فضل وآداب وأهمية الزيارة في الإسلام

[محمود محمد505]

فضل وآداب وأهمية الزيارة في الإسلام



اخوانى واخواتى قبل ان نتكلم عن فضل الزيارة وآدابها ، نذكر أن الذين يزورون ينقسمون إلى أربعة أقسام :



القسم الأول : محبون يزورون في الله ، وهذا صنف عزيز قليل نادر .


القسم الثاني : فريق معجب برأيه يزور ليجادل ويمارى .. وهذا صنف لا خير فيه ، ولا ثواب في مجالسته


القسم الثالث : فريق جاء ليتجسس ولينقل الأخبار وليفتري على عباد الله وما أكثر هذا الصنف في هذا الزمان


القسم الرابع : من جاء يزورك لا لله إنما لمصلحة يريد قضائها وبعد ذلك


وان انقضت تلك المصلحة لا يعرفك بعدها وان قابلك في اى مكان







فضل الزيارة في الإسلام



ورد فى فضل الزيارة أحاديث كثيرة ونذكر منها :


1 – عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


" أن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن أدم ، مرضتُ فلم تعدني ،


قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟


قال اما علمت ان عبدي فلان مرض فلم تعده ؟ اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده ؟


يا ابن ادم استطعمتك فلم تطعمني


قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟


قال : اما علمت انه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟


أما علمت انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟


يا ابن ادم استسقيتك فلم تسقني


قال : يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟


قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقهِ اما انك لو سقيته لوجدت ذلك عندي "


رواة مسلم



2 – عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال :


" ألا أخبركم برجالكم في الجنة ؟"


قلنا بلى يا رسول الله



قال " النبي فى الجنة والصديق فى الجنة والرجل يزور أخاه فى ناحية المصر لا يزورة الا لله فى الجنة ..... الحديث رواه الطبرانى وحسنه الالبانى




3 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :


قال رسول الله صلى الله علية وسلم " من عاد مريضا او زار اخا له فى الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا "




4- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال


" قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين في ، والمتجالسين في والمتزاورين فى والمتباذلين في " رواة بن مالك بإسناد صحيح




5- وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

"من عاد مريضا في الصباح صلي عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي

ومن عاد مريضا في المساء صلي عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح"






رواه ابن ماجة



6- عن بريدة رضي الله عنه عن قال النبي صلى الله علية وسلم : إن في الجنة غرفا يرىظاهرها من باطنها ، وبواطنها من ظواهرها ، أعدها الله للمتحابين فيه ،المتزاورينفيه ، المتباذلين فيه



7- عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله علية وسلم قال : أن رجلازارأخا له في قرية أخرى . فأرصد الله له ، علىمدرجته ، ملكا . فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذهالقرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا . غير أني أحببته فيالله عز وجل . قال : فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببتهفيه



آداب الزيارة



هناك عدة آداب ينبغي للزائر أن يتأدب بها في زيارته لإخوانه ، ومن هذه الاداب



الادب الاول : الاستئذان العام



قال الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٢٩) سورة النور



امر الله عباده المؤمنين ان لا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم حتى يستأذنوا ويسلموا على من فيها وينغى على المسلم ان يستأذن ثلاث مرات فأن أُذن له بالدخول فليدخل وإلا انصرف


قال الامام القرطبى رحمة الله


" قال علماؤنا : انما نخص الاستئذان بثلاث لان الغالب من الكلام اذا كُرر ثلاثاً سُمع وفُهم "




وعن قيس بن سعد قال:-زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال السلام عليكم ورحمة الله قال فرد سعد ردا خفيا فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد فقال يا رسول الله قد كنت أسمع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام قال فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له سعد بغسل فوضع فاغتسل ثم ناوله أو قال ناولوه ملحفة مصبوغة بزعفران وورس فاشتمل بها ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة قال ثم أصاب من الطعام فلما أراد الإنصراف قرب إليه سعد حمارا قد وطأ عليه بقطيفة فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا قيس اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب فأبيت ثم قال إما أن تركب وإما أن تنصرف قال فانصرفت.




ثم ليعلم انه ينبغي للمستأذن على أهل المنزل ( الزائر ) ان لا يقف تلقاء وجه الباب بوجهه ولكن ليكن الباب عن يمينه أو يساره



صفة دق الباب :


وصفة دق الباب أن يكون خفيفا بحيث يسمع ، ولا يعنف فى ذلك


وروى انس رضي الله عنه قال " كانت أبواب النبي صلى الله عليه وسلم تُقرع بالاظافير "


فأين هذا الادب اليوم؟! .. ان الذوق ادب اسلامى يجب ان يراعى فى كل الأحوال مهما كانت الضرورة .. وإزعاج المسلمين معصية يكرها الله تعالى


وكم نرى من أناس يطرقون الأبواب بطريقه خاطئة وكما نرى إذا تأخر صاحب البيت في الرد يجتهد الاخ حتى يكاد ان يكسر الباب ولا حول ولا قوة إلا بالله



تعريف الزائر بنفسه :


عن جابر قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في دين كان على أبي فدققت الباب فقال: (من ذا؟. فقلت: أنا. فقال ): أنا أنا. ( كأنه كره


قال ابن كثير-رحمه الله-: "وإنما كره ذلك لأن هذه اللفظة لا يُعرَف صاحبها حتى يُفصح باسمه أو كنيته التي هو مشهور بها، وإلا فكل أحد يُعبِّر عن نفسه بـ"أنا"؛ فلا يحصل بها المقصود من الاستئذان، الذي هو الاستئناس المأمور به في الآية"




الادب الثاني : غض البصر



وينبغي للزاءر اذا طرق الباب او سمح له بالدخول ان يغض بصره عن حرمات البيت


عن سهل بن سعد: أن رجلا اطلع في جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أعلم أنك تنتظرني لطعنت به في عينيك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جعل الإذن من قبل البصر



وعن عمر بن الخطاب أنه قال : " من ملأ عينيه من قاعة بيت فقد فسق"



وروي أنّ حذيفة جاءه رجل فنظر إلى ما في البيت فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فقال حذيفة: أما بعينك فقد دخلت, وأمّا باستك فلم تدخل !!



الادب الثالث :الاستئذان على المحارم



وينبغى ايضا على المسلم لن يستأذن على جميع المحارم : الأم والأخت ،... وغيرهما


وروى عطاء بن يسار أن رجلاً قال للنبي أأستأذن على أمي ؟ قال «نعم» قال إني أخدمها ؟ قال «استأذن عليها» قال فعاوده ثلاثًا قال النبي «أتحب أن تراها عريانة؟» قال لا قال «فاستأذن عليها»



وكذلك يستأذن الرجل على أخواته، وذلك لما أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق عطاء قال سألت ابن عباس فقلت أستأذن على أختي ؟ فقال نعم، فأعدتُ، فقلتُ أختان في حجري، وأنا أمونهما وأنفق عليهما، أستأذن عليهما ؟ قال نعم، أتحب أن تراهما عريانتين، ثم قرأ «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ» النور

وقال «وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ»





عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ثلاث آيات قد جحدهن الناس: قال الله: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[الحجرات:13] قال: ويقولون: إن أكرمهم عند الله أعظمهم شأناً! والإذن كله قد جحده الناس، فقلت له: أستأذن على أخواتي أيتام في حجري معي في بيت واحد؟ قال: نعم، فرددت على من حضرني، فأبى قال: أتحب أن تراها عريانة؟! قلت: لا، قال: فاستأذن، فراجعته أيضاً، قال: أتحب أن تطيع الله؟ قلت: نعم، قال: فاستأذن.



الأدب الرابع : الاستئذان على الزوجة



هذا من الأدب العالي وله حكمة بالغة


عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إلى الْبَابِ، تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ



وقال الإمام احمد :

" إذا دخل الرجل بيته استحب له أن يتنحنح أو يحرك نعليه "




الأدب الخامس : استئذان الأطفال



تدريب الأطفال على أدب الاستئذان من الأمور الهامة التي لا يجوز إهمالها


فقد تقع عين الطفل على عورة .. فتظل معلقه في ذهنه طيلة حياته وقد تؤثر على سلوكياته في مستقبله


وقد حدث بالفعل وروى لى ( محمود) احد الثقاة قائلا : جائنى رجل يقول لقد رأيت ابنتي الصغيرة التي لا تتجاوز سبع سنوات تفعل مع أختها الصغيرة ما يفعله الزوج مع زوجته من المعاشرة ولا حول ولا قوة إلا بالله قال له : أين تنام ابنتك قال في حجرة نومي قال هذا هو السبب ووضح له انه لا يجوز للأطفال الدخول على إبائهم أو أمهاتهم بدون استئذان




الأدب السادس : التماس الأعذار



قال تعالى" وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله "


أي اذا ردوك من الباب قبل الاذن او بعده فارجعوا هو أزكى لكم والله اى رجوعكم ازكى لكم واطهر والله يعلم وانتم لا تعلمون



قال قتادة " .... فإنشاءوا أذنوا وإن شاءوا ردوا، ولا يقفنّ على باب قوم ردوك عن بابهم،فإن للناس حاجات ولهم أشغال والله أولى بقبول العذر. .




الأدب السابع : تخفيف الزيارة



وهذا أدب مهم جدا . فالله تعالى عاتب به بعض اصحاب النبى صلى الله علية وسلم حيث اطالوا الجلوس فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم .


قال تعالى :


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوابُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَنَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَاطَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْكَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَايَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًافَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْوَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَاأَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَعِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا


قال ابن عباس : نزلت فى ناس من المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبى صلى الله علية وسلم فيدخلون قبل ان يدرِك الطعام فيقعدون الى ان يدرك ثم يأكلون ولا يخرجون



والجمهور من المفسرين على سبب نزول الايه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش امرأة زيد أولم عليها فدعا الناس فلما طمعو جلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول لله صلى الله علية وسلم وزوجته مولية وجهها الى الحائط فثقلوا على رسول الله صلى الله علية وسلم


فنزلت الآيات .



الأدب الثامن : تباعد مسافة الزيارة



وهو ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " زر غبا تزدد حبا "


اى قليلا مرة بعد مرة فهذا ادعى لكمال سرورك ودوام محبتك .. مع مراعاة التوسط دون إفراط ولا تفريط



الأدب التاسع : مراعاة الأدب الإسلامي في الزيارات العائلية



فيجب الفصل بين النساء والرجال .. مع مراعاة الاحتشام والتستر وحفظ حدود الله .. فإن معظم زيارات اليوم تنتهك فيها المحارم ويتعدى فيها الحدود


فمثلا ترى الرجال والنساء كلهم جلوس مع بعضهم البعض وتتحدث النساء مع الرجال والرجال مع النساء تحت اسم " دا صديق العائلة " اسال الله ان يردنا والمسلمين الى دينه وسنة نبيه ردا جميلا انه ولى ذلك وهو القادر عليه







اهمية الزيارة



وللزيارة اهمية عظيمة جدا فمنها تذكيرا للغافل وزيادة ايمان للطائع وجلب الالفه والمحبة بين المسلمين


فكم من شباب لا يصلون وكم من رجال ونساء لا يصلون ولا يقيمون اوامر الله ولا يجتنبون نواهيه ولا يتبعون سنة المصطفى صلى الله علية وسلم


فنذهب إليهم ونزورهم ونذكرهم بنعم الله علينا وانه هو الغنى ونحن الفقراء إليه ونذكرهم بأن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر وان العمر مهما طال فلابد من دخول القبر


اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لنا الذنوب والآثام وان يحسن لنا الختام وان يتوفنا على الإسلام وان يدخلنا الجنة بسلام انه ولى ذلك ومولاة


احبكم فى الله

مراجع
القران الكريم
صحيح مسلم
تفسير بن كثير
200 وصية من وصايا الرسول

[mega byte]

رد: فضل وآداب وأهمية الزيارة في الإسلام

جزااااااااااااكم الله خيرا أخي الحبيب
بــــارك الله فيك ونفع بك