أيها الأخوة الكرام اخوتى فى الطريق الى الله
أبدأ معكم من حالة نعيشها جميعاً ، لو أن إنساناً ازداد تعباً يذهب مسرعا ويسأل الأطباء ، رأى ذبابة أثناء النظر مستمرة واصابته، يبحث عن طبيب للعيون ، شعر بضيق صدر عقب بذل جهد ، يبحث عن طبيب قلب ، لماذا نتابع قضايا أجسامنا ؟ قضايا أجهزتنا ؟ قضايا حواسنا ؟ لماذا نحن حريصون على صحتنا ؟ لماذا نحن حريصون على أرزاقنا ؟ لماذا لا نحرص مثل هذا الحرص على إيماننا ؟
الإيمان يضعف أيها الأخوة ، حينما تؤدى العبادات أداءً شكلياً ، حينما لا تصلي النوافل إطلاقاً ، حينما تتكاسل عن تلاوة القرآن ، حينما يشتط البصر فينظر إلى ما لا ينبغي أن ينظر إليه ، حينما نجلس في مجلس نتكلم بلا قيد ولا شرط ولا ضابط ولا قلق ، هذه حالات ضعف الإيمان ، الإنسان حينما يشعر بضعف إيمان في عباداته ، في أذكاره ، في تلاوته ، رغبته في العمل الصالح تضعف ، كلما كُلف بعمل صالح يتنصل بأسلوب لطيف ، تنصله من عمل صالح ، عدم رغبته بتلاوة القرآن ، أداء الصلاة أداءً شكلياً ، الابتعاد عن كل النوافل ، الاهتمام بالدنيا ، التساهل في الاستقامة ، هذه كلها حالات تؤدي إلى مزيد من ضعف الإيمان .
---------------
لذلك أيها الأخوة ، ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال :
(( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي : سل ؟ . فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ، قال: أو غير ذلك ، قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود ))
[ صحيح مسلم ]
بصراحة لا يوجد طالب فقط يداوم وينتبه وينجح ، يجب أن يداوم وأن ينتبه وأن يدرس في البيت ، أحياناً إنسان يأتي إلى المسجد يسمع الخطبة أو الدرس فقط ؟ لا يوجد جهد في البيت ، لابدّ من جهد عبادي ، جهد بالذكر ، جهد بالدعوة إلى الله ، جهد في الأمر بالمعروف ، جهد بالنهي عن المنكر ، لابدّ من أن تضيف إلى مجيئك إلى المسجد جهداً في البيت ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود ، هذه عليك ، ملك عنده ابن وحيد قال له سلني يا بني ، لو قال له طائرة خاصة ، طائرة خاصة ، مثلاً ، أحدث مركبة في العالم ، أحدث مركبة ، أجمل قصر أجمل قصر ، فطلب منه مرة أن يكون أستاذاً في الجامعة ، قال لا ، هذه عليك ليس علي ، ائت بالدكتوراه أعينك ، هذه ليست عليّ ، فالعطاء المادي سهل ، أما أنت حينما تطلب الآخرة ، تطلب الجنة ، هذه تحتاج إلى جهد منك ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود .
احبكم فى الله
abu-saad
تعليق