خواطر دعوية.. نهر الخير يبحث عن مجرى
بقلم/ إسلام الغمري
أشاهد وأراقب التجربة الناشئة بعد طول غياب، أرى تفاعلات متنوعة، وحوارات متشابكة بين أبناء الجماعة الإسلامية، قيادة وأفراداً.
أتساءل:
هل هذا التفاعل علامة صحة؟!!
وهل جسد الجماعة قد بدأ يتعافى؟!!
وهل بدأت الجماعة تتفاعل مع المجتمع تفاعلا ً إيجابيا ً بعد غيبة قسرية خلف الأسوار، طال ليلها إلى أن انبلج فجرها؟!!
هل كسرت الجماعة، أسوار الوحدة، وانتقلت إلى معترك الحياة لتؤدى رسالة الدعوة إلى الله؟!!
إلى أين يتجه هذا الشريان الدافق؟!!
هل يستطيع هذا النهر العظيم أن يخط له مجرى وسط الصعاب؟!!
وأين يصب هذا النهر العظيم؟!!
وما هي رسالته في عالم اليوم والغد؟!!
ماذا أعد من خير لدينه، وأمته؟!!
الأمة تحيا مرحلة صعبة وتحتاج من يساعد، فهل نشارك، أم نحجم عن هذا الخير؟!!
فيأتي الجواب من أعماقنا:-
بل نحن حملة رسالة ومشاعل، لا يمكن أن ننسى من نكون.
* نحن أبناء الإسلام لا نستطيع أن نحيا بعيدا ً عنه.
* نحن أبناء أمتنا.
* نحن أبناء شعبنا.
* نحن جزء من كل لا يمكن لنا أن ننفصل أو نتخلى عن تأدية واجبنا.
ولكن مازال مجرى النهر ضيق، ويحتاج لجهد الجميع حتى يتسع للجميع وينساب بسهولة.
* نريد إيجابية.. لا نريد سلبية.. لا نريد أن نجلس في خيلات وهمية، أو قصور عاجية، أو في بيوت زجاجية.
* نريد النفوس الطيبة المعطاءة.
* نريد أن نتذكر من نحن وماذا نريد.
- لا نريد أن ننسى أنفسنا.. لا نريد أن ننسى أمتنا.
- لا نريد أن نتخلى عن واجباتنا.
- لا نريد لروح الانهزامية أن تسيطر على البعض، علينا أن تمسك أيدينا بأيدي بعضنا البعض.
- لا نريد أن نخسر أحدا ً فالضعيف أمير الركب.
* نحن ببعضنا.. فلو تخلينا عن بعضنا، تخلينا عن أنفسنا.
* نحن ننتمي لأسرة الحب في الله.
* نحن ننتمي لأسرة توقير الكبير والرحمة بالصغير.
* نصيحة واجبة لأحبتي في الله
* نحن متبعون خطى الحبيب.
* نحن نحاول أن نصنع المجد لأمتنا.
* نحن نسعى لأن نكون من مشاعل النور والضياء.. والمشاعل تحتاج إلى هواء متجدد.
ولكن الغيبة الطويلة أثرت في البعض فأصيب بالسلبية.. لا يريد أن يتحرك.. أنه يريد أن يبقى جامدا في مكانه.. يخشى إن بادر بالتحرك أن يخطئ ، وأصبح يعيش في صراع نفسي أيبادر بالدعوة الإيجابية إلى الله.. أم يبقى جامدا ساكنا في مكانه.
أخذ البعض منهم بالعزيمة فبادر للإصلاح قدر الجهد والاستطاعة.. وما هو مسموح، ومتاح، وإن كان قليلا فعسى الله أن يبارك في القليل فيصبح كثيرا ً بإذنه.
نعم.. إنه التوكل على الله.
إنها خطوات البداية للبعض فهناك من يحبو ويتعثر قليلا ً، ولكنه لن يلبث أن يحسن السير بإذن الله
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".
* نعم.. في الجماعة من يتقن السباحة، وهو ماهر بها.
* نعم أن بالجماعة أستاذ الدعوة الكبير الطود الشامخ فضيلة الدكتور ناجح إبراهيم.
* نعم هناك فقهاء الجماعة الكبار الشيخ أسامة حافظ، والشيخ عبد الآخر حماد، والشيخ على الشريف.
* نعم هناك أدباء الجماعة ومفكريها الكبار، هناك الشيخ عاصم عبد الماجد والشيخ عصام دربالة.
* نعم هناك الشيخ طارق وعبود الزمر.
* نعم هناك الشيخ على الدينارى.
وغيرهم من شباب الجماعة الصاعد.. فالجماعة الإسلامية ولادة معطاءة.
* نعم هناك تاج كبير فوق الرءوس فضيلة الشيخ كرم زهدي.
فلماذا ينتظر البعض؟!!
لماذا الشعور بالحياء؟!!
ولم السلبية؟!!
لماذا نجلس ونراقب من بعد؟!!
لماذا لا تكون هناك نصائح صادقة نحتاجها من الكثيرين؟!!
وإننا لنحمد الله حيث يقوم البعض ببذل النصيحة الصادقة مشكوراً فجزاه الله خيراً.
وهناك من يوجه النقد اللاذع ولا يلتزم أدب النصيحة فننصحه بالحسنة.. فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يكن فاحشا ولا متفحشا ً، ولا بذيئا ً.
هل ننسحب بهدوء أم نحاول في سعينا ومحاولاتنا من أجل تبليغ دعوة الله؟
تأتى الإجابة من الأعماق:
- نحن حملة دين.
- نحن حملة رسالة.
- نحن حملة مشاعل.
- نجد من يقول لقد أخطأتم في اجتهادكم في مرحلة من مراحل الطريق.
- فنرد عليه من غير تردد، كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون.
ونحن نعتز بأننا نعترف بأخطائنا، ونستفيد من تجاربنا، ونهديها لغيرنا، حتى يعم النفع وتكثر الفائدة.
فنعود ونسأل أنفسنا من جديد:
فماذا عن فترة الابتلاء؟!!
فنقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، ونحمد الله نحسب أن النيات كانت صادقة، ونحسبها كانت لوجه الله خالصة.
إذن فلماذا تتعبون أنفسكم لقد أديتم ما عليكم فاستريحوا.. وأن للدين ربا ً سيحميه، والدعوة ستصل بكم وبغيركم.
فنرد علي من يقول ذلك:
نعم.. أن الدين له ربا سيحميه، والدعوة ستصل بإذن الله ما بلغ الليل والنهار، ولكنا مطالبون بالسعي والعمل والبلاغ،
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
نعم.. قد لا تكون الدعوة في حاجة لنا.. ولكنا نحن في حاجة للدعوة.. نحن كالسمك الذي لا يستطيع أن يعيش خارج الماء.
فيأتي السؤال:-
وهل هذا التفاعل بين كافة الأطياف في الجماعة.. وهذا التفاعل مع النفس ومع الآخرين علامة ايجابية أم لا؟!!
فنقول:-
هذه بإذن الله علامة خصوبة وحياة، فالنهر المتدفق بالخير يبحث عن مجرى يتحرك فيه.
وفى البدايات ينحت النهر في الصخور ويحمل معه بعض فتات الصخور.. قد يكون بعضها عوامل خصوبة للتربة، وقد يتخلص من بعضها غير المفيد.. ولكن الحمد لله بدأ النهر يسيل.
ولكن البعض يريد أن يوقف المسير.
نقول:
لا.. لن يتوقف المسير بإذن الله، ولكنا سننظف ونطهر ونجدد المجرى باستمرار، وسنقبل النقد الهادف والبناء بصدر رحب.
بل إننا سنسعى لزيادة الروافد، فمع مرور الوقت سوف يتشجع كل من فيه خير ليشارك في خدمة الإسلام، فنهر الخير يتسع للجميع بإذن الله.
فنحن في حاجة لكل جهد وإن كان يسيرا ً حتى يتدفق نبع الخير بإذنه.. فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
فنسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا.. وأن يؤلف بين قلوبنا
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
إسلام الغمري
يحضر رسالة الدكتوراة في جامعة الأزهر
السبت الموافق:
18/4/1431هـ
3/4/2010م
بقلم/ إسلام الغمري
أشاهد وأراقب التجربة الناشئة بعد طول غياب، أرى تفاعلات متنوعة، وحوارات متشابكة بين أبناء الجماعة الإسلامية، قيادة وأفراداً.
أتساءل:
هل هذا التفاعل علامة صحة؟!!
وهل جسد الجماعة قد بدأ يتعافى؟!!
وهل بدأت الجماعة تتفاعل مع المجتمع تفاعلا ً إيجابيا ً بعد غيبة قسرية خلف الأسوار، طال ليلها إلى أن انبلج فجرها؟!!
هل كسرت الجماعة، أسوار الوحدة، وانتقلت إلى معترك الحياة لتؤدى رسالة الدعوة إلى الله؟!!
إلى أين يتجه هذا الشريان الدافق؟!!
هل يستطيع هذا النهر العظيم أن يخط له مجرى وسط الصعاب؟!!
وأين يصب هذا النهر العظيم؟!!
وما هي رسالته في عالم اليوم والغد؟!!
ماذا أعد من خير لدينه، وأمته؟!!
الأمة تحيا مرحلة صعبة وتحتاج من يساعد، فهل نشارك، أم نحجم عن هذا الخير؟!!
فيأتي الجواب من أعماقنا:-
بل نحن حملة رسالة ومشاعل، لا يمكن أن ننسى من نكون.
* نحن أبناء الإسلام لا نستطيع أن نحيا بعيدا ً عنه.
* نحن أبناء أمتنا.
* نحن أبناء شعبنا.
* نحن جزء من كل لا يمكن لنا أن ننفصل أو نتخلى عن تأدية واجبنا.
ولكن مازال مجرى النهر ضيق، ويحتاج لجهد الجميع حتى يتسع للجميع وينساب بسهولة.
* نريد إيجابية.. لا نريد سلبية.. لا نريد أن نجلس في خيلات وهمية، أو قصور عاجية، أو في بيوت زجاجية.
* نريد النفوس الطيبة المعطاءة.
* نريد أن نتذكر من نحن وماذا نريد.
- لا نريد أن ننسى أنفسنا.. لا نريد أن ننسى أمتنا.
- لا نريد أن نتخلى عن واجباتنا.
- لا نريد لروح الانهزامية أن تسيطر على البعض، علينا أن تمسك أيدينا بأيدي بعضنا البعض.
- لا نريد أن نخسر أحدا ً فالضعيف أمير الركب.
* نحن ببعضنا.. فلو تخلينا عن بعضنا، تخلينا عن أنفسنا.
* نحن ننتمي لأسرة الحب في الله.
* نحن ننتمي لأسرة توقير الكبير والرحمة بالصغير.
* نصيحة واجبة لأحبتي في الله
* نحن متبعون خطى الحبيب.
* نحن نحاول أن نصنع المجد لأمتنا.
* نحن نسعى لأن نكون من مشاعل النور والضياء.. والمشاعل تحتاج إلى هواء متجدد.
ولكن الغيبة الطويلة أثرت في البعض فأصيب بالسلبية.. لا يريد أن يتحرك.. أنه يريد أن يبقى جامدا في مكانه.. يخشى إن بادر بالتحرك أن يخطئ ، وأصبح يعيش في صراع نفسي أيبادر بالدعوة الإيجابية إلى الله.. أم يبقى جامدا ساكنا في مكانه.
أخذ البعض منهم بالعزيمة فبادر للإصلاح قدر الجهد والاستطاعة.. وما هو مسموح، ومتاح، وإن كان قليلا فعسى الله أن يبارك في القليل فيصبح كثيرا ً بإذنه.
نعم.. إنه التوكل على الله.
إنها خطوات البداية للبعض فهناك من يحبو ويتعثر قليلا ً، ولكنه لن يلبث أن يحسن السير بإذن الله
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".
* نعم.. في الجماعة من يتقن السباحة، وهو ماهر بها.
* نعم أن بالجماعة أستاذ الدعوة الكبير الطود الشامخ فضيلة الدكتور ناجح إبراهيم.
* نعم هناك فقهاء الجماعة الكبار الشيخ أسامة حافظ، والشيخ عبد الآخر حماد، والشيخ على الشريف.
* نعم هناك أدباء الجماعة ومفكريها الكبار، هناك الشيخ عاصم عبد الماجد والشيخ عصام دربالة.
* نعم هناك الشيخ طارق وعبود الزمر.
* نعم هناك الشيخ على الدينارى.
وغيرهم من شباب الجماعة الصاعد.. فالجماعة الإسلامية ولادة معطاءة.
* نعم هناك تاج كبير فوق الرءوس فضيلة الشيخ كرم زهدي.
فلماذا ينتظر البعض؟!!
لماذا الشعور بالحياء؟!!
ولم السلبية؟!!
لماذا نجلس ونراقب من بعد؟!!
لماذا لا تكون هناك نصائح صادقة نحتاجها من الكثيرين؟!!
وإننا لنحمد الله حيث يقوم البعض ببذل النصيحة الصادقة مشكوراً فجزاه الله خيراً.
وهناك من يوجه النقد اللاذع ولا يلتزم أدب النصيحة فننصحه بالحسنة.. فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يكن فاحشا ولا متفحشا ً، ولا بذيئا ً.
هل ننسحب بهدوء أم نحاول في سعينا ومحاولاتنا من أجل تبليغ دعوة الله؟
تأتى الإجابة من الأعماق:
- نحن حملة دين.
- نحن حملة رسالة.
- نحن حملة مشاعل.
- نجد من يقول لقد أخطأتم في اجتهادكم في مرحلة من مراحل الطريق.
- فنرد عليه من غير تردد، كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون.
ونحن نعتز بأننا نعترف بأخطائنا، ونستفيد من تجاربنا، ونهديها لغيرنا، حتى يعم النفع وتكثر الفائدة.
فنعود ونسأل أنفسنا من جديد:
فماذا عن فترة الابتلاء؟!!
فنقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، ونحمد الله نحسب أن النيات كانت صادقة، ونحسبها كانت لوجه الله خالصة.
إذن فلماذا تتعبون أنفسكم لقد أديتم ما عليكم فاستريحوا.. وأن للدين ربا ً سيحميه، والدعوة ستصل بكم وبغيركم.
فنرد علي من يقول ذلك:
نعم.. أن الدين له ربا سيحميه، والدعوة ستصل بإذن الله ما بلغ الليل والنهار، ولكنا مطالبون بالسعي والعمل والبلاغ،
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
نعم.. قد لا تكون الدعوة في حاجة لنا.. ولكنا نحن في حاجة للدعوة.. نحن كالسمك الذي لا يستطيع أن يعيش خارج الماء.
فيأتي السؤال:-
وهل هذا التفاعل بين كافة الأطياف في الجماعة.. وهذا التفاعل مع النفس ومع الآخرين علامة ايجابية أم لا؟!!
فنقول:-
هذه بإذن الله علامة خصوبة وحياة، فالنهر المتدفق بالخير يبحث عن مجرى يتحرك فيه.
وفى البدايات ينحت النهر في الصخور ويحمل معه بعض فتات الصخور.. قد يكون بعضها عوامل خصوبة للتربة، وقد يتخلص من بعضها غير المفيد.. ولكن الحمد لله بدأ النهر يسيل.
ولكن البعض يريد أن يوقف المسير.
نقول:
لا.. لن يتوقف المسير بإذن الله، ولكنا سننظف ونطهر ونجدد المجرى باستمرار، وسنقبل النقد الهادف والبناء بصدر رحب.
بل إننا سنسعى لزيادة الروافد، فمع مرور الوقت سوف يتشجع كل من فيه خير ليشارك في خدمة الإسلام، فنهر الخير يتسع للجميع بإذن الله.
فنحن في حاجة لكل جهد وإن كان يسيرا ً حتى يتدفق نبع الخير بإذنه.. فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
فنسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا.. وأن يؤلف بين قلوبنا
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
إسلام الغمري
يحضر رسالة الدكتوراة في جامعة الأزهر
السبت الموافق:
18/4/1431هـ
3/4/2010م
تعليق