إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقد انتكست

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقد انتكست

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نعم...لقد انتكست....و الله ان قلبي يتمزق بكتابة هذه الكلمات....هل استطيع العودة...هل استطيع ان اكون من اولياء الله الصالحين.....بعد كل مرة اتوب واصلي واحيانا ابكي....و لكن لا اعرف ....هل ربنا لا يقبل توبتي....هل طبع على قلبي....ادعوا لي بالله عليكم....و الله زهقت من المعاصي....نفسي ابطل بس مش عارف...اكتبوا لي نصائح ....استحلفكم بالله....لا اله الا الله...لاني احيانابحس اني انا مش هينفع اتوب زي ما بنقول راحت عليا......يا رب يا رب تقبلها هذه المرة......

    يا رب ثبت قلبي على طاعتك









    التعديل الأخير تم بواسطة أبو بكر أشرف الشامي; الساعة 20-05-2010, 11:04 AM. سبب آخر: 3adam algahr fe alma3seya
    لا اله الا الله

  • #2
    رد: لقد انتكست

    حياك اللـه أخي ساسا و غفر اللـه لنا و لك...

    يقول اللـهُ لك : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )...

    أخي الحبيب اُصدق اللـهَ في توبتك يُبدل سيئاتها حسنات... التوبة النصوح دواءُ الـداء وهو الذنب... فالتوبة واجبة على كل مسلم لأننا كلنا عُصاة سواءاً علمنا أم جهلنا معاصينا... و إياك أنْ يفترسك إبليس فيقطع وريد وصالِك مع اللـه فتكونَ ميتاً من القانطين...

    و مـنْ يقنطُ من رحمةِ ربـهِ إلا الضآلــــون؟؟؟

    القنوط من رحمة اللـه إساءة في حق اللـه و في اسمه الغفور الرحيم و في كلامه الذي لا يأتيه الباطل لما قال " و إني لغفار لمن تاب و ءامن و عمل صالحا ثم اهتدى" وغيرها الكثير...

    و قد جاء بالحديث القدسي الآتي :" إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا ..."


    و كما تعلم يا ساسا فالفتن اليوم صارت كقطع الليل المُظلم تموج موج البحار بالكاد يصبرُ أمام عنفوانها أجلد الرجال تستغل الشهوات بغرائز الناس نسأل اللـه العفو و العافية و حسن الخاتمة...

    ==================

    أما ما يتوجب علينا أخي فأولاً عدم القنوط من رحمة اللـه بإتباع كل معصية توبة صادقة بالندم عليها و التوقف عنها و عدم العودة لها...

    ذلك يكون بالخضوع أمام يدي اللـه و الاعتراف بما قدمنا بحق اللـه من إساءة و عصيان و نحن نتخيل جبروته لو أراد البطش بنا... و بنفس الوقت نتوسل له برحمته التي وسعت كل شيء... و اللـهُ أكرمُ مِن أن يرد قارعاً بابه فهو ليس كخلقـه جل و علا سُبحانه...


    و أما عن المعصية فلا بد من سـد الأبواب التي منها نأتيها... نريد أن نُبغض هذه المعصية و ذلك أولا بدعاء اللـه أن يُحبب الإيمان والصالحات لقلبنا و أن يُبغض لقلوبنا المنكرات و الفواحش ونُسمْها باسمها...

    ثم بتنقية الجو من حولنا من كل ما يؤدي بنا للوقوع بها و كل إنسان يعلمُ ما حوله من مقدمات المعاصي فنحرص على التخلص منها...

    و من الجميل و قد كان يفعلها بعض الصحابة والسلف و كثير إلى يومنا هذا هو كتابة أوراق أو بالقلم رسائل تراها أعيننا لتتذكر نفوسنا بها حتى لا تنسى... فقد كان عمر بن الخطاب - رضي اللـه عنه - يلبس خاتماً مكتوبٌ فيه " كفى بالموت واعظاً يا عمر " و كذا دأب الكثير...

    و عليكَ أخي بالرفقة الصالحة و خاصة بالمسجد و متابعة دروس أهل العلم ففيها إن شاء اللـه تغذية للإيمان و تثبيت للقلب... اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك... أسأل اللـه أن يغفر لي ولك ولأمة الحبيب -صلى اللـه عليه وسلم - و لعل بقية الإخوة يُشاركوا بنصائحهم كتبَ اللـه لهم الخير...


    تعليق


    • #3
      رد: لقد انتكست

      أخى فى الله, لا يوجد شىء اسمه "منفعشى أنى أتوب" , اذا كنت تستعظم ذنوبك فان عفو الله أعظم, و لكن الطريق الى ذلك هو التوبه و صدق العزم على عدم الرجوع الى الذنب.

      اجعلها قضية حياتك, اشعلها حربا على الشيطان, فكما أغواك و غرر بك فسوف ترغم أنفه و تمضى قدما فى الطريق الى الجنه, أكثر من الصلاة و السجود فانها أغيظ لعدوك.

      بالنسبه لهذا الذنب الذى أذنبت, اقطع كل ما يوصلك اليه, كل شىء كل ذكرى كل طرف خيط يوصلك اليه اقطعه بلا تردد.

      أبحث حولك عن الصالحين و أكثر مصاحبتهم, أكثر الاختلاط بذوى الهمم العالية فانه أحرى أن تزدرى نفسك و أكثر دفعا لك فى المضى قدما فى طريق الدين.

      ابحث فى مدينتك عن أحد المشايخ الفضلاء و داوم على حضور دروسه, ستجد العظه و رقة القلب و أناس طيبون وجودك بينهم يعينك على الخير و النظر فى أحوالهم يدفعك للأمام.

      قم الليل و أكثر من الدعاء و التضرع لله عز و جل و أكثر من الدعاء و التذرع و التذلل و البكاء بين يديه لعله يتقبلك و يغفر ذنبك و يعينك على عدوك فعندها لا غالب لك.

      أكثر من الاستغفار و أكثر من ذكر الله عز و جل فانه يغسل الران من على القلوب.

      اذا استطعت, ابحث عن شخص يزور المستشفيات و يزور الفقراء و المساكين و اذهب معه لترى عظم نعمة الله عليك و أن الله كريم لا يستحق أن تعصيه فيورثك هذا خجلا من الذنب.

      ضع فى جيبك ورقة تذكر نفسك فيها بنظر الله اليك و قدرته عليك و عظم نعمه عليك و تخوف نفسك من سوء الخاتمه و ترغب نفسك فى الجنة, كلما هممت بأن تذنب افتح تلك الورقة و اقرأها و تمعن بها.

      و أخيرا . . .

      كن ذكارا لذنبك اذا اغتررت أو تناسيت و تذكر ذلك حال المعصية فاذا تذكرت الألم و الحسرة الناتجه عن الذنب فستعى أن لذة لحظات ستنسى فى حسرة سنوات.



      تعليق


      • #4
        رد: لقد انتكست

        جزاكم الله خيرا
        لا اله الا الله

        تعليق


        • #5
          رد: لقد انتكست

          أخي ساسا عاوز منك مشــروع دعوي لو أمكنك ربنا يتقبل منك...

          سأعرض عليك الآن خطبة عن " الانتكاس" و نريد أن نستفيد منها من خلال تجميع أسباب الإنتكاس بموضوع تكتبه بعد قراءتك و فهمك للخطبة حيث أنها تحوي بعض أسباب الإنتكاس...

          لو تقدر تكتب المقالة عن "أسباب الإنتكاس" فإن شاء اللـه نُثبت الموضوع... بالتووووفيق يا بطـل... و ها هي الخطبة :

          ========================

          إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن مُحمدًا عبده ورسوله؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].

          أمَّا بعْد:
          فإنَّ خيْر الحديثِ كتاب اللَّه، وخيْر الهدي هدي محمَّدٍ، وشرَّ الْأمورِ محْدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدْعةٍ ضلالةٌ.

          ذكر لنا ربنا - عز وجل - خبَرَ إنسان ممن كان قبلنا من أهل الكتاب أو غيرهم؛ فالعبرة بالحدث آتاه الله آياته، وأنعم عليه من فضله، وكساه بالعلم، فانحرف عن الحق تبعًا لهواه؛ فاستولى عليه الشيطان، واستحوذ عليه؛ {
          وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175 - 176]، وهذا الحدث يَتكرَّر عبر التاريخ، وشواهده كثيرة من الحاضر والماضي؛ فقد ذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة أمِّ المؤمنين رملة بنت أبي سُفيان؛ قال: "تزوجها عبيد الله بن جحش، فأسلما، ثم هاجرا إلى الحبشة، ثم تنصَّر زوجها عبيد الله بن جحش، وارتد عن الإسلام، وأكب على الخمر حتَّى مات".

          فكم من شخص مَنَّ الله عليه بالاستقامة، أو علَّمه من علمه، وأسبغ عليه من فضله، فيتخذ هذه الاستقامة وهذا العلم مطيَّة لمكاسب دنيوية سريعة الانقضاء، فيصبح تابعًا للشيطان، يحرِّف كلام الله وأحكامه؛ لتخدم أغراضه! وعندما أخبرنا ربُّنا خبر هذا المُنسلخ من دينه، أشار إلى أنه ليس الهدف مُجرد القصص والمعرفة المجردة، بل الهدف أخذ العِظَة والعبرة من ذلك؛ {
          فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176].

          فإذا نظرنا في هذه القصة نظرة مُستبصر يستخلص الدُّروس منها ومن غيرها؛ فيحذر أن يكون مثله.

          فما أسباب تلون البعض، وعدم ثباته على الحقِّ؟ ما أسباب انتكاس البعض وتحوُّلهم من حزب الرحمن إلى حزب الشيطان؟

          عندما نسمع بمثل هذا الخبر المتجدد الذي أخبرنا الله به ينبغي أن يتَّجه الهمُّ إلى رصد حال هذا المنتكس؛ لمحاولة معرفة موطن الخلل؛ لتجنبها، لا أن لا يعدو الحَدَث أن يكون حديث المجالس من غير التفات لـ: {
          فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176]، قال حذيفة بن اليمان: "كان النَّاس يسألون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشَّرِّ؛ مخافة أن يدركني"؛ رواه البخاري ومسلم، من باب معرفة موطن الخلل لمن وقع في الانحراف، وانتكس بعد الاستقامة؛ لاجتنابها - عصمنا الله من الزيغ – إذْ ليس المقصد حينما نسمع هذه الأسباب أن نُنزل هذه الأوصاف على فلان من الناس، إنَّما نعلمها لنحذر من الوُقُوع فيها.

          فمن أعظم أسباب الانتكاس: ما أشار الله إليه في خبر من آتاه آياته؛ فآثر حظوظَ الدنيا على الآخرة، سواء إيثار المال أو الجاه أو التصدر أو غير ذلك من حُظُوظ الدنيا الزَّائلة، التي لو دامت - مع أنَّها في كثير من الأحيان لا تدوم - فيخسر المنتكس دنياه وآخرته؛ ذلك هو الخسران المُبين.

          ومن أسباب الانتكاس: طولُ الطَّريق؛ فعلى المنتكس أن يصبر ويثبت؛ فباب الخير طويل وشاق، فلا بُدَّ للنَّفس أن تنتهي لذلك، وليست المسألة مسألة فترة قصيرة، ثُمَّ ينتهي الأمر، وتعود النَّفس إلى مألوفاتها، فلا بُدَّ من الصبر والثَّبات حتَّى الممات؛ {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحديد: 16]؛ فلذا الشَّارع أكَّد على أن تأخذ النَّفس من العمل ما تُطيق، ونهى عن تحميل النَّفس ما لا تستطيع أن تستمرَّ عليه من الأعمال؛ فعن عائشة: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - دخل عليها، وعندها امرأة، قال: ((من هذه؟))، قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: ((مَهْ، عليكم بما تُطيقون، فوالله لا يملُّ الله حتَّى تملُّوا))، وكان أحبُّ الدِّين إليه ما داوم عليه صاحبه؛ رواه البخاري ومسلم.

          ومن أسباب الانتكاس: الكبرُ والإعجاب بالنَّفس، وقد أخبرنا ربنا - عزَّ وجل - خبر إبليس - أعاذنا الله منه - حينما أُمر بالسُّجود لآدم، فتكبَّر، واعتدَّ بمادة خلقه؛ {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}؛ فاستحقَّ بالقُرْب بُعْدًا، وبالجنة خلودًا في النَّار.

          ومن أسباب الانتكاس: عدمُ الاعتدال في إنزال الرِّجال منازلهم، فتجد المنتكس يُغالي فيمن هو قدوته من الأحياء، ولا يقبل فيه أيَّ نقد أو أن يصدر منه أيُّ خطأ متناسيًا أنَّه بشر غير معصوم، فإذا حصل خلل عند القُدوة، شَكَّ هذا التَّابع بما هو عليه؛ فالواجب أن ننزل الرجال منازلهم، ولا نعرف الحق بالرجال، وإنَّما نعرف الرجال بالحق، ولا يُعْرض الحق على آراء الرجال، وإنَّما تعرض آراء الرِّجال على الدليل؛ فما وافقه منها قُبِل، وما خالفه رُدَّ، بغضِّ النظر عن قائله، ومن مقولة السَّلف، الذين هم خير هذه الأمَّة، وأبرُّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلُّها تكلُّفًا، فمن مقولتهم: "لا يقلدنَّ أحدُكم في دِينه رجلاً، فإنْ آمن آمن، وإن كفر كفر، وإن كنتم - لا بُدَّ - مقتدين، فاقتدوا بالميِّت؛ فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة، فلا تغترَّ بعمل أحد ولا بعلمه؛ إذ لا تدري بما يُختم له، وماذا يكون مآله، فأحبب حبيبك هونًا ما؛ عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما؛ عسى أن يكون حبيبك يومًا ما.

          الخطبة الثانية
          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد الذي كان أتْقى النَّاس لربه، ومع ذلك يَخشى على نفسه من التَّحول من حال الخير والاستقامة والمُحافظة على أمر الله إلى ضِدِّ ذلك، فكان يستعيذُ بالله من الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

          وبعد:
          من أسباب الانتكاس: خبث السريرة، وعدم الإخلاص لله؛ فيُظْهر المنتكس الخير والصلاح، وباطنه خلاف ذلك؛ فعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - التقى هو والمشركون؛ فاقتتلوا، فلمَّا مال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - رجل لا يدع للمشركين شاذَّة ولا فاذَّة إلا اتَّبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحدٌ كما أجزأ فلان، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أما إنَّه من أهل النَّار))؛ فقال رجل من القوم: أنا صاحبه؛ قال: فخرج معه، كلَّما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجُرح الرَّجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثَدْيَيْه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أنَّك رسول الله، قال: ((وما ذاك؟))؛ قال: الرجل الذي ذكرتَ آنفًا أنَّه من أهل النَّار، فأعظم الناس ذلك، فقلت أنا لكم به، فخرجتُ في طَلَبه، ثُم جرح جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه، فقتل نفسه، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - عند ذلك: ((إنَّ الرجل ليعملُ عملَ أهل الجنة - فيما يبدو للنَّاس - وهو من أهل النَّار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النَّار - فيما يبدو للنَّاس - وهو من أهل الجنة))؛ رواه البخاري ومسلم.

          فقول النبي - صلَّى الله عليه وسلم –: ((فيما يبدو للنَّاس)) - إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وإنَّ خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطلع عليها النَّاس، إمَّا من جهة عمل سيئ ونحو ذلك؛ فتلك الخصلة الخفيَّة توجب الانتكاس وسوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرَّجل عمل أهل النَّار، وفي باطنه خصلة خفيَّة من خصال الخير، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره، فتوجب له حسن الخاتمة.

          ومن أسباب الانتكاس: تعرُّض المنتكس إلى ما لا يُطيق من الذلِّ والهوان، فرُبَّما تجاوز حدود قدرته وطاقته في الإنكار، أو في دعوة النَّاس، أو غير ذلك من أبواب الخير، فيتعرض لإيذاءٍ حسيٍّ أو معنوي، فلا يصبر على هذا الأذى، ولا يقدر على تحمله، حتَّى ولو كان معنويًا، فعند ذلك يظنُّ أن ما أصابه إنَّما هو بسبب هذا الخير، فيتركه، وربَّما انضمَّ إلى معسكر الشيطان؛ فعن حذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((لا ينبغي للمؤمن أن يذلَّ نفسه))، قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: ((يتعرض من البلاء لما لا يُطيق))؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب.

          تعليق


          • #6
            رد: لقد انتكست

            عايزك تتخيل معايا موقفين ... بس يا أخى الله يكرمك ركز فى كلامى كويس وجاوبنى بفطرتك وعقلك
            الموقف الأول : عايزك تتخيل واحد بنى عمارة كبيرة أوى وجهزها أحسن تجهيز ... وبعد ما بناها وبقت زى الفل خاف ليحصل زلاال ( هو محلصش لسه ) بس هو خايف ليحصل زلزال يهدم العمارة فهدمها هو بنفسه ... تفتكر ده يبقى عاقل ؟؟؟؟ ... راجل مش طبيعى مش كده ؟؟ ..
            الموقف التانى : هو مشابه تقريباً للموقف الأول فى الظاهر ... عايزك تتخيل واحد بنى قصور وخيم وحدائق فى الجنة ... وعشان ذنب من الذنوب أو عشان خايف لينتكس هدمها بنفسه وساب الحدائق دى ومرضيش ياخدها ... تفتكر ده شخص طبيعى ؟؟؟ ...
            للأسف يا أخى ... مسألة الانتكاس دى بقت بتحزن القلب ... الفترة اللى فاتت دى سمعت عن كذا أخ انتكس ... ليه كده ؟؟؟ ... إيه اللى ناقصك ونتا ملتزم عايز توصله بالبعد عن الله ؟؟؟ .... عشان إيه عايز تسيب المسجد والجنة والأخوة والصحبة الصالحة والقرآن والحديث ؟؟؟؟ ... إيه اللى يستاهل ... متقوليش الدنيا والفتن ... كل الناس فى الدنيا دى وفى الفتن دى ... وإحنا مش بنجاهد أعدائنا دلوقتى ولا بنهاجر على أقدامنا مئات الكيلوات هرباً من الأعداء ... ومفيش حد بيضع عليك صخرة ثقيلة فى رمداء مكة عشان يرجعك عن دينك ... لا يا أخى ... لا تترك دينك أبداً ولا تستقل بخطورة الانتكاس ولا تعظم أمر الدنيا ... وعايز أقولك لطيفة جميلة أوى ... اوعى تفكر إنك لما تسيب الدنيا وتنظر للآخرة يبقى انت عملت اللى محدش عمله ... تخيل لو واحد قابلك فى الشارع مرة وقالك تخيل أنا شفت جناح بعوضة فى الطريق ولا اهتميت بيه وخليتنى ماشى فى طريقى انت هتقوله إيه ؟؟؟ .. هتقوله وإيه يعنى ده جناح بعوضة يعنى ... اتهم نفسك يا أخى بالتقصير لكن لا تقنط من رحمة الله ... ادعوا ربك وأحسن الظن به ولكن لا تتجرأ عليه وتتواكل ... وخلى بالك ... ألد أعدائك هى نفسك التى بين جنبيك ... بتفضل تأمرك بمعصية معينة نفسك بتشتاق إليها وبتظل عايزة ترجعك ليها كلما ضعفت نفسك ... عشان كده لازم تجاهد .. وكل ما تقع تقوم تانى ... ومتنساش عدوك التانى ... الشيطان .. الشيطان مش عايز معصية معينة هو بيحاول يزينلك كل المعاصى والذنوب ... ومهمته الأساسية إنه يكفرك والعياذ بالله ... ولازم تجاهده ... ده غير شياطين الإنس والجن والكفار والفتن .. طيب انت هتجاهد كل دول إزاى ؟؟؟؟ .. بالاستعانة برب الخلق كلهم ... هو انت متوقع إنك هتعدى من كل ده عشان انت واد ذكى بقى وفهلوى وبتقرا قرآن ومظبط حالك ... لا ... ياما ناس قرت قرآن وحفظته وارتدت والراجل اللى كان بيكتب الوحى للنبي صلى الله عليه وسلم رغم إنه كان كاتب وحى إلا إنه ارتد ... ليه ؟؟؟ ... فقدان الثقة والاستعانة بالله ... نصايح سريعة كده ... وياريت الموضوع ده ميعديش عليك كده ... متخسرش نفسك من الجنة أكتر من كده ..

            1 - الاستعانة بالله والتضرع فى الدعاء خاصة فى لأوقات المستحبة ( السجود ، فى جنح الليل ، يوم الجمعة ، بين الآذان والإقامة ، عند الإفطار من الصوم ، دعاء الوالدين وأهل الفضل والعقيدة السليمة ) ... {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186

            2 - كتاب الله فى جيبك ... {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32 .... قراءة بعناية ... فهم معانى الآيات وأسباب النزول ( أنصح بتفسير السعدى ) ... حفظ ما تستطيع وبالأخص الجزء الثلاثين لأن به الكثير والكثير من العبر والعظات والكلام عن الساعة ...

            3 - الصحبة الصالحة ... من أكبر أسباب الانتكاس وكذا من أكبر أسباب التثبت بفضل الله هو دقة اختيار الصاحب ... فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ... والصاحب ساحب ... لا تبحث عن خفيف الظل المضحك الغير مهتم بالعلوم الشرعية ... ابحث عن الملتزم الجاد المرن والمقبول فى نقاشه فلا يكون غليظ القلب ولكن يكون رقيق القلب ... وصادقه والزمه ... {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28 ... {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67 ...

            4 - قراءة السيرة النبوية المطهرة .... لتعرف أخى الحبيب كم من الألم والمرار ذاقه الحبيب صلى الله عليه وسلم وأصحابه لكي يوصله لي ولك هذا الدين الجميل اليسير الذى لم يحمل الكثير منا همه - إلا من رحم ربي - ... اقرأ لتعرف أن النبي ضُرب فى الطائف وقُذف بالحجارة مسافة 5 كيلو متر هو وزيد بن ثابت رضى الله عنه حتى أوذي جداً وأصيب ووقع فى حفرة ودعا ربه مناجياً ... اقرأ سيرتهم لتعرف أن الصحابة كانوا يتحملون إثر يلاقون فى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يتحمله الأسود الكاسرة .. اقرأ عن غزوة أحد لتعرف ذلك ... اقرأ عن الأيام والليالى التى باتها الصحابة الكرام رضى الله عنهم وأرضاهم فى غزوة الخندق لكي يظل هذا الدين مرفوعاً خفاقاً ولكي يصل إلينا وهم يأكلون أوراق الشجر ... اقرأ لتعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى واستوحشنا وقال أشتاق لإخوانى ... اقرأ لتعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحمة مهداة وينبوع من الحنان والعطف على المسلمين وعلى غيرهم لكي تتأسى به ... اقرأ عن الهجرة لتعرف ما تحمله الحبيب صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه لكي يصل هذا الدين لي ولك ... اقرأ عن الحياة المظلمة التى كانت تعيشها العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وعن النور الذى ملأ الأرض رحمة وقسطاً لما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم ... اقرأ لتعرف أن العرش اهتز لموت صحابي لم يكن من عمره فى الإسلام إلا سبع سنوات ... اقرأ لتعرف أن حمزة بن عبد المطلب دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن قد اعتنق الإسلام والكثير منا لم يدافع عنه واسمه فى البطاقة مسلم ... اقرأ لتعرف أن الله نصر قلة بدر بقوة إيمانهم وثباتهم على دينهم وكذا ثبت من دافع عن النبي فى أحد لقوة إيمانهم وكذا فى الخندق وغزوة خيبر الضارية وكل غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ... اقرأ وعش مع هذا الجيل الفريد الذى لم ولن يتكرر مرة أخرى لأن الله نظر فى قلب العباد فوجد أصفى قلب قلب محمد فجعله رسوله قم نظر فى قلوب العباد فوجد أطهر القلوب قلوب أصحابه فجعلهم أصحابه ... أنصحك بكتاب الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركافورى ( رحمه الله ) ... وكذا كتاب أصحاب الرسول للشيخ محمود المصرى ( أبو عمار ) حفظه الله ...

            5 - أحسن الظن بربك ... فوالله لله أرحم بك من أمك التى ولدتك ... ولله أفرح بتوبة عبده التائب من ذلك الرجل الذى ضاعت منه راحلته وعليها ماؤه وطعامه فلما ءايس منها رقد ينتظر الموت فإذا هى فوق رأسه فأخطأ من شدة فرحه وقال اللهم أنت عبدى وأنا ربك ... هل تتخيل هذه الفرحة ... لله أفرح بك من هذا الرجل ...

            هذه النصائح هى ما جال فى خاطرى الآن وأريد أن أبشرك بقبول توبتك بإذن الله .. إذ أن أول علامة من علامات قبول التوبة أن يوفقك الله للتوبة أصلاً ... {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 .... {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الحجرات17

            ولكن أحذرك

            {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }النحل92


            {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11



            جزاااااااكم الله خيراً إخواننا الأحباء ... زيدان والشامى ... حفظكم الله ونفع بكم .. استفدت من نصائحكم جداااااا .... آمين



            لا تنسونى من صالح دعائكم .
            وإن مر الزمان ولم تجدوني
            فاعلموا أنني في حاجة للدعاء بالرحمة

            تعليق


            • #7
              رد: لقد انتكست

              زيدان والشامى ... حفظكم الله ونفع بكم

              آمين


              استفدت من نصائحكم جداااااا
              نحن ؟؟؟!!! هذا من تواضعكم شيخنا



              تعليق


              • #8
                رد: لقد انتكست

                جزاكم الله كل خير واثابكم الجنة جميعا
                لا اله الا الله

                تعليق

                يعمل...
                X