

خبر (1): قدم مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن القومي الجنرال جيمس جونز اعتذاره لليهود عن طرفة رواها خلال خطاب ألقاه تتضمن حوارًا بين عنصر من طالبان وتاجر يهودي.
خبر (1) مكرر:توجه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى منزل متواضع لعاملة متقاعدة في بلدة روتشديل، حيث قدم لها اعتذاره بعد أن وصفها بأنها "امرأة متعصبة" أثناء حملته الانتخابية في شمال إنجلترا.
خبر (1) مكرر:توجه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى منزل متواضع لعاملة متقاعدة في بلدة روتشديل، حيث قدم لها اعتذاره بعد أن وصفها بأنها "امرأة متعصبة" أثناء حملته الانتخابية في شمال إنجلترا.
التعليق:
الذي يطالعُ مثلَ هذه الأخبار ربَّما يتوهَّم للحظاتٍ أنَّ في القوم رقةً وأدبًا وتحمُّلاً لمسئولية أخطائهم وأمورًا أخرى من الأخلاق الحسنة، ندُر أن تجدَ لها مثيلاً بين بني البشر في هذا الزمان ...
الذي يطالعُ مثلَ هذه الأخبار ربَّما يتوهَّم للحظاتٍ أنَّ في القوم رقةً وأدبًا وتحمُّلاً لمسئولية أخطائهم وأمورًا أخرى من الأخلاق الحسنة، ندُر أن تجدَ لها مثيلاً بين بني البشر في هذا الزمان ...
والذي يطالع أخبارهم أنفسهم في أفغانستان والعراق وبقاعٍ أخرى من أراضي المسلمين الجريحة، يعلم يقينًا أن القوم نُزعت الرحمةُ والرأفةُ من قلوبهم انتزاعًا وجُرِّدوا مِن كلِّ المعاني الإنسانية والأخلاق العالية التي يدَّعون ...
هذا يعتذر لليهود عن "نكتة" ألقاها، والآخر يذهب لامرأة في بيتها ليعتذر لها لوصفٍ ألصقه بها .. لكنَّ بلدي الرجليْن (الولايات المتحدة وبريطانيا)، وهما أكبر حليفين يشاركان باحتلال أفغانستان والعراق، لم يفكرا يومًا ولم يدُرْ بخلدهما أن يقدما اعتذارًا للمسلمين يُناسب جُرمهما في هذيْن البلدين؟!!
وأتساءلُ - ويتساءلُ معي كلُّ متجرد عن الهوى والعصبية- ألا تستحق دماء مئات الآلاف من الأبرياء المسلمين الذين قضوا بنيران بنادقكم في مختلف بقاع الأرض- ألا تستحق هذه الدماء الطاهرة مثل هذا الاعتذار؟!!
ألا يستحق معتقلو جوانتانامو وأبو غريب وباجرام .. أولئك الذين تلطخت أيديكم بتعذيبهم في صورٍ ومشاهدَ لم يرَ العالم أبشع منها في زمانهم الحديث .. ألا يستحق أولئك اعتذارًا كبيرًا على قدر الجُرح الذي لا يزال يسيل في قلوبهم ؟!!.
ألا تستحقُّ هذه الجراح العميقة النازفة في مختلف ديار المسلمين اعتذارًا يمحو – إن كانت ستُمحى يومًا – ألمها ويذهب بوجعها؟!!
لا يشكُّ عاقلٌ أن جميع ذلك يستحق ملايين الاعتذارات، وما أراها تُجدي أو تنفع شيئًا، ولكن حتى هذا ما قدَّموه، ولو ذرًّا للرماد في العيون، ورغم هذا؛ فهم لا يزالون، بتبجُّح عجيب ودم بارد، يتشدقون ليل نهار بمعاني الحرية وحقوق الإنسان والرُّقي، وهم أبعدُ شيءٍ عنها وأخلى الناس منها.
لا يشكُّ عاقلٌ أن جميع ذلك يستحق ملايين الاعتذارات، وما أراها تُجدي أو تنفع شيئًا، ولكن حتى هذا ما قدَّموه، ولو ذرًّا للرماد في العيون، ورغم هذا؛ فهم لا يزالون، بتبجُّح عجيب ودم بارد، يتشدقون ليل نهار بمعاني الحرية وحقوق الإنسان والرُّقي، وهم أبعدُ شيءٍ عنها وأخلى الناس منها.
كم من أرضٍ مسلمةٍ اغتصبوا !!
كم من مقدسات دنسوا !!
كم من أعراضٍ مسلمةٍ هتكوا !!
كم عذَّبوا وشرَّدوا ودمَّروا وقتَّلوا !!
كم من مقدسات دنسوا !!
كم من أعراضٍ مسلمةٍ هتكوا !!
كم عذَّبوا وشرَّدوا ودمَّروا وقتَّلوا !!
في كل أرضٍ وطأوها خلفوا فيها خرابًا وأحزانًا وجراحًا تظل شاهدة على ما ينادون به - كذبًا وزورًا - من زعامةٍ فارغةٍ للحريات في العالم.
أتذكّرُ -الآن- ما ادّعتْه أمريكا يومَ غزتْ أرضَ العراق مِن مبررات لهذا الاحتلال تتعلق بأسلحة الدمار الشامل .. تلك الأسلحة التي جلبوا لأجلها الدمار والخراب لهذه الديار .. وظلوا بعد ذلك يبحثون عنها منذ الغزو وحتى وقتنا هذا – ما يربو على سبع سنين كاملة - وما عثرت لها على أثر ولا عين!!
ولا أستطيع ، بعد ذلك، أن أدفع عني استدعاء موقفٍ سجَّله تاريخ المسلمين أكادُ أُجزم أنَّك لو ذهبت تبحثُ عنه في تاريخ غيرهم؛ فلن تجده ... إلا عندهم.
لما وصل خبر تولية عمر بن عبد العزيز الخلافة إلى سكان ما وراء النهر، اجتمع أهل سمرقند وقالوا لوالِيها سليمان بن أبي السرّي: "إن قتيبة (ابن مسلم الباهلي) غدر بنا، وظلمنا وأخذ بلادنا، وقد أظهر اللهُ العدل والانصاف، فائذن لنا فليفِدْ منا وفدٌ إلى أمير المؤمنين يشكون ظُلامتنا، فإن كان لنا حق أعطِيناه، فإن بنا إلى ذلك حاجة. فأذِن لهم، فوجهوا منهم قومًا، فقدموا على عمر، فكتب لهم عمر إلى سليمان بن السريّ: إن أهل سمرقند قد شكَوا إليَّ ظلمًا أصابهم، وتحاملاً من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم فإذا أتاك كتابي، فأَجْلِس لهم القاضيَ فلينظر في أمرهم، فإن قضى لهم فأخرجهم (أي المسلمين فاتحي هذه البلاد) إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة. فأجلس لهم سليمانُ جُمَيْعَ بن حاضر القاضي فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء فيكون صلحًا جديدًا أو ظفرًا عنوة، فقال أهل الصُّغد (قوم يسكنون بعض بلاد ما وراء النهر): بل نرضى بما كان ولا نجدِّد حرباً، وتراضوا بذلك، فقال أهل الرأي: قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم، وأمِنونا وأمنّاهم، فإنْ حُكم لنا عدْنا إلى الحرب ولا ندري لمن يكون الظفر، وإن لم يكن لنا اجتلبنا عداوة في المنازعة، فتركوا الأمر على ما كان ورضوا ولم ينازعوا".تاريخ الطبري (ج 6/ ص 567 و568).
فهل تستطيع أمريكا أوباما أو بريطانيا براون الآن أن تحني رأسها للحق والعدل في العراق؟!! .. هل في إمكانهما أن يستجيبا لاستغاثات المظلومين الذين ضُيّعت وسُلبت حقوقهم في هذه الديار .. استجابةً كاستجابة عمر عدلاً وحقًّا؟!!
الجوابُ معروف .. يعرفُه كلُّ أحدٍ .. لا يحتاج أن أسطره هنا مجددًا!!
الجوابُ معروف .. يعرفُه كلُّ أحدٍ .. لا يحتاج أن أسطره هنا مجددًا!!
تعليق