بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وزآله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد:
فأخوتي في الله هذه والذي نفسي بيده نصيحة لله
فأخوتي في الله هذه والذي نفسي بيده نصيحة لله
إخوتااااااااااااااااه
لا يعرف حقيقة الدنيا بصفوها وأكدارها، وزيادتها ونقصانها إلا المحاسب نفسه.
فمن صفَّى صُفِّيَ له
ومن كَدَّر كُدِّر عليه
ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله.
ومن سرَّه أن تدوم عافيته فليتق الله ربَّه
فالبر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
ومن كَدَّر كُدِّر عليه
ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله.
ومن سرَّه أن تدوم عافيته فليتق الله ربَّه
فالبر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
وإذا رأيت في عيشك تكديراً وفي شأنك اضطراباً، فتذكر نعمةً ما شُكرت، أو زلة قد ارتكبت فجودة الثمار من جود البذار، ومن زرع حصد، وليس للمرء إلا ما اكتسب، وهو في القيامة مع من أحب.
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: من عرف أنه عبدٌ لله وراجعٌ إليه فليعلم أنه موقوف.
ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليُعد لكل سؤال جواباً.
قيل: يرحمك الله فما الحيلة؟ قال: الأمر يسير. تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى. فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي.
ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليُعد لكل سؤال جواباً.
قيل: يرحمك الله فما الحيلة؟ قال: الأمر يسير. تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى. فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي.
أيها الإخوة: وهذه وقفة محاسبة مع النفس، بل مع أعز شيء في النفس، مع ما بصلاحه صلاح العبد كله، وما بفساده فساد الحال كله.
وقفةٌ مع ما هو أولى بالمحاسبة وأحرى بالوقفات الصادقة يقول نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).
ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه)).
ويقول الحسن رحمه الله: داوِ قلبك؛ فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم، ولن تحب الله حتى تحب طاعته.
أيها المسلمون:
إخوتاااااااااااااااه
إخوتاااااااااااااااه
من عرف قلبه عرف ربَّه، وكم من جاهل بقلبه ونفسه، والله يحول بين المرء وقلبه.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: هلك من لم يكن له قلبٌ يعرف المعروف وينكر المنكر.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: هلك من لم يكن له قلبٌ يعرف المعروف وينكر المنكر.
أيها الإخوة: لا بد في هذا من محاسبةٍ تَفُضُّ تغاليق الغفلة، وتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعاً.
من لم يظفر بذلك فحياته كلها والله هموم في هموم، وأفكارٌ وغموم، وآلامٌ وحسرات.
بل إن الله لم يبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلا بالمهمتين العظيمتين: علم الكتاب والحكمة وتزكية النفوس. هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلأُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ [الجمعة:2].
بل لقد علَّق الله فلاحَ عبده على تزكية نفسه وقدم ذلك وقرره بأحد عشر قسماً متوالية؛ اقروؤا إن شئتم وتأملوا:وَٱلشَّمْسِ وَضُحَـٰهَا * وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلـٰهَا * وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّـٰهَا * وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَـٰهَا * وَٱلسَّمَاء وَمَا بَنَـٰهَا * وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَـٰهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـٰهَا [الشمس:1-10].
إخوتي في الله:
إن في القلوب فاقةً وحاجةً لا يسدها إلا الإقبال على الله ومحبته والإنابة إليه، ولا يلم شعثها إلا حفظ الجوارح، واجتناب المحرمات، واتقاء الشبهات.
معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين، ومن أظهر المعالم في طريق الصالحين.
معرفة تستوجب اليقظة لخلجات القلب وخفقاته، وحركاته ولفتاته، والحذر من كل هاجس، والاحتياط من المزالق والهواجس، والتعلق الدائم بالله؛ فهو مقلب القلوب والأبصار.
جاء في الخبر عند مسلم رحمه الله من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرفه حيث يشاء.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)).
ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم: يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89].
اللهم أجعل قلوبنا سليمه يارب وإجعلنا من عبادك المُخلَصين
يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين
يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين
تعليق