إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

oOo::*:: حتّى لا نَكُونَ فَوْضَوِيِّين ::*::oOo

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • oOo::*:: حتّى لا نَكُونَ فَوْضَوِيِّين ::*::oOo



    اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله
    واليك يرجع الأمر كله علانيته وسره

    لبيك وسعديك والخير في يديك
    ثم أما بعد ..

    فإن المسلمَ العاقلَ يُدرِكُ بما أعطاهُ اللهُ من عقل ، وبما أودع فيه من فطرة ، أن الله تبارك وتعالى لم يخلق الحياة عبثًا ، ولم يوجِد الإنسانَ هملاً ، قال تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115) }
    [المؤمنون]
    ؛ وأن الله تبارك وتعالى بنىٰ الكونَ كلَّهُ على نظامٍ دقيقٍ مذهل ، لا مكان فيه للفوضىٰ والاضطراب ،
    قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1)الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا(2) }
    [الفرقان] .

    والمسلمُ الذي يُدرِكُ هذِهِ الحقائقَ لابدَُّ أن يجعلَ لكُلِّ وقتٍ من حياتِهِ هدفًا ، ولكل عملٍ غاية ، وأن يُبرمِجَ حياتَه كُلَّها على هذا الأساس ، فلا وقت لديه باقٍ في دائرةِ الفراغ ، وهذه سمةُ المسلمِ الجادِّ في حياتِه ، المنظِّمِ لها ، المدرِكِ لهدفِه وغايتِه .
    أما الإنسانُ الفوضويُّ الذي لا يحسنُ في أمورِهِ كلِّها ، ويضيّعُ واجباتِه ، ويفرّط في كل شيء ، ويُهدِر طاقاتِهِ وعمرَه ، فلابد أن تضطربَ حياتُه ، ويخفقَ في تحقيقِ أهدافِهِ ، ويُصابَ بالإحباطِ واليأسِ والتوترِ والقلقِ حين يرى الآخرينَ من حولِهِ قد قطعوا أشواطًا بعيدةً في الحياة ، وهو ما زال يُراوحُ في مكانِه .
    فتعالَوْا معي -إخوتي- لنقف على حقيقةِ هذهِ الصفةِ المذمومة -الفَوْضَوِيَّة- ، ومظاهِرِها وأسبابِها ، وكيفيّةِ التخلصِ منها .


    أولاً : ماذا تعني الفوضويّة ؟ :-
    الفَوْضَوِيَّةُ : هي اختلاطُ الأمورِ بعضُها ببعض ، والنظرُ إليها على أنها بدرجةٍ واحدةٍ من حيث الأهميّة والفائدة ، وهي أيضًا العبثُ وإهدارُ الطاقاتِ وبعثرةُ الجهود .
    الفَوْضَوِيُّ : هو الشخصُ الذي لا هدفَ له محدّد ، ولا عملَ له مُتقن ، ويبدأ في هذا العمل ثم يتركه ، ويَشرَعُ في هذا الأمرِ ولا يُتِمُّه ، ويسيرُ في هذا الطريقِ ثم يتحوّلُ عنها .


    ثانيًا : مظاهِرُ الفوضويّة :-
    للفوضويّةُِ في حياتِنا مظاهرُ عديدة ، فلا يكاد جانبٌ من جوانبِ حياتِنا يخلو من مظاهرِ الفوضوية ، وإليكم نماذج من تلك المظاهر :

    1- الفوضويّةُ في طلبِ العلم :
    فالفوضويُّ يقرأُ كلَّ ما يقع في يدِهِ من غثٍّ وسمين ، ويضيّعُ الساعاتِ في طلب علمٍ لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة ، ويأخذُ العلمَ عن غير أهلِه ، ويفتي على الله تعالىٰ بغيرِ علم ، ويتتبَّعُ الرخصَ بين المذاهب ، ومن سماتِهِ العشوائيّةُ في تعلم العلم ، فيُقَدّم ما حقه التأخير ويُؤَخّر ما حقه التقديم .

    2- الفوضويّةُ في القيامِ بالعبادات :
    فالفوضويُّ يؤخّر الصّلوات عن وقتِها ، ويؤديها ببرودٍ وكسل ، لا خشوع فيها ولا سكينة ، فالصلاة عنده مجرّدُ عادةٍ يوميّة ، وهكذا في سائِرِ العبادات .

    3- الفوضويّةُ في التعامل مع الوقت :
    حيث يضيّعُ الفوضويُّ الساعاتِ الطوالَ في غير عملٍ نافع ، ويعطي الأعمالَ البسيطةَ فوق ما تستحقُّ من الجهد والوقت ، وتتزاحمُ عليه الأعمالُ في الوقتِ الواحد ، ويقتل الوقتَ في أمور تافهة لا قيمةَ لها ، كما أن ساعاتِ يومِهِ وليلِهِ تمضي بلا تخطيطٍ ولا تنظيم .

    4- الفوضويّةُ في العلاقات الاجتماعية :
    فالفوضويُّ لا يحسنُ اختيارَ أصدقائِهِ ولا يجيد انتقاءَهُم ، فتَراهُ يصاحب الصّالحَ والطالح ، والحسنَ والسيء ، ويتكلّمُ فيما لا يعنيه ، ويتدخّلُ في شئون الآخرين .





    ثالثًا : أسبابُ الفوضويّة :-
    للفوضويّةِ في حياتِنا أسبابٌ عدة ، منها :

    1-التهاونُ في استغلالِ الوقتِ وتضييعُهُ في توافِهِ الأمور :
    فليس أرخصَ من الأوقاتِ في حياةِ الفوضويّين .


    2-انعدامُ فقهِ الأولويّات :
    فالفوضويُّ يشتغل بالكمالياتِ عن الضروريّات ، وبالثّانويّاتِ عن الكليّات ، ولا يُفَرِّقُ بين الأهمِّ والأقلِّ أهمية .
    ·فائدة :
    إنَّ عدمَ إدراكِ فقهِ الأولويّاتِ يجعلُ المرءَ في حيرةٍ من أمرِه ، حيث تتزاحمُ أمامَهُ مجموعةٌ من المصالِحِ والأهدافِ يصعب القيامُ بها جميعَها ، فيُقدّمُ هذا ويُؤخّرُ ذاك دون ضابطٍ أو قيد ، ومن ثَمَّ تنشأُ مجموعةٌ من المشكلاتِ ينوءُ بحَمْلِها ، من أعظمِها الفوضويّة ، بسبب تقديم المهمِّ على الأهم .


    3-عدمُ وضوحُ الهدف :
    حيث يسيرُ في الحياةِ دون هدفٍ واضحٍ محدّد ، فخطواتُهُ غيرُ مدروسة ، وتحرُّكاتُهُ غيرُ معلومةِ الهدف ، وأعمالُهُ ردودُ أفعال ، فهو لا يعرفُ لماذا يسير ، ولا كيف يسير ، والجهلُ بهذين الأمرينِ مصيبة ، قال الشاعر :
    إن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ
    وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ
    4-تنفيذُ الأعمالِ بصورةٍ ارتجاليةٍ بدونِ تخطيطٍ مسبق :
    إذ بدونِ التخطيطِ يسيرُ الإنسانُ في ظلامٍ لا تُعرَفُ نهايَتُه ، ويكون نصيبُهُ الاضطرابُ والفشل .


    5-عدم ترتيبِ الأعمالِ عند تنفيذِها :
    فلا تُنْجَزُ بترتيبٍ منطقِيٍّ منظم .


    6-وجودُ الإنسانِ في وسطٍ فوضوِي :
    فقد ينشأُ الإنسانُ في أسرةٍ فوضويّةٍ لا تراعي للوقت حرمة ، وقد يبتَلَىٰ بصُحبَةٍ سيّئَةٍ دأبُها وديدَنُها تضييعُ الأوقات .


    7-الذنوب والمعاصي :
    وهذا سببٌ عام ، يشملُ كلَّ ما مضىٰ ، حيث إنَّ العبدَ إذا أعرضَ عن اللهِ تعالىٰ واشتغلَ بالذنوبِ والمعاصي ، ضاعَ عليْهِ عُمرُهُ كُلُّه ، وذهبت حياتُهُ باطلا ، قال تعالى : { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} [ الزخرف ] .




    رابعًا : آثارُ الفوضويّة :-
    للفوضويّةِ آثارٌ مُهلِكَة ، وعواقِبَ خطيرة ، منها :


    1-ضياعُ العمرِ بلا فائدة :
    وهذا هو الغبنُ الذي نَبَّهَ عليه المصطفىٰ صلى الله عليه وسلم في قولِهِ :
    « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ »
    [ رواه البخاري ] .


    2-الحسرةُ والنّدامة :
    قال تعالىٰ :
    { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56) } [ الزمر ]
    ، ويتمنّى العودةَ إلى الدنيا ليتدارَكَ أمرَهُ ويُصلِحَ ما أفسدَه ،
    قال تعالىٰ : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [ المؤمنون ] ،
    ولكن دونَ جدوىٰ فقد انتهىٰ وقتُ العمل .


    3-التَّشَتُّتُ الذِّهنيُّ والقلقُ والاضطِرابُ النّفسِي :
    ذلك أنَّ الفوضويَّ ليست لديه القدرةُ على اتخاذِ قرارٍ صحيحٍ لحلِّ المشكلاتِ التي تواجِهُه ، كما أنَّهُ ينسىٰ نفسَهُ من التّزكيةِ أو يُزَكّيها بما لا يُشبِعُها ولا يَشفيِها ، فيَمرَضُ قلبُهُ أو يموت ؛ الله المستعان .


    4-فقدانُ الحِكْمَةِ في التعامُلِ مع الأمور :
    فالفوضويُّ آنِيُّ التفكيرِ موسِمِيُّ العمل ، لا يُحدّدُ أهدافَهُ ولا يُنظّمُ وقتَهُ ، ينظُرُ إلى الأمورِ نظرةً سطحِيّة ، ويقِفُ عندَ ظواهِرِ الأحداثِ دون النّظَرِ في أسبابِها وآثارِها ونتائِجِها ، فيتّخِذُ قراراتٍ لا تتّفِقُ مع طبيعةِ الحدثِ ولا تُناسِبُه ، وهذا خلافُ الحكمة ، فالحِكْمَةُ هيَ : وضعُ كُلِّ شيْءٍ في موضِعِهِ الصحيح .


    5-الفشلُ والضّياع :
    فالفوضويُّ واقفٌ في مَكانِهِ أو يتحرّكُ حركةً بطيئةً لا تُسمِنُ ولا تُغني من جوع ، وبالتّالي لا يُمكِنُ أن يُحَقّقَ نجاحًا أو يَحدُثَ لَهُ تطوّرٌ ورُقِي ، فالعملُ المنظَّمُ يتطوَّرُ ويرتقي ، والعملُ الفوضويُّ يُخفِقُ ويتدهور .



    خامسًا : علاجُ الفوضويّة :-
    تبيَّنَ لنا إخوتي أنَّ الفوضويّةَ مرضٌ خطير ، أو صفةٌ مذمومة ، إذ هي طريقٌ مختصرةٌ إلى الفشلِ والسقوطِ والضّياعِ عياذًا باللهِ تباركَ وتعالىٰ ، ومن هنا تعيَّنَ علينا ذكرُ بعضِ طُرُقِ العلاج ، ومنها :


    1-اللجوءُ إلى اللهِ تعالىٰ والاستعانةُ به :
    أدعو اللهَ أن يخلّصَني من هذه الصفةِ المذمومة ، وأن يَمُنَّ عليَّ بالتوفيقِ والسّداد ، وأن يباركَ لي في وقتي ، وأن يرزُقَني حسنَ تنظيمِه ، وألا يكِلَني إلى نفسي طرْفَةَ عَيْنٍ أبدا .. آمين .
    إِذا لم يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللهِ للفَتىٰ
    فَأَوَّلُ ما يَجنِي عَليْهِ اجتِهادُهُ


    2-اليقينُ بأنَّنا مسئولونَ عن حيواتِنا غَدًا وأنَّها رأسُ مالِنا الحقيقِي :
    فذلكَ يدفعُ إلى حسنِ استغلالِ الحياةِ فيما يُرضِي اللهَ تعالىٰ وفيما يُفيد ، قال صلى الله عليه وسلم :
    « لا تزولُ قَدَما عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسأَلَ عن عُمرِهِ فِيمَ أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ ، وعن مالِهِ مِن أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفِيمَ أَنفقَهُ ، وعن جِسمِهِ فيمَ أَبلاهُ »
    [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] ،
    فضياعُ الحياةِ هو الخسرانُ المبين ، قال تعالىٰ :
    { إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)} [ الزمر ] .


    3-تنظيمُ الوقتِ ومُحاسبةُ النّفس :
    فكلُّ ما حولَنا يسيرُ وِفقَ نظامٍ محدّد ، والعباداتُ التي شرعَها اللهُ تعالىٰ لنا تُؤَدَّىٰ بشكلٍ منظَّمٍ لا فوضويّةَ فيه ، فإذا نظَّمَ المسلِمُ وقتَهُ وحاسبَ نفسَهُ على ذلكَ بورِكَ لهُ فيهِ بإذنِ اللهِ تعالىٰ ، وزادَ نشاطُهُ وعَلَتْ هِمَّتُه .


    4-تحديدُ الأهداف :
    لأنّ وضوحَ الأهدافِ وتحدِيدَها يجعلُ الإنسانَ يسيرُ في حياتِهِ بخطـًى مُتّزنة ، وإليكُم بعضَ النقاطِ التي تُساعِدُ على تحديدِ الأهداف :
    أ) تربيةُ النّفسِ على عدمِ القيامِ بأعمالٍ لا هدفَ لها .
    ب) مشروعيّةُ الهدفِ وجوازُ سعيِ المسلِمِ في تحقيقِه .
    ج) تناسُبُ الأهدافِ مع الإمكانيّاتِ والقدرات .
    د) مُلاءَمةُ الأهدافِ للاحتياجاتِ والأولويّات .
    هـ) مُناسَبةُ الهدفِ للزمنِ المُقَدَّرِ للإنجاز .


    5-وضعُ خُطَّةٍ لتحقيقِ الأهداف :
    حيث لابدّ من وجودِ خُطَّةٍ عمليّةٍ للوصولِ إلى الهدف ، فالجادُّ لديهِ هدفٌ محدّدٌ وخُطَّةٌ مدروسة ، أما الفوضويُّ فلا هدفَ لهُ أصلاً ليضعَ لهُ خُطَّة .


    6-الحِرصُ على التّنظيمِ والتّخطيطِ وعدمِ الاستعجال :
    فالتّأنّي والنّظَرُ في العواقِبِ أدعىٰ إلى أن تكونَ النّتائجُ إيجابيّةً سليمة ، قال الشاعر :
    فرَيْثُ المثابِرِ أَمْضَىٰ خُطـًى
    وأبلَغُ من قَفَزاتِ الصَّخَبْ
    وكانت أناةُ الفتىٰ في التَّقَدُّمِ
    أهدىٰ وأجدىٰ لِنَيْلِ الأَرَبْ
    ومُسْتَعْجِلُ الشَّيْءِ قبلَ الأوانِ
    يُصِيبُ الخَسارَ ويَجنِي النَّصَبْ

    7-إداركُ العواقِبِ المُتَرَتِّبَةِ على الفوضويّة :
    فالعاقلُ يعتبِرُ بغيرِه ، ومن رأى الفوضويَّ يتخبّطُ ويُهدِرُ عُمرَه ، دَلَّهُ ذلكَ على أنّ التلبُّسَ بهذا الدَّاءِ ذريعةٌ إلى الفشلِ والانحراف ، عِندَها يقتَنِعُ أنّ سبيلَ الفلاحِ والنَجاحِ هو الفرارُ من هذا المرض ، وتلَمُّسُ سبيلِ التنظيمِ والمنهجيّةِ والترتيبِ في كُلِّ شُئونِ حياتِه ، واستغلالِ كُلِّ لحظَةٍ من لحظاتِ العُمرِ فيما هو مفيد .


    8-التَّخَلُّصُ من صُحْبَةِ الفوضويّينَ والاتجاهُ إلى الصحبةِ الطيّبة :
    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    « الرَّجُلُ على دينِ خليلِهِ ، فلينظُرْ أحَدُكُم من يُخالِل »
    [ رواه أبوداود والترمذي وحسنه الألباني ] ،
    ومصاحبةُ الفوضويِّ تُعْدِي كما يُعْدِي الصحيحَ الأجربُ ، وقد قيل قديمًا : ( اصحب من يدُلُّكَ على اللهِ حالُه ، ومن يُعَرِّفُكَ باللهِ مقالُه ) .


    9-الحرصُ على المشورَةِ وعدم الانفراد بالرَّأْي :
    فالاستشارَةُ قُوَّةٌ لمن استشار ، تمْنَعُهُ من الزَّلَلِ وتهديِهِ إلى الصّوابِ وتَدُلُّهُ على النّافِعِ المفيدِ وتسلُكُ بِهِ إلى طريقِ النَّجاحِ - بإذنِ اللهِ تعالىٰ - ، فلا تَعُوقُهُ العَوائِقُ ولا تُحْبِطُهُ العَثَرات ، ولا تَضِيعُ مِنْهُ لحظَةٌ بغيرِ عملٍ نافعٍ أو ثمرةٍ حُلوة ، وقديمًا قيل : ( ما خابَ من استَخار ، وما نَدِمَ من استَشار ) .


    ·ملحوظة : ما خَابَ من استَخارَ ولا نَدِمَ من استَشارَ ولا عَالَ من اقْتَصَد .. حديث موضوع .




    الخاتِمَة :
    إخوتي ، تلكَ بعضُ سُبُلِ العِلاجِ أو بعضُ الحلولِ العامَّةِ التي أُدْرِجَتْ ، بعدَ بيانِ أهمِّ المظاهِرِ والآثارِ والأسباب ، ولْنَعْلَمْ أَنَّ أَهَمَّ وسائلِ علاجِ الفوضويّةِ هو تلافي أسبابُها واتخاذُ سُبُلِ الوقايَةِ منها ابتداءً .


    أسالُ اللهَ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زادًا إلى حُسْنِ المصيرِ إليه ، وعَتادًا إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، هُوَ حَسْبُنا ونِعْمَ الوكيل


    وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

    بقلم / اخى الحبيب
    خادم المسلمين


  • #2
    رد: oOo::*:: حتّى لا نَكُونَ فَوْضَوِيِّين ::*::oOo

    ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    جزاك الله كل خير
    لى عودة إن شاء الله بعد قراءة الموضوع كاملا بإذن الله

    تعليق


    • #3
      رد: oOo::*:: حتّى لا نَكُونَ فَوْضَوِيِّين ::*::oOo

      بسم الله ما شاء الله
      ايه كل كده يا حلاة المنصورة ^_^
      إن شاء الله ليا عودة لقراءة الموضوع بعد لما عنيا تسترح وتاخد عصير برتقال
      جزاك الله كل خيروبارك فيك

      تعليق


      • #4
        رد: oOo::*:: حتّى لا نَكُونَ فَوْضَوِيِّين ::*::oOo

        جزاء الله خير الجزاء

        وجعلكـ مبارك اينما كنت

        تعليق

        يعمل...
        X