السلامُ عليكم... و الحمدُ للـه و الصلاةُ و السلامُ على رسول اللـه:
بعد إحساسـه بالآلام التي انتشرتْ في جسـده... و مزَّقـتْ أوصالَـه... و شوَّهـتْ شدتُهـا وجهــه... هـرعَ إلى الطبيـب ليُطببـه:
بصـوتٍ ممـزوجٍ بنفحاتِ صدرِه المُنهَـك قال: أيها الطبيبُ كما تـرى فأنا أمــوتُ...أرجـوك أنجدنـي...
تمــدَّد يا بُني على السرير... و لا تجـزعْ فلعلهـا دورةُ بـردٍ وتمضـي... فاللَّمَــمُ من الأمراض أحياناً أثرُهـا كَـكبائــرها... و لكل مَـرضٍ دواؤُه بإذن اللـه فما أنزل اللـهُ من داءٍ إلا و معه الـدواء...
اعتلـى المريضُ سريـرَه و استلقى كميـتٍ على نعشـه... فكشفَ الطبيبُ عن جسـده... و إذْ بـه يرى ما لا يُسِـرُ صديقـاً و لا عـدوا... إلتهابٌ و حـروقٌ بأنحـاءِ جسـده... و بعـدَ جحـوظِ عينيـه عاينـهُ و المريضُ زالَ عنهُ تطمينُ طبيبه و زادَ الرُّعـبُ في قلبه...
=================
فكانَ الزائـرُ الإيــدز... أعنـي إيــدزَ الإلتـزام... وبـاءُ الملتزمين بالشريعة... فتَّـاكٌ أفنـى أجيالاً باتتْ كالديناصورات مُنقرضـة... موهـنُ القلـوب و سفَّـاحُ الإيمـان... انتشرتْ فيروساته و تربَّصـتْ بضحاياهـا أنْ يستنشقوها... و اشتاظََ ناشرُها إبليسُ غضبـاً ممن تحصَّـنَ ضدهـا... ثم تمايـلَ طربـاً بعد الوقوعِ فيهـا...
تعطَّـلتْ خطوط الدفاعِ الأول ثم الثاني فالأخيرُ و رفـعَ جهازُ المناعةِ الرايةَ البيضاءَ مُعلناً استسلامَـه... و إذ بالكُرياتِ الحمراءِ و البيضاءِ باتَـتْ عميـاء... تُحاربُ نفسها بنفسها... و تُهلك خلايـا الإيمـان... و تبَّـدلَ الـدمُ النقـيُّ سُمَّـاً للأبـدان...
فأصـابَ المُسلـمَ المرضُ الخبيـثُ القاتل:
إيـــدزُ الإلتــزام...
و لعلنا - إن شاء اللـه - نتحدث عن فيروساته التي تنوعـتْ فأدَّتْ إليـه... و نحاولُ معـاً البحثَ عن وصفـاتٍ طبيـة لعلاجِ كل فيروسٍ منهـا...
تعليق