إلى عينيك يا غزة
غزّةٌ لا تسألينا *** كيفَ بتنا لا نثورْ
كيفَ ماتَ الوعيُ فينا *** كيفَ ألجمنا الصدورْ
كيفَ بالدنيا انغمسنا *** غّرنا فيها الغرورْ
كيفَ للباغي التجأنـا *** حيثما داروا ندورْ
كيفَ أصبحنا نعاجاً *** بعدَ أن كنَّا صقورْ
********
حاصرونا يا حبيبه *** حاصروا حتى الأنينْ
أغلقوا كلَّ المعابرْ *** في وجوهِ الفاتحينْ
جوَّعونا شرَّدونا *** في عيون ِ الشامتينْ
هيـَّ ندعو يا حبيبه *** في صفوفُ الساجدينْ
يا رحيماً باليتامى *** حـقِّق ِ النصرَ المبينْ
********
أهلُ غزّه كيفَ أشكو *** والدما بينَ الدموعْ
كيفَ أبكيكمْ وأنتمْ *** في الحشا تحتَ الضلوعْ
نامَ طفلي دونَ خـُبزٍ *** قلتُ : يا عمري تجوعْ
ردَّ في همس ٍ حزينٍ : *** مثلما جاعوا نجوعْ
يا أبي لوْ لي جناحٌ *** طارَ بي نحوَ الربوعْ
كنتُ يا ربيِّ فداءً *** للحمى بينَ الجموعْ
********
غزّةٌ لو تُـخبرينا *** عنْ دماءِ الأتقياءْ
عنْ رجالٍ في إباءٍ *** عاهدوا ربَّ السماءْ
يا إلهي لنْ نُساومْ *** قدْ مضى عهدُ الرجاءْ
ودعوا الأطفالَ لكنْ *** أمَّلوهمْ باللقاءْ
فــي جِنان ِ الخلدِ يوماً *** عندَ لقيا الأنبياءْ
بقلم
عبد الناصر منذر رسلان
تعليق