بسم الله والصلاة والسلام على الحبيب رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد
فأخوتي في الله أشهد أن لا إله إلا الله
فأخوتي في الله أشهد أن لا إله إلا الله
كلام ذي الفل !!! أيوه تاني !!
وعليك تلك المرة
بأن
تحضر
قلماً
لتكتبها
ولكن
على صفحات القلب
بأن
تحضر
قلماً
لتكتبها
ولكن
على صفحات القلب
مع العمالقة
يقولُ شيخُ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كما في جامع الرسائل الرسالة الثالثة:
قاعدة في المحبة: "وهُنا نكتةٌ نافعة؛ وهي أنَّ الإنسانَ قد يسمعُ ويرى ما يصيبُ كثيرًا من أهل الإيمان والإسلام في الدنيا في المصائب، وما يصيبُ كثيرًا من الكفَّار والفجَّار في الدنيا من الرياسةِ والمال وغير ذلك، فيعتقدُ أنَّ النعيمَ في الدنيا لا يكونُ إلاَّ لأهلِ الكُفر والفجور، وأنَّ المؤمنين ليس لهم في الدنيا ما يتنعمون به إلا قليلاً، وكذلك قد يعتقدُ أنَّ العزةَ والنُّصرةَ قد تستقرُ للكفار والمنافقين على المؤمنين، وإذا سمع ما جاءَ في القرآن من أنَّ العزةَ لله ولرسولهِ وللمؤمنين وأنَّ العاقبةَ للتقوى وقولَ الله تعالى: وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات:173] وهو ممن يصدّقُ بالقرآن حملَ هذه الآيات على الدارِ الآخرة فقط، وقال: أمَّا في الدنيا فما نرى بأعيننا إلاَّ أنَّ الكفارَ والمنافقين فيها يظهرون ويغلبون المؤمنين".
قاعدة في المحبة: "وهُنا نكتةٌ نافعة؛ وهي أنَّ الإنسانَ قد يسمعُ ويرى ما يصيبُ كثيرًا من أهل الإيمان والإسلام في الدنيا في المصائب، وما يصيبُ كثيرًا من الكفَّار والفجَّار في الدنيا من الرياسةِ والمال وغير ذلك، فيعتقدُ أنَّ النعيمَ في الدنيا لا يكونُ إلاَّ لأهلِ الكُفر والفجور، وأنَّ المؤمنين ليس لهم في الدنيا ما يتنعمون به إلا قليلاً، وكذلك قد يعتقدُ أنَّ العزةَ والنُّصرةَ قد تستقرُ للكفار والمنافقين على المؤمنين، وإذا سمع ما جاءَ في القرآن من أنَّ العزةَ لله ولرسولهِ وللمؤمنين وأنَّ العاقبةَ للتقوى وقولَ الله تعالى: وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات:173] وهو ممن يصدّقُ بالقرآن حملَ هذه الآيات على الدارِ الآخرة فقط، وقال: أمَّا في الدنيا فما نرى بأعيننا إلاَّ أنَّ الكفارَ والمنافقين فيها يظهرون ويغلبون المؤمنين".
وهذا تلميذهُ الشيخُ ابن القيم رحمه الله يعرضُ أمامَ ناظريكم ـ إخوتي في الله ـ الحكمة من وراءِ تمكين أهل الكُفر والفسوقِ والعصيان
فيقول في كتابه طريق الهجرتين (ص214-215): "وكان في تمكينِ أهل الكفرِ والفسوق والعصيان من ذلك إيصالُ أولياءِ الله إلى الكمالِ الذي يحصل لهم بمعاداةِ هؤلاءِ وجهادهم والإنكارِ عليهم والموالاة فيه والمعاداة فيه وبذل نفوسهم وأموالهم وقواهم له، فإنَّ تمام العبوديةِ لا يحصلُ إلاَّ بالمحبةِ الصادقة، وإنَّما تكونُ المحبةُ صادقةً إذا بذلَ فيها المُحبُّ ما يملكُهُ من مالٍ ورياسةٍ وقوةٍ في مرضاة محبوبهِ والتقرب إليه، فإذا بذلَ لهُ رُوحهُ كان ذلك أعلى درجاتِ المحبة. ومن المعلومِ أنَّ من لوازمِ ذلك أن يخلقَ ذواتًا وأسبابًا وأعمالا وأخلاقًا وطبائعَ تقتضي معاداةُ من يحبه... ـ إلى أن يقول: ـ فلولا خلق الأضدادِ وتسليط أعدائهِ وامتحان أوليائه لم يستخرج خاص العبوديةِ من عبيده الذين هم عبيده، ولم يحصل لهم عبوديةُ الموالاة فيه والمعاداة فيه والحبّ فيه والبغضُ فيه والعطاء له والمنع له".
فيقول في كتابه طريق الهجرتين (ص214-215): "وكان في تمكينِ أهل الكفرِ والفسوق والعصيان من ذلك إيصالُ أولياءِ الله إلى الكمالِ الذي يحصل لهم بمعاداةِ هؤلاءِ وجهادهم والإنكارِ عليهم والموالاة فيه والمعاداة فيه وبذل نفوسهم وأموالهم وقواهم له، فإنَّ تمام العبوديةِ لا يحصلُ إلاَّ بالمحبةِ الصادقة، وإنَّما تكونُ المحبةُ صادقةً إذا بذلَ فيها المُحبُّ ما يملكُهُ من مالٍ ورياسةٍ وقوةٍ في مرضاة محبوبهِ والتقرب إليه، فإذا بذلَ لهُ رُوحهُ كان ذلك أعلى درجاتِ المحبة. ومن المعلومِ أنَّ من لوازمِ ذلك أن يخلقَ ذواتًا وأسبابًا وأعمالا وأخلاقًا وطبائعَ تقتضي معاداةُ من يحبه... ـ إلى أن يقول: ـ فلولا خلق الأضدادِ وتسليط أعدائهِ وامتحان أوليائه لم يستخرج خاص العبوديةِ من عبيده الذين هم عبيده، ولم يحصل لهم عبوديةُ الموالاة فيه والمعاداة فيه والحبّ فيه والبغضُ فيه والعطاء له والمنع له".
إخوتي في الله
يقولُ ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين (2/176، 177) وهو يتحدثُ عن نوعي العبوديةِ العامةِ الخاصة: "ولله سبحانهُ على كلِّ أحدٍ عبوديةً بحسبِ مرتبته، سِوى العبوديةِ العامةِ التي سوَّى بين عبادهِ فيها؛ فعلى العالم من عبوديةِ نشرِ السنةِ والعلم الذي بعثَ اللهُ به رسلهُ ما ليس على الجاهل، وعليه من عبوديةِ الصبرِ على ذلك ما ليس على غيره، وعلى الحاكمِ من عبوديةِ إقامةِ الحقِّ وتنفيذهِ وإلزامه من هو عليه به والصبر على ذلك والجهاد عليه ما ليس على المفتي، وعلى الغنيِّ من عبوديةِ أداءِ الحقوق التي في ماله ما ليس على الفقير، وعلى القادرِ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده ولسانه ما ليس على العاجز عنهما.
وتكلم يحيى بن معاذ الرازي يومًا في الجهادِ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقالت لهُ امرأة: هذا واجبٌ قد وضع عنَّا، فقال: هبي أنَّهُ قد وضَع عنكنَّ سلاح اليدِ واللسان، فلم يُوضع عنكنَّ سلاح القلب، فقالت: صدقت، جزاك الله خيرًا... ـ إلى أن قال الشيخ رحمه الله: ـ وقد غرَّ إبليسُ أكثرَ الخلقِ بأن حسنَّ لهمُ القيامَ بنوعٍ من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا والانقطاع، وعطلوا هذه العبادات؛ فلم يُحدِّثُوا قلوبهم بالقيام بها، وهؤلاءِ عند ورثةِ الأنبياءِ من أقلِّ الناسِ دينًا، فإنَّ الدين هو القيامُ لله بما أمر به، فتاركُ حقوقِ الله التي تجبُ عليه أسوأُ حالاً عند الله ورسولهِ من مُرتكب المعاصي... ـ إلى أن قال: ـ ومن له خبرة بما بعث اللهُ به رسولهُ وبما كان عليه هو وأصحابه رأى أنَّ أكثرَ من يشار إليهم بالدين هُم أقلُّ الناسِ دينًا والله المستعان، وأيُّ دينٍ وأيُّ خيرٍ فيمن يرى محارم الله تُنتهك وحدودهُ تُضاع ودينهُ يُترك وسنة رسولِ اللهِ صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يرغب عنها وهو باردُ القلبِ ساكتُ اللسان شيطانٌ أخرس؟! كما أنَّ المتكلمَ بالباطل شيطانٌ ناطق، وهل بليَّةُ الدين إلاَّ من هؤلاءِ الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاةَ بما جرى على الدين؟! وخيارهم المحزن المتلمظ، ولو نُوزع في بعضِ ما فيه غضاضة عليه في جاههِ أو مالهِ بذل وتبذل وجدَّ واجتهد واستعملَ مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه، وهؤلاء ـ كما يقولُ الشيخ رحمه الله ـ مع سقوطهم من عينِ الله ومقت اللهِ لهم قد بلوا في الدنيا بأعظمِ بليَّةٍ تكونُ وهم لا يشعرون وهو موت القلوب، فإنَّ القلبَ كلَّما كانت حياتهُ أتم كان غضبهُ لله ورسولهِ أقوى وانتصارهُ للدين أكمل".
إخوتاااااااااااااااااااه
في تركِ أمرِ الله وعدم التمعُّر لشيوعِ الفساد والمنكر خطر عظيم، وقد ذكرَ الإمامُ أحمد وغيره أثرًا أنَّ اللهَ سُبحانهُ أوحى إلى ملكٍ من الملائكةِ أن اخسِف بقريةِ كذا وكذا، فقال: يا رب، كيف وفيهم فلانٌ العابد؟! فقال: به فابدأ؛ فإنَّهُ لم يتمعَّر وجههُ في يومٍ قط.
وذكر صاحبُ التمهيد أنَّ اللهَ سُبحانهُ أوحى إلى نبيٍّ من أنبيائهِ أن قُل لفلانٍ الزاهد: أمَّا زُهدك في الدنيا فقد تعجّلت به الراحة، وأمَّا انقطاعُك إليَّ فقد اكتسبت به العز، ولكن ماذا عملت فيما ليَ عليك؟ فقال: يا ربي، وأي شيءٍ لك عليّ؟! قال: هل واليتَ فيَّ وليّا أو عاديت فيّ عدوّا؟
وذكر صاحبُ التمهيد أنَّ اللهَ سُبحانهُ أوحى إلى نبيٍّ من أنبيائهِ أن قُل لفلانٍ الزاهد: أمَّا زُهدك في الدنيا فقد تعجّلت به الراحة، وأمَّا انقطاعُك إليَّ فقد اكتسبت به العز، ولكن ماذا عملت فيما ليَ عليك؟ فقال: يا ربي، وأي شيءٍ لك عليّ؟! قال: هل واليتَ فيَّ وليّا أو عاديت فيّ عدوّا؟
هكذا إخوة الإسلام،فَهِمَ السلفُ رحمهم الله حقيقةَ العبوديةِ لله، وكذلك جاءتِ النصوصُ الشرعية والوصايا النبويَّة تُؤكدُ أمرَ القيامِ له بحقهِ عبوديةً عامة يشتركُ الناسُ فيها، وعبودية خاصة كلٌّ بحسبه، تضمنُ قيام أمر الله، تُرسي دعائمَ الخيرِ في الأرض، وتوالي الخيِّرينَ وتحبُ الناصحين، وتسهمُ في اقتلاع الشرِّ من جذوره، وتأخذُ على أيدي السفهاءِ وتأطرهم على الحقِّ أطرا، وتكرهُ المبطلين وتُعادي الكافرين وتبغضُ المنافقين.
وبهذه المجاهدة في الأرض ينساحُ الخيرُ وينكمشُ الباطل ويقتربُ النصر، ولكنَّ ذلك يحتاجُ إلى صبرٍ ومصابرة وإيمانٍ ويقين، ومن خطَبَ الحسناءَ لم يغلها المهر، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69], وقال تعالى: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47], وقال: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات:171-173]، وصدقَ رسولُ الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم تسليما كثيرا: ((ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يتركُ اللهُ بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلاَّ أدخلهُ اللهُ هذا الدين، بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، عزًا يُعزُّ اللهُ به الإسلام، وذلاً يُذلُّ به الكفر)) رواه ابن حبان وصححه الألباني في السلسلة (3).
اللهمَّ انصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين، اللهمَّ اجعلنا من أنصار دينك والمنافحين عن شرعك يا رب العالمين...
تعليق