إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خدعوك فقالوا .... وطاعون العصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خدعوك فقالوا .... وطاعون العصر

    خدعوك فقالوا .... وطاعون العصر ********************************************
    تضوع كلمة الحق مسكا وأريجا , ويفوح عطرها على مدى الأزمان , وشعار أهل الحق في كل زمن : لن نقول باطلا لأننا ضعفاء , ولن نسكت عن الحق لأننا محصورون .
    أقول هذا في البداية لأؤكد على ما ذكرته بحق السيد المستحل للمعازف والموسيقى القائل على الله ورسوله بغير علم , فحين عزمت على كتابة المقال السابق وأعددت عدتي وشددت حيازيمي , لم أتوقع أن تلقى علي الزهور , بل توقعت أن أرجم بالحجارة وأن أسب ممن خدعوا بالمنهج الذي تحاول مؤسسة (( راند )) الصهيونية الأمريكية أن تفرضه علينا بشكل واضح جلي لا يخفى على ذي عقل ولا ذي لب , وإن من السعادة أن تنام وأنت مستريح مغمض العينين حين تنطق بكلمة الحق لتكون قذيفة مدوية وصرخة تصم آذان العتاة والمتجبرين , ليتبوأ صاحب الحق من سفر التاريخ منزلا ومكانة لا يرتقيها إلا أولو القوة والعزم .
    وإن الشجاعة أن تصرخ بكلمة الحق وأنت تستثقل رأسك , لا أن تقولها وأنت آمن مطمئن في سربك وأهلك , ومن الشجاعة أن تقول كلمة الحق على عجل بلا وجل ولو كان الثمن عداء ذوي الأهواء ممن انغمسوا في حب الباطل ومناصرته إما اتباعا للهوى وإما جهلا منهم بحقيقة الأمر أو باب العلم الذي تتحدث فيه .
    ولقد طمت الطامة وصخت الصاخة حين برزنا لمن بارز الله ورسوله بالحرب تحت عنوان : خدعوك فقالوا ومن قبل لمن حكى وحكى وقص ونص حتى رآه العامة شيخا للدين وحاملا لرايته بعد أن لبس على العوام عن طريق قنوات فضائية كاذبة خاطئة .
    وقرأت يوما : أن للحق جنودا يعينونه منهم الباطل نفسه , و أبطل الباطل عندي السكوت عن الباطل حتى يتمادى وينتفش ليهيمن على العقول والألباب ومن هنا كان ردنا على من غير وبدل .
    وفي البدء نذكر قول الله تعالى : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) القصص
    وقوله تعالى :/(( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) سورة الأنعام
    وقوله تعالى : ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) سورة الحج .
    فهؤلاء جميعا توعدهم الله تعالى بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة لكونهم فعلوا الآتي :
    1 – اتبعوا الهوى .
    2 – قالوا بغير علم .
    3 – أضلوا الناس بغير علم .
    4 – افتروا على الله فقالوا ما لم يقله وما لم يذكره سبحانه , ولا أجراه على لسان نبيه ورسوله الأمين عليه السلام .
    وقد جاء من حديث الطبراني وغيره بإسناد صحيح عن أبي نجيد عمران بن الحصين رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان )) .
    وفي رواية لأحمد : (( عالم اللسان , جاهل القلب والعمل )) .
    وروى الدارمي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (( يهدم الإسلام ثلاث : زلة عالم , وجدال منافق بالقرآن , وأئمة مضلون )) .
    وهذا لعمري طاعون العصر وآفته الأئمة المضلون الذين يسلكون بالأمة طرقا ملتوية تفضي بهم حتما إلى الهلاك والدمار وتضع الأمة تحت طائلة غضب الله تعالى , ولا زالت الأمة تبتلى بهؤلاء النفر حين يمسون وحين يصبحون وعشيا وحين يظهرون .
    وعلي أن أتكلم لا أن أسكت كما سكت غيري , فإن الله تعالى أخذ العهد والميثاق على كل عالم وعارف بالحق أن يدعو إليه فضلا عن الإعلان به لما قال تعالى : ((لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ )) آل عمران 187
    وذم من كتم العلم فقال : ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) سورة البقرة .
    وكعادتي سأجعل الكلام في عدة نقاط لئلا يطول المقام :
    ·أولا : رسالة إلى من غضب مني إذ وصفت السيد خدعوك بما وصفته به , ما أروع ما قلتم جميعا ؛ لكن لماذا هذه الحمية والغضب حين يوصف شخص بحقيقته , بينما سكتم جميعا عن قوله (( خدعوك فقالوا )) ؟ وما يحمله العنوان من اتهام صريح لفقهاء المسلمين وعلمائهم بالخداع الذي هو صفة ممقوتة يوصف بها الثعلب , أمصطفى حسني أعز عليكم من علماء المسلمين الأئمة الأثبات الثقات الذين أفنوا العمر وأمضوه في خدمة دين الله وعبروا البحار , واجتازوا الفيافي والقفار ليحصلوا العلم ليجمع كله لنا بعد ذلك من أمثال المحدثين والفقهاء والأصوليين ؟, وعلماء الحرمين في عصرنا ؟ تالله إنها لإحدى الكبر !!
    ·ثانيا : لماذا تحكمون بغير تجرد للدين ؟ قدموا الحق على الرجال لأن الحق لا يعرف بالرجال , ولكن اعرف الحق تعرف رجاله , ومن هاجمونا وطلبوا منا حسن الرد غفلوا عن أهم الحقائق : وهي أننا نحن المسلمين لا نحب ولا نبغض إلا لله رب العالمين وفيه , وقول الكل معروض على الكتاب والسنة فما وافقهما فعلى العين والرأس وإلا وجب الرد والتحذير .
    ·ثالثا : الحيلة صارت معروفة : شخصية تظهر تملك حضورا إعلاميا لا تتحدث إلا في القصص والحكايات والرقائق وبعد أن تتمكن , يبدأ الوجه القبيح في الظهور ويعلن الرجل عن هويته , فأين ما ادعاه الرجل من خوفه من الله تعالى ؟
    لا أدري كيف يجرؤ من عرف الله وحدث الناس عن النار وعذابها وألمها أن يحل ما حرمه الله ورسوله وأجمعت الأمة على تحريمه ؟ بأي وجه سيلقى ربه ؟ وبأي رد سيرد ؟
    لماذا لم يظهر اتجاهه من البداية ؟
    لماذا وفي هذا الوقت بالتحديد يتحدث في أمور أجمعت الأمة على تحريمها ؟
    لماذا الاسم القاتل الذي يحمل معنى المكر والكذب والسب ؟
    لماذا الإصرار على حرب أهل السنة ؟
    لن أخفي سرا حين أذكر ان إحدى دور النشر طلبت مني ذات مرة ومنذ عام أن أقوم بصياغة كتاب للسيد خدعوك لأنه لا يحسن الصياغة اللغوية !! فرفضت وقتها لا لشيء إلا لأن صاحب المقالة أدرى بما أراد وليس لي سابق معرفة بالرجل مما يجعلني أسير على نهجه . والآن عرفت أن الله تعالى ألهمني الصواب حين رفضت وأبيت .
    لست أصف الرجل بما ليس فيه فقد وجدت أن الموقع الخاص به كله (( نساء في نساء )) وأن اللبنات الأساسية له قد أسست عليهن , وجمهوره منهن كذلك , كما فوجئت بتعليقات ذكرتها , فأين الكذب ؟
    وسؤال للرجل : لماذا لم تأمر رب عملك بالمعروف وتنهاه عن المنكر ليمنع الأفلام والمسلسلات من قنواته ؟
    ولماذا لم تأمر غير المحجبات من أهله والعاملات عنده بالحجاب طالما أنك مؤثر جدا ؟
    الأمر واضح جدا : الرجل لم يغبر قدميه في طلب العلم من مصادره , وارتضى أن يكون الستار الذي يختبيء وراءه المبتدعة من صنف المنقوش
    إن ترابا يعلق في نعل طالب علم خير من ملء الأرض ممن يحلون الحرام ويطعنون في إجماع الأمة , ومن دواعي الشكر لله تعالى ليل نهار أن وفقنا لهذا الخير والمنهج الذي نتقلب في رياضه فالله المستعان .
    هذا ما كان عمر يخشاه على الأمة : عالم اللسان وأخبر أنه يهدم الدين .
    يا أخانا تب إلى الله قبل ألا تكون توبة .
    تقول المجاهدة الشهيدة بنان ابنة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى :
    «لا يكفي أن يسمعَ الناسُ منّا عن الإسلام؛ بلْ يجب أن يَرَوْهُ فينا ويُحِسّوه ويَلْمسوه لَمْسَ الأيدي.. يجب أن يَرَوْه دَمْعَةً لاهِبَةً في أعيننا لآلام المصابين،
    ويداً حانيةً تمسح جراحاتِ المعذّبين،
    وصَرْخَةً مُدَوِّيةً في وجه الظلم والظالمين،
    وعَوْناً خالصاً على الهداية والحق والخير في متاهات الحياة ونوازل الحياة
    وأن يُحِسّوهُ حُبّاً دافِقاً يَنْسَرِبُ من القلوب إلى القلوب ومشاركةً وجدانيّةً صادقة في السرّاء والضرّاء ، ورحمةً واسعة تَسَع الإنسانيّةَ كلَّها، وتَبْلُغُ الإنسانَ حيثما كان، وتتجاوزه إلى كلّ مخلوق..
    الدعوةُ الإسلاميةُ المُثلَى ليست مجرّد كلماتٍ، ومعرفةٍ قليلة أو كثيرة، وبراعةِ فكرٍ وبيان، وطلاقةِ لسان.. ولكنّها روحٌ ينطلق من أعماق الأعماق، ويَسْري دَماً في العروق، ويَنْتَظِمُ القلبَ والعقل، والمعرفةَ والفكر، والإحساسَ والشعور، والقولَ والعمل، ويتجسّمُ في مختلف بواطنِ الحياةِ وظواهرِها ومجالاتِها المتعدّدة، فتبصرُه العيون، وتُحِسُّهُ النفوس، وتَلْمسُهُ الأيْدي، في كلّ حركةٍ من الحركات، ويومٍ من الأيام..»
    وهذا ما عقدنا العزم عليه ونسأل الله تعالى السلامة والهدى والرشاد. وارجوا الرد.
يعمل...
X