وقع خلاف بينى وبين أخى فسأناقشه فيه
وأتكلم معه ... لكن عندما يهجم علينا من هم على غير ملتى يجب أن أتعاطف مع أخى وأقف
بجانبه وألتمس له أعذاراً وإن قدمت له نصحاً حول خلافنا أقدمه فى الخفاء وليس أمام
مهاجمينا ... ولكم استعان النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلم فى هجرته ... فقد استعان
بعبد الله بن أريقط فى الهجرة ... ولم يكن مسلماً ... لأن الموقف الذى فيه الإسلام والمسلمين
لا يحتمل التدقيق والبحث فى كل كبيرة وصغيرة ... لأن الموقف أعظم بكثير ... وهذا لا
يضرب عندنا عقيدة الولاء والبراء أبداً ... بل هو من الأخذ بالأسباب ... إذن أن عقيدة الولاء
والبراء ترتكز في أن يطلب العبد ما عند الله دون غيره وأن يوالى من يوال الله وأن يتبرأ ممن
تبرأ منه الله ... وليس معنى أنى أتبرأ من عقيدة فلان من الناس أنى لا أعامله ولا أحادثه ..
فكيف ينتشر الإسلام إذن ؟؟؟ .. وعلى سبيل المثال ... سيدنا يوسف عليه السلام ... لما قال
للرجل الساقى اذكرنى عند ربك هل معنى ذلك أن يوسف عليه السلام استنجد بغير الله ؟؟ .. لا
والله .. لكنه أخذ بالأسباب فحسب ... يقول جل وعلا حكاية عن قصة يوسف ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ
أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ{42} ..
سورة يوسف ... ولا ننس أن ركن النبي الحامي من البشر كان عمه أبو طالب ... ولم يكن
مسلماً ولكم حزن النبي على فراقه لأنه مات غير مسلماً ... وأنزل الله قرآاناً يُتلى ليعزي النبي
صلى الله عليه وسلم ... {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56 ... أى أنك لن تهتدى من أحببت هدايته ولكن الله يهدى من يشاء ...
فلماذا نضيق الخناق على أنفسنا ... ونحن فى ذروة الحرب ونقول لا أنا لن أعامل فلان المسلم
لأنه أخطأ فى كذا وكذا ... والكارثة العظمى أن أشهر به ... فلقد رأيت فى إحدى المواقع أحد
الناس كتب موضوعاً يقدح فيه فى الأستاذ / محمود حسان ... وتوالت الردود من بين مؤيد
ومعارض ... وأعجب ممن يؤيد ويقول نعم لقد كان فى نفسى شيء من أخطاء هذا الرجل
المتتالية ؟!!! ... وليته يترك الكلام عن العلم الشرعى ويتكلم فى الأمور الإدارية ... أى علم
تكلم فيه الأستاذ محمود ؟؟ .. الرجل لم يظهر فى القناة إلا خمس مرات بالكثير منذ أن افتتحت
ولما يظهر فيها يُعطى ورقة لأنه يهاب الظهور أمام الكاميرات ... ومنهم من يقول أنه فضح
القناة ووصمها بالعار لما ظهر مع خالد الجندى !!! ... ما هذا الهراء ؟؟ ... نعم لعله يكون
أخطأ لما ظهر مع خالد الجندى لكنه لم يكفر ولم يبدل دينه حتى نقول أنه استنجد بغير الله
وانقلب بعد أول تمحيص للقناة ... فبدلاً من أن تتكاتف الصفوف أمام أعدائنا من اليهود ...
أصبحنا نعيب بعضنا وننتقص من بعضنا ... الآن يا قوم ؟! .... الآن تقولون هذا الكلام ...
دخلتُ موقع الأستاذ مصطفى حسنى منذ فترة فوجدت فيه موضوعاً فيه يتضامن الأعضاء مع
قناة الرحمة وإدارتها ومشاهديها ... عجبتُ جداً لما رأيت هذا الموضوع ... إذ كيف يتكاتفون
مع قناة ظهر فيها ردود من العيار الثقيل على أستاذهم الذى يحبونه ويقدرونه ... ولكننى لما
راجعت نفسى علمت أنهم يعلمون أن الرحمة كانت منارة للحق ... ويتمنون أن تظل كذلك ...
فلماذا نتراجع نحن ونحن الذين نهتف دائماً بالنصح اللطيف والمعاملة الطيبة والحكمة والدليل
الشرعى ؟؟ ... لماذا ننظر إلى عيوب غيرنا ونرى أنفسنا من كوكب آخر أو نرى أنفسنا من
الصحابة ؟؟ ... ولماذا لا نترك خلافاتنا البسيطة ونتغاضى عن أخطائنا الممكن إلمامها فى وقت
آخر مادمنا نتفق على إله وعلى كتاب وعلى سنة وعلى نبي ؟؟؟ ... لماذا الآن يا قوم نعيب
أنفسنا ونقلل من جهودنا ؟؟؟ .. لماذا لا نتكاتف معاً لصد العدوان الخارجى ولما ننهيه نجلس
جلسة أخوية ونحن نحتسى القهوة ونراجع خلافاتنا وإن أخطأ أحدنا يصوبه الآخر ؟؟؟ ...
لماذا لا نقتدى بابن محجن لما خرج لجهاد الأعداء فى الوقت الذى ينتظر فيه محاكمة تعطيه
الخمر ؟؟ ... لماذا لا نقتدى برسول الله فى جهادنا مع أعدائنا كما اقتدينا به فى هجرتنا ؟؟ ...
لماذا الآن يا قوم ؟؟؟ ....
ختاماً :: أنا كتبت هذا الموضوع لكي يهدأ بالى ويرتاح فؤادى الذى احترق اليوم لما رأيت ما رأيته فى مواقع عديدة تطعن فى السلفية وأهلها سواء من شيعة أو نصارى أو من بعض السلفية ... ولا أقصد بهذا الموضوع إلا تنبيه إخوانى وأحبائى فى الله من الخوض فى أعراض المسلمين المعروف عنهم العقيدة السليمة ... وما قصدت من هذا الموضوع إلا وجه الله ولا انتصاراً لنفس ولا انقياداً لشهوة ... والله من وراء القصد
كتبه / أبو حمزة
تعليق