التحبب إلى الناس
كان أبوهريرة- رضي الله عنه- يطلب من رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يدعو له بالحب والتحبب: ( ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى
عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، فاستجاب له رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ودعا: «اللهم حبب عُبيدك هذا - يعني أبا هريرة وأمه- إلى عبادك
المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين »
ولم يكن من العيب أن يأتي رجل ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس، بل كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدله على أسباب تحصيل هذه المحبة، كما روي:(ازهد
في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس).
وكذلك من المفاتيح السهلة للقلوب: اللقيا بالترحيب، والاستقبال
بالبشاشة، واستدامة التبسم، فقد جاء في وصف رسول الله صلى الله
عليه وسلم قول الصحابي: (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى
الله عليه وسلم).
فالحرص على التحبب إلى الناس إنما يقصد منه المسلم ضمان فتح
القلوب لقبول الدعوة، وبالوسائل والأساليب المؤثرة في الطباع البشرية
عادة، وقد أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام بما يزيد المحبة والألفة،
فقال: (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه). وزاد في رواية: (فإنه أبقى
في الألفة، وأثبت في المودة).
التكافل
لما أرادت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أن تخفف عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم تخوفه من نزول الوحي؛ اتخذت من صفة التكافل التي
اشتهر بها عليه الصلاة والسلام دليلاً عقلياً على أن الله لا يخزيه؛ فقالت:(كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب
المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
والمهاجر من أحوج الناس إلى أنصار يتكافلون معه ؛ لغربته وفقره
وانقطاعه...وقد ضرب أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر
الأمثلة في التكافل مع إخوانهم المهاجرين، وكان منها أن أشاروا على رسول
الله صلى الله عليه وس لم بأن يقسم النخل بينهم وبين المهاجرين، فقال:
( لا( فقال الأنصار: ( تَكفُونَا المَؤُونَة، ونُشرِكُكُم فِي الثَمرةِ )))، وبذلك عمل
بعض المهاجرين في بساتين الأنصار، وقاسموهم الثمار، وحُلت مشكلة
الفقر، وكان من صور تكافلهم أن المهاجر كان يرث أخاه الأنصاري دون
ذويه، وكانت مرحلة صفت فيها النفوس، وخَلُصَت لله، ثم نُسخ ذلك
الحكم.
وهذا التكافل لا يبرز بأسمى صوره إلا كلما تعمقت معاني الأخوة والإيثار،
واندثرت آفات الأنانية والاستئثار.
الصراحة
في قصة بيعة العقبة أراد أبو الهيثم بن التَّيِّهان-رضي الله عنه- أن
يستوثق ويتثبت من مستقبل هذه البيعة؛ فقال- بصراحة-: (يا رسول الله
إن بيننا وبين الرجال حبالاً-يعني العهود- وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن
فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله، أن ترجع إلى قومك، وتدعنا؟)، ولم ينفعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يغضب؛ بل تبسم رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم قال: (بل الدم الدم،والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني،
أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم )).
جاء في فتح الباري ) 10 / 528 ( في شرح )باب المداراة مع الناس: قال
ابن بطال: المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، ولين
الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة.
والمداهنة محرمة، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق، وإظهار الرضى
بم ا هو فيه، من غير إنكار عليه، والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم،
وبالفاسق في النهي عن فعله، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما
إذا احتيج إلى تألفه)أه.
كان أبوهريرة- رضي الله عنه- يطلب من رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يدعو له بالحب والتحبب: ( ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى
عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، فاستجاب له رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ودعا: «اللهم حبب عُبيدك هذا - يعني أبا هريرة وأمه- إلى عبادك
المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين »
ولم يكن من العيب أن يأتي رجل ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس، بل كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدله على أسباب تحصيل هذه المحبة، كما روي:(ازهد
في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس).
وكذلك من المفاتيح السهلة للقلوب: اللقيا بالترحيب، والاستقبال
بالبشاشة، واستدامة التبسم، فقد جاء في وصف رسول الله صلى الله
عليه وسلم قول الصحابي: (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى
الله عليه وسلم).
فالحرص على التحبب إلى الناس إنما يقصد منه المسلم ضمان فتح
القلوب لقبول الدعوة، وبالوسائل والأساليب المؤثرة في الطباع البشرية
عادة، وقد أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام بما يزيد المحبة والألفة،
فقال: (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه). وزاد في رواية: (فإنه أبقى
في الألفة، وأثبت في المودة).
التكافل
لما أرادت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أن تخفف عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم تخوفه من نزول الوحي؛ اتخذت من صفة التكافل التي
اشتهر بها عليه الصلاة والسلام دليلاً عقلياً على أن الله لا يخزيه؛ فقالت:(كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب
المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
والمهاجر من أحوج الناس إلى أنصار يتكافلون معه ؛ لغربته وفقره
وانقطاعه...وقد ضرب أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر
الأمثلة في التكافل مع إخوانهم المهاجرين، وكان منها أن أشاروا على رسول
الله صلى الله عليه وس لم بأن يقسم النخل بينهم وبين المهاجرين، فقال:
( لا( فقال الأنصار: ( تَكفُونَا المَؤُونَة، ونُشرِكُكُم فِي الثَمرةِ )))، وبذلك عمل
بعض المهاجرين في بساتين الأنصار، وقاسموهم الثمار، وحُلت مشكلة
الفقر، وكان من صور تكافلهم أن المهاجر كان يرث أخاه الأنصاري دون
ذويه، وكانت مرحلة صفت فيها النفوس، وخَلُصَت لله، ثم نُسخ ذلك
الحكم.
وهذا التكافل لا يبرز بأسمى صوره إلا كلما تعمقت معاني الأخوة والإيثار،
واندثرت آفات الأنانية والاستئثار.
الصراحة
في قصة بيعة العقبة أراد أبو الهيثم بن التَّيِّهان-رضي الله عنه- أن
يستوثق ويتثبت من مستقبل هذه البيعة؛ فقال- بصراحة-: (يا رسول الله
إن بيننا وبين الرجال حبالاً-يعني العهود- وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن
فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله، أن ترجع إلى قومك، وتدعنا؟)، ولم ينفعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يغضب؛ بل تبسم رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم قال: (بل الدم الدم،والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني،
أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم )).
جاء في فتح الباري ) 10 / 528 ( في شرح )باب المداراة مع الناس: قال
ابن بطال: المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، ولين
الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة.
والمداهنة محرمة، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق، وإظهار الرضى
بم ا هو فيه، من غير إنكار عليه، والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم،
وبالفاسق في النهي عن فعله، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما
إذا احتيج إلى تألفه)أه.
تعليق